وسواس قهري ديني : اطلبي العلاج واستعيني !
أفكار وسواسية لا تنتهي...
السلام عليكم دكتور
أشكركم جزيل الشكر على اهتمامكم وردكم على رسالتي الأولى
أحاول جاهدة وحتى قبل أن أراسلكم أن أبحث عن طبيب أو معالج نفسي لكنهم قليلون جداً في المنطقة التي أسكن فيها ولا أظن أن الموجودين على دراية بالعلاج المعرفي السلوكي الذي تنصحون به، كما أن عندي دائما تخوف أنهم لن يفهموا حالتي ولن يتجاوبوا معها كونها تتعلق بالجانب الديني، أقول أنهم ربما يساعدونني في الأعراض الأخرى (كإعادة التأكد من إتمام أي عمل أو إغلاق الباب أو الحنفيات أو التأكد عشرات المرات من أني شغلت المنبه في الوقت الصحيح أو الشك أني لم أكتب اسمي على ورقة الامتحان أو أني لم أسلم ورقة الامتحان، وحاليا عد أوراق تلاميذي عشرات المرات أو التأكد من أني صححت كل شيء ولم أخطئ في شيء وغيرها كثير كثير من هذه الأعراض التي عندي منذ سنوات عديدة) لكن الأعراض الدينية لا أظنهم قادرين على مساعدتي، أخاف أن يزيدوا حالتي سوءاً، أنا الآن وبعد ردكم أبحث عن طبيب في ولاية أخرى وما زلت أسأل عن خبير في ع.س.م
في انتظار ذلك أرجو منكم مساعدتي من جديد
منذ أن راسلتكم اجتهدت من جديد في تجاهل الوسواس معتمدة على الاستشارات في موقعكم، كل مرة أضعف فيها أعاود قراءة الاستشارات والتدخلات وطرق العلاج ونجحت إلى حد ما في عدم إعادة الوضوء والصلاة بأسبابها المختلفة (وسواس انتقاض الوضوء، السرحان، السب والشتم وغيرها) وفي الحقيقة دائماً هناك سبب جديد يدفعني إلى الإعادة لكنني أحاول أن أكون متيقظة قدر الإمكان وأنجح مرة وأفشل مرة ولكن مشكلتي عندما أفشل يصعب علي العودة من جديد، يلزمني يوم أو يومين أو أحيانا أكثر بكثير (على حسب الفكرة الوسواسية) حتى أجد القوة الكافية للمواجهة من جديد وإضافة إلى هذا جاءتني وساوس لعينة أخرى أذكرها في شكل نقطتين أرجوكم أن تجيبوني على كل واحدة
أولاً:وساوس أني أحسد الناس التي حدثتكم أنها جاءتني في شهر رمضان عاودتني بقوة وشراسة، خلال هذا الشهر كان لدينا تجمع عائلي بمناسبة زواج قريبة مقربة إلي جداً، أقسم بالله أنه لم يترك أحدا من أهلي الحاضرين إلا وقال لي عنه أفكاراً حاسدة شريرة، واستمر الحال إلى ما بعد اللقاء وأنا في كل مرة أسمع فيها تأتي الأفكار انتفض كمن لسعته حشرة واستغفر بشدة وأدعو لهؤلاء الأشخاص بدعاء شديد أدعو لهم بالبركة والسعادة وأدعية كثيرة جداً لكن لا تحصل لي الطمأنينة أحس أن دعائي ناقص لأنه أنا أدعو والأفكار الشريرة لا تتوقف وكلما دعوت لإحداهن بخيرات كثيرة يقول ستكون أحسن منك وأنا أجيب أنه لا يهمني وأني أحبها وأحب لها الخير ولجميع الناس،
والله إني بريئة من كل هذا، أنا في حياتي لم أحسد أحدا، والله إني أتمنى الخير لكل الناس، أصبحت كل مرة أبحث عن مكان خال لأستغفر بصوت عال، لأدعو لهؤلاء الأشخاص، لأقول لربنا إني أؤمن بأنه أحكم الحاكمين وإني والله لا أعترض على حكمه، أعرف أن الله لا يحتاج أن أخبره لكنني والله لم أعد أعرف نفسي، ضاعت مني نفسي مع كل هذه الأفكار الشريرة جداً، أصبحت أكره نفسي وأكره قلبي، وتجدني كل مرة أبحث عن فتاوى هل يقبل الله توبة الحاسد أو كيف يتوب الحاسد رغم أنني والله لا أدري كيف أقلع عن ذنب لست أنا من يفعله، هذه الأفكار ليست بيدي،
أحياناً يأتيني مع الفكرة إحساس كأنني أكره ذلك الشخص وهنا أخاف جداً جداً وهذا والله غير صحيح كلهم من أحب الناس على قلبي، كلما جاءتني هذه الأفكار عن أي واحدة أبحث عن أي فرصة لكي أتودد إليها أو أحضنها أو أخدمها حتى إذا احتاجت أي شيء، لكي أثبت لنفسي أنهم غاليين على قلبي جداً، يخطر في بالي أن أخبرهم بهذه الأفكار وأقول لهم أن هذا غير صحيح وإني أتمنى لهم كل خير ...
أتمنى لو أن عندي عصا سحرية فأعطيهم أقصى ما يمكن للإنسان أن يحصل عليه من هذه الدنيا ... إذا ذهبت هذه الأفكار قليلاً فإنه يحل محلها خوف شديد من أن الله غاضب علي وأن حياتي وآخرتي ضاعتا ...
صديقتي أستاذة علوم إسلامية نصحتني أن أتوقف عن الدعاء الهستيري وأن أستغفر لمرة واحدة وأتجاهل، لكن من شدة هول الكلام والأحاسيس المرافقة لا يمكنني أن لا أدعو لهم أخاف أن يصيبهم مكروه بسببي ...
أصلاً هذا الدعاء للناس لطالما كان جزءاً من حياتي، كل من يعرفني من أهلي وأحبابي يقول لي ادعي لنا يا فرحة، أنا أحبهم بالدعاء لهم، لكن لا أدري من أين جاءني هذا البلاء، هذه الأفكار والأحاسيس تقتلني، أحس أني في نفق شديد الظلمة ... كل ليلة وأنا في عذاب ...
أفيدوني ماذا أفعل، هل أنا شريرة، هل أنا حاسدة ... أصبح لدي دائماً ألم في بطني من الخوف الشديد، أخاف من الفكرة قبل أن تأتيني وأخاف من الله بعد أن تأتيني.
ثانياً:أما الأمر الثاني، منذ يومين بعد صلاة الفجر، قلت أذكار الصباح ثم استلقيت في فراشي، جاءتني أفكار كثيرة فكرت في عملي ثم فكرت في رسالتي دكتوراه قلت إني متأخرة جداً وكيف سأعمل لتقديمها في الآجال المحددة ثم انتقلت بفكري إلى برنامج يومي للأذكار قلت إن أذكاري كثيرة وكنت أفكر كيف يمكنني المحافظة عليها كلها عند العودة إلى العمل
وهنا جاءني دعاء ''يا رب يمددوا لنا آجال الدكتوراه حتى لا أكون مضغوطة ويمكنني القيام بكل ما أود فعله'' وإذا بي أفاجأ بكلام قبيح جداً عن الله عز وجل وأنا لا زلت لم أستوعب هذا الوسواس القبيح حتى أحسست لثانية من الزمن كأني والعياذ بالله والعياذ بالله والعياذ بالله غاضبة من الله ثم أحسست إني أنا أيضا قلت كلاماً قبيحاً عن الله عز وتبارك وجل ثم اختفى كل شيء،
