حماقات معتادة: الإدارة بالاندفاع والأحلام
أخي الفاضل؛
أنت لا تحبها... ومشاعرك نحوها ليست حبا... ستقول عجبا!!!!!! وهل اطلعت على مشاعري حتى تقول لي هذا؟؟؟!!!!!! نعم أطلعت إلى ما بين سطورك... وعرفتك وعرفتها كويس قوي قوي قوي....... ببساطة هي شخصية غير جديرة بالحب خاصة لو كان مثلك يمتلك الأحاسيس المرهفة......
نعم أنت لا تحبها... ولا تتعجب من كلامي... أنت إنسان رومانسي جدا طيب القلب حنون وعطوف وراقي المشاعر وحساس لدرجه لا تصدق في هذا الزمان المرعب... أنت إنسان مؤهل تماما للحب... أنت خير من يحب (حبا حقيقيا) بصرف النظر عن الطرف الأخر يستحق هذا الحب أم لا يستحق.
أما هي فهي تحب وبشدة... ولكن تحب من يا ترى؟؟؟؟؟؟؟؟ هي تحب نفسها أولا وأخيرا وتسعى إلى مصلحتها مع من لتلهث وراءه... وخير دليل أنها تركت حبها المزعوم لك وتزوجت بالأخر (لاحظ أنها لم تنتظرك لسنوات طويلة عصيبة وأنت الذي تأخرت عليها!!!!) بل مع أول عريس تقدم انساقت خلفه.. وفى نفس الوقت تمد أذرعها الأخطبوطية لتمسك بلك حتى لا تغير من طريقك نحوها..!!!!!
وتعيشك في حكايات وروايات ألف ليلة وليلة دون احترام لمشاعرك ولا احترام لمن ارتبطت به بالخطبة أو بالزواج فيما بعد؟؟حتى وليدها الصغير... ليس له أي حسابات معها... كم من إنسانة شريفة تتحمل من زوجها مالا يتحمله بشر لأجل أبنائها؟؟ما هذا؟؟؟
ربما شعورها بأن هناك (عجلة استبن) آسفة للتعبير... وقد انصلحت الأحوال بالوظيفة المرموقة والمرتب الكبير... قالت لنفسها هذا أفضل من هذا... فلأسعى خلفه بالبكاء والنواح ومر الشكوى لتنسج خيوطها العنكبوتية حول الضحية وتشل حركاتها بحقنها بأحلام الماضي.
أخي العزيز الغالي... صفاتك الشخصية التي سردتها لك في سطوري أعلاه... هي التي تجعلك تفكر وتعود بالأحلام الوردية وتحلم أحيانا بإنقاذ هذه (الإخطبوط) التي لا ترغب في أن تخسر شيئا في سبيل أي شيء... بل ترغب الربح السهل الثمين في كل الأوقات دون أدنى عناء أو تحمل لأي صعاب... منتهى الأنانية مع منتهى العطاء... لا يصح أن يتقابلا.
أرجو من الله العلى القدير أن يرزقك بفتاة من ثوبك بنفس شفافية نفسك وطهارة أخلاقك لتصنعا معا نموذجا رائعا للزواج الذي تشوهت صورته بسبب النفوس الضعيفة أمثال تلك الإخطبوط ومنها رجال أيضا بشخصيات قريبة الشبه منها.
أخي أتمنى أن تطمئن قلوب إخوانك بالموقع وكما قال لك الدكتور وائل
تابعنا بأخبارك.
5/7/2007
رد المستشار
نشكر لك هذه المساهمة التي تلقي ضوءا نادرا إذ تحمل تحليلا من امرأة لسلوك ومشاعر امرأة أخرى!!
وكنت قد تلقيت خارج بريد "مجانين" تعليقا يستشعر أنني كنت غاضبا وأنا أجيب على الرسالة الأصلية، والحقيقة أنني كنت أهاجم نمطا لا شخصا، وظاهرة لا امرأة أرى أن مثلها كثيرات، وهو ما أكدته وكررته كثيرا في إجابتي على صاحب المشكلة، وها هي قارئة تضيف بعدا جديدا. فهمت القارئة أننا أمام علاقة غير متكافئة بين شخص مخلص في حبه، وامرأة لا تحب سوى نفسها!!
امرأة تقول أنها تحب ثم لا تصبر صمودا مع من تحبه، ثم تتزوج فلا تحترم قدسية تلك العلاقة، ولا تصبر ثانية مع من تزوجت، ومنه أنجبت!!
ولم أشأ ولا أحب الاستطراد في وصف تضاريس نفسية بعض النساء، وربما أخاف أحيانا من الاتهام بالهجوم على المرأة أو التحيز ضدها، ولكن نماذج مثل هذه تعطينا الفرصة للتأمل في أحوالنا وأحوال بعض النساء من اللاتي تلعبن على أكثر من حبل، وتمد الخيوط مع أكثر من رجل، وأقنعة الضعف والانكسار جاهزة، ودموع التماسيح جاهزة، وهي المغلوبة على أمرها، المظلومة أبدا... إلخ!!
أية امرأة هي إنسان يكذب ويصدق، وقد تغلبه نزعة مصلحته فيتلاعب عامدا، أو بغير وعي، ومن حق كل واحد فينا أن يحمي نفسه من امرأة كهذه، ومن واجبه أيضا أن يفطم نفسه عن مشاعر الارتباط بسراب، أو هباء يحسبه الساذج شيئا، وهو محض خواء!!
أميال طويلة نحتاج إلى أن نقطعها أحيانا، وجهود كثيرة نحتاج إلى بذلها حتى نتعرف على حقيقة أنفسنا، وحقيقة أقرب الناس إلينا!!
ونحن مثل العميان، وبخاصة حين نحب، فلا نرى غير ما في أحلامنا، وإدراكنا المختل بطغيان المشاعر!!
نحن الذين نمهد الطريق لخداعنا لأننا لا نتمهل ولا نتأمل، ونتورط ونخسر، بينما كانت الأمور واضحة لمن يصغي السمع أو يدقق النظر!!
انظر حولك لترى من هو الذي يدقق النظر، أو يتأمل ولا يتعجل في الحكم على البشر؟!
نحن الذين نعطي الفرصة لأي إخطبوط، أو لخفاش أن يلتصق بأرواحنا ويستنزف دماءنا وطاقتنا، وفي عيوننا نظرة رضى أننا في سبيل الحب نبذل ونضحي، وقد نكتشف، وقد لا نكتشف أننا كنا ضحايانا، ضحايا غفلتنا وبساطة عقولنا، ضحايا جهلنا بأن في الإنسان شرا، وبأن من حولنا قد يكونوا محض أعداء، ومجرمين مطلقي السراح!!
إننا نغري الأشقياء بخداعنا كما تغري الفريسة الصياد بأن هناك صيدا سهلا ينتظره، وما عليه إلا أن ينصب الفخ، وهي ستقع فيه حتما، وبمنتهى السهولة، وحين يجدنا الصياد هكذا يدمن صيدنا، ولو مرة بعد مرة، لا يمل حتى نمل، بينما نحن نبدو جاهزين لتصديق الخداع، فمن ينبغي أن نلوم؟!
تقول الحكمة: إذا خدعتني مرة فالعيب فيك، وإذا خدعتني مرتين فإن العيب يكون في أنا بالتأكيد!!
حذار من الشر بداخلنا وحولنا، فهو موجود ويتلون، حذار من النساء فهن الجنة والجحيم على الأرض، وحذار من الإنسان ومفاجآته!!