وسواس قهري في أمور الدين دمر حياتي....
السلام عليكم، أرجو منكم فضيلة الشيخ الرد على سؤالي أنا بحاجة ماسة إلى إجابتكم، سأحاول أن أشرح مشكلتي بالتفصيل وأتمنى أن أوفق في ذلك لأن مشكلتي معقدة
بدأت مشكلتي منذ حوالي عشر سنوات، في رمضان أثناء السجود، جاءني كلام سيء عن الله عز وجل، ارتبكت وخفت كثيراً، ومنذ ذلك الوقت لم يتوقف، لم أخبر أحد لكنني أحسست برعب شديد وكل مرة أصرخ وأقول ''والله لست أنا'' والله إني "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله''
ولكن الوسواس تواصل بكلام غريب عن وجود الله والقرآن وأحاديث النبي، حسبت نفسي كفرت ولا أدري ماذا أفعل سوى البكاء ومضاعفة الصلاة والقيام لكي أقول لرب العالمين إني مؤمنة لأن الصوت الداخلي لا يتوقف عن قول العكس واستمر الأمر إلى ما بعد عيد الفطر وأنا في حالة هستيرية وما زاد صعوبة الأمر أني أخفيته عن الجميع ثم جاءتني رحمة من الله وخف الوسواس قليلاً وقررت أن أضاعف العبادة أكثر فأكثر لأرد عليه فأصبحت أقرأ القرآن كثيراً وأكثر من النوافل وأتوضأ لكل صلاة (باختياري) بحثا عن الأجر وأحاول التركيز والخشوع في الصلاة وتبت إلى الله من كثير من الذنوب (لله الفضل والمنة الحمد لله) وصرت أحاسب نفسي على كل كلمة أو بالأحرى عن كل فكرة وبقيت على هذه الحال 3 سنوات وذلك الوسواس في العقيدة موجود ولكن ليس بالحدة التي جاءني بها في بادئ الأمر
ثم لا أدري كيف ولماذا ومتى بدأت معاناتي أصبحت أعيد الوضوء لأكثر من عشر مرات لكل صلاة وأصبحت تأتيني كلمات بذيئة جداً جداً في الصلاة في حق الله عز وجل والنبي محمد صل الله عليه وسلم وكل الأنبياء مع أنني والله والله في حياتي لم أتلفظ بكلمة بذيئة ولكنها تأتي فور بداية الصلاة، أصبحت أعيد الصلوات عشرات المرات وهذا يأخذ مني وقتاً كبيراً لكل صلاة وأحيانا أقاوم وأقاوم ثم يأتيني كلام بذيء جداً لا يمكنني تحمله في السجدة الأخيرة أو عند التشهد الأخير وأعيد الصلاة، ولا أجد حلاً إلا البكاء بحرقة وأدعو الله ''يا رب أريد فقط أن أصلي''، أصبحت الصلاة بالنسبة لي مشقة كبيرة جداً وأشعر بخوف شديد كلما سمعت الأذان
ومن شدة هول ما أسمع أخاف جداً من الله وأقول أنني سأتصدق وأصوم لأكفر عن هذه الكلمات التي والله لست أنا من أقولها لكنني أحس كأنني أنا التي أقولها لا أفهم أبداً ما يحصل
ثم تطور الوضع وأصبحت أسمع هذا الكلام البذيء عن جميع الناس وحتى خارج الصلاة، كلما انزعجت من شخص، أسمعه يسبه وكأنني التي أقول هذا الكلام وإذا خطر لي خاطر في الصلاة عن أي شخص فإنه يسبه وأعيد الصلاة وأنا والله بريئة من هذا الكلام .
