فرس الحواجز م1
فضفضة
أبدأ رسالتي بشكركم جزيلاً لما تقدمونه من مساعدة للناس ونفعكم لهم بما استطعتم استشارتي لا تحتوي مشكلة بقدر ما تحتوي مشاعر وأفكار تريد الترشيد والنصح فأنا كتبت سابقاً وحصلت على قدر من الإرشاد جعلني أتصالح مع نفسي أكثر مخاوفي قلت ربما وصلت لمرحلة جيدة من النضج من السابق لأتعامل مع أطفالي ومسؤولياتي ومشاكلي ولكن لم أصل إلى المستوى الأفضل في نظري على الأقل مضى كثير من الوقت على آخر استشارة لي ومضيت أنا في حياتي أعيش حياة مستقرة نوعاً ما الحمد لله
فأنا مسالمة بطبعي الأولاد أصبحوا أكبر دربت نفسي على التواصل معهم والحديث والاستماع لهم قللت مخاوفي وأصبحت أوازن الأحداث أفضل وقررت أن أوفر لهم جوا فيه من المرونة والتفاهم الكثير وأعتبرهم ضيوف عندي وعلي إحسان ضيافتهم ولا يخلو هذا الطريق من المصاعب والشعور بالذنب بالتقصير تجاههم ولكنه أخف من السابق .
بدأت دراستي الجامعية وهذه سنتي الثانية بتخصص مجهد بعض الشيء ولكن أستمتع به وكأني بدأت حياة جديدة مختلفة بدأت تتراءى لي آفاق جديدة أناس غير الذين ألفتهم رأيت احترام المحيطين يزداد وكأنهم على حسب إنجازك أو ألقابك يقررون مقدار الاحترام الذي يجب أن تحصل عليه.
أعاني من القلق فأنا أريد أن يمضي الوقت بسرعة لأصل إلى ما أريد أشعر أني أهتم بتفاصيل عادية أكثر من اللازم خاصة عندما أتكلم بعد الانتهاء أفكر فيما قلته كثيراً وأنه كان يجب أن أقول كذا وكذا أو ما كان يجب أن أقول وأحاسب نفسي وأجهدها مع أن الكلام خرج ولن يعود وربما يأخذ مني الأمر اهتماماً أكثر من اهتمامي بامتحان ربما يكون بعد ساعة فأنا الآن في عمر لا يسمح بالهفوات كالمراهقين. أشعر أن ما بداخلي مكشوف لمن يقابلني وأصبح يزعجني تعليقهم بأني طيبة أو الذي بداخلي يظهر في كلامي.
بدأت أقابل رجالاً أكثر من السابق عندما يرسل لي أحدهم بسؤال أو استفسار أشعر بالخوف لا أعلم لماذا مع أنني لم أفعل شيئاً سوى أنني لم أتعود وجود أرقام لغير النساء في جوالي أفكر في غيرة زوجي كيف علي التعامل أشعر بالاضطراب فبعض الرجال يأخذ الرد بمعنى آخر وبدأت أشعر بالانزعاج من نفسي لإحساسي بالضعف في تعاملي مع الناس المتطفلة أو التردد.
أعاني أيضاً من قلة الالتزام أريد أن يكون لي نظام يجعلني أفضل ولكن أفكر وأضع برنامج لمهامي و ....الخ. ولكن لا ألتزم أشعر بالفشل لعدم قدرتي على التحكم في يومي كما أفكر.
أعيش في فوضى تأجيل إلى آخر وقت مثلا أقرر عدم السهر لأصحو مبكراً ولكن هذا فقط في الأفكار فأجدني أسهر ربما للفجر وأنا أقرأ أو أشاهد التلفاز أو النت لأدخل دوامة الشعور بالذنب ومثله عند الأكل والكثير من أمور الحياة لا أريد لهذا أن يزداد حتى أفقد السيطرة .
