السلام عليكم
أود أن أشكركم على بابكم الكريم، وأود أن أعرض عليكم مشكلتي، أنا متزوجة منذ 6 سنوات، وكنت قد تعرفت على زوجي من الجامعة فتكون مدة حبي له 4 سنوات أخرى، وقد واجهنا المشكلات العادية من قلة موارده، ولكن أهلي ساعدونا جدا حتى أتممنا الزواج، وأثثنا بيتا جميلا لا ينقصه شيء.
زوجي فيه كل الصفات الحميدة مهذب وكريم وحنون وكل ما تتمناه زوجة في زوجها. ستقولون أين المشكلة. ها هي قد بدأت، منذ عدة أشهر أصبحت لا أجد فيه الحبيب الذي كان لدي سابقا؛ فأنا ما زلت أحبه، ولكن شعوره تجاهي قل، وعرفت هذا من تصرفاته، وأهمها أنه أصبح يرفضني كثيرا ولا يريد المعاشرة الزوجية الطبيعية، أقصد بالطبيعية مرة في الأسبوع مثلا، ومن الممكن أن يتركني شهرا إذا لم أطلب.
وتحدثنا في هذا الأمر، وقال لي إنه مخنوق ويريد التغيير والمغامرة والبعد عن البيت، وإنه من الممكن أن يتزوج إذا وجد فتاة يحبها مرة أخرى؛ لأنه لم يعد يحبني كالسابق.. ولم يعجبني الكلام صراحة، حاولت أن أبدل في نفسي ولكن لا فائدة، احتدت المناقشات وترك البيت بين راغب ومطرود. ولكني طلبت منه الرجوع مرة أخرى وعاد، ولكن بعد شهر من هذا عاد كالسابق، وتحدثنا ثانيا.
وكنت أحاول أن أتقرب منه مرة أخرى خلال هذا الشهر ولكنه رفض، وعندما أصررت أن أعرف السبب قال إنه لا يشعر بالرغبة في ولا يراني امرأة يريدها، ولا يشعر تجاهي بهذا الحب الذي كان موجودا وأني تبدلت. ولا أدري ما الذي تبدل فيّ.. لا أريد أن أطيل عليكم، ولكنه اعتذر لي لمجرد أنه لا يريد أن يشعر أنه ظالم، ولكنه ما زال يريد أن يترك البيت.
بعد يأسي منه طلبت الطلاق، ولكن لم يطاوعني أحد، لا هو، ولا أهلي، ولا أهله، ولا الأصدقاء. وأُجبرت على المكوث وتركه يفعل ما يريد، مع العلم أني أتركه يخرج مع أصدقائه ولا أطلب منه أي شيء حتى طلبات البيت أقوم بها بنفسي ولا أحمله نفقات كثيرة؛ فأنا لا أحب أن أثقل على أحد بالطلبات.. ونحن لدينا طفلة 5 سنوات، وهو يحبها، ولكن لا يعطيها وقتا أبدا، ولا أريد أن أضغط بها عليه.
وأريدكم أن تعلموا -حتى يفيدكم في التحليل- أنه كان لديه مشاكل مالية في شبابه قبل معرفتي به، وأن والديه كانا منفصلين، وهو الآن في وظيفة ومركز مرموق ومرتبه كبير، وما يهمني الآن هو ما الذي غيَّر حاله من الحب إلى الجفاء.. فهل أطلب الطلاق فعلا حتى يشعر بقيمة المنزل؟ أم أفعل ما يريدون؟ رغم عدم إحساسي بأنه من الممكن أن يعود كما كان؟
وأنا غير مقتنعة بالإجازة الزوجية؛ لهذا هو يأخذ إجازة وليس أنا، وإن عاد فكيف أتعامل معه؟ هل أهجره كما هجرني أم أتقي الله وآخذ ثواب المظلوم؟ وهل وجود المال معه بعد قلته هو السبب؟ هل هي مراهقة متأخرة؟ هل هو عدم حب؟ هل رفضه للطلاق دليل على تمسكه بي أم بالبيت فقط؟ أسئلة كثيرة في بالي.
