أعراض غريبة
أنا شاب أبلغ من العمر 19 عاما..أعيش بعيداً عن أهلي بسبب دراستي الجامعية، مؤخراً بدأت أشعر بأعراض غريبة قليلاً وغير منطقية (بدأت منذ العام الماضي) وهي كالتالي :
في فترة قصيرة نوعاً بدأت أشعر بهلوسات لا أستطيع وصفها لكنني أشعر بها لكنني بنفس الوقت لا أراها أحياناً يكون لها صوت مميز وخفيف جداً (اختفت الأعراض بعد ظهورها بوقت قصير)
تزامن مع ظهور الهلوسات أول حالة اكتئاب لي ونعم أستطيع وصفها بأنها حادة جداً ولا يزال تأثيرها النفسي موجود ليومي هذا.. (طوال فترة الاكتئاب كان هناك ظهور للجانب السيئ من الماضي الذي كنت أعيشه بطفولتي) تعرضت للتنمر وللتحرش الجنسي بالمدرسة الإعدادية لا أعلم إذا كان ذلك يشكل أي تأثير لكنني أحببت ذكره، بعد ظهور أعراض الاكتئاب الأولى فعلياً وبسبب جهلي بهذا المرض حاولت الهرب من مشاكلي وعدم مواجهتها باعتبارها أيام سيئة وستمضي..
ومع مرور الوقت خفت حدة الاكتئاب بعد مرور فصل الشتاء (من الممكن أن يكون موسمي) وطوال فصل الصيف لم أشعر باكتئاب لكنني لم أكن أشعر بالراحة التي كنت عليها بالماضي أيضاً، ومع بداية موسم الشتاء هذه السنة عادت لي الأعراض لكنها كانت مختلفة قليلاً بحكم أنني استطعت تقييم حالتي بعد قراءة الكثير عن هذا المرض وكانت الأعراض كالتالي:
- أفكار انتحارية وتصورات لفعل ذلك كأن أرى نفسي داخل عقلي أقوم بشنق نفسي أو أقوم بقتل نفسي بأداة حادة وأفكار خارج إطار المنطق لإنهاء الحياة كالموت بالماس الكهربائي أو رمي نفسي من البنايات المرتفعة مثلا.. قمت مرة واحدة بشنق نفسي لكنني تراجعت فور البدء بالأمر
-انخفاض تقدير الذات الشعور بالعدم واسترسال بالتفكير بأننا لا شيء ونحنا ميتون بالنهاية ولا داعي للخوض في هذه الحياة الفانية
- الشعور بالاضطهاد ولعب دور المظلوم من الأهل والمجتمع (فعلياً أشعر أنني كذلك وأظن أنني أستحق فرصة أفضل وحياة أفضل)
- نوع غريب من الرهاب الاجتماعي كأن أمشي بالشارع وكلي خوف من نظرات أناس لي وأنهم يتكلمون حولي بسوء أو يتكلمون حول مظهري بسوء الخ...
- سلوكيات غريبة: نعم هذا صحيح ولا أعلم لماذا أقوم بذلك لكنني أقوم بتجميع العلب الفارغة بالفعل السبب مجهول؟؟
- أستطيع القول أيضا أنني أعاني من ممارسة قهرية للعادة السرية أنني بارد جنسياً لكنني بأوقات معينة أقوم بالممارسة عدة مرات متتالية
- الاكتئاب يعيق حياتي بمعنى الكلمة أقضي يومي فعلياً بالسرير لا أرغب بمحادثة أحدهم ولا حضور المحاضرات وأقوم قدر الإمكان بإلغاء أي مواعيد أو التزامات مع الأصدقاء وتصبح علاقاتي مع عائلتي سطحية جداَ بهذه الفترة
- لا أمانع الاستمرار بالنوم طيلة اليوم وفي أحياناً كثيرة لا أرغب بالاستيقاظ وأتمنى أن أبقى نائماً طيلة حياتي مع العلم لست أعاني من كسل أو خمول بشكل عام
- منذ صغري لدي شخصية انعزالية أملك أفكار مختلفة لا أستخدم وسائل التواصل الاجتماعي وأرى النقاشات التي تحدث داخلها سخيفة جداً وأرى أن البشر ذو تفكير محدود وغير منطقي أرى نفسي أملك القدرة على التفكير المنطقي عكس بقية البشر.. أشعر أنني أملك القدرة على تغيير العالم بالأفكار التي أملكها لكن ينقصني التطبيق الصحيح
- أنا إنسان أقرأ الكتب ولدي مبادئ وثقافة واضحة لا أحب النفاق والكذب وأرغب بعيش حياتي وحدي دون أن يشاركني أحد لكن هناك فجوة بداخلي لا أعلم كيف أغلقها
