السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا فتاة في الخامسة والعشرين من عمري، ترتيبي الثانية بين أخوين. عائلتي يكثر فيها المشاكل؛ إذ كثيراً ما تختلف بيننا وجهات النظر ولكن سرعان ما تحل هذه المشاكل. والداي يسعيان جاهدين لإسعادنا ولا يبخلان علينا مادياً بشيء وحالتنا المادية ممتازة بحمد الله. لدي تشخيص من قبل طبيبة نفسية بأني مصابة بالوسواس القهري والاكتئاب والقلق. بدأت الحالة منذ 8 سنوات إلى الآن.
تعالجت ببعض الأدوية نفعني بعضها ولكن لم أصل إلى الثبات النفسي إلى الآن. هذه ليست مشكلتي الحالية ولكن أردت أن أذكرها علّها تنفعكم بشيء.
مشكلتي التي أود الحديث عنها الآن بدأت منذ الصغر على ما أعتقد وتستمر إلى الآن، ألا وهي الميول المثلية، أو لا أعلم إن كانت الخوف من الميول المثلية. سأذكر لكم بعض النقاط التي حدثت خلال حياتي منذ الطفولة وستجدون فيها أنني كنت أتقلب في ميلي الجنسي بين الرجال والنساء. أعتذر مقدماً عن بعض الكلام الصريح ولكم الحق بعدم نشره إن أردتم:
0 عندما كنت في حوالي الثامنة من عمري كنت مستلقية وكان رأسي متكئا على حجر أمي. وبدون شعور وجدت نفسي –وعذراً على الصراحة- أداعب ثديها من فوق الملابس طبعاً، نهرتني أمي واكتفت بتنبيهي بعدم فعل ذلك.
0 لا أذكر أنه في يوم من الأيام ضمني أبي أو أمي إلى صدرهم أو شعرت بالحنان من قبلهم، بل كل ما يكتفون به هو العمل ليل نهار من أجل توفير المال لنا ولكن أظن أن ذلك كان على حساب العطف والحنان وأنا لا أنكر هذا الجميل بل أدعو الله دوماً أن يقويهم وأتمنى أن يأتي اليوم الذي أرد به هذا الجميل.
0 خلال فترة المراهقة أحببت –أو لنقل أعجبت– بإحدى معلماتي التي كانت في سن السابعة والعشرين تقريباً. كنت دائماً أسعى لإرضائها وأحاول تقليدها في حركاتها ولبسها. طبعاً أمي كانت على علم بذلك ولكن لم تكن تر أن الموضوع خطير بل كانت هي من تقول للمعلمة عن مدى إعجابي بها. كنت دائماً أتلهف لرؤيتها وأتمنى أن أمضي معها كل وقتي. هذا الإعجاب امتد حوالي السنة ولكن سرعان ما تلاشى بمجرد انتقالي للمرحلة الثانوية. طبعاً الآن وبعد اطلاعي على الانترنت اكتشفت أن هذه المشكلة تحصل لدى كثير من الفتيات في مرحلة المراهقة ولكن سرعان ما تختفي مع نضوج الفتاة وهذا ما حصل معي والحمد لله.
0 كنت من المتفوقات بالمدرسة وكانت معلماتي بالنسبة لي كل شيء دائماً، أسعى لإرضائهن ولكن أظن أن الوضع كان يتطور مع بعضهن إذ كنت من شدة ولعي بإحداهن أتخيل أنها تراقبني وأنا في منزلي –طبعاً أعلم أنها لا تراقبني ولكن كان مجرد تخيلات-، طبعاً هذا الموضوع امتد لفترة بسيطة ولكن انتهى الآن كسابقه.
