السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
أما بعد
مشكلتي نفسية والحمد لله وجدت من أستشيره في مشكلتي وهي أنى كنت في بلدي العراق طمحت أن أكمل بعد تخرجي أن أكمل الماجستير وأعمل موظفة في الكلية رغبة مني لأجازي والديَّ اللذان تعبا علي، وخاصة في ظروف العراق الحالية إضافة لرغبة والدي في أن أكمل دراستي لأحصل بها مرضاة الله عز وجل والداي ولكن شيء القدر غير ذلك فقد جاءني عريس لي وكان من غير الممكن رفضه لأنه كان متدين جدا جدا وحياته أساسها الدعوة إلى الله والحصول على مرضاته إضافة إلى أنه طبيب أطفال وحالته متمكنة جدا وهو في بريطانيا يكمل دراسته ثم يعود إلى العراق ليكمل مسيرة دعوته إلى الله بين أهله
قبلت به وتنازلت عن حلم في الحصول على ما يتمناه والداي عشت معه في ظل الهدف وهو مرضاة الله عز وجل
حالة زوجي متمكنة جدا وهو يساعد أهله في العراق وليس لدي أي اعتراض على ذلك بأشجعه لحصول على مرضاة الله عز وجل ولكني في نفس الوقت أتمنى أن أساعد أجازي والداي على الأقل بينما ينهي زوجي دراسته ونعود للعراق ولكن ليس لدي مال خاص بي لأني تنازلت عنه وكنت أتمنى أن يساعدني زوجي على مساعدتهم ولكني كنت أخجل من هذا الطلب وعندما تشجعت وقلت له أتمنى أن أجزي أهلي قال لي بأني ليس ملزمة بهم لأني فتاة ومرتبطة بزوج وبيت وعائلة وأن أهلي حالتهم لا تحتاج إلى مساعدة ويقول لي إذا أردت أن تساعدي من حالتهم أقل وشرحت له رغبتي في الشكر إلى والداي لكن النقاش انتهى على أنه لا يقبل
مع العلم أن والداي كلما أتصل بهما يقولان لي لماذا نسيتنا ولم تذكرينا بشيء أي غادرت وسافرت ولم أتمكن من مجازاتهما أو بالأحرى لم أذكر فضلهما علي ولكن بسبب الغربة التي أنا فيها لم يعدا يقولان لي ذلك، لهذا أعيش في صراع نفس وبكاء كل يوم على التقصير إلى أنا فيه أرجوكم أريد استشارتكم الطيبة الرجاء أن أعيش في حالة الرعب من المولى عز وجل لأني ربما عملت أحد عقوق الوالدين هو عدم ذكر تعبهما علي
أنى أحبهما كثيرا كثيرا
1/4/2005
رد المستشار
أختي في الله السلام عليكم ورحمة الله
أتفهم رغبتك في مساعدة والديك وجزاك الله خيرا على انشغال بالك بأمرهم، ولكني أختلف معك في جعل هذا الأمر ينغص عليك عيشك ويتركك في حالة من البكاء اليومي، وذلك لأكثر من سبب أولها أن ليس لديك مصدر دخل ولا مال خاص لتنفقي منه على والديك، وهذا السبب وحده كافي ليسقط عنك فرض مساعدتهم بما لا تقدرين عليه، وإن كنت لم أفهم تماما كيف أنك تنازلت عن مالك، ومن يستفيد منه الآن؟
وقول زوجك بأنك فتاة ولا يلزمك من الناحية الشرعية الإنفاق على أحد قول صحيح، وإن لم يناسب مشاعرك الايجابية الطبيعية بالرغبة في مساعدة والديك، وهذا من رحمة المشرع بالنساء بألا يحملهن ما لا طاقة لهن به، وهذا يقودني للسؤال عن إمكانية حصولك على عمل في مكان إقامتك، وقد يكون طريقة مناسبة لشغل وقتك أثناء انشغال زوجك بدراسته، فانظري هل هو متاح ويقبل به زوجك، فإن كان أصبح لديك دخل تستطيعين إنفاقه حسب قناعاتك.
كما أن الإنفاق الثابت على الوالدين حتى في حالة الذكر هو عند حاجتهما وبما لا يضيق على الفرد، وكما تقولين لا يعتبر والداك في حالة حاجة، ولعل ما يطالبان به نوع ومزيد من الاهتمام من جانبك وأنت تعرفين أن الاهتمام والبر ليس ماديا فقط. وإن كنت تعرفين أنهما بحاجة حقيقية وأنت عاجزة في الوقت الحالي عن تقديم المساعدة لهم لا بأس بأن تحيي الأمل في نفوسهم بأنك عند حصولك على عمل أو دخل مستقل لن تنسيهم أبدا، وحسن الأدب مع الوالدين هو لب البر كما تعرفين.
لعل السبب الحقيقي لرفض زوجك مساعدة والديك هو المنبر الذي تتحدثين منه، فهو سيرفض مساعدة والديك بالتأكيد إذا قارنت بين إنفاقه على أهله وأهلك، وأنت أعلم منا بحالة أهلك وأهله وأيهم يحتاج المساعدة حقا، فمما يساعد المرء على تحقيق أهدافه اختيار طريقة خطابه، فانظري هل يمكنك تغيير شيء في هذه الناحية؟ وتذكري أن من حقه أن يساعد أهله وإن لم يكونوا في حاجة فهو ينفق من ماله. تذكري ما يبقى من بر الوالدين بعد وفاتهما(أمد الله في عمر والديك) ولكنها إشارة إلى أبواب بر الوالدين غير باب النفقة، وأول هذه الأعمال أسهلها وأكثرها فعالية وهي الدعاء يا عزيزتي، فبري والديك وهم أحياء بالدعاء الدائم لهم ولا تستقلي فضل ولا أجر الدعاء.
وكلمات لزوج وصفته بأنه إنسان متميز لا يمكن رفضه وشديد التدين (ولمن يقف موقفه من القراء) لا تنسوا الفضل بينكم، والفضل كلمة جميلة وواسعة المعاني، فهل أنت عاجز فعلا عن إرضاء زوجك أم لا ترغب؟ إن كان هذا فوق طاقتك المادية فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وإن كان من باب القناعات الشخصية فتذكر يا أخي بأننا كمجتمع إسلامي مطالبون بالتكافل فما بالك بمن تربطك بهم صلات أكثر مما يربطك بباقي المجتمع، وذلك في الأحوال العادية فما بالك بما يعيشه أهل العراق الآن!!. ساعدهم إن كان هذا الأمر في إمكانك واعتبره تطبيق لوصف عباد الرحمن بأنهم رحماء بينهم، أعرف أنك غير ملزم بهم شرعا، ولكن ماذا عن الرحمة والتواد، وإصلاح ذات البين؟ أو من باب تهادوا تحابوا كما وصانا الرسول الكريم، أخي إن أخذتك قدرتك على الناس فتذكر قدرة الله عليك، وعلينا جميعا.
ويتبع >>>>>>>: والداي في العراق: كيف أساعدهما؟ مشاركة