وكلما أسمعه أخرج مبلغاً أو أقول أني سأخرج مبلغاً عندما لا يتوفر معي أو أني سأصوم، ولقد أثقلت على نفسي كثيراً بهذه الصدقات والصوم لأني أبالغ فيها وأي مبلغ أو صوم يكون بالنسبة لي (أو للوسواس) قليل ولا يكفي للتكفير. هذا غير القسم، فأنا كل مرة أقسم أنني لن أعيد الصلاة والوضوء ولكن أعيد وأقسم على المصحف وأعيد، لا تجدني إلا أصرخ وحدي ''والله لست أنا'' ''والله لا أقول هذا'' ''والله يا رب الموت أحب إلي على أن أقول هذا الكلام''
مع استمرار هذه الحالة، انتبه جميع أفراد العائلة لحالتي فقد أصبحت أطيل كثيراً في الصلاة وأعيد الوضوء عشرات المرات وأرفع صوتي في الصلاة ليكون أعلى من الصوت الداخلي المزعج وتسوء حالتي إذا كنت متوترة أو خائفة أو عندي امتحانات أو أمر بظروف صعبة أو خارج المنزل، تكثر الأفكار السوداء وتتعقد الوساوس ولا يمكنني حتى الرد عليها أشعر كأنني في نفق مظلم
أحياناً أعيد صلاة الوتر لوحدها أكثر من 15 مرة حتى أنهار من البكاء. قلت عبادتي رغماً عني لأن الإطالة في الصلاة وإعادة الوضوء لا تسمح لي بصلاة النوافل، أصبحت أكتفي بالفرائض ولم أعد أقوم الليل لأن الوسواس بالليل يكون شديداً جداً ولم أعد أذكر لأنني أعيد حتى الأذكار وقلت ختمي للقرآن لأنني أعيد كلما سرحت أو جاءتني تلك الكلمات القبيحة.
وكل رمضان أقوم ببرنامج للعبادة وأنوي مضاعفة الجهود لأكون لله أقرب ولكن الوسواس يتضاعف في رمضان ويصبح أقوى وأغرب، أصبحت أعيد الغسل مرات كثيرة في اليوم، والكلام البذيء يزداد ويصبح أبشع وأنا لا أجد حلا إلا ضرب نفسي ووصل بي الأمر إلى غاية إحراق نفسي بفرشاة ساخنة حتى أترك علامات في جسمي (أنا لم أخبر أحدا بهذا حتى أمي) أما البكاء الهستيري فحدث ولا حرج
عند قراءة أو سماع فتاوى عن الموضوع أو قراءة استشارات في صفحتكم أو صفحات أخرى أتحسن كثيراً وأحاول التغلب عليه وتعود حياتي شبه طبيعية ولكن إذا استسلمت مرة واحدة وأعدت وضوء أو صلاة أو جاءتني خاطرة سيئة عن أحدهم أنتكس انتكاسة شديدة وأعود إلى الوراء
في الفترة الأخيرة تحسنت كثيراً ووجدت أني أصبحت قوية وأني أتجاهل الوسواس بشكل جيد وجاء رمضان هذا العام وكنت أسأل الله أن يجعله رمضان النصر وأنني سأتغلب على الوسواس نهائياً وأني لن أدعه يفسد علي فرحة صيامي ككل عام ولكن وأسفاه كانت النكبة
لقد عشت جحيماً في رمضان هذا العام ومازلت أعيشه مما دفعني أن أكتب لكم، بعد يومين فقط من الصوم جاءني وسواس شديد جداً:
أعيد الوضوء كثيراً خاصة في التراويح حتى الغسل أعدته عدة مرات لأنني أخاف أن تضيع كل صلواتي
سب وشتم كبير لا يحتمل (لا أستطيع وصف فظاعته) في الله والنبي وفي الأجر والثواب وفي الناس حتى أقربهم إلي وفي كل ما أفكر فيه
ثم جاءني وسواس من نوع آخر وهو أنني سأحسد الناس وهم يشهد الله من أحب الناس على قلبي، شعرت برعب كبير من هذه الوساوس وخفت من غضب الله وصرت أمضي كل أيامي في التبرير والقسم أني لا أحسد أحداً وأني لا أتمنى الشر لأحد وأني والله لا أتلى على الله ولا أقول لماذا فلان عنده، والله لا أقول شيئاً كهذا مستحيل لكن الكلام الداخلي لا يتوقف، أمضيت رمضان وأنا أدعو لجميع الناس وأدعو على نفسي، عشت كابوساً صرت أجلس والأفكار السوداء تملأ رأسي أحس أن رأسي يغلي، صرت أتمنى أن يكون لدي زر لكي أطفئ رأسي، عدت من جديد لضرب وحرق نفسي