0 خلال المراهقة أيضاً كنت في إحدى حصص النشاط اللاصفي وأرادت المعلمة المسؤولة عن مراقبتنا -وهي إحدى معلماتي تلك السنة- أن تقرأ القليل من القرآن ريثما ننتهي من أعمالنا. نادتني وطلبت مني أن أفتح لها المصحف إذ لم تكن على طهارة والسبب معلوم. أمضيت بقية يومي والأسبوع التالي بأكمله وأنا أعيد هذا المشهد في ذاكرتي وأفكر فيه ملياً. لا أعلم لم كنت أشعر بالسعادة عند التفكير بموضوع الدورة الشهرية ولكن لدى من هم أكبر مني سناً. عذرا لوقاحتي ولكن أردت ذكر هذه المعلومة.
0 عندما نضجت وتعلمت عن مواضيع الجنس وجدت نفسي للأسف أثار جنسيا لمنظر النساء العرايا رغم أني لا أميل لهن عاطفياً بينما أميل للرجال عاطفياً مائة بالمائة، إذ تعجبني رومانسية الرجل وخشونة صوته وحركاته. لكن لا أدري سبب لجوئي للمواقع السحاقية عند شعوري برغبة جنسية! إذ أنني بين حين وآخر أقوم بزيارة المواقع الإباحية السحاقية وأمارس العادة السرية أثناء المشاهدة وأكره نفسي بعدها وأعاهدها على عدم الرجوع مرة أخرى ولكن هيهات. طبعاً لا أنكر أني -والحمد لله- أجد نفسي غير ممانعة لموضوع الجنس والأحضان والقبلات مع الرجال وخلال اليوم تجدني أبحث عن الرجال الوسيمين والأنيقين ولا أعير النساء أي اهتمام ولكن بمجرد أن أتذكر شكل العضو الذكري –وعذراً للوقاحة- أقرف وأصاب بالاشمئزاز.
كنت ولا زلت أكره الوضع الذي أنا عليه وأدعو الله يومياً أن يخلّصني مما أنا فيه وأن أعيش حياة طبيعية مثل باقي الفتيات. أحاول أن أقنع نفسي أنه ربما أنا طبيعية وليس بالضرورة أن أُثار بمنظر العضو الذكري فربما كان هناك فتيات كثيرات مثلي المهم أني غير رافضة للمبدأ!. ما هذا التعارض؟ للعلم أنا لم ولن أمارس الجنس لا مع فتاة ولا مع رجل إلا في حدود الحلال طبعاً وأتمنى من الله أن يثبّتني.
0 عندما كنت في الثامنة عشرة بدأت معي حالة التوتر والقلق وتسرع النبض وفقدان الشهية، أقنعت نفسي عندها أنني مصابة بالسرطان أو بمرض في القلب! ذهب بي والداي إلى طبيب الباطنية –وليتني لم أذهب- فقد أعجبت بالطبيب وشخصيته واهتمامه بي فقد كان أحد أصدقاء والدي الطبيب هو الآخر.
الطبيب كان في حدود الأربعين وعلمت بعدها أنه متزوج ولديه أطفال حتى أنني قابلته وزوجته في عدة مناسبات. وظللت أفكر فيه وبالحوار الذي دار بيننا وبطريقة كلامه وعطفه لمدة ليست بالقصيرة إلى أن أنعم الله علي بنعمة النسيان التي أشكر الله عليها لأني لولاها كنت سأجن. أقنعت نفسي خلال تفكيري فيه أنني لست شاذة جنسياً، وقلت لنفسي أن أتذكر المشاعر الجميلة التي شعرت بها تجاهه كلما خفت من أن أكون شاذة جنسياً. طبعاً كنت أعلم أن هذا الشعور مجرد إعجاب من طرف واحد وأنا إنسانة واقعية، وكنت أعلم أنه لم ولن يحصل شيء بيننا وأنا أصلاً لن أرضى بذلك. ولكن ما حصل كان بمثابة حبل النجاة بالنسبة لي والذي أثبت لي أنني ممكن أن أكون طبيعية كباقي البشر.
0 كما قلت سابقاً؛ أميل عاطفياً نحو الرجال حتى أنني أشعر بعاطفة جياشة تجاه ممثلين في الأفلام مثلاً وأبكي من أبسط مشهد عاطفي -وليس جنسي- بين رجل وامرأة، وأتمنى أن أكون محل المرأة في الفيلم وأن يبادلني رجل نفس الشعور، ويثيرني الرجل بطل الفيلم أو المسلسل بأناقته ورومانسيته ولا أعير المرأة أي اهتمام وعندما أسمع أي أغنية عاطفية أتخيل أني أغنيها لحبيب وليس لحبيبة.
0 هذا كان كله في السابق ولكن ما دفعني للكتابة لكم هو ما استجد معي هذا الأسبوع. فمجدداً تكررت مأساتي مع الأطباء– الذين هم نقطة ضعفي ربما لعطفهم واهتمامهم. شعرت بأعراض دوار شديد وتسارع بنبضات القلب. أهلي مقتنعون أن الموضوع كله نفسي، إذ أعاني دوماً من نوبات هلع، ولكن اقترح عليّ أبي الذهاب إلى الأطباء بمختلف التخصصات للاطمئنان من أنه ليس هناك سبب عضوي. أول طبيب زرته كان طبيب الأنف والأذن والحنجرة. كنت قد زرت هذا الطبيب سابقاً مرتين وهذه الثالثة، هو طبيب أيضاً في حوالي الأربعين، بمجرد أن دخلت إلى عيادته لفتت نظري وسامته وتعامله وعطفه.
كنت في المرتين السابقتين قد أعجبت به أيضاً ولكن ليس لهذه الدرجة. ربما كنت أمر هذا الأسبوع بمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية لذلك كنت أشعر بفراغ عاطفي. عدت إلى البيت وأنا أفكر فيه ولم أستطع النوم ولا تناول الطعام من شدة التفكير به وأستطيع أن أقول أنني ولأول مرة نجحت بالتفكير به تفكيراً جنسياً كاملاً، بالإضافة إلى التفكير العاطفي المعتادة عليه تجاه الرجال. عذراً للوقاحة مجدداً؛ ولكن اعتبرت هذا أفضل إنجاز وانتصار حققته في حياتي وأعطاني هذا التفكير دفعة إلى الأمام وأملاً أنني سأكون بخير وأنني طبيعية.
وكما حدث سابقاً مع طبيب الباطنية أقنعت نفسي خلال تفكيري فيه أنني لست شاذة جنسياً، وقلت لنفسي أن أتذكر المشاعر الجميلة التي شعرت بها تجاهه كلما خفت من أن أكون شاذة جنسياً. أنا أعلم أن هذا الإعجاب نزوة وستختفي قريباً كغيرها ولكنها حدثت ربما لمروري بفراغ عاطفي. طبعاً أعجبتني هذه النزوة ولكن لا أنكر أنها سببت لي بعض المتاعب، إذ صرت أقول لنفسي أنه لا يعقل أن أحب –أو أعجب- بأي شخص لمجرد اهتمامه بي وأنا أعلم أن اهتمامه بي هو من أساسيات مهنته ولا يقصد به أي شيء آخر، وأنه أولاً وأخيراً يعاملني كمريضة مثل أي من مريضاته.
في اليوم التالي كان موعدي في عيادة القلب وحمدت الله أن الموعد هذه المرة مع طبيبة وليس طبيب حتى لا تتكرر مأساة اليوم السابق وهي الإعجاب بالأطباء. عندما علمت أنها طبيبة لم أخف من الميل الجنسي نحوها إذ أنني ظننت أني أصبحت طبيعية مئة بالمائة بعد ما حصل لي في اليوم السابق، ثم إنني لا أشعر بالميل الجنسي تجاه أي فتاة أقابلها هكذا بكل بساطة ولا يحدث لدي تفكير تلقائي بالجنس عند رؤية أي فتاة جميلة كما يحدث مع الرجال عند رؤية فتاة جميلة، بل لم يسبق أن حدث أي ميل جنسي تجاه إحدى صديقاتي أو زميلاتي في العمل ولا أميل لإحداهن عاطفيا أبداً.
ما يحدث فقط هو أنه عندما أشعر بالرغبة الجنسية بين فترة وأخرى- كباقي البشر- أجد نفسي أتجه إلى المواقع المثلية تلقائياً، إذ أن جسد المرأة العاري يثيرني بالكامل أكثر من جسد الرجل كما ذكرت سابقاً. المهم دخلت على هذه الطبيبة وبدأت بشرح الأعراض. وأجرت لي فحوصات أظهرت تسرع في نبضات القلب. سألتني عن السبب فأخبرتها أنني إنسانة متوترة دائماً وخائفة وقلقة. أخبرتني أن كل شيء سيكون على ما يرام ولا داعي للقلق. شعرت بأنها على عجل وأنها تريد الانتهاء من هذه الزيارة بسرعة.
شعرت أن سؤالها لي عن أسباب قلقي كان من باب المجاملة ليس إلا، أي لم تشف درجة اهتمامها بي غليلي –على الرغم من أنه لم يبدر منها أي شيء يضايق على الإطلاق- لكن لا أدري لماذا كنت أبحث عن المزيد من الاهتمام. رغم كل ما حدث وجدت نفسي أميل لهذه الطبيبة –ميلاً عاطفياً- لأول مرة في حياتي.
تخيّلت نفسي أضمها وأبكي بحضنها وأخبرها عن كل مشاكلي وكل ما يجول بخاطري! لماذا حصل ذلك وكأن القدر لا يريدني أن أكون طبيعية؟ بالأمس كنت طبيعية مئة بالمائة ما هذا التحول؟ سابقاً كان عدم ميلي العاطفي للفتيات هو حبل النجاة الذي أتشبث به للخلاص من ميلي المثلي. هل يعقل أن يكون إعجابي بالطبيبة مجرد وسواس قهري؟ هل ما حدث مجرد وسواس يريد أن يقلل من حجم الانتصار الذي حققته بالأمس؟ لا أعلم وصراحة فقدت الأمل بعد ما حصل وأصبح ذهابي إلى هذه الطبيبة نقمة بدلاً من نعمة!.
الآن أحاول أن أقنع نفسي أن هذا وسواس وأجبر نفسي على التفكير بالطبيب بدلاً من الطبيبة على الأقل لأكون طبيعية. أنجح كثيراً ولكن عقلي يرفض الاقتناع ونسيان هذه الطبيبة! أفكر فيها ليل نهار! والله أكاد أجن! مع العلم أنها طبيبة غير محجبة جميلة ورشيقة وفي حدود الأربعين أيضاً. لا أدري سر هذا التعلّق! لا أظن أنه حب بقدر ما هو إعجاب وتقدير، ولا أظن أن إعجابي بها هو إعجاب بسبب أنها أنثى إذ لو قام طبيب ذكر بإجراء هذه الفحوصات أعتقد سأعجب به أيضاً. لا أعلم السبب ربما نقص حنان، وربما مجرد وسواس. صراحة لا أدري! بعد كل ما سبق أود تلخيص ما أفكر فيه بالنقاط التالية:
0 إن كان تشخيصكم لما أعاني منه شذوذ جنسي فأود أن أخبركم أنه شذوذ غير متطابق مع الأنا إذ أرفضه نهائياً وأنتظر اليوم الذي أتخلّص منه على أحرّ من الجمر.
0 اكتشفت من خلال ما حدث طوال حياتي أن نقطة ضعفي الأطباء ربما لاهتمامهم وعطفهم على المرضى، حتى أنني أشعر بميل عاطفي تجاه الممثلين في الأفلام والمسلسلات ممن يقومون بدور الطبيب.
0 ما حدث مع هذه الطبيبة الأخيرة شعرت أنه يشبه ما حدث معي سابقاً مع معلماتي إذ أعجبت بشخصيتها وحركاتها وتمنيت أن أمضي معها وقتاً طويلاً أشكو لها كل همومي. لم أكن أعتقد أنني من الممكن أن أميل عاطفياً لأي امرأة شابة أو كبيرة في السن أبداً بل أشمئز من التفكير بذلك. هل من المعقول أن أكون أعجبت بها –وبغيرها من الأطباء- نظراً لنقص الحنان والعطف المقدم لي من قبل والدي؟.
0 بعد تجربتي الأخيرة مع الطبيب والطبيبة قررت عدم استكمال مشوار الفحوصات الطبية خوفاً من تكرار ما حدث. ولكن للعلم أنا أقوم بزيارات متكررة لطبيب الأسنان ولا يحدث معي ما حدث مع البقية، لا أدري لماذا؟ ربما بسبب عدم وسامته أو ربما لم تعجبني شخصيته. ونفس الوضع مع طبيبتي النفسية إذ قمت بزيارتها عشرات المرات انتهت كلها بسلام دون دخولي في هذه الدوامة المهلكة.
0 هل لي أمل أن أعيش حياة شريفة سعيدة مع رجل أحترمه ويحترمني؟ إذ تقدم لي الكثير من الخطاب وأعجبت باثنين أو ثلاثة ووجدت نفسي غير ممانعة للموضوع بتاتاً بل على العكس تمنيت وقتها أن يتمم الله الموضوع ولكن الخيرة فيما اختاره الله. هذا يعطيني بعض الأمل أنني سأكون طبيعية يوماً ما.
0 أنا على يقين أنني إن استطعت فك الارتباط الشرطي بين الشهوة الجنسية والصور السحاقية، أنني سأكون بخير نظراً لعدم رفضي للرجل كما أسلفت سابقاً. فما السبيل لذلك؟.
0 هل تعتقدون بعد كل ما مرّ بي أنني شاذة جنسياً أم مزدوجة الميل الجنسي أم أعاني من وسواس الشذوذ؟. للعلم أجريت أكثر من مرة فحصاً للهرمونات وكانت طبيعية. هذا على الأقل جعلني أطمئن من أن لا خلل عضوي لدي.
0 أريحوني وطمئنوني بالله عليكم. إن كان خللي نفسي وباعتقادكم أن الموضوع بيدي فأنا على أتم الاستعداد لمحاولة جميع الحلول المطروحة فأنا لدي رغبة تامة بالتحسن المبدئي على الأقل– والذي اعتقدت أنه حصل بعد زيارتي للطبيب ولكني فقدت الأمل بعد زيارتي للطبيبة- ومن ثم التحسن التام بإذن الله.
لن أستطيع الذهاب لطبيبتي النفسية بسبب خوفي من تكرار ما حدث مع الأطباء رغم أن هذا لم يحدث في زياراتي السابقة لها ولكن أخاف أن يحدث الآن وأنا على هذه الحال. وصلت لمرحلة أنني صرت أفكر أن لا أتزوج –إن أصبحت طبيعية بإذن الله- خوفاً من الذهاب إلى طبيب أو طبيبة النساء والولادة –إن حدث حمل- حتى لا أتعلّق به أو بها!! تصوروا وساوسي وصلت لهذه الدرجة! وأصبحت أدعو الله ليل نهار ألا أصاب بأي وعكة صحية تحتم عليّ الذهاب إلى المستشفى! وأصبحت أتفادى الاجتماعات مع أي أنثى في العمل خوفاً من أن أميل لها.
