بسم الله الرحمن الرحيم؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أولا أود أن أشكر الدكتورة/ سحر طلعت على اهتمامها وطولة بالها، وجزاك وجزاهم الله خيرا.......
وهذه هي مشكلة صديقتي بالتفصيل...
لي صديقة عزيزة علي جدا عرفتها منذ الثانوية أمها من الشام ووالدها من الخليج، كانت كأغلب فتيات هذا الزمن، تؤدي الأركان الخمسة وتتمتع بشخصية مرحة ولطيفة وتمتاز بعاطفة كبيرة، بالإضافة إلى أنها مدبرة منزل ممتازة، وكانت تحلم كأي بنت بالفارس، ذا الدين والخلق، وبالطبع الدين شرط أساسي وكان لديها مخزون عاطفي كبير بخلاف من يحيطون بها وكانت تعلم ذلك لذا كانت ترى أن حياتها ستكون رائعة جدا لأنها ستعرف كيف تعامل زوج المستقبل، مع علمها أن الحياة لا تخلو من المنغصات، وكم كانت سعادتها عندما تقدم لها رجل ذا دين وخلق وعلم والأروع أنه كان لين الجانب، ورومانسي، ورغم أنه كان متزوجا, إلا أنه أشبع رغبتها كأنثى وأنجبت منه طفلين، وكان عيبه الوحيد أنه يغار بشكل زيادة عن ألزوم ومع مرور الأيام تفاقمت المشاكل بينهما، وبالإضافة إلى غيرته كان يعاني من حالة نفسية، كان يحاول علاجها لدى طبيب نفسي، وفي بعض الحالات كان يفقد أعصابه وحدث أن طلقها خمس مرات حالتان لم تحتسبا، إلا أنه عاد وتوسل إليها وإلى والديها لكي تعود إليه وبعد الرجوع إلى المحكمة لم يجز القاضي عودتها بسبب التطليقات الثلاث البائنة وعادت إلى أهلها ومعها أطفالها.
كانت حزينة بائسة لما آلت إليه الأمور، وبدأت ترى مستقبلها مظلم جاف قاس، ولما لا وأختها كذلك مطلقة وتقطن معها في نفس المنزل، وحدث أن تقدم لها رجل دين ذا خلق مطلق ولديه ثلاثة أبناء، في البداية لم ترتح أمها لهذا الرجل (وذلك لأنه وجه لها سؤالا إن كانت هي السبب في مرض زوجها) وكانت تلك قلة أدب منه أثناء خطبته لابنتها، وفي الحقيقة هي لم تكن السبب في ذلك ،لذا نصحتها أمها بعدم الزواج منه ولكن صديقتي كانت تريد أن تعيش حياة طبيعية (الزواج ستر) فوالدها وإخوانها لم يروا في الرجل بأسا، فيبدو عليه الاستقامة، والعلم ذلك لأنه يحضر الدكتوراه في احد مجالات الدين، علما أن زوجها منع القنوات الفضائية من منزله عدا قناة السعودية الأولى وأضن منزلهم يخلو من المجلات.
ووافقت رغم أن ذلك سيبعدها عن أطفالها إلا أنها تستطيع رؤيتهم من حين لآخر، ورغم أن زوجها الثاني قد صرح لها في بداية لقائه بها أنه يريدها لتربية أبنائه وكان قد علم حسن استقامتها, ولذا وافقت!
وعاشت مع هذا الرجل تربي له أبناءه وكأنهم أبنائها وبحكم البيئة التي نشأت فيها فقد كانت تعامله بكل حنان وعطف ورومانسية إلا أنه لم يكن يعاملها بالمثل فقد كان (قبليا) لا يعرف استخدام الكلمات العاطفية ولأدهى أنه كان من النوع الذي لا يجامل إلا نادرا، وكانت تؤمن بأنه مع الزمن سيتعلم منها كيف يعاملها بالمثل، ولكنه كان كل همه أن يأتي إلى المنزل ليأكل وينام وعبارته قصيرة جدا ومقتضبة وفي أحسن الأحوال كان يعاملها كتلميذة في مدرسته (أحسنت، جزاك الله خيرا).