- أقوم بالتدخين بين الحين والآخر لكن بكمية قليلة جداً ولا أظن أنها ذات تأثير كبير
- في أوقات كثيرة أشعر أنني بخير ولا أعاني شيئاً بعكس بعض الأوقات التي تكون أفكاري مختلفة ونظرتي للعالم من حولي أيضاً مختلفة
- أؤمن أن مشكلتي تحتاج علاج سلوكي معرفي لا غير لكنني أعاني من تطبيق ذلك بنفسي دون المساعدة من أحدهم لأنني لا أستطيع طلب ذلك
- أحياناً أقوم إيذاء نفسي قهرياً كجرح ذراعي أو حرقها (أشعر بلذة حين أرى نفسي أتألم وأشعر أن لدي سيطرة على الألم الذي بداخلي وأنا من أقوم بصنعه)
ماذا أفعل وكيف أتصرف؟
ولكم كل الشكر
22/6/2018
رد المستشار
الابن السائل:
أحمد الله سبحانه أن جعل الاتصال ممكناً بيننا في هذا الكون العجيب الذي ينعزل فيه الناس رغم انتشار وسائل التواصل!! مبدئياً دعنا نتفق أن الحياة والبشر مصممون بنموذج العيش بمبدأ التكافل.يعني لا يعقل أن يعيش شاب في مثل سنك وطأة الاغتراب، ومسؤولية السعي اليومي، والإنجاز، ومواجهة تحديات وتفاصيل ووقائع ومعطيات الوجود على أرض الله دون تواصل إنساني مع من حوله!!
وكل ما تسوقه لتفسير عزلتك مفهوم ولكنه لا يبررها، ولا يقلب مفاهيم الصحة النفسية، والحياة الطيبة.
وأنت لم تذكر تفسيراً لقولك عن احتياجك لعلاج سلوكي معرفي "دون المساعدة من أحدهم لأنني لا أستطيع طلب ذلك"!!
لماذا لا تستطيع؟! وهل يتصور أن العلاج السلوكي المعرفي هو نوع من المساندة أو التنمية الذاتية التي يمكن أن يطبقها الإنسان مع نفسه؟!
وطالما أنك قرأت كثيراً ووصلت إلى مستوى تقييم حالتك، وهذا الوصف المتميز، والسرد المنظم للأعراض التي تعاني منها فماذا يمكن أن أضيف لك سوى أنه من حقك بل ومن واجبك تجاه نفسك أن تطلب العون!! لن أقفز إلى تشخيص حالتك على أن هناك أعراضاً واضحة للاكتئاب، وربما بدايات اضطراب شخصية، وفي كل الأحوال تحتاج إلى فحص ومعالجة.
وأشكال الدعم تتنوع كما المساندة والعلاج.
ورغم أن كثيرين منا قد استسلموا للسجون الجديدة الأنيقة التي هي هواتفهم الذكية، وأجهزة الكمبيوتر اللوحية النقالة، واستغنوا بها عن التواصل الإنساني الحي فإن هذا يبدو جزءاً من المشكلة رغم إغراء وإغواء هذا النمط السهل من الحياة!! بل إن بعض الدراسات الطبية والنفسية تؤكد على أثر استخدام هذه الوسائل على تزايد القلق والاكتئاب والانطواء والرهاب الاجتماعي وتأكل قدرات ومهارات التواصل!!لكن البشر يقاومون ولذلك أجد من حولي نوعاً من تنامي شبكات ومجموعات الهوايات من ممارسة المشي والجري وركوب الدراجات الهوائية والنارية إلى مجموعات الثقافة، ولقاءات الشعر، والموسيقى، ومشاهدة الأفلام، ومناقشة الكتب، ومن خلال هذه المجموعات يمكن أن تجد الأصدقاء أصحاب الاهتمامات المقاربة لما تهوى أنت.
مستوى آخر للدعم والمساندة تجده في لقاءات الدعم النفسي التي صارت تنتشر هنا وهناك لكنها تحتاج منك إلى بحث، ومنها ما هو موجود في الواقع، ومنها ما هو في الفضاء الأثيري الإليكتروني.
ابحث حولك، وإذا لم تجد يمكن أن نساعدك في بدء مجموعة دعم أونلاين، أو في الواقع.
مستوى العلاج أيضا تتعدد أشكاله بين العلاج الدوائي الذي أرى أنك تحتاج إلى وصفة طبية فيه من خلال مقابلة وتشخيص على يد متخصص.
نشجعك بنتائج ما تصل إليه، ودمت سالما.. سأنتظر متابعتك.
ويتبع>>>>>>: يضيع العمر يا ولدي: هواجس، وهلاوس، ووساوس م