لقد تعبت جداً فضيلة الشيخ، بعد رمضان ومنذ يومين فقط، جلست قبل صلاة العشاء أقول في نفسي إني متعبة وإذا به يقول كلاما سيئاً عن الصلاة ولم ألحق حتى أن أرد عليه حتى أحسست كأنني أعدت ذلك الكلام القبيح مر الأمر بسرعة شديدة لا أذكر ما حدث بالضبط لكني قمت أستغفر وأقسم أني لا يمكن أن أقول شيئاً سيئاً عن الصلاة، أمضيت معظم الليل وأنا أبكي وأعدت الاغتسال وإذا قلت لا أنا لم أقل هذا يقول لي أنت تتكبرين على الله ولا تريدين التوبة وذنبك عظيم جداً
أنا الآن في حالة نفسية سيئة جداً وبحاجة ماسة للمساعدة، خلال هذه السنوات العشر تخرجت بامتياز وتوظفت ونجحت في مسابقة الدكتوراه وكل هذا من فضل ربي وأنا الآن أحضر رسالتي لكنني لم أعد أقوى على الاستمرار، أنا متعبة جداً أحس أني على حافة الجنون فأحياناً أرغب بالصراخ عند سماع تلك الكلمات وبالكاد أستطيع إخفاء الأمر لأنه في كل مرة أضع يدي على فمي أو أقول أستغفر الله وحسبي الله ونعم الوكيل بصوت مرتفع أو أرتجف
ربما يجب أن أذكر أن هذا الوسواس يأتيني في جوانب كثيرة في حياتي ويتعبني لكن الذي قسم ظهري هو وسواس الدين هذا. أشعر الآن بقسوة في قلبي أو يخيل لي ذلك ويزداد خوفي أن يكون الله قد غضب علي أو أنني لم أعد من المؤمنين وهذا يقتلني يشهد علي الله أنني أحتمل كل شيء إلا غضب الله
أرجوك فضيلة الدكتور أريد تشخيصاً لحالتي ونصحي بماذا أفعل لأنني سأتبع ما ستقولون لي، أمي طبيبة وقالت لي عليك أن تكوني قوية وتقاومي لأن الأدوية لا تنفعك و''تصرعك'' فقط
آسفة جداً جداً لطول الرسالة، أرجوكم أرجوكم أجيبوني أرجوكم
جزآكم الله عني كل خير، جزآكم الله عني الجنة ونعيمها
23/6/2018
رد المستشار
الأخت الفاضلة "فرحة بصلاوي" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك ومتابعتك لخدمة استشارات مجانين بالموقع.
من الغريب أن تسألينا عن تشخيص لحالتك بينما أنت وكل من قرأ رسالتك وقرأ من قبل بعض الصفحات على مجانين سيكون على علم تام بتشخيص الحالة وهو اضطراب الوسواس القهري مختلط الأعراض أي ذي الأعراض الدينية وغير الدينية...
بدأ معك بوسواس السب التجديفي تجرؤا على المولى عز وجل وتحملت وحاولت التماسك رغم حالتك الهستيرية بالبكاء ومضاعفة الصلاة .. سرا (ماذا أفعل سوى البكاء ومضاعفة الصلاة والقيام لكي أقول لرب العالمين إني مؤمنة لأن الصوت الداخلي لا يتوقف عن قول العكس)... وهل ربنا جل وعلا يحتاج أن تخبريه ؟ صحيح أن عليك أن تستنكري بقلبك كل ما يقول الوسواس (لكن يفضل أن يكون ذلك جملة واحدة لمرة واحدة مثلا كل يوم تستنكرين فيها كل أقوال الوسواس وأفعاله) وصحيح عليك أن تصلي لكن لم يكن من الصحيح أن تثقلي على نفسك .. لأنها حيلة في حالتك من حيل الوسواس أن يساعدك على التشدد والتعمق في العبادة حتى تقعي في شتى أشكال الوساوس الدينية وقد حدث... ثم تصبح العبادات جهداً شاقاً يتثاقل بالتدريج على النفس حتى يكف البعض عن العبادة، ويشقى بها آخرون وما جعلها ربنا إلا وسيلة سرور ورضا ! ولنقرأ حالتك أوضح (أحيانا أعيد صلاة الوتر لوحدها أكثر من 15 مرة حتى أنهار من البكاء . قلت عبادتي رغما عني لأن الإطالة في الصلاة وإعادة الوضوء لا تسمح لي بصلاة النوافل، أصبحت أكتفي بالفرائض ولم أعد أقوم الليل لأن الوسواس بالليل يكون شديداً جداً ولم أعد أذكر لأنني أعيد حتى الأذكار وقلت ختمي للقرآن لأنني أعيد كلما سرحت أو جاءتني تلك الكلمات القبيحة.)..
ثم تضيفين (وكل رمضان أقوم ببرنامج للعبادة وأنوي مضاعفة الجهود لأكون لله أقرب ولكن الوسواس يتضاعف في رمضان ويصبح أقوى وأغرب، أصبحت أعيد الغسل مرات كثيرة في اليوم، والكلام البذيء يزداد ويصبح أبشع وأنا لا أجد حلاً إلا ضرب نفسي ووصل بي الأمر إلى غاية إحراق نفسي بفرشاة ساخنة حتى أترك علامات في جسمي). وكل هذا وأنت في أغلب الأحيان تحاولين الالتزام بالسرية ... رغم أن كثيراً منها كالاغتسال مثلا يصعب إخفاؤه.الحقيقة أن الوسواس الذي أصابك هو كالمعتاد وبنفس الخطوات والحيل لكن أنت مختلفة لست كالمريضة المعتادة فأنت وطريقة تعاملك مع الوسواس تمثلين عامل الإدامة الأهم ... بصراحة تعطين الوسواس أكثر مما يتمنى وهو لذلك يتمكن منك أكثر وأكثر بمرور الوقت ... فأنت تلجئين إلى التحاشي (كتحاشي قراءة القرآن مثلا) وغيره من الأفعال القهرية بكثافة أعلى طلباً للاطمئنان أكثر -ربما- رغم أنك لا تحصلين عليه.... وتسرفين في الإحساس بالذنب ومعاقبة نفسك وكفاراتك المتعددة بطرق تغذي الوسواس وما زلت.
لم تشيري أبداً إلى محاولتك طلب العلاج النفساني من الطبيب المتخصص وعندما جاءت إشارة إلى ذلك في آخر الإفادة كانت مصحوبة بالرأي الطبي العقيم والمعيق والذي تفضلت به الوالدة عن غير علم وإنما فقط اعتمادا على أفكار مسبقة... فائدتها الوحيدة زيادة معاناتك.... ليس صحيحا أن عقاقير علاج الوسواس لن تنفعك، وليس صحيحاً أنها ستسبب الصرْع إلا إذا كنت ستعالجين عند طبيب نفسكيميائي لا يفعل شيئا كلما اشتكيت له إلا زيادة الجرعة أو إضافة عقار جديد... وهذا نوع من الأطباء النفسانيين لا أنصح موسوسا بأن يراجعه... فما أنت بحاجة إليه هو الع.س.م المدعوم بأحد عقاقير الم.ا.س.ا.... أو عقاقير علاج الوسواس.المعتاد بالنسبة لي أو قولي خبرتي شخصياً في التعامل مع الحالات الشبيهة بحالتك، هو أنها تتحسن بسرعة وعلى جرعة صغيرة من العقار خلال الأسبوع الثالث أو الرابع أي مع جلسة الع.س.م الثانية أو الثالثة... فلا داعي إذن ولم يكن أي داعٍ لطول العذاب والانتظار على وهم المكافحة الشخصية للوسواس القهري
واقرئي على مجانين:
علاج الوسواس OCDSD فقهي معرفي ديني Religious CBT
وأخيراً أهلاً وسهلاً بك دائما على موقعنا مجانين فتابعينا بالتطورات .
ويتبع>>>>> : وسواس قهري ديني : اطلبي العلاج واستعيني ! م