ولم تستطع الاحتمال وبدأت بطريق غير مباشر في أنها لا تريد منه شيئا سوى الكلمة اللطيفة والمعاملة الرقيقة أي أن يعاملها كزوجة على الأقل وكان يعترف لها بأن ذلك لم يعتد عليه، ولم تجد منه حتى الكذب لكي يسمعها ما تحب، ومع ذلك فهو لم يسبها يوما أو يشتمها ورغما عنها أصبحت عصبية حتى مع الأطفال، وغضب منها لتصرفها أحيانا بقسوة مع أطفاله وهنا طلبت منه أن يعيد زوجته الأولى من أجل الأطفال وفعلا قام بإعادتها, وأنجبت هي منه طفلان ولكنه لم يتغير وفي كل مرة تحدث مشكلة بسبب معاملته الجافة لها يقول بأنها لم تصبر عليه فهو يحتاج إلى وقت لكي يستطيع التأقلم مع هذه المعاملة (مرت سنة على تلك الأحداث) ولم يتغير إلا كنقطة في بحر وبدأت أعصابها تتعب ومما يعذبها أنها تريده أن يكذب عليها ويلقي على مسامعها ما تحب أن تسمع ، وكان لا يخفي عنها (إذا سألت ) بعض سؤنه مع زوجته الثالثة (تزوج مرة أخرى) والتي كان يعاملها معاملة أفضل ولا يحاول إخفاء الأمر عنها إلا نادر،المهم زادت المشادات بينهما والجفاء وكانت كثيرا ما تخاف من عقاب الله لها من أن ينام وهو غضبان عليها فتذهب وتعتذر منه رغم أنها غالبا لا تكن هي المخطئة، لقد كان نادرا جدا ما يأخذهم لنزهة لخارج المنزل، وطلبت منه في احد المرات أن يقوما بعمل عمرة ومع أنهم يسكنون في مكة إلا أنه رفض إلا أن يكون معهم أحد للانتباه للأطفال وذلك لأنه يخشى أن يضيع الأطفال في الحرم!!!
ووصلت الأمور أشدها في إحدى المرات، وقررت الذهاب إلى والديها واحتدم الأمر وقام أهلها بتأنيبه بشدة أمامها، وندمت أن حدث ذلك أمامها وكان لذلك الأثر السيئ جدا على العلاقة بينهما، حاولت أن أفهمها أن تعتذر منه لتصرف أحد أقاربها معه في تلك المقابلة وتبدأ صفحة جديدة ولكن عليها أن لا تتوقع نتائج سريعة فلم يعد هو ذلك الرجل القبلي الجاف الطباع بل أصبح رجل قبليا مجروح الكرامة، وقد يعاملها بقسوة وجفاء أكثر، وبالفعل كما توقعت وكانت تحاول، ولكنها ضعيفة أمام جفائه ومع مرور الزمن أصبحت لم تعد تعامله كالسابق(رغما عنها) وأصبحت ترتكب الكثير من الأخطاء في سلوكها معه، ولم يعد هناك نهاية لمسلسل المشاكل والتجريح والانتقام، وأظلمت الدنيا في وجهها فها هي، إنها أنقاض امرأة لقد فشلت مرتين في الزواج وهاهي تعاني من فراق أبنائها من الزوج الأول وهذا يهدد بأنه سيأخذ أبنائه منها كلما جاءت على ذكر الانفصال, ولم تعد تبصر سوى الأبيض والأسود أصبحت يائسة بائسة لا تشعر بطعم أي شيء ولم تعد ترغب في عمل أي شيء إن كان هناك عمل، فبدون رغبة وتترد كثيرا في عمل أي شيء ليس خوفا من ذلك العمل ولكن لعدم اهتمامها به، أصبحت تعيش رغما عنها، في الحقيقة لم أكن أعرف مقدار التعب النفسي الذي تعيشه، ففي نضري ما مرت به، كثيرات مررنا به، إما واصلنا الحياة الزوجية أو تركنها.
