وسواس واكتئاب واستسلام
لا نستطيع في حال من الأحوال أن نلغي مفهوم السحر أو مس الجن عموماً فهو ثابت في نصوص الشريعة، وأنا شخصياً عندي مثال حي وهو إحدى قريباتي حصل لها أعراض مشابهة وقد عالجها رجل صالح بالرقية الشرعية وقراءة القرآن واكتشف أن الموضوع سحر واستمر العلاج طويلاً حتى شفيت الآن تقريباً والحمد لله.
فأنا أنصحك والله من كل قلبي أن تسلكوا هذا المسلك فهو إن لم ينفع لن يضر، وأرجو لأختك الشفاء التام
22/7/2008
رد المستشار
الرحمة مطلوبة للطب النفسي
يا أخ "عبد الرحمن" بعد شكرك علي مداخلتك التي حفزتني للكلام في موضوع طال الجدل والكلام فيه وأصبح على الألسن ليس حوارا فعالا بل للأسف مجالا للتربح فنحن إما نسمع الشيخ يسب ويلعن الطب النفسي ويقاوم العلم أو نسمع من الأطباء أنفسهم استهانة بالشيوخ أو العلماء (وهذا إذا كان المتحدث عالما جليلا فعلا وليس من المدعيين بالعلم الشرعي) وأقصد بالعالم: المتخصص في الفقه وأصول الدين وفروعه وهؤلاء قدرهم لا خلاف عليه والخاسر هو المستمع الذي يرتفع لديه الأدرينالين والضغط ويصاب بالبلبلة ولا يخرج بجديد أستحلفك بالله ألا تفتي أحدا بدون أن تلمس المشكلة التي لديه عن قرب (من قال لا أعلم فقد أفتى) أو على الأقل يجب أن تعترف أن الطب بفروعه المختلفة هو أحد الأسباب التي يسرها العلي القدير وأمرنا بالأخذ بها.... ألم يقل في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم (.... فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)(النحل:43) صدق الله العظيم.يقع معظم الناس ((أعلمهم وأجهلهم)) فريسة لموضوع العلاج بالقرآن وهذا غير خفي على كثير منا..... يا بني إن الله إذا أراد للمريض النفسي الشفاء بالقرآن فلسنا بحاجة لواسطة بيننا وبينه عز وجل والعلاج الروحي والديني موجود بالطب النفسي وليس المرض النفسي عقابا منه سبحانه للسخط على ضعف إيمانه وإن النفس تمرض تماما كما يمرض الجسد وإذا أراد الله الشفاء للمريض حتى بدون أن يقرأ آية من القرآن فإرادته سبحانه واقعة لا محالة لأنه سبحانه إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون وليس أن يقول لفلان أو علان أنت واسطتي في علاقتي بعبادي التي هي أخص العلاقات فلا يطلع عليها سواه فهو للمرء أقرب من حبل الوريد.فلا تحاول إقناعي أنه لمجرد شفاء قريبتك بهذه الطريقة فإنها الطريقة المثلي للشفاء!، فليست كل حالة مثل الأخرى ثم أن الوساوس القهرية دائما عند عامة الناس (غير المتخصصين) هي وسوسة شيطان من اسمه (الوسواس الخناس) والأمر مختلف تماما لأن الوسواس القهري مرض مشهور في الطب النفسي وأسبابه ليست نفسية أو سيكولوجية فقط بل بيولوجية أيضا على سبيل المثال نقص مادة السيروتونين بالمخ وسأعطي لك بعض الأمثلة التي توضح وجهة نظري :- مريض بالوسواس يستحضر في رأسه صوت الأذان ويظل يشعر وكأنه يسمعه هل تعتقد أن ذلك شيطان أو سحر وما الذي يستفيده الشيطان من ذلك فهو لا يحدث إلا بسوء- مريض بالشخصية الوسواسية يشعر بالذنب بصورة وسواسية فلا يعمل الأمور الحياتية إلا ويسأل نفسه هل أخطأت في حق فلان أو أذنبت ولأبسط الأسباب يجلد نفسه بسوط الضمير هل تعتقد أن ذلك شيطان أو سحر أم أنه النفس اللوامة التي عرفنا عنها في ديننا الحنيف؟وأحب أن أنهي حديثي بأنني لست والعياذ بالله ضد قراءة القرآن أو الرقية الشرعية فقد قال الله في كتابه العزيز (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكنني ضد أن نحمل الأشياء فوق ما تتحمل وأن نستسلم للمرض دون طلب العلاج والله الشافي وما الطبيب إلا سببا وما القرآن إلا فرقان وله أسباب لنزوله وتفسيرات لمعانيه ولم ينزل من لدن علي قدير فقط لعلاج الأمراض فهذا يقلل من قدر كتابه عز وجل.اقرأ على مجانين: