يضيع العمر يا ولدي: هواجس، وهلاوس، ووساوس
أحلام اليقظة ، الزواج، ضغوطات نفسية
كما أظهرت بالأعلى فإن مشكلتي متعددة الجوانب
نشأت في عائلة تملك كم كبير من المشكلات العائلية مما تسبب لي بردة فعل كبيرة تجاه هذا النوع من المشكلات.. أصاب بالخوف الشديد، التوتر والانفعال، حين أكون متواجد أثناء المشاكل العائلية بين أبي وأمي.. حاليا أبلغ من العمر الرابعة والعشرين سنة ولازلت أحاول تكوين شخصيتي وكياني الخاص
أخبرت عائلتي منذ مدة عن رغبتي بالزواج من إحدى الأقارب التي بالمناسبة لا يربطني معها أي علاقة أبدا سوا إعجابي بها من طرف واحد ثم مع الوقت تحول إلى تعلق غريب نوعا ما .. أجدني أتخيل وجودي معها كل يوم وكأننا تزوجنا وأصبحت لدينا عائلة صغيرة جميلة وأن السعادة تملئ حياتي والأهم هو إني أبالغ كثيرا في توقعاتي لما بعد الزواج وكأن حياتي ستنقلب وسيصبح كل شيء على ما يرام
بالمناسبة جميع تخيلاتي حول هذه الفتاة خاليا من الأفكار الجنسية فقط أحلام يقظة لكنها كل يوم قبل النوم وتستمر لمدة ساعة إلى ساعة ونصف.. لا أعلم ماهو السبب بأني تعلقت بهذه الفتاة بشدة دون أي كلام أو مشاعر متبادلة .. لكن بعد الحديث مع أهلي رفض أبي الفتاة لأسبابه الخاصة والتي لها علاقة بالمشاكل العائلية التي تحدث مؤخراً
أصبت بالإحباط بالفعل لكن ردة فعلي كانت عكسية هي أنني بدأت أبالغ بالتخيلات وأصبحت أقضي أوقاتاَ أطول فأطول .. فالسعادة بالنسبة لي الآن هي البقاء في السرير أستمر بالتخيلات حتى عند الاستيقاظ .. بالنظر إلى واقعي الآن حالتي المادية لا تسمح لي بالزواج وأيضا بعض المشاكل النفسية قد تكون عائق مثل القلق والانطوائية
لا أريد أن أصاب بالإحباط بداية حياتي وأخشى أن أكرر مشاكل أبي وأمي عند زواجي ..
أبحث عن سعادة ستأتي لاحقاً وأخشى من الآن فقدها .. أجد إني مصاب بعقدة غريبة وأخشى أن تتكرر في المستقبل
24/4/2023
رد المستشار
الابن السائل..
أهلا وسهلا .. إذا صح أنك أرسلت لنا من قبل ورددنا على رسالتك، ألا يجدر بك أن ترد على ما نصحناك به؟؟
أرسلت تطلب عونا واقترحت عليك مقترحات محددة وغبت عدة سنوات ثم عدت بكلام جديد فهل نتجاهل رسالتك السابقة كما تجاهلت إجابتنا عليها؟؟ بل هل يمكن أن نتجاهل ما اشتكيت منه سابقا؟ وهل يمكن أن نتجاهل أننا قدمنا خطوطا محددة للتفاعل مع ما تفضلت به؟
في مثل حالتك يفيدك ويفيدنا وينفع الناس أن يتصل الخيط فتروي لنا ما فعلت بكلامنا: ما أخذت به، وما لم تأخذ، ولماذا؟؟
فلا أنت ولا نحن نضيع أوقاتنا بكلام في الهواء، ولكن صوت وصدى، طلب ومشورة، ومقترحات واستجابة، أو يصبح الكلام عبثا من أوله لآخره!!
لا أعرف خطتك لتكوين شخصيتك كما تفضلت بالقول.. فما هي خارطة محاولات وتفاعلات تكوين شخصيتك وكيانك؟؟
مثلا ما هي الأنشطة المتاحة في محيطك الجغرافي والاجتماعي والتي يمكن أن تساعدك في بناء شخصيتك؟
ما هي أشكال الدعم النفسي أو العلاجات المتوافرة في متناولك؟؟
هل أوضاعك المعيشية من كافة الجوانب هي أفضل حيث أنت حاليا أم كانت أفضل - فترة دراستك خارج بلدك؟
غياب الخطة وخارطة طريق نضجك النفساني وتنمية ذاتك بخطوات ووسائل وبرامج محددة من شأنه أن يدفعك نحو أحلام اليقظة التي تعيشها، وهذا متوقع جدا، ولا فائدة منه غير إضاعة الوقت، وأغلى سنوات العمر فيما لا يفيد.
لقد صار الزواج في أوطاننا عبئا كبيرا وفخا خطيرا تظهر فيه عيوب مجتمعاتنا النفسية والاقتصادية والروحية، وأنت مثقل بتركة سابقة، وأحمال ملفات تحتاج منك إلى مراجعات وجهود، وما تحمله هو مادة خام واعدة للعمل عليها باتجاه النضج والوعي والاتزان.. وهذا هو واجب الوقت.. فهل نقوم به أم نستسلم للهروب اللذيذ أو المؤلم بأنواعه؟؟
مرة أخرى.. لا بديل عن العمل والسعي الإيجابي في محيط داعم، أو تركه -إن لم يكن داعما- إلى غيره، حيث يمكنك التركيز على نفسك ووعيك وتكوين شخصيتك ورعاية صحتك النفسية وسلامك الداخلي ، وأنت في عنفوان طاقتك البيولوجية والعقلية.
تابعنا بأخبارك، ودمت بخير.
ويتبع>>>>>>: يضيع العمر يا ولدي: هواجس، وهلاوس، ووساوس م1