لم أستغفر مباشرة كنت في حالة من الذهول والرعب وكان الإحساس هو الذي أرعبني لأن السب والشتم موجود عندي ودائماً أحدث الله قائلة "والله يا رب لو يذبحوني ألف ذبحة، لو يعذبوني بالليل والنهار، لو أعيش داخل قبر، لو أمرض كل الأمراض الخطيرة، مستحيل أقول عنك سيئ، أنا أمتك أنا أعبدك، لا أتذمر من شيء" وهذه المرة أيضاً قمت ألوم نفسي وأستغفر وأحسب نفسي كافرة وأكتب في محرك البحث عن إحساسي لعلي أجد استشارات مشابهة، أقسم بالله العظيم أني من المستحيل أن أقول كلاماً سيئاً عن الله، لكن لا أدري ما هذا ... أخاف أن يغضب الله علي، ماذا أفعل هل أنا مذنبة؟؟؟
أذكر الآن وأنا أكتب لكم حادثة حصلت لي في رمضان كنت أفكر إذا يمكنني أن أفعل شيئاً نافعاً للإسلام برسالة الدكتوراه هذه، فإذا به يأتيني وسواس قبيح يقول لماذا الله نجحني ثم قال أيضاً كلاماً قبيحاً، حسبي الله ونعم الوكيل، أفكر في ترك هذه الرسالة وترك عملي وترك كل شيء، تعبت تعبت، أفيدوني أرجوكم
أحلم يا دكتور بيوم واحد فقط أعيشه بسلام دون وساوس، أعيش، أعبد الله، أضحك، أفكر، أعمل، أدعو لنفسي وللآخرين، أحلم بيوم عادي، أنا في جحيم وعلى حافة الجنون، رب يثبتني
أرجو أن تجيبوني ولن أتوانى في البحث عن طبيب .. لقد نصحني بعضهم بالرقية ما رأيكم
إن لم أثقل عليكم دكتور، أرجو أن تعرضوا رسالتي على الأستاذة "رفيف الصباغ"، وإذا لم يكن هناك إزعاج أو تعب أنا بحاجة إلى رأيكما معا
أعتذر جداً لطول الرسالة والتفاصيل المزعجة وأعتذر أيضاً عن اللغة المستعملة فأنا لم أكتب باللغة العربية منذ سنوات عديدة
في انتظار ردكم بفارغ الصبر
جزآكم الله كل خير في الدنيا والآخرة
2/8/2018
رد المستشار
الأخت الفاضلة "فرحة بصلاوي" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك ومتابعتك مع خدمة استشارات مجانين بالموقع.
أما الرقية الشرعية فلا تضر إن لم تنفع بشرط أن لا يقوم بها إلا شخص موثوق مصرح له قانوناً أو أحد من الزملاء أساتذة المختصين بالعلم الشرعي ... هذا إن استحال أن يقوم بها أحد أهل البيت المسلمين ! ...
أنت على الدوام توسوسين تحاولين وتنجحين مرات ومرات تفشلين مستعينة بما شاء الله لك أن تتعلميه عن كيفية التعامل مع الوسواس القهري، وأستطيع اعتبار هذا خطوة في طريق العلاج لكنها مع الأسف خطوة للأمام والخلف في آن واحد يكفي قولك (وفي الحقيقة دائماً هناك سبب جديد يدفعني إلى الإعادة لكنني أحاول أن أكون متيقظة قدر الإمكان وأنجح مرة وأفشل مرة ولكن مشكلتي عندما أفشل يصعب علي العودة من جديد، يلزمني يوم أو يومين أو أحياناً أكثر بكثير) هذه مرحلة يمكن إن استمرت طويلا دون تقدم أن تسفر عن فشل المحاولة الذاتية الأولى للعلاج يأساً وإحباطاً من المحاول.. لا خذلك ولا أحبطك الله يا "فرحة" ...