وصديقتي هذه من أسرة محافظة ومتدينة، لها أخت متدينة جدا ولكنها لا ترغم أحدا على إتباع أسلوبها، وبقية أفراد عائلتها وسطا في ذلك، وكانت تعلمني في الماضي الكثير من أمور الدين، لهذا صُدِمت عندما باحت لي بأنها على علاقة بشاب، تمالكت نفسي لكي أستطيع مساعدتها.
البداية كانت أن رأته في مكان عمله لم يعرها اهتماما في البداية ولكنه كان وسيما ويبدو عليه اهتمامه بعمله، عادت للمنزل ولم يغادر تفكيرها واتصلت به وأبدت ارتياحها له ورحب هو بذلك، قابلته مرة تبعتها مكالمات هاتفية كثيرة جدا حتى في منزل زوجها بعد أن يخلد للنوم، قابلته للمرة الثانية في مكان عمله هنا كان هناك العناق والتقبيل، وقد دعاها أكثر من مرة لزيارته في منزله، ورفضت فهي لا تريد ممارسة الجنس معه تحت أي ظرف، وكان كل ما تريده الحب الصادق، لم تعد تستطيع تركه، أو التوقف عن مكالمته، كان ذلك كل ما حصل حتى أعلمتني بعلاقتها.
أمرتها بعدها أن تقطع زياراتها لمكان عمله نهائيا، وكنت أخشى أن يكون قد التقط لها بعض الصور أو ما شابه ليهددها به وحاولت أن أقنعها بأن تقطع المكالمات الهاتفية أيضا وكم كان ذلك صعبا، المهم اقتنعت ولحد الآن وهي على الصراط المستقيم والحمد الله ولكني أخشى أن لا تصمد تحت ضل الظروف التي تعيشها مع زوجها والذي يبدوا أنه أصبح يكرهها ولن تجد منه ما يخفف عنها....................
أحاول أن أكلمها يوميا كل ما سمحت لي الظروف لكي لا تشعر بالوحدة، وأحاول أن أعطيها دروسا في الحاسب والإنترنت عبر الهاتف لكي أستطيع مراسلتها عبر الإنترنت وكذلك لكي تستطيع التواصل معكم، إلا أنها الآن تحاول إقناع زوجها بتهيئة جهاز الحاسب الذي اشترته منه، ولا أعرف متى سيحدث ذلك........ ومع ذلك فقد كنت أنصحها بالصبر وأن تحسن معاملتها معه ومع وقت ليس قصير سوف يتحسن، كانت تحاول وتفشل بسرعة، ماذا أفعل معها وما هي نصيحتكم لها... أخشى أنها أصبحت لا تحبه.....
لماذا فعلت ما فعلت مع ذلك الشاب؟! مازلت لا أعرف.... هل ما مرت به وعانته كان هو السبب؟ أنا ألاحظ منذ فترة طويلة على إحدى قريباتي المتزوجات أنها تحاول التظاهر خارج المنزل أنها غير متزوجة! فلا تأبه لأطفالها إلا نادرا وتحاول إبداء زينتها عندما يتوارى زوجها عن الأنظار والكثير من الحركات التي تدل على نيتها في لفت انتباه احدهم والحصول على إعجابه! صحيح أن لديها مشاكل زوجية ولكن ليست كمشكلة صديقتي! لقد أثار ذلك اشمئزازي، بالطبع هناك الكثير اعرفهم لديهم أيضا الكثير من المشاكل ولكن لا تتصرف نسائهم بهذه الطريقة!..
لماذا، هل ذلك ضعف وجهل في الدين، أم ماذا؟! آسفة لإطالتي ولكن أخشى على صديقتي وأود مساعدتها بأي وسيلة.... لقد حاولت إرسال المشكلة قبل هذه المرة ولكني لم أكن أجد العداد مفتوحا، آخر التطورات في مشكلة صديقتي:
تشاجرت معه بسبب اكتشافها أنه يرسل رسائل رومانسية جدا لزوجته الثانية وكيف كان بارعا في انتقاء الكلمات العاطفية، اثر تلك المشادة وعدها ويبدو عليه الجدية في أن يعيدها إلى أهلها في نهاية هذا الأسبوع ويرسل لها ورقة طلاقها بعد أن تنتهي منها الدورة، كانت تلك عادة سيئة لديها وهي التجسس على جواله وكنت دائما أحاول منعها ولكن دون جدوى فهي تعرف أنه خطأ ولكنها تشعر أن زوجته الثانية تحاول إغاظتها وتكن لها الكثير من الكره حاولت أن افهمها أن لا علاقة لها بتلك المرأة فمن حق أي زوجة أن ترسل لزوجها ما شاءت من الرسائل رغم أن إحدى تلك الرسائل كانت فيها بعض الإساءة لصديقتي... الآن هي تحاول أن تمر هذه الأيام بفترة هدوء حتى لا ينفذ وعيده رغم أن قراره يبدو نهائيا.
أما بخصوص ذلك الشاب الذي كانت تواعده، فقد قطعت علاقتها معه إلا أنه مازال بفترات متقطعة يرسل لها رسائل عبر الجوال وهي لا ترد عليه، تم إصلاح جهازها وأرجو أن يشغلها ذلك قليلا..... أعرف أني أطلت عليك ولكن كان لابد من ذلك...
ولكم جزيل الشكر لحسن تعاونكم،
وجزاكم الله خيرا...
30/4/2006
رد المستشار
أختي الكريمة:
أهلا وسهلا بك دائما على مجانين، وأشكرك على حسن ظنك بي وأدعو الله أن يجعلني عند ظنك بي، كما أحمد لك اهتمامك بصديقتك وحرصك عليها وعلي مصلحتها ووقوفك بجانبها كداعم أساسي في الظروف التي تمر بها، وأدعوك لأن تستمري بجوارها مهما كانت الظروف حتى تحميها من نفسها، على أن تحتسبي جهدك هذا لله سبحانه وتعالى، فلعله سبحانه يقبلنا جميعا من مفرجي كرب هموم المسلمين، فيشملنا حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: "من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عليه كربة من كرب يوم القيامة"، ولعله سبحانه أن يجعلنا ممن هم في عون العباد فيتفضل علينا ويكون دوما في عوننا كما بشرنا حبيبنا وقدوتنا بقوله: "الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه"، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سأبدأ معك من حيث انتهيت أنت؛ من تساؤلك الحائر عن النساء اللاتي يبحثن عن نظرة إعجاب وكلمة حلوة في الخارج بعيدا عن أعين الأزواج لأقول لك أننا نفتقد تماما كأزواج وزوجات في مجتمعاتنا فنون وآداب معاملة شريك الحياة، فالزوج لا يعرف ما يسعد زوجته وما تريده منه، ويتعمد أن لا يعطيها ما تريده لو طلبته، ويتحجج بالعديد من الحجج الواهية، رغم أنه في الأغلب الأعم يحسن ويجيد هذا مع الحبيبة والعشيقة وصديقة الانترنت، والزوجة لا تجيد فن التحبب والتودد إلى زوجها، هي تريد العواطف والتعبير عن المشاعر ولكنها لا تجيد العزف على أوتار قلب الزوج ليعزف أعذب الألحان، فهل أكون مبالغة إذا قلت في إحدى إجاباتي السابقة أننا نحتاج "محو أمية اجتماعية... وألف باء علاقات زوجية"؟!!! فهل نجد فيمن حولنا من يضطلع بهذه المهمة؟!!!.
أما بالنسبة لمشاكل صديقتك المتراكبة فتعال سويا نحاول أن نحلل خيوطها وخطوطها، وأول هذه المشاكل هي علاقتها بهذا الرجل الغريب عنها، فالحمد لله أنها قطعت علاقتها به في الوقت المناسب والحمد لله أنه حتى الآن لم يحاول فضحها بأي صورة من الصور وأدعو الله سبحانه أن يستر عليها في الدنيا والآخرة، ولكن يجب أن ألفت انتباهك إلى أنه من الضروري أن تستمر على هذا الوضع، ودعمك لها لازم وضروري، ومن المهم أيضا أن تقطع خطوط إتاحتها بالنسبة له فمن الضروري أن تغير فورا رقم هاتفها حتى لا تضعف أمام أي رسالة من رسائله.
الأمر الثاني الهام الذي أود أن تلتفتي إليه هو أن تتجنبي تعليم صديقتك الانترنت والشات على الأقل في الوقت الحالي، لأن تعلمها لهذه المهارة الآن وهي بهذا الضعف سيجعلها فريسة سهلة لذئاب الانترنت الذين يجيدون معسول الكلام ويبحثون ليل نهار عن صيد ثمين يسقط صريعا في حبائلهم.
أما بالنسبة لمشاكل صديقتك مع زوجها فمن الواضح بداية أنها قد أساءت الاختيار وأنها لم تختر الرجل الأنسب لظروفها ولطبيعة شخصيتها، فهي تعلم عن نفسها أنها رومانسية وعاطفية، وكان واضحا من البداية أن هذا الزوج لا يتصف بهذه الصفات، فتارة نراه يتهمها بأنها هي السبب في مرض زوجها وتارة أخرى نراه يصرح لها بأنه يتزوجها لترعى له أطفاله من زيجته السابقة، ومع ذلك لا يراعى أنها أم وأنه الأولى به وهو رجل العلم والدين أن يسمح لها بأن تراعى أطفالها مثلما يطلب منها أن تراعى أطفاله، والمهم أنها تزوجته رغم عيوبه الواضحة أمام عينيها، ولما لم تجد منه كلمات الحب والمجاملات لجأت للوم، رغم أن أسلوب اللوم هذا هو آخر أسلوب يجدي مع شركاء الحياة، وكان الأولى بها أن تظل تقدم هي العطاء العاطفي حتى تنجح في إذابة الجليد المتراكم على جدران حياتهما، وأن تستغل لحظات التواصل الجسدي في إشباع بعضا من احتياجاتها العاطفية، على أن تجبر ما تجده من عيوب في هذا الشخص القبلي الطباع "كما تصفينه" بإدراكها لمحاسنه التي لم تدرك قيمتها في حينها، فهو لا يسبها ولا ينهرها، ولكنها لم تفعل أيا من ذلك، فلا هي سعت لتغير واقعها بهدوء، ولا هي رضيت عن حالها، ولكنها دوما كانت تصعد من وتيرة الخلافات بينهما، لتستمر الحياة بينهما بكل مشاكلها ولتنجب منه طفلين رغم جفائه الواضح وجفاف معاملته، ثم تطلب منه أن يعيد زوجته الأولى لأجل أولاده، ونفاجأ به وقد تزوج من الثالثة، وإذا به يتحول مع الزوجة الثالثة لشخصية أخرى، شخصية رومانسية تجيد فن غزل أعذب الكلمات، وسواء كان تغيره هذا ناتجا عن محاولته لتصحيح مسلكه الخاطئ مع زوجته الجديدة أو لأن زوجته الجديدة قد نجحت في العزف على أوتار قلبه إلا أن المحصلة النهائية أنه من الواضح أن هذا الرجل تغير مع زوجته الجديدة، فأين صديقتك من هذه القصة؟ إنها ترقب عن كثب هذه التغيرات، وتغلي حسرة وغيرة، تتجسس على زوجها فتنفجر براكينها حمما في وجه هذا الزوج، فماذا نتوقع من هذا الزوج الذي يجد أفضل معاملة من زوجته الأخيرة وهي تناجيه بأرق الكلمات حتى وهو بعيد عنها عبر الموبيل، وصديقتك تحيل حياته إلى جحيم مقيم؟!!!! ألا يكون متوقعا منه أن يعمل على إنهاء هذا العذاب الذي يعايشه وذلك بترحيل صديقتك إلى بيت أهلها.
