السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
نيابة عن صديقتي التي لا تعلم باستشارتي هذه.
السن 34 سنة، غير متزوجة، ملتزمة ومنضبطة تحت قيود أسرية شديدة، توفيت والدتها بعد صراع مع المرض النفسي الذي نتج وفقا لمعلومات منها عن صراع مع السحر والجن.
تعانى صديقتي من أعراض مشابهة حيث ترى أشياء غريبة كوالدتها ولكنها أشياء متعلقة بالديانة المسيحية، كنقوش على جدران كنيسة وهى تسير في الشارع، أو صورة للسيد المسيح تظهر فجأة في صورة عادية أمامها، ذهبت إلى شيوخ فسروا لها ذلك بسحر، تظهر عليها أعراضه في قراءتها للرقية الشرعية وعند سماع القرآن ولكنها تصلي وتتمتع بقدر كبير من الصبر والرضا والهدوء، ونظرا لشغفها للقراء فهي تشعر برغبة قوية في القراءة عن الديانة المسيحية وتستمتع بذلك، هي مستسلمة لظروفها ولكن يشتد الحال سوءا بها يوما بعد يوم،
التساؤل: كيف يمكن التمييز ومعرفة إذا ما كانت تتعرض له صديقتي هذه مرض نفسي أم سحر، علما بأنها تعيش حالة شديدة من الضغوط في أسرتها ولا يسمح لها بالخروج إلا لعملها، ولا يسمح لها بالتأخير، وتعيش مع والدها الذي لا يتكلم معها بالمرة إلا في طلبات المنزل والأكل والدواء ولكنها لا يمارس أي دور سلبي أو عنيف عليها وإنما يحملها من الواجبات ما قد تضيق به، ولكنها لديها قدرة على التحمل تجعلها تصبر في صمت.
أرجو الإفادة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
13/5/2008
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..........
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك، بداية أقول لك أنني سأرد بشأن ما وصلني من أعراض أعرفها وهي لا شيء أكثر مما قد يكونُ هلاوس بصرية Visual Hallucinations وهذا ما يستنتج من قولك: (حيث ترى أشياء غريبة كوالدتها ولكنها أشياء متعلقة بالديانة المسيحية، كنقوش على جدران كنيسة وهى تسير في الشارع، أو صورة للسيد المسيح تظهر فجأة في صورة عادية أمامها)، ولا أستطيع أن أقيم مدى اقتناع صاحبتك بأن ما بها وما كان بوالدتها هو من فعل السحر، ولا مدى استعدادها للعرض على الطبيب النفساني... لكن عرض الهلاوس البصرية الذي يبدو من إفادتك أنه الوحيد المستمر... ثم استجابتها للأعراض بأن تقرأ في الديانة المسيحية فيعني ربما أن الهلاوس البصرية دفعتها لذلك وهي استجابة رأيتها في بعض مرضى الفصام المسلمين وبعض مرضى الفصام المسيحيين، وهذا كلام في منتهى الخطورة ولا أستطيع الدفاع عنه إلا بعد مقابلة صاحبتك نفسها وسماعها وسؤالها وفحصها نفسيا وجسديا..... فربما احتجنا تصويرا بالرنين للمخ.
أما الأعراض التي تظهر عند قراءة الرقية أو ما يتكلم به الشيوخ من آيات الذكر الحكيم فإننا نسميها في الطب النفسي أعراضًا انشقاقية تحولية Dissociation Conversion Symptoms ولا نملك لها تفسيراتٍ مقنعة أو قاطعة إلا قليلا وفي بعض الحالات..... وذلك حين نجد مكسبا واضحا من النوع الثانوي (أي اهتماما خاصا يوليه الأهل أو الزوج أو تجنبا لمسئولية مخشيٍّ منها أو غير ذلك من المكاسب التي تجلبها الأعراض).... لكن هناك من يفسرها بأنها بسبب القابلية العالية للإيحاء كما بينا من قبل على مجانين ضمن باب شبهات وردود، وهناك من يفسرها باستخدام نظرية الذوات المتعددة..... وكلها نظريات تقوم على تصورات وافتراضات لا يمكن إثباتها بالشكل الموضوعي القاطع.
ولست أدري إذا كنت سأوافقك على تماسك صاحبتك النفسي الاجتماعي المعرفي (فربما يبين فحص الطبيب النفساني غير ذلك) لكن الذي يبدو من سطورك هو أنها فتاة عاملة صابرة تحمل من الضغوط الكثير وليس لديها من تتكلم معه في معاناتها سواك على ما يبدو، وهي رغم ذلك (تصلي وتتمتع بقدر كبير من الصبر والرضا والهدوء)،(لديها قدرة على التحمل تجعلها تصبر في صمت) ثم تصفين حالها بأنها مجرد (مستسلمة لظروفها) ولكنك تضيفين (يشتد الحال سوءا بها يوما بعد يوم).... ما أنصح به هو أن لا تنتظر صاحبتك أكثر من ذلك وساعديها في الوصول إلى أقرب طبيب نفساني وتابعينا.
واقرئي أيضًا:
هل الجن موجود؟ هل السحر؟
السحر والابتلاء والإيمان: وقائع عجز أمة
السحر وكيفية كشفه ؟
السحر والشياطين وقول الأطباء النفسيين
هو يقول ، ونحن نقول ... أين البحث العلمي