أنا صاحبة المشكلة أكلم نفسي هل أنا مجنونة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاكم الله خير على الموقع الرائع جدا؛
تفاجأت لما وجدت استشارتي على موقع مجانين مع أني أرسلتها من فترة على موقع إسلام ون لاين ووصلني الرد وكنت ناوية أرد على أخوي الدكتور وائل ولكن ما قدرت ولما شفتها هنا قلت من واجبي أرد فجزاك الله خير يا دكتور وبارك في عمرك وأنا لما أرسلت لكم بغيت الحل منكم لأن في بلادي صعب ألاقي دكتور نفسي لأن الناس ما ترحم والجهل ذبحنا وبايقولو بنت فلان مريضة ومجنونة.
ياخوي مشكلتي والكلام مع نفسي زادت وكل ماحسيت بالضيق فضفضت لنفسي واتكلمت حتى بالتمتمة لدرجة أصبحت عادة عندي وأحلام اليقظة مستمرة لدي وكل ما مليت من وضعي في العائلة ومشاكلها استسلمت للأحلام وبكل سهولة وش الحل؟ أصبحت بين الواقع وبين أحلامي الجميلة..... والله تعبت.
وبالنسبة لاعتمادي الشديد واتكالي على أهلي في كل شيء أنا نسيت أقول لك شيء مهم هو أن المشكلة الكبرى أنو أمي هي اللي معتمدة على أختي الكبيرة في كل شيء حتى قبل موت أبوي وكذلك خواتي الأكبر مني معتمدين عليها وأنا والباقي الصغار مثلهم ولما بدأت أكبر وأقول لنفسي أنا قادرة وعارفة إمكانياتي واحنا بنات كبار ليه ما نعتمد على أنفسنا لكن أختي من حبها لنا الشديد خنقتني وما تبغاني أسوي أي شيء إلا لما هي توافق.
وبالنسبة لخواتي ما أدري هم راضيين بالوضع ذا ولما لمحت مرة لواحدة من خواتي قالت لي أنها بس تسوي اللي تبغاه أختي عشان ما تجرحها يعني كأن إحنا عايشين في تأنيب الضمير وأنه فرض علينا نوافق على كلام أختنا الكبيرة، دارية أنها تسوي لنا كل شيء واللي ما سواه أحد لنا وهي على عيني ورأسي لكن ذا يضرني أكثر من ما ينفعني، وبدأت ألمح أحيانا عشان تفهم لكن تعبت كيف أفهمها إن أنا كبيرة يعني ما نسوي شيء تقريبا إلا لما هي تشوف هل هذا كويس ولا لا، والله أحس أني بلا فايده ورأيي ما له أهمية، تصدق لدرجة أنه تقدم لي شخص ورفضوه وما دريت إلا بعد فترة فقلت لأمي واعترضت لكن بدون فايده، آسفة على الثرثرة بس يا دكتور تعلمني كيف أفهمهم أني كبيرة وواعية.
أختك
السلام عليكم
8/6/2007
رد المستشار
الابنة العزيزة؛ أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليس هناك ما يستدعي الاستغراب في وجود مشكلتك وردي عليها هنا على مجانين فقد تركنا العمل مع مشاكل وحلول أنا ومؤسس تلك الصفحة لأسباب من أهمها انشغالنا وعدم استعدادنا لما أصبح يعيق العمل فيها من خلال مجموعة من المديرين غير المتخصصين في مجال الصحة النفسية الاجتماعية، وكان طبيعيا أن أنشر في موقعي ما أنتجته خلال فترة عملي هناك، وبالتالي لو أنك أرسلت متابعتك تلك لغير مجانين لما تلقيت ردا فالحمد لله الذي هداك لبيتنا الكبير مجانين.
…….. لم تتحدثي في هذه المتابعة عن ما وصفت نفسك به من الكتمان والانطواء، وأشرت بوضوح إلى أنك ترفضين فكرة العرض على طبيب نفسي من الأساس بسبب التحامل الاجتماعي على الطب النفسي وممارسيه ومن يلجئون إليهم من أصحاب الشكوى وهذه آفة أصابت مجتمعاتنا المسلمة وهي دخلية عليها مع الأسف لأن وصمة الطب النفسي ليست من ثقافتنا.