أي سبب جديد يدفعك للإعادة أو التكرار هو وسواس فلا تعيدي ولا تكرري لا الوضوء والصلاة أيا كانت الأسباب ومهما كانت مختلفة ... هذا الداعي للتكرار مهما كان في رأيك هو وسواس... عامليه على أنه وسواس وأصري على تجاهله واطمعي في الله داعية أن ينجيك منه.. على أن يكون دعاؤك بعيداً عن أوقات وسوسته حتى لا يصبح فعلاً قهرياً ... كما هو الحال في الدعاء الهستيري والاستغفار القهري، ومثل الدعاء القهري الذي تمارسينه بشكل فيه وسوسة ("والله يا رب لو يذبحوني ألف ذبحة، لو يعذبوني بالليل والنهار، لو أعيش داخل قبر، لو أمرض كل الأمراض الخطيرة، مستحيل أقول عنك سيئ، أنا أمتك أنا أعبدك، لا أتذمر من شيء")... يكفي أن يقال هذا مرة واحدة في اليوم يا "فرحة" ... وإياك أن تجعليه رداً على الوسواس.
من الواضح أن نفس الكلام يجب أن ينطبق على موضوع الحسد فتعاملي معه على أنه وسواس يعني لا تحاشي في التعامل مع الناس ولا وسوسة في المسألة ولا التبرير ولا الدعاء ولا الاستغفار... حتى تصلي إلى عدم التفكير بالأمر.... أعرف أنك قد تحتاجين عقاراً لتكوني بهذه القوة مثلما تحتاجين لفهم جيد أنك لا تحسدين رغماً عنك .... وربما يصح القول أن الموسوس بالخوف من الحسد مستحيل أن يحسد، ببساطة انسي هذا الأمر وإياك والتفتيش في دواخلك أو نيتك للإجابة عن سؤال هل تمنيت زوال النعمة ؟؟! فأنت لا تحسدين وإن صدف.
ثم تعالي لهذه السطور التي تصف وسوسة تجديفية حية (وهنا جاءني دعاء ''يا رب يمددوا لنا آجال الدكتوراه حتى لا أكون مضغوطة ويمكنني القيام بكل ما أود فعله'' وإذا بي أفاجأ بكلام قبيح جداً عن الله عز وجل وأنا لا زلت لم أستوعب هذا الوسواس القبيح حتى أحسست لثانية من الزمن كأني والعياذ بالله والعياذ بالله والعياذ بالله غاضبة من الله ثم أحسست إني أنا أيضاً قلت كلاما قبيحاً عن الله عز وتبارك وجل ثم اختفى كل شيء، لم أستغفر مباشرة كنت في حالة من الذهول والرعب وكان الإحساس هو الذي أرعبني).... لا أنصح مرضاي بالاستغفار بعد مثل هذا ... وليستغفر من يحب منهم كما يشاء عن غير الوسواس وفي غير وقته.
أرجو ألا تكوني من مريضات الوسواس المندفعات حين تأتيك أفكار مثل ترك الدكتوراه وترك العمل الجامعي وترك كل شيء ؟!! ... لابد أن يكون العلاج الواقعي أسهل وأحكم وأقرب من هذا الانهيار يا "فرحة" الجزائرية.
أ. رفيف الصباغ جد مشغولة هذه الأيام وهي أرجأت مراجعة مقالي الذي ينتظر النشر على مجانين لانشغالها هي الأخرى بالدكتوراه... فلا تنسيها من دعائك... لكنني سأرسل السؤال وردي عليه ولها أن تختار إما التوقيع بالرضا والاتفاق أو التعليق أو الرد في مشاركة مستشار.
وأكرر في الختام ما ختمت به ردي السابق: المعتاد بالنسبة لي أو قولي خبرتي شخصياً في التعامل مع الحالات الشبيهة بحالتك، هو أنها تتحسن بسرعة وعلى جرعة صغيرة من العقار خلال الأسبوع الثالث أو الرابع أي مع جلسة الع.س.م الثانية أو الثالثة... فلا داعي إذن ولم يكن أي داعٍ لطول العذاب والانتظار على وهم المكافحة الشخصية للوسواس القهري.
وأخيراً أهلاً وسهلاً بك دائماً على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات .