حماقات معتادة: الإدارة بالاندفاع والأحلام..!؟
أولا أحب أشكركم على مساعدتكم لكل من يحتاج مساعدة مهما كانت مشكلته صغيرة - وكنت أستفيد من قراءة هذه المشاكل في حياتي إلى أن أتاتني هذه المشكلة فوجدت أنه الوقت المناسب لتكون مشاركتي الأولى معكم هنا وأتمنى أن ترشدوني إلى طريق الصواب بإذن الله..
في عامي الدراسي الأخير تعرفت عليها وبدأ الأمر بصداقة وزمالة جميلة ثم تحول إلى إعجاب متبادل بيننا لما وجدة كلاً منا في الآخر من أحلامه في شريك حياته ولم أتردد في البوح بمشاعري لها وكما توقعت جاء ردها بالقبول وأنها كانت تنتظر هذا وبدون إطالة عشنا أجمل فترة في حياتنا بمعنى الكلمة بما فيها من حب واحترام لكل منا الآخر وتخطيط لحياتنا معا وأعجبت باستعدادها لبدئ حياتنا بأقل ما يمكننا واقتربنا من نهاية العام وما هي إلا أيام ونتخرج من الجامعة ونبدأ حياتنا العملية التي يجب أن نخطط لها بحكمة وبعقل فكنت صريح معها وقلت لها إنني سوف أتقدم لخطبتها حين أجد عمل مناسب وأن زواجنا سوف يكون بعد عامين، وافقت وكنت أسعد إنسان لأنني وجدت إنسانة تحبني وأحبها ونبدأ حياتنا مع بعضنا، وجاء الخلاف في أنها تريدني أن أجد أي عمل وأتقدم لخطبتها ولكن حالة الظروف دون أن أجد عمل خلال هذه الفترة فتركتني بسبب أهلها الذين يريدون أن تتم خطبتها بأي شكل ولأي شخص حتى لا يفوتها قطار الزواج رغم أن هذا ليس بسن متقدم لهذه الدرجة.
انصاعت لأوامر أسرتها وقالت لي عندما تجد عمل تقدم لي وطلبت بأن لا أتصل بها حتى ذلك الحين ولو لم ألحق بها قبل خطبتها من أي شخص آخر سيكون هذا نصيبنا، وتمر فترة عصيبة بحياتي بسبب مرض والدي حالت هي الأخرى دون أن أبحث عن عمل لأني الابن الوحيد له وكنت أخدمه ليلا نهارا -لم أكن أنام الليل لأكون بجانبه- وبهذه الطريقة يمر عام كامل دون عمل لي وبالتالي لم أستطع التقدم لها.
والحمد لله يتمم شفاء والدي على خير وسبحان الله يكرمني بعمل لم أكن أحلم به في حياتي وأتصل بها لأجد المفاجأة التي لم أتوقعها، تمت خطبتها على شخص آخر، شعرت بالحزن الشديد الذي كاد يوقفني لكن إيماني بالله والقدر والنصيب الذي كتبه الله لنا جعلني أقاوم وأستمر في عملي وأنجح فيه و يكون لي مكانة في عملي وكان مرتبي عالي الذي ساعدني أن أعوض العام الذي فاتني بدون عمل ومع مساعدة والدي لي أنجزت كل ما كنت أحلم به معها وكما قلت لها سأكون جاهز للزواج بعد عامين وبعدها يكمل الله على نعمته ويجازيني خير في وقفتي مع والدي وألتحق في عمل في مكان كنت أنتظره طوال هذه الفترة منذ تخرجي.
منذ اتصالي بها ومعرفتي أنها تمت خطبتها لم أحاول الاتصال بها مرة أخرى مثل قبلها ولكنها هي التي اتصلت بي أكثر من مرة تشتكي لي من معاملته السيئة لها ولكني لم أستطع أن أنصحها بتركه لأنها كانت ستفهم بطريقة خاطئة وكنت أستمع لها وكلامها يشعل النار في داخلي.
تمر الأيام وأعرف بزواجها ولكنها تكتب لي كل فترة على الإيميل تشتكي معاملته مرة أخرى وتحكي لي سوء معاملته - طلبت منها أن تتوقف عن الكتابة لي لكنها تصر على الكتابة وتطلب مني أن أستمع لها وأرد عليها لأنها أتعس إنسانة في الدنيا بسبب هذه الزيجة وأنها لا تجد من يستمع لها غيري.
حاولت مرارا أن أجعلها تتوقف لأني أعرف أن هذا لا يصح خصوصا لأنها تزوجت ولكن بدون أمل فالرد واحد وهو أنها ترجو ردي عليها لأنها تريد أن تشكي لي وأسمعها لأنها عندما تشكي لأهلها يكون ذلك دون جدوي- بجانب شعورها أنهم السبب في ذلك والله وحده يعلم أنها لم تتخطى الحدود في كلامها غير أنها تشتكي وتحكي ما يفعله معها وإن صدقت في هذا فما من أحد يتحمل هذه التصرفات الغير مسئولة منه وهذا ما يجعلني أخاف عليها وأجيبها بكتابة نصائح وأمنيات لها ولأسرتها الصغيرة بالاستقرار والسعادة، ولكن المشكلة أنها في بعض الأحيان تذكر المواقف القديمة بيننا وتبدي ندمها على تسرعها وحزنها.
حاولت أن أبتعد بقدر الإمكان فقمت بخطبة إنسانة كنت قد تعرفت عليها عن طريق أصدقاء لي ولكن هذه الخطبة لم تستمر طويلا ولم يكن السبب حبي الأول ولكن كانت خطيبتي السبب بتصرفاتها هي ووالدتها - ربنا وحده أعلم أنني قمت بكل المحاولات لأسعدها وأكون بجانب خطيبتي لكنها كسرت آخر أمل لي بأن أجد إنسانة تسعدني وتكون إلى جانبي مثل أحلامي مع حبي الأول رغم أنني كنت دوما أحاول أن أستقر لكنها لم تساعدني.
أحب أن أكرر، أن ليس لحبي الأول أي علاقة أو صلة من قريب أو بعيد في فشل خطبتي، وفي الفترة الأخيرة ظهرت إيميلاتها مرة أخرى بكثرة عما سبق تشكي وتحكي، ولكن المفاجأة أنها أنجبت طفلا ولكن زوجها لم يتغير فلا يزال يتصرف بعدم مسئولية وتسيطر عليها فكرة الطلاق بشدة وتقول لي أنها لا تريد مني شيء وأنها ليست أنانية وتريدني أن أعيش حياتي كما فعلت هي وأنها تعلم أننا حتى لو فكرنا أن نرجع في حالة طلاقها أن أهلي لن يرضوا بذلك وهي لا تريدني أن أعصيهم أبدا، أقدر كل كلمة قالتها وقولت لها فعلا هذا صحيح وإنني أيضا لن أقف أمامهم وأعصيهم أبدا، ولكن جائني يوم حلم غريب جعلني أخاف وأفرح في نفس الوقت، أخاف مما حدث فيه من سوء وأفرح لأن آخره عدنا لبعضنا البعض، قد يكون من عمل الشيطان ومن كثرة التفكير لكني حلمت به أكثر من مرة.
أريد أن أعرف ماذا أفعل!! هل أكتب لها أم لا؟ هل أستمع لها؟؟ ما تحكيه لا يتحمله أحد هذا يجعلني أخاف أن أتوقف عن الكتابة لها قد تؤذي نفسها أو ابنها حديث الولادة خصوصا إنني أعرف هذه الإنسانة جيدا وكم هي إنسانة ضعيفة لا تتحمل المواقف الصعبة، ما معني أنني أحلم أن شر قد يحدث يكون نهايته خير بجمعنا مرة أخرى دون اعتراض من أحد؟؟
هل لو أراد الله أن تكون الظروف تتيح لنا العودة مرة أخرى - سيكون هذا جيد خصوصا في وجود طفل معها؟؟
ليس معنى أسئلتي أنني أتمنى هذا لها
وآخر ما أقوله إنني فعلا أحبها ومازلت أحبها ولكني أتقي الله أولا وثانيا أعرف أن الحب ليس فقط في الامتلاك ولكن بسعادة الطرف الذي تحبه وهذا ربنا وحده يعلم أنه ما أريده لها لكنها ليست سعيدة حتى، أما بالنسبة لي فأنا لم أتزوج حتى الآن ولا توجد أي خطط لهذا الآن لأنني لم أجد من يحل مكانها حتى الآن وصعب أن أجدها لأني لست بمهتم حتى غير بعملي فأنا لا أذهب غير لعملي ولعب الرياضة والكمبيوتر في أوقات فراغي.
- أعلم أنه سيأتي يوم وأجدها إن شاء الله ولكني أخشى حدوث ما في الحلم فهو سيء لمن ستكون معي، هل تعلمون؟؟ من داخلي أريد أن أكون معها، فما رأيكم؟؟
08/06/2007
رد المستشار
طبعا معظم القراء، وربما الفتيات أكثر، في شوق ورغبه لمعرفة الحلم الذي رأيته، وربما الجميع يحلم معك باليوم الذي تجتمع فيه بمن تحب، بغض النظر عن الظروف الكثيرة التي تحول دون ذلك، ولن تعدم من بين القراء والقارئات من يمصمص على شفتيه، ويقول ولو لنفسه: سبحان الله، شوف النصيب يا أخي؟!!
ولا أريد إزعاجكم من الأحلام، ولا أريد أن أبدو سابحا ضد التيار، وإن كنت أحيانا أجدني مضطرا أن أفعل، حين تدعو الضرورة والأمانة!!
يا أخي الكريم: فتاتك حمقاء مثل أغلبنا، وتعالى نتأمل:
في السنة النهائية تدخلان في علاقة عاطفية وتنمو المشاعر دون ارتباط رسمي، ودون أن تعلم أسرتك ولا أسرتها، وتعيشان زمن الأحلام الجميلة، والأحاسيس الوردية، وتسمعان كاظم أو تامر حسني أو غيرهما، وتتذوقان "أجمل فترة في حياتكما بمعنى الكلمة"، على حد تعبيرك، وفي هذا المقطع جزء رائع هو المشاعر والحب، وما أروع الحب الصادق، وفيه أيضا أنه بالغ في التدفق والتصعيد دون أرضيه ارتباط رسمي أو شرعي، ومثل ذلك ملايين قصص الحب العربية التي يكون مصيرها البتر أو الدفن أو الفشل!!
وأكيد فإن لدى كل منا حواديت الوصل والقطع!! لكن القطع هناـ وطبقا لكلامكـ جاء لأسباب حمقاء استقلت بها فتاتك الحمقاء، ومثلها ملايين، حتى لا أبالغ في إدانتها!! فهي بعد أن أحبت خارج إطار معرفة وسماح أسرتها تذهب لتنصاع لإرادتهم، ربما لشعورها بالذنب من أنها أحبت، وكثيرون منا يعاونون من هذا الشعور!!
والنتيجة هو الانقلاب بزاوية 180 درجة من علاقة حب لا تعلم الأسرة إلى طاعة عمياء لغباء الاستجابة للرغبة المحمومة لدى كل أسرة في الخلاص من الفتاه بالزواج، فهل هذه الانقلابات تبدو من القدر الحكيم الرحيم في شيء؟! وأنت طاوعتها واستجبت!!
نحن ندير حياتنا بأعلى قدر من العبث والتخطيط وقلة الخبرة وسوء التقدير والتدبير، ونختار بعشوائية واعتباطية، ونتورط في ممارسات ونقع في كمائن أفخاخ واضحة لمن يرى، ثم نذهب نلوم على القدر ونشتكي كما تفعل فتاتك الآن!!
هل ضربها أحد على يدها أو على رأسها لتقبل إنسانا أو موضعا ليس هو الأنسب أو الأمثل لها؟!
لم يضربها سوى الخبل والاندفاع والتخلف العقلي والإنساني الذي نحمله، ونمضي به بين العالمين كمثل الحمار يحمل أسفارا!!
وانظر حولك إلى المتخبطين والمتربحين، والتعساء والبائسين، وتأمل في حجم إرادتهم وجهدهم في بناء هذه التعاسة والشقاء، ثم الهروب من المسئولية وإلقاء اللوم على الظروف والأهل والقدر!!
والأدهى من هذا أن فتاتك قد عادت إلى صيغة جديدة حاليا، لا محل لها من الإعراب، ولا مكان لها في التصنيف المعقول أو المقبول عقليا أو دينيا أو اجتماعيا!!
كل ما في الأمر أنها متألمة من علاقة بزوج اختارته بمحض إرادتها، لأنه كان جاهزا للزواج، وهي تدعي مثل كثيرات أن هذا تم تحت ضغوط أهلها، وكأن الأهل يضعون الفتاة في سجن شديد الحراسة، ويسلطون عليها كلاب بوليسية جائعة، ويعذبونها بالكهرباء ليل نهار حتى توافق على الزواج بمن لا تريد!!
وضغوط الأهل غالبا ما تكون مجرد "تلقيح كلام"، و"سم بدن" في الغدوة والروحة، ويمكن الصمود في وجه هذا ومقاومته، ولكن مربط الفرس يكمن فيما أشرت أنت إليه من أن فتاتك ضعيفة لا تتحمل المواقف الصعبة، ومثلها ملايين البنات تربين على الهشاشة والعشوائية في إدارة حياتهن ـ ومن منا لا يتورط في العشوائية!!
والنتيجة هي ما تعيشه من تعاسة كانت بادية منذ فترة الخطوبة رغم أنك اتصلت بها وقتذاك وعرفت بأحوالك! إيه اللي بيحصل ده؟!!
ما هذا الكم من التخبط في حياتنا؟!!
أنا لا أعرف لماذا أوقفتما الاتصال بينكما، وانقطعت أنت عن إبلاغها أخبارك، ولو من باب المعرفة العامة، ولا أدري لماذا لم تفسخ الخطوبة، وهي ترى أنها قد اقترنت بإنسان لا يناسبها، والمقدمات كانت تنبئ بالنتائج الحالي؟! ولا أدري لماذا عادت للاتصال بك، وإلى أين سنصل هكذا؟! لماذا لا نتوقف ونصحح الأخطاء قبل فوات الآويان، ثم نندب حظنا العاشر، ونعلق أخطاءنا على شماعة الأهل؟!
واستكمالا لسلسة اللامعقول واللاعقلانية في إدارة حياتنا أراك تبالغ في أهمية الحلم الذي رأيته، ولا يهمني كثيرا كفاها تخبطا، وكفاك حيرة وترددا، والحياة لا تدار بالأحلام!!
آن لها أن تتماسك وتحسب حسابات علاقتها بزوجها جيدا، وإذا كانت قد اندفعت في الزواج منه فلا معنى ولا فائدة أن تندفع في الطلاق أيضا، قرار الزواج ينبغي أن يحظى بقدر أكبر من الاحترام والجدية والتخطيط والتمهل، ونحن لا نفعل هذا في زواجنا غالبا، وكذلك فإن الطلاق قرار خطير ينبغي أن ندرسه جيدا، وبخاصة في مجتمع يراه وحلمه تحملها المرأة، ويحملها الرجل بدرجة أقل، ومن ناحيتك فإن هذه المرأة أمامك بكل تاريخها وظروفها، وبكل مشاعرك نحوها، وبوضعها إذا تطلقت، وموقف أهلك حين تفاتحهم برغبتك في الزواج من مطلقة وحاضنة لطفل، وضع في حسبانك أن زوجها الشقي لن يتركها هكذا بسهولة تنطلق، وتأخذ الطفل بسهولة، ثم تتزوج ممن كانت تحبه بسهولة!!
إذا كنت أنت قادرا على خوض هذه المواجهات والمعارك جميعا فأنت وذاك، وأرجو أن تحسب حساباتك جيدا، أما إذا كنت لا تستطيع، وهذا لا يعيبك، فأنت أيضا حر، وهناك أمامك خيارات متعددة كما ترى، ولكن ينبغي الجسم في اتجاه محدد، لأنها غالبا تنتظر حسمك، ودعك من "التماحيك" ومن كلامها، وشكاوي حصاد حماقاتها!!
حدد اتجاهك واحسب حساباتك، وبناءا على ذلك حدد اتجاه وحدود علاقتك بها، وتقدم في خطوات نسيانها، أو دعم قرارها بالطلاق، وتابعنا أخبارك.
ويتبع:>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> حماقات معتادة: نساء ضد نساء مشاركة