أخاف من نفسي أحياناً لأني أشعر أنني أختلف عن السابق نظرتي للدين وللمتدينين اختلفت عن السابق وعن الحياة وعن الناس وعن المال طموحي بدأ يكبر عن السابق ولا أحد يشاركني طموحي بل أشعر بالقيود تزعجني مع أنها كانت موجودة سابقاً ولكن لم أكد ألاحظها وتعايشت معها بدون انزعاج سئمت العيش بعباءة غيري أتمنى العيش كما أريد وكما أرى أنه يناسبني ليس كما يناسب غيري بالرغم أنني أملك حيزاً جيداً من حرية التصرف والاختيار والعيش وكنت سعيدة جداً بهذه الحرية ولكن الآن أحس عباءة حريتي ضيقة علي وليس معنى هذا أنني أبحث عن الحرية بمعنى الانحلال أبدا لا أريد لكلامي أن يفهم بمعنى آخر ولكن لم أجد من يفهمني
فسوء تحليل نيتي جاهز لمن حاولت أن أحادثه بما يجول في أفكاري واتهامي بتهويل الأمور والعيش في القلق أو في أمر ليس له فائدة ففي كل مرة أنا المسؤولة عن إرهاق نفسي وفوضى حياتي وترتيب أولوياتي لا أعلم كم من الوقت يجب أن يمر لأكتشف من أنا والكف عن الحلم بالحياة التي أريدها بل أعيشها بالفعل مهما بلغت الصعوبة قبل مضي الأيام وضياعها دون الاكتراث للمحيطين ربما أفكر بمثالية ولكن هل المثالية خطأ إذا لم أحمل نفسي فوق طاقتي لأصل إليها؟ إني أرى نفسي تحتمل الأسى لأنني أعيش ليس كما أريد أو أتخيل هل هذه مشاكل بحد ذاتها أو أنا أصطنع المشاكل؟ لا أعلم!
أنا قنوعة بحياتي ليس معنى كلامي أنني أعيش جحيما لما أشعر به أو لست مقتنعة بما أعيش من نعم كثيرة الحمد لله. ولكن أخاف أن أصل إلى تلك المرحلة أصنف نفسي الآن في دائرة التمني والأحلام لا أريد أن أصل أو أعود إلى الحسرة وفقدان القناعة لأدخل دوامة الكره لما أعيش فيه فهذا شيء مريع.
أعلم أن الحل بيدي وربما استشارتي ليست مشكلة بقدر ما هي فضفضة
وشاكرة رحابة صدركم ووفقكم الله .
28/5/2018
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع
قرأت هذه الاستشارة أولاً التي تنتهي بأن ليس هناك مشكلة وإنما فضفضة. هذه الاستشارة لا تختلف عن الاستشارات السابقة٫ ولكن محتواها يشير إلى وجود أعراض نفسية متعددة منها:
١ - القلق
٢ - عدم الثقة بالنفس
٣ - عدم السعادة
٤ - غياب السيطرة على تحقيق الطموحات الشخصية
٥ - غياب إيقاع يومي منتظم
٦ - الشعور بالذنب
٧ - تأزم العلاقة الزوجية نوعاً ما.
بعد ذلك تفحصت الاستشارات السابقة والأخيرة منها تشير إلى اضطراب اكتئاب جسيم تحسن تدريجياً وليس كلياً. هذا ما يستدعي الطبيب النفساني أن يشك بأن محتوى هذه الرسالة هي أعراض اكتئابية مترسبة. تحسنت سابقاً على عقار مضاد للاكتئاب بجرع بسيطة جداً ولمدة قصيرة غير علاجية.
الفضفضة لوحدها لا تكفي وما يتسرب من الاكتئاب لا يسهل التخلص منه في المستقبل.
التوصيات:
١ - مراجعة منتظمة مع استشاري في الطب النفسي لتقييم الأعراض سريريا.
٢ - الكتابة أحيانا تضلل المستشير والمستشار سوية وليس هناك بديلا من مراجعة طبنفسية وجها لوجه.
٣ - الدخول في علاج كلامي طويل المدى يساعد الكثير.
٤ - تخلصي من هذه الأعراض الآن قبل أن تصبح جزءً لا يتجزأ من شخصيتك.
وفقك الله