أرجو الاهتمام ووضع كل الاحتمالات أمامي، فلا أدري ما أفعل ولمن أذهب وهل أنا أعطي الموضوع أكثر من حجمه؟ ولكني أرى الحب أهم شيء في الزواج ليس المال والأولاد كما يقول الجميع؛ لأني لا أستطيع أن أعيش بدونه وأخاف على نفسي من الخطأ؛ فهو يستطيع الزواج من أخرى، أما أنا فلا، وليس أمامي إلا العلاقة المحرمة ولا أحد يفهم أو يشعر بهذا، وشكرا.
12/5/2023
رد المستشار
أختي الكريمة، كم أقدر مشاعرك وأشعر بألمك، أدرك جيدا مقدار معاناتك وعمق آلامك فلا يوجد ما هو أقسى على قلب المرأة من الشعور بأن حبيبها الذي وهبته حياتها قد انصرف عنها وتحول عنها بقلبه، ولا يوجد أقسى ولا أكثر إيلاما من شعور المرأة الأنثى أنها فقدت حظوتها عند حبيبها، ولكن رغم هذه المعاناة أدعوك لأن تتماسكي وتستعيني بالله حتى يمكنكما من تجاوز هذه الأزمة، وتماسكك يمكننا من أن نتباحث معا أهم عناصر مشكلتك ونحلل أسبابها.
وقد يكون من البديهي والمسلم به أن الله سبحانه وتعالى جعل بين الرجل والمرأة من الاختلافات الجسمانية والنفسية ما يتيح لكل منهما أداء وظيفته في الحياة على الوجه الأكمل، فإذا كان الاختلاف في الجوانب البيولوجية والفسيولوجية مفهوما لدى الكل؛ فإن الاختلاف في الجوانب العاطفية والنفسية يعتبر غائبا عن وعي وفهم الكثيرين.
وحتى يسهل علينا تفهم هذه الاختلافات تعالي نرجع للوراء لسنوات بعيدة؛ عندما كان أجدادنا يعيشون في الكهوف، دور الرجل أن يسعى لإحضار الطعام، يخرج حاملا أدوات الصيد، المخاطر التي يتعرض لها تجعله يتأرجح بين مشاعر متناقضة ومتباينة.. حب.. كره.. خوف لدرجة الرعب.. نشوة نصر.
ولتحمل كل هذه التقلبات منح الله الصياد روحا متوثبة تعشق المغامرة وترفض أن تحاصر أو يضيق عليها أو أن تتقولب في أي إطار مهما كان جميلا ورائعا، وروح المغامرة هذه قد استمرت مع آدم حتى اليوم، وإن كانت تجلياتها تختلف حسب الظروف والأحوال وتختلف من رجل إلى رجل.
وفي المقابل نجد أن مهمة رعاية الأطفال وتنشئتهم تتطلب قدرا لا بأس به من الثبات العاطفي وكذلك قدرا موفورا من القدرة على تحمل الأعباء المكررة والاستمتاع بها (هز في مهد الصغير... إرضاعه.. تنظيف ملابسه.. تقويم سلوكياته).
والمهم أن روح المغامرة هذه عند الرجال إذا لم تجد لها متنفسا طبيعيا فقد تظهر في صورة تمرد على العمل ورتابته أو قد تظهر في صورة تمرد على الحياة الأسرية أو بحثا عن حب جديد أو حياة جديدة تدفع بعضا من سأم الحياة ورتابتها، وحقيقة الاختلاف هذه لا بد أن تدركها حواء وتتفهمها حتى يمكنها أن تتعايش معها، وأن تتعامل معها بالسبل الملائمة بدلا من أن تظل تطرح تساؤلات لن تقدم ولن تؤخر في الأمر شيئا من قبيل: لماذا يريد هو أن يحصل على إجازة زوجية؟ لماذا يبحث عن حب جديد؟ لماذا يريد أن يتزوج من أخرى؟ لماذا ما زلت أحبه ولكنه لا يحبني؟ هل الخيانة طبع في دمه؟ وهل.. وهل.. تساؤلات كثيرة يمكننا ألا نضعها في الحسبان إذا أدركنا طبيعة الرجل المغامر.
إذا اتفقنا على أن للرجل روحا تعشق المغامرة وترفض أن تحصر في إطار؛ فالحل الأمثل للتعامل مع هذه الروح الوثابة لن يكون بمحاولة ترويضها لحصرها في إطار تتمرد عليه وتوشك أن تحطمه، الحل الأمثل يكون بالسماح بنوع من المغامرة المحسوبة، يمكن أن تكون هذه المغامرة رحلة دورية غير تقليدية خارج أو داخل بلدكم، والأفضل أن تكون مع مجموعة من الأصدقاء، وقد تلبى احتياجات روح المغامرة بالخوض في مشروع ما أو عمل ما (استثماري أو تطوعي) يدفع بالأمواج الجديدة في حياة زوجك الراكدة، وقد تلبى هذه الاحتياجات بلقاءات جنسية تغيرين فيها وتبدلين من أساليب وطرق ممارستك لفنون الإغراء والإثارة، وقناعتي أنه يمكنك الوصول لعدد لا نهائي من المقترحات لو أعملت عقلك وأخرجت ما في جعبتك من أفكار وابتكارات، وسألت من حولك من النساء المجربات لتكتسبي منهن الخبرة التي تلائمك وتلائم زوجك.
لا تتأثري بكلامه عن أنه لم يعد يحبك أو أنك تبدلت، ورغم أن بعض الدراسات تؤكد أن الحب ينتهي بعد سنوات قليلة من عمر الزواج فإن هذه الدراسات تغفل أننا نتعامل مع إنسان.. كائن حي.. ونتعامل مع جانب من أكثر جوانب الإنسان تعقيدا.. وهو جانب المشاعر والعواطف.
ويمكنني القول إن هذه الدراسة يمكن أن تنطبق على الحب الرومانسي.. حب قيس وليلى ومشاهير العشاق، ولكن الزواج الناجح يصنع نوعا من الحب؛ يمكننا أن نطلق عليه "مصطلح الحب الحقيقي"، فالحقيقة أن زوجك بالفعل يحبك، ولكنه يتوهم ما يقول، حبه لك أصبح الآن أكثر هدوءا واتزانا مما كان سابقا، هذا الحب الهادئ لا يرضيه، لسان حاله يقول مع القائلين: "حبك هادي.. وأنا مليت الحب العادي"، هو لا يتصور الحب إلا في صورته المدوية العاصفة، ودورك أن تشعريه بجمال وروعة الحب الهادئ الرقيق، الحب الراسخ... الممتدة جذوره في تربة سنوات عمركما معا، والذي أثمر بفضل الله أجمل الثمرات: ابنتكما الجميلة.. بارك الله لكما فيها، سيشعر بهذا الحب الرائع إذا تجنبت المشاحنات وجعلت بيته الواحة الجميلة التي يفر إليها من هجير صحراء الحياة، وسيشعر بهذا الحب إذا وجد منك مشاركة له في هواياته واهتماماته، وأجد أنه من الأفضل لتتوطد الأواصر بينكما أن تشركيه معك في مسئوليات طفلتكما، وقبل كل هذا عليك أن تلجئي إلى المولى عز وجل؛ اسأليه أن يجمع بين قلبيكما؛ فالقلوب بين إصبعين من أصابعه.
واقرئي أيضًا:
زوجتي لا تثيرني جنسيا
استرجاز الزوجات: قنبلة موقوتة... الانتضافة!
استمناء الزوج وشكوى الزوجة
زوجي فاقد للرغبة الجنسية
زوجي مقل في الجنس ساعدوني