السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 19 سنة من جنسية أفريقية شرق أوسطية غير عربية ولكنني عربي اللغة والثقافة والهموم لكوني عشت في السعودية منذ ولادتي وسوف أبدأ في عرض مشكلتي. أنا منذ صغري وأنا ملتزم ومن أسرة ملتزمة ولكنني أعني من الحساسية النفسية المفرطة فلكل كلمة بل لكل إشارة ألف تفسير وتفسير عندي ورغم ذلك فأنا مثقف وفاهم بحيث أضع أيضا ألف عذر للشخص عانيت من رهاب اجتماعي من نوع خاص عندما بلغت الرابعة عشرة حيث تصيبني حالة من الخوف الهستيري الشديد عندما يكون مطلوبا مني تقديم الإذاعة الصباحية مثلا ولكن بمجرد خروجي على المسرح وقراءتي لبعض الكلمات تنتهي الحالة بل أصبح أنا القائد الفعلي للإذاعة.
ولكن للأسف هذا الخوف المسبق الشديد جعلني أحجم عن خوض غمار أي شيء في هذه الحياة رغم علمي بإمكانياتي الخارقة في كل شيء في التقديم وقراءة القرآن وغيرها....... المهم أنهيت الثانوية بعد معاناة مع هذه المشكلة التي هي نتاج الحساسية النفسية الشديدة التي سبق أن أشرت لها وعلى عكس غالبية الناس بدأت مراهقتي بعد الثانوية أي في السابعة عشرة من عمري جاءتني فرصة الدراسة وفق منحة دراسية في مصر لم يكن خيار الرفض متاحا لي بسبب ظروف الأسرة علما أنني حصلت على نسبة عالية جدا في الثانوية ورغم تخوفي الشديد من هذه المغامرة إلا أنني أقدمت عليها وذهبت لدراسة الهندسة (ولم تكن رغبتي ولكنني في لحظة تردد غريبة فضلتها على الطب والصيدلة اللتان كانتا متاحتان لي).
ذهبت إلى العالم الجديد بالنسبة لي وفي حالة مثل حالتي لا بد أن يكون لتجربة كهذه آثار نفسية عميقة وقد حصل صعب علي تكوين علاقات طبيعية هذا فضلا عن صعوبة الدراسة الشديدة وعدم تقبل نفسي للهندسة أجلت السنة لكوني وصلت متأخرا وعدت في هذه السنة على أمل تحسن الأحوال وفي هذا العام فشلت في الترم الأول بسبب عدم استقراري في السكن وأنا الآن أنتظر نتيجة الترم الثاني التي لن تكون بأحسن حالا من الأول إلا بمعجزة إلهية أضف إلى هذا أنني (خلاص ما عدتش قادر أستحمل هندسة أكتر من كدا) وفيما لو رسبت لا سمح الله فسوف تسقط عني ميزة الدراسة بالمجان وعلي أن أبحث عن بلد آخر وتخصص آخر.
وأهلي لا يعلمون عن كل هذا أي شيء ويعتقدون أن الأمور طبيعية امتياز وتفوق كما اعتادوا فأرشدوني كيف أفاتح أهلي وأمي بالذات التي هي من النوع الشديد الرقابة والاهتمام ولا ترضى بالفشل أبدا بل أخشى أن يحدث لها مكروه لو علمت برسوبي المتوقع.
وللمعلومية فقد وقعت في التدخين في فترة من الفترات من أجل تخفيف الهموم أشكر لكم الخدمات الجليلة التي تقدمونها لشباب هذه الأمة الذين يعانون من مشاكل خطيرة جدا بسبب الخلل في التربية.
والسلام عليكم
06/07/2007
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله؛
لا تطاوعني نفسي بأن أحدثك بما تستحقه من شدة ربما تعاطفا مني مع ما أحسك تعانيه من شعور بالاغتراب عما حولك ومن حولك بالإضافة لما ذكرته عن معاناتك السابقة من الخوف والخجل الشديد ولا أظنه كان كما أسمتيه رهابا فالرهاب لن يزول دون علاج متخصص.
بني لا بد مما لا بد منه وفي الحياة الدنيا مثقلون نحن بالالتزامات لا تخشى على والدتك من الحقيقة فرب العالمين يزود الأمهات بطاقة متجددة كما أن حزنها لن يفوق حزنك على ما تفرط فيه من حياتك ولا تلوم التربية والتي هي مسئولة مما لا شك فيه عما تحصده من تقاعس الأولاد عن تحمل المسئولية عن ذواتهم مفضلين لوم العالم الخارجي فرسوبك مسئوليتك التي يجب أن تعترف لنفسك على الأقل أنك لم تقم بها كما يجب.
أخبر والدتك أن المطبات أمر متوقع في الحياة والفشل المرحلي ليس نهاية المطاف إن شاء الله بل هو وقت لتتعلم درس كنت تحتاجه فالفشل سيعلمك تقدير قيمة النجاح، اخبر والدتك أن بعض الطلاب لا يتحملون أعباء كثيرة مثل الغربة والنقلة الكبيرة في طريقة الدراسة بين المدرسة والجامعة وكما بدأت لا بد مما لا بد منه فانتظر حتى تتأكد من نتيجتك قبل أن تبلغ أهلك ولا تتأخر حتى تبدأ سريعا في البحث عن بداية جديدة لحياتك فكفى ما فقدت من وقت محسوب من عمرك فأنا حزينة على فقدانك فرصة للتعليم المجاني من شأنها أن تعين والديك على أعباء الحياة... أدعو عادة على من يضايقني بأن يرزقه الله على شاكلته فحسن من نفسك كي لا تعاني كثيرا مع أولادك.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابن العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك الدكتورة حنان طقش غير أن أقول لك أن ما تصفه أيام المدرسة ليس رهابا ولم يكن وسبب ذلك هو أن أحد أهم شروط تشخيص الرهاب هو أن يؤدي بصاحبه إلى تجنب الموقف الذي يخشاه ما استطاع لذلك سبيلا وواضح أن المسألة بالنسبة لك لم تكن أكثر من حساسية اجتماعية عالية أو قل خوف اجتماعي بسيط يزول بالمواجهة ويزيد بالتجنب، أتمنى أن ينقذك الله مما أنت فيه
واقرأ على مجانين:
التعثر الدراسي بين الصيدلة والهندسة
الفشل والنجاح معادلة الحياة
دراستي أم كذبتي؟ لأيهما الجلاجل؟!