السلام عليكم تحيه طيبه وبعد
من فترة المراهقه أو البلوغ بحدود عمر ال 17 أصابني نوبة هلع واضطراب بالمزاج ثم تدريجيا بدأ يأخذ الأمر منحنى آخر صارت تأتيني وساوس غريبة مثل من أين يفكر الإنسان في جسده وفي أي منطقة توجد المشاعر بالجسد وأتبحر بتلك الوساوس وبأعضائي وبأحشائي وأيضا هل يجب أن يكون تركيزي وحضوري الذهني داخل جسدي أم خارجه وفي نفس الفترة كنت أشعر أني أراقب نفسي من كاميرا خارجية وأشاهد نفسي من الخارج
وأن أحد يتحكم بي وبتصرفاتي مصدر ذلك التحكم سماوي أو إلهي ثم بعد فترة أصبحت أشعر أن عقلي فارغ من الداخل وانعدام للتلذذ (انهدونيا) … تدريجيا ومع السنوات تلاشت تلك الأعراض الذهانية أو الوسواسية ... أيضا رافقني عرض من بداية المرض أستغرب منه وهو أني أصبحت تدريجيا أكره الأضواء والإنارة وأكاد أجزم من عمر ال 17 إلى هذا اليوم لم يتحسن أو يتراجع هذا العرض وأفضل الجلوس دائما بالعتمة رغم أني ذهبت لطبيب عيون وأكد لي سلامة العيون والنظر لدي ... ومن تلك الفترة ذهبت لكثير من الأطباء وكثير من التشخيصات وكثير من الأدويه ومؤخرا ومنذ فترة أصبت باضطراب ما بعد الصدمة نتيجة علاقات مسمومة لم أكن أعلم بسميتها الأمر الذي أدى بي تدريجيا للانعزال التام
ما أعاني منه الآن تبلد بالمشاعر وكأني جسد خالي تماما من أي روح أو عواطف أو مشاعر. حساسية شديدة ورهاب من الضوء .. الشعور بأن عقلي فارغ.. وانعدام التلذذ .. وغياب الأهداف والطموح واللامبالاة بحياتي وبمستقبلي وأصبحت مع الانعزال كثير الارتباك والتوتر عند مقابلة الناس حتى أني أستغل أي فرصه للهروب من معارفي وتجنب الحديث معهم رغم أني لم أكن كذلك قبل الانعزال كان الرهاب من المجتمع أخف بكثير من الآن وأيضا كثير الجفلة والتنبه من أي شيء خارجي مثلا عندما أكون بالسوبر ماركت ويدخل أحد أرتبك وأنقز وأيضا يراودني شعور مخيف وغريب وهو أنني بين النوم أو اليقظة أو أن هناك اختلال في الوعي لدي .. ما هو تشخيصي الصحيح أرجوك هل ممكن أن يكون سبب ذلك متلازمة ما بعد الارتجاج أم سبب ذلك صدمات الطفولة التي لم تعالج؟
حيث تعرضت في حياتي للكثير من التنمر اللفظي وسوء المعاملة وما هي نصيحتك لي دكتور؟؟
الآن أتناول سيرترالين وسوليان بجرعات بسيطة هل ستفيدني تلك الأدوية؟
18/12/2022
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
سؤالك في هذه الاستشارة هو عن التشخيص والعلاج. العملية التشخيصية تحتاج إلى دراسة التاريخ الطبي٬ الطبنفسي٬ والشخصي ويضاف إليها فحص الحالة العقلية على أرض الواقع. كذلك يجب توخي الحذر من التركيز على التشخيص لأن التشخيص بحد ذاته لا يؤكد لوحده نوع العلاج الذي يحتاجه المريض ولا حتى العلاج الكلامي الذي هو بحاجة إليه. اختيار العقار المناسب لأي مريض يعتمد على تقييم الأعراض وشدتها وتأثيرها على الأداء الوظيفي للإنسان. من جهة أخرى ينظر الطبيب المعالج كذلك إلى تأثير العقاقير نفسها على الأداء الوظيفي للإنسان ولذلك اختياره للعلاج في نهاية الأمر غايته:
١- السيطرة على شدة الأعراض.
٢- ضمان أداء وظيفي في مختلف المجالات.
لا شك أن الطبيب المعالج الذي وصفك لك العقارين وصل إلى استنتاجه استناداً إلى ما تم ذكره أعلاه.
الشق الثاني من سؤالك هو عن التشخيص٬ وما هو في غاية الوضوح في الاستشارة تعدد الأعراض. هناك أعراض قلق٬ أعراض اكتئاب٬ أفكار وسواسية (حصارية)٬ واختلال الإنية. تشخيص اختلال الإنية بحد ذاته فائدته لا تزيد عن الصفر ومن الأفضل صياغة اختلال الإنية على أنه عملية تفارقية لا واعية يلجأ إليها العقل العاطفي للتأقلم مع أعراض القلق والاكتئاب. كذلك الحال مع الأفكار الحصارية (الوسواسية) فهي لا تعني بالضرورة إصابتك باضطراب الوسواس القهري ولكنها عملية دفاعية لا واعية للعقل العاطفي للتعامل مع الضغوط البيئية وتدهور الكيان الوجداني. تدهور الكيان الوجداني يصاحبه القلق٬ والضعف يصاحب الإنسان وبدوره يصبح عرضة للمعاناة من أي ضغوط يواجها ويضعها في إطار كرب ما بعد الصدمة.
أنت بحاجة إلى العقاقير ولكن أيضاً بحاجة أن تدرك نقاط الضعف في شخصيتك وتعمل على التغيير. تحرص على أن تجد عملاً يضمن رزقك وتواصلك مع الآخرين وتخلع ثياب المرض وتواجه تحديات الحياة.
وفقك الله.
ويتبع>>>: اختلال إنية أم اضطراب وجداني؟ أم؟! م