السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أشكر -في البداية- جميع من قام بعمل هذا الموقع المفيد والرائع جزاكم الله ألف خير.
أنا فتاة في 19 من العمر، طالبة في الجامعة سنة ثانية فتاة ملتزمة دينياً. مشكلتي بدأت بسيطة وصغيرة ولكنها تطورت مع الأيام لدرجة أني لم أعد أحس بطعم الحياة أو الفرحة. لن أطيل عليكم مشكلتي وباختصار: أني وفي عمري 16 أحببت شاباً (لؤي) بمثل سني، كان ابن أخ جارتنا- أي جارتنا (عمته)- وكان والداه منفصلين في ذلك الوقت، لذلك كان يسكن عند عمته.
بقي هناك لمدة 3 أشهر وخلال هذه الأشهر كنت أقوم بمحاولة أن يراني وأن أراه فقط دون سبب، كنت أنتظره لكي نخرج سوياً إلى المدرسة وكنت أنتظره حين يخرج لكي أراه، مع العلم بأن خلال هذه الأشهر الذي قضاها هناك لم أكن أعترف لنفسي أو أظن نفسي بأني أحببته إطلاقاً، وفي آخر يوم له قضاه هناك وعندما رحل وعندما علمت بأنه رحل جلست أبكي وأبكي وأبكي، وبعد مرور أسبوعين فقط على رحيله لم أكف تفكيري فيه بل وأصبحت أكتب خواطر فيه كل ليلة وأسهر وأستمع إلى أغاني الحب لتجعلني أذوب أكثر من الشوق، وبعدها بأيام كان يأتي لزيارة عمته وأراه وأفرح فرحاً شديداً.
أخبرت الجميع عنه وعن حبي الكبير له ولم أعترف له بحبي، ورغم انتقادات أصدقائي لي بأنه خطأ لأنه حب من طرف واحد إلا أنني لم أتردد في حبه أبداً. أنهيت الثانوية العامة وذهبت إلى الجامعة وما زلت أحبه هو وحده، مع العلم بأني كنت أعجب ببعضهم في الجامعة لكن كأصدقاء ليس إلا. وفي يوم من الأيام رآني شاب (أمير) وأحبني واعترف لي، وبدا لي جيداً جداً، أحببته أو بالأصح قمت بتمثيل الحب عليه وكنا على علاقة، تركنا بعضنا لكنه عاد لي ويرجوني الآن لكي أحبه كما في السابق، ولكني أخبرته بأنني أحب ذاك الشاب (لؤي) ومع ذلك بقي متمسكاً بي خلال هذه الأحداث قمت بالاتصال به -بحبيبي لؤي- واعترفت له بأني أحبه منذ 3سنوات وعرفني، وأخذنا نتكلم لشهر ولكن كان فقط يتسلى واعترف لي بأنه يحب أخرى وأنا أعرفها وأصبحت أكرهها جداً؛
والآن لا يتصل بي أبداً ولا رسائل مع أني أتصل به لكن لا يستجيب لمكالمتي. تحطمت وتدمرت لأنه لا يحبني ولا يستطيع أن يحبني وأنا لا أستطيع أن أحب أحد غيره ولا حتى الذي أحبني بالجامعة (أمير) لأني أكذب على حالي حين أحاول أن أحبه لكن هو على اتصال بي يومياً ولا أمانع لأنني أرتاح معه لكن لا أحبه. الآن أنا أصبحت عدوانية مع جميع من حولي، صديقاتي يغضبن مني وأتكلم معهم بفظاظة، ولم يعد يهمني أي شيء، وأصبحت أنانية ولا أفكر إلا بنفسي وبمشاكلي فقط، ولم أعد أهتم لأحد من الناس ولم أعد أحس بأي شيء، ولا شيء سوى الآه والألم، ولا أستطع النوم إلا بالقلق الكبير (وأصبحت مدمنة على القهوة وحبوب الفاليوم)،
وحتى والديّ يحاولان ألا يزعجاني ويقدران حالتي النفسية، لأن إذا قام أحد باستفزازي أتعب جداً وأختنق فيحاولان عدم إزعاجي. أصبحت الآن لا أريد شيئاً من الدنيا سوى أن أراه فقط وأبكي وأبكي بحضنه، نعم أصبحت أعشقه حد الجنون، أتمنى أن أنساه ولكن لن أستطع، حاولت وحاولت وحاولت وفشلت في الحصول عليه وحتى في نسيانه وأنا الآن فاشلة كبيرة... لم أعد أستطع عمل شيء سوى كتابة خواطري التي تعدت المائة له وحده فقط، وألمي وحزني.
فبماذا تنصحونني؟
R03;كيف أنساه؟ كيف؟ يا رب.
24/08/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛لنتفق من البداية أن سبب معاناتك هو ضعف شخصيتك وعدم قدرتها على تحمل الإحباط لا فشل حبك أو تعذر الوصل وهو ما يشكو المحبون عادة منه، فالحب علاقة متبادلة لدى الأشخاص الأسوياء أما يعرف بحب الطرف الواحد فهو شكل من أشكال التعلق الطفيلي غير الناضج يجب تجاوزه، واقرئي بيان عن الحب.
من الواضح أنك نشأت في حضن والدين كرام بارك الله فيهما وفي عطفهما ما زالا يحرصان على عدم إزعاجك ولكن من سلبيات الحماية الزائدة إضعاف قدرة الفرد على التعامل مع ما يواجهه من إحباط ومشكلات لا تخلو منها حياة، ومن سلبياتها كذلك تشويه مفهوم الذات فيظن الفرد أنه يستطيع أن يعيش على هواه وتعلمين أن ما كل ما يتمنى المرء يدركه.
يفترض بما لديك من نضج الآن أن تكوني قادرة على معرفة أن مشاعرك نحو لؤي ما هي إلا مشاعر ميل طبيعية تفتحت مع تفجر الهرمونات الجنسية والميل الطبيعي للآخر. اعملي على ترتيب حياتك وارحمي نفسك من التخبط بين المنبهات والمهدئات ولا أطلب منك نسيانه فالنسيان علمية معقدة تستغرق وقتا ولكن أريد منك أن تفهمي طبيعة مشاعرك نحوه وأن تتعاملي مع رفضه لك بطريقة صحيحة.
تستطيعين النجاح في نسيانه حين تحيين في نفسك حبك لذاتك واحترامك لها وبالتفكير فيما تريدين أن تكوني عليه بعد عشر سنوات من الآن، اجعلي لحياتك هدف وانطلقي لتحقيقه هدف يستغل طاقاتك التي رزقك إياها رب العالمين ومع انشغالك بهدفك ستنضجين وتتحسرين على ألمك في هذه الفترة من حياتك وتتمنين لو جعلته أبسط.