على أي حال يا ابنتي سأحاول مساعدتك قدر استطاعتي، ولعل أول ما لفت نظري وهو جدير بالتعليق عليه ما كتبته في خانة السن فأنا وجهت إجابتي على مشاكل وحلول لفتاة لم أحسبها أنهت العقد الثاني من عمرها، ربما لأنك لم تذكري سنك أو لأنهم لم يرسلوا بياناتك كاملة لي –غير متخصصين كما قلت- المهم أن الأمور تختلف كثيرا هكذا.
إذا كنت في السابعة والعشرين من عمرك يا ابنتي وأختك الأكبر منك هي المتحكمة في شؤونك وشئون من هم بينكما من الأخوات في الترتيب من الأشقاء فإن سؤالا يقفز إلى الذهن هنا هو: ألم تتزوج أختك بعد؟؟؟ وربما لو تزوجت لأخذت أنت مكانها إلى أن يرزقك الله بالزوج الصالح،...... وأتمنى من الله ألا يكون تأخر زواجها سببا في تأخر زواج الباقيات مثلما كان يحدث في بعض الأسر المصرية فيما مضى.
يبدو أن حالة العزوف عن الزواج التي تجتاح مجتمعاتنا هي السبب إذن في تعطيل قاطرة التدريب على شؤون المنزل، لا أدري إن كنت أنت الصغرى فكم تبلغ الأكبر منك ومن تليها؟ اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين.
حين أضع نفسي مكان والدتك وهي تسلم زمام الأمور لأكبر بناتها التي تنتظر شريك الحياة، ربما لتتدرب وربما لتجد ما تنشغل به في نفس الوقت الذي تستريح فيه الأم، ورغم أن لديها غير البنت الكبرى كبيرات مثلك رغم ذلك... لا أستطيع لوم الأم باعتبار أن هذا وضعا مؤقتا، ولكن لأن مجتمعاتنا أصيبت بالشلل مع الأسف فإن القاطرة لا تتحرك ويبقى الوضع على ما هو عليه، وتبقى أختك في مكانها تخاف من شبح العنوسة وتشغل نفسها وربما تحل عقدها من خلال التحكم في الآخرين! وهذا طبعا تخمين لا أدري مدى صحته!
تبقى مشكلة الكلام مع النفس وتبقى مشكلة الاستغراق في أحلام اليقظة علامتان على الطاقة النفسية غير المستغلة لديك يا ابنتي وهما على أغلب الظن ليستا علامتان مرضيتان في حالتك، ولكن لابد من تغيير الواقع الأسري الاجتماعي لك لتنتفي الحاجة النفسية لديك للحديث مع النفس أو الإغراق في أحلام اليقظة.
ولا أدري يا ابنتي ماذا عن فرص العمل الاجتماعي الأهلي التطوعي في بلادكم؟ هل يسمحون أصلا للبنات بأن يخرجن للعمل أو يتطوعن للعمل الأهلي، إن كان هذا ممكنا فأظن أن حلَّ جزءٍ كبيرٍ من المشكلات سيكون ممكنا وميسورا، فإن لم يكن ذلك ممكنا فإن ما أنصح به هو محاولة ممارسة أي نشاط تحبينه من نوع الهوايات كالقراءة أو الرسم أو التطريز أو أي شكل حتى من أشكال العمل الإليكتروني وإن لم يكن النشاط الإليكتروني مفيدا في إزالة إحساسك الدائم بالوحدة.
أظن أن مناقشة مشكلة رغبتك في الاعتماد على النفس مع إخوتك –باستثناء الأخت الكبيرة- ستكون مفيدة من أجل الوصول إلى حل يريح جميع الأطراف فمن حقكم المطالبة بأن يكون لكل استقلاليتها ولو في بعض الأمور على سبيل البداية، ولا أظنه سيكون جارحا لأختك الكبيرة أن تطالب كلٌّ منكن برغبتها في إدارة بعض شؤونها، ولا أظن أيضًا أن هذا يسبب جرحا للأخت الكبرى فأنا أحسبك تبالغين أنت وأخواتك في تقييم أثر ذلك عليها.
أتمنى أن ييسر الله أمورك وأمور أسرتك وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.