تذبذب وضعف.. إلى متى؟!
تذبذب وضعف إلى متى؟ م. مستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أرجو قراءة رسالتي بعناية، عندي 20 عاما وأعاني من مشكلة غريبة متعددة الاتجاهات، أعتقد أني موفق من عند الله، فدائما ما تقع بين يدي فرص جيدة، وسبحان الله والحمد لله والله أكبر، والدي توفى منذ ثلاثة أعوام، ليس هناك من يستطيع أن يفرحني غير نفسي فأنا من أفرح نفسي والله يفرحني، ليس عندي أب ليفرحني، لدي شخصية جميلة وسط زملائي، فليس لي أي ضغائن مع أحد غير خطيبتي السابقة وأصدقائها وأهلها، ولكن فعلا لا يكرهني أحد ولا أكره أحد، وينصت إلي إذا تكلمت في العامة وإذا تكلمت لشخص خصوصا بنت فهذا معناه أنه يوم حظها لأنني لي شخصية جذابة ولا أستخدمها في أن أكلم البنات أو أخرج معهن، لم أحاول لأنني لست من هذا النوع من البشر، أحمد الله عليها وأحاول أن أتقي الله فيها.
بالمناسبة، قرأت قليلا في البرمجة اللغوية العصبية وهذا ما شجعني أن أكتب إليكم، فقد علمت أن الحل عندكم أنتم أيها النفسيون، مشكلتي أنني سريع التأثر بما حولي، بمعنى أن شخصيتي ضعيفة، لا أستطيع أن أتحكم بها وكان هناك من يتحكم في، هناك من يتحكم في هيئتي النفسية، فقد أكون في منتهى الفرح والانفتاح وقد أكون مكتئب إلي أعلى درجة، قد أكون مؤمن بقضية وأسمع رأي أي شخص فانفر منها، مثلا.. إذا قال لي شخص إن الفيلم الذي ستشاهده سيء أكرهه قبل أن أشاهده وعندما أشاهده يتعلق بذهني رأي هذا الشخص ودائما ما أجد الآخرين على حق، مذبذب في كل شيء.
قد أسمع القرآن وأبكي منه ثم أغلقه لأشاهد أحد الأفلام الجنسية، قد أتكلم مع أحد بشكل جيد على شبكة الانترنت، لأيام، ثم أشعر بشعور غريب يجعلني أشتمها أو أتضايق منها فأقول أي شيء يجعلها تنفر مني، هذا يحدث معي دائما منذ سنوات.. سئمت هذا وأرى كل من حولي يعيشون حياة متزنة إلا أنا، بالله عليكم لا تخبروني إنها فترة المراهقة أو تحول، هذا أنا!!! في كل وقت، أشعر أنني ذو شخصيتين، كل منهما غير الأخرى، واحدة على شبكة الانترنت وأخرى في العالم الخارجي..
انفصلت عن خطيبتي بسبب ذلك فأنا أشعر أنني إنسان معقد وقد سئمت ذلك،
أرجو المساعدة وأرجو العلاج الأمثل..
26/05/2006
رد المستشار
أتدرين أين كلمة السر؟
إنها في حبك لنفسك فرغم أنك توهمنا أنك تحب مميزاتك إلا أنك في أعماقك ما زلت لا تحبها وعندما أقول لك أحب نفسك فأنا أقول لك ارعها...لا تؤذيها... أرحها، ارعها... بأن تتفقد جميل الخصال فيها وتستخدمه أكثر وتوظفه مع نفسك ومع الآخرين وتتفقد ما فيها من سلبيات وتهذبها ولا تتصور أنك ستمحو سلبياتك فالوصول لرقم صفر مع السلبيات لن يحدث ولكن من الممكن الوصول لدرجة مقبولة مع الدأب في تتبعها.
لا تؤذها... بأن تخفف لغة اللوم والعتاب والعقاب عليها فلماذا لا تتفاوض من أجل تغييرها بهدوء بدلا من التقريع؟
أرحها... بأن تقدم لها ما يسعدها وتتجنب ما يتعسها فبيئة الفرح تعطي طاقة لا نتصور قوتها.
بقي لي أن أقول لك أن الثقة بالنفس مثلها مثل أي خلق وسلوك يسري عليه قانون العدوى فلتحاول عن"تعمد" الجلوس مع من يثقون بأنفسهم وسيجهدك ذلك في بادئ الأمر ولكن بمرور الوقت ستكتسب كيف تبدو واثقا من نفسك-ولو أمام نفسك- ولكن الخبرة الحقيقية هي كنزك المدفون بداخلك وهو موجود ولكنك تعمي عينيك عنه لأنك لا تريد الاعتراف به أو رؤيته ولكنني أراك شابا في العشرين ذا شخصيه جذابة, مرحة, مررت بتجربة ارتباط سابقة تقرأ في البرمجة اللغوية العصبية كل هذه الأمور تراكمات حقيقية لخبرتك فلا تبخس نفسك حقها.
وتأثرك بآراء الآخرين ليس كله سوء كما تظن فأنت تتعلم من خلال تأثرك فتتعلم النقد.. تتعلم رؤية أوسع للأمر الذي تتحدث عنه ولكن دعني أعطك عدة نقاط لتناقشها مع نفسك:
1. أنت في مرحلة تكوين الخبرة وترتيب شخصيتك فما يحدث جزء كبير منه في حدود الطبيعي وكلنا مررنا به حتى نحن النفسيين.
2. الوقت ومرور الزمن له تأثيرا كبيرا في صقل خبرتك وتكوين رأيك الخاص فلا تتعجل حتى لا تؤذي نفسك فأنت تتعلم فلتزد من قراءاتك وحضورك لما هو ممتع ومفيد.
3. لا ضير على الإطلاق أن تتأثر بشخص تراه قدوة أو رمز لك أو رأي آخرين ولكن يبقى عليك أن تضفي مذاقك الخاص والذي سيعطي للأمر إضافة جديدة وستجد نفسك بمرور الوقت تنتقل من خانة التأثر لخانة نهاد الذي أصبح له رؤية ووجهة نظر فهل ستحاول؟.
كل ما حدثتك عنه فقط خطوة انطلاقة يجب أن تؤدها قبل أن تتبع ما نصحتك به مجيبتك اللذيذة لمي.