أطلقوا سراحي!
أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاما جامعية، أعاني من حالة نفسية متعبة دائما أشعر أنني ولدت في زمن لا يناسبني ولدت في زمن خطأ أنا حساسة بطبعي وسرعان ما أبكي.
كثير من الأمور لا تناسبني لي طريق في التفكير خاص بي لا أحب أن يكون لأحد سلطة علي حتى لو كان والدي، أشعر في قرارة نفسي أنني كبرت بما فيه الكفاية لأكون مسؤولة عن نفسي وتصرفاتي لكن أبي يفرض رأيه علينا في كل شيء استنادا على مزاجه وأهوائه يحرمنا من زيارة قريباتنا بعلل تافهة، مثلا أردنا العشاء مع بنت الخالة يقول هي لماذا لا تأتي وتتعشى معكم لا تروحوا يتدخل في تفاصيل لا دخل له بها يريد اللقاء شخصيتنا وهذا الشيء أنا لا أقبله.
كما أن أمي تفرق في المعاملة بيننا وبين الأولاد فهي تحمل إخوتي على كفوف الراحة وتريد منا أنا وأختي خدمتهم وتلبية مطالبهم وغيره،
وذلك لا يناسبني نظرتي أن الحياة تعاون ولم تخلق المرأة لخدمة الرجل وتلبية مطالبه فقط أنا لا أحب خدمة إخوتي ولا أبي أحب أن يعتمد كل على نفسه في تلبية مطالبه.
أنا أشعر أن المراة وجدت لخدمة الرجل فقط حتى قراراتها ليست بيدها أكره كوني امرأه لذلك أثور وأعصب لأتفه الأسباب
لأن حياتي ليست ملكي أديرها كما أريد.
عندما تحدث مشكلة أثور وأعصب وأشعر أني أريد الانتقام منهم ومن نفسي أحب أن أعيش باستقلال لي شخصيتي وقراراتي،
أقسم أن نفسيتي تسوء يوما بعد يوم وأصبحت في حالة عصبية شديدة هذا مع الضغوطات الأخرى التي تواجهني التي لا حصر لها،
منها أنه لم يتقدم شخص لخطبتي حتى الآن سوى ابن خالتي الذي لا أجد فيه شخص كفؤ وبنات خالتي وعمتي تزوجوا وكذلك صديقاتي ممن هم في نفس عمري،
يوجد شخص يحبني وابادله الشعور تقدم لخطبتي ورفضه والدي وذلك منذ خمس سنوات وهو إلى الآن متمسك بي لكن أهلي يرفضونه
مع العلم اختياري له اختيار القلب والعقل لأنه يفهمني ويعاملني بما يتناسب مع شخصيتي
كثيرة هي الضغوط التي تواجهني
17/11/2017
رد المستشار
الابنة العزيزة "سارة" أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، وأهلا بك نموذجا للفتاة العربية في العقد الثالث من عمرها في مجتمعاتنا الجميلة الواعية، وإن توقف وعي تلك المجتمعات عند قرون مضت وتولت مع الأسف.
هم يضيقون عليك ولا يستطيع أحدٌ أن يكونَ قويَّ الحجة في لومهم – للأسف - لأن أوضاع مجتمعاتنا كلها تنذرُ بإمكانية التعرض لما هو دخيل عليها ومتشابه ومحرم، وحين تجد المجتمعات نفسها عاجزة عن المواجهة فإنها غالبا ما تتسلح بالتطرف في الأحكام والتصرفات، هذا يحدث داخل أسرنا العربية المحافظة - ولله الحمد أكثرها يبدو محافظا- يعني بمنتهى الوضوح هم يخافون عليك سواء كان أبوك بتضييقه الجائر أحيانا أو كانت والدتك التي تفضل الذكور على الإناث!! طبعا لأنهم يرون الرجل رجلا مهما حصل!! وهي نظرة لا تمتُّ لديننا الإسلامي بصلة فالذكر والأنثى سواء أمام الله محاسبةً على أفعالهم!!
ولا أستطيع تبرئتهم من ظلمك ولا أستطيع أن أقول لك تصرفي كمظلومة، وعلى أي حالٍ اقرئي: عن استراتيجية التعامل مع الوالدين
كبرت في رأسك الأفكار وأصبحت تدركين أن نظرتك لما يجب أن تكون عليه علاقة الأنثى بالذكر إنما تواجه بتناقض حاد مع ما يجري في المجتمع وتدرين على مستوى معين من وعيك أنك لا بد صائرة إلى الانصياع ، وأحسب أن مثل ما أنت فيه يحتاج تدخلا عاجلا لتعرفي الصحيح في هذا الأمر في ديننا من غيره وكي لا تسقطي ضحية لدعاوى النسوية أو الفيمنزم .
وما أخشاه عليك يا ابنتي هو أن تردي على الإساءة التي أساء بها الآخرون لديننا فضيقوا عليك وأعطوك مرتبة أقل مما تستحقين، بأن تسيئي أنت الأخرى لدينك بالسقوط في شرك مثل تلك الدعاوى، أنصحك بأن تقرئي : أفش شعري : بهدلة أصبحت : منار م1، وخذي من روابطها الداخلية ما يعطيك نموذجا عن حال الفتاة العربية في مجتمعاتنا العربية، وكيف يمكن أن تنهض من عثرتها، واقرئي أيضًا : سلسلة لأنني بنت أنا أصنع الحياة ، وأيضًا اقرئي نفسي في أم غيرها:أخي بكل احترام وأنا بالجزمة ، وأخيرا اقرئي أسئلة مشروعة:نموذج عربية غير مكونة .
لم تذكري لنا تفاصيل عن الشخص الذي تقدم لخطبتك ورفضه أهلك وهو ما يمنع منا القدرة على توجيهك في أي اتجاه، وأحسب أنك تحتاجين القراءة عن فن اختيار شريك الحياة (5)، وتابعي السلسلة أيضًا يا ابنتي .
ما أنصح به هو أن تحاولي المطالبة بحقك في العمل الاجتماعي التطوعي، وأحسب أن بلدكم يشهد نشاطا واسعا لمثل تلك الجمعيات التي تهدف لخدمة العباد، لأنني أراك إن لم تنجحي في ذلك واستمرت حياتك على هذا المنوال فقد تصبحين على عتبة الدخول في الاضطراب نفسيا، وبالتالي الحاجة للعلاج النفسي، اقرئي وفكري ودبري أمرك وتابعينا.