ولا يعني كلامي هذا أنني أحاول أن أبرئ زوج صديقتك من كل خطأ، ولكنني معك أحاول أن أرسم لها هي ملامح الصورة بكل ما فيها من رتوش وتفاصيل، حتى يمكننا بعد أن نتعرف على تفاصيل الصورة بوضوح أن نناقش سويا الحلول المطروحة لأزمة صديقتك، وأنا أدعوك أن تطبعي لها هذه الرسالة لتقرأها جيدا وبعمق حتى تتمكن من الاختيار عن بينة، وذلك لأن كل اختيار من الاختيارات المطروحة له تبعاته التي لابد أن تدركها منذ البداية وتتحملها، وما أراه بداية هو أن تعتذر لزوجها عما بدر منها عندما تجسست على المحمول الخاص به، وأن تؤكد له أن تصرفها هذا نبع من توترها الشديد وعصبيتها الشديدة، وأنهما معا يحتاجان لبعض الوقت للتفكير بشأن حياتهما، وأنه قد يكون من الأنسب أن يفكر كل منهما بعيدا عن تأثير الآخر، وذلك بأن تبقى هي في منزلها مع أولادها، ويذهب هو للإقامة مع زوجاته، وفي هذه الأثناء عليها أن تستشير أحد الأطباء النفسيين ليقدم لها مضادات الاكتئاب أو التوتر حسب ما تقتضيه حالتها، ثم تبدأ في التفكير الهادئ والمتوازن حتى تصل لقرار بشأن حياتهما، فهل هي تريد الاستمرار مع زوجها رغم كل عيوبه؟ أم أنها تفضل الانفصال والعودة لمنزل والديها بدون طفليها؟ أم أنها تنوى الدخول في الإجراءات القضائية لتحصل على حق حضانة صغارها؟
فإذا اختارت أن تستمر في زواجها فعليها أن تدرك أن عليها دورا كبيرا لإعادة ترميم جدران حياتهما الآيلة للسقوط، عليها أن تتودد إليه وتتقرب إليه بأحسن ما تتقرب الزوجة إلى زوجها والحبيبة إلى حبيبها، وأن تعمل على تحسين علاقتهما الجسدية حتى تقدم لها هذه العلاقة الزاد العاطفي الذي يحميها من الوقوع في براثن الفراغ العاطفي الذي يوشك أن يقتلها، على أن تتجنب تماما أن تحاول الاطلاع على تفاصيل علاقته بزوجته الأخرى سواء بالتجسس عليه أو بسؤاله عن تفاصيل هذه العلاقة.
وقد تختار هي أن تنهى حياتها الزوجية ولكن لابد أنها تدرك وقد مرت بهذه التجربة الأليمة من قبل، لابد أن تدرك مقدار المعاناة النفسية التي تتعرض لها المطلقة، ولابد أن تكون مستعدة لهذه المعاناة، ومن الضروري أيضا ألا تستسلم لرغبته في أن يضم أولاده منها إليه، فعليها أن تحارب من أجل أن يستمر الأطفال في حضانتها طالما أنها تريد هذا، ولتستمد حاجتها العاطفية من بقائها ورعايتها لأولادها جميعا.
وفي كل الأحول سواء استمرت كما هي الآن زوجة لثلث رجل أو أصبحت امرأة مطلقة فإنه من الضروري أن تسأل نفسها عن الجدوى من حياتها، هل ستظل هكذا تنتظر الزوج الذي لا يأتي أو يأتي بصورة لا تريدها أم أن الأولى بها أن تضع لحياتها أهدافا أخرى تتفق مع ميولها وهوايتها وقدراتها، وقد تكون هذه الأهداف أهدافا علمية فكرية، وقد تكون أهدافا خيرية أو دعوية، وبالطبع مع أهدافها في تنشئة أولادها ورعايتهم جميعا، المهم أن يكون لحياتها غاية وهدف غير انتظار الزوج ولومه والشجار معه والتجسس على هاتفه، والغيرة من الزوجة الأخرى التي تريد أن تغيظها وغير ذلك من تفاهات النساء.
أختي الكريمة: كما قلت لك كوني دوما بجوار صديقتك وادعمي صمودها في مواجهة نفسها واستهتارها في علاقتها بالآخر، واعملي على دعم الجانب الإيماني عندها ليعينها على تحمل المصاعب وليعينها على مقاومة نفسها، واسألي الله لها في دعواتك أن يقدر لها الخير حيث كان وأن يعينها على تقبل ما تجرى به مقادير الأمور، وتابعينا بالتطورات.