R03;أرجو المعذرة على الإطالة وكثرة التفاصيل، وأملي كبير بالله ثم فيكم لإيجاد حل لهذه المشكلة العويصة بنظري، والمسبب الأول للاكتئاب لدي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
28/09/2008
رد المستشار
أهلاً بالأخت الكريمة، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
بدايةً يبدو أنني أجيب على استشارةٍ لأختٍ على درجةٍ جيدةٍ من الوعي والبصيرة بما تعاني منه، فلقد ذكرت بارك الله فيك وعافاك فرضياتٍ صحيحةٍ نسبياً عن مرضك وفهمٍ جيدٍ لحالتك النفسية، ولو أنك كنت في طرحها عن طريق التساؤل والتردد، لأن ما تملكينه من وسواس فكري –يا عزيزتي- زرع فيك الحيرة وأسقطك في دوامة التردد لأخذ قرارٍ ما أو حسم صراعٍ ما وخاصة فيما يتعلق بذاتك.
ولفهم مشكلتك الحالية دعيني أقول أني ألمح جذورها في كلماتك تلك (لا أذكر أنه في يوم من الأيام ضمني أبي أو أمي إلى صدرهم أو شعرت بالحنان من قبلهم. بل كل ما يكتفون به هو العمل ليل نهار من أجل توفير المال لنا ولكن أظن أن ذلك كان على حساب العطف والحنان). إنه ضعف العلاقة مع الأم خاصةً هو جذر مشكلتك كلها (الوسواس ثم وسواس الشذوذ). ضعف العلاقة العاطفية مع الأم أصابك بحالة من الظمأ العاطفي؛ فأي جهة (معلمة– طبيب– طبيبة..) تقدّم لك أي شكل من أشكال العاطفة الأمومية والرعاية تشعرك بهذا الظمأ وتصيبك بحالة التعلق والنكوص إلى الطفولة والرغبة لإرواء وتعبئة فراغك العاطفي.
وأنا أرجّح صحة قولك المتردد (لا أعلم السبب ربما نقص حنان وربما مجرد وسواس) نعم نقص في الحنان الذي أعطيت في الصغر، وكذلك إرث سنين الطفولة بسبب نقص الحنان وما أحدثته في نفسك من تردد وحذر وخوف وقلق أي (الوسواس) هو الآن يطل عليك بشكل جديد وهو (وسواس الشذوذ) كما أحببت أن تسميه حينما تساءلت بقولك (هل تعتقدون بعد كل ما مر بي أنني شاذة جنسياً أم مزدوجة الميل الجنسي، أم أعاني من وسواس الشذوذ؟)، علماً أني أود أن تصفي لنا شكل الوسواس القهري الذي عانيت منه منذ 8 سنوات..
إذن هنالك فكرة تسلطية وسواسية تجتاح كيان أفكارك تهاجم مقدسات فتاةٍ شرقيةٍ مسلمةٍ ملتزمةٍ وهي فكرة (هل أنا سحاقية؟!)، وأنا أعلم وأحاول أن أشعر كم هي فكرةٌ مرعبةٌ وبشعةٌ ومقززةٌ لك أن يخطر ببالك أنك هكذا (سحاقية)، أو أن تفكري أن تكوني هكذا!، ولكنها طبيعة الأفكار الوسواسية بأنها تهاجم مقدسات الشخص لتقض مضجعه وتقلق هدوء نفسه..
إنه الوسواس القهري الفكري يا عزيزتي، هذا هو تشخيصي الإلكتروني –إن صح التعبير- لما تصفه كلماتك، علماً أن هذا التشخيص غير كافٍ، فلا بد من التشخيص الطبي التقليدي وجهاً لوجه معك..
وما ذكرت من حوادث إثارة جنسية حصلت معك غير كافية لنحكم عليك أو تحكمي على نفسك بأنك مزدوجة الميل الجنسي أو شاذة جنسياً. ثم من قال أن الشخص الطبيعي لا يشعر إلا بالميل الجنسي للجنس الآخر حصرياً دون أبناء جنسه، ولو كان ذلك صحيحاً لما كانت هنالك عورات ما بين أبناء الجنس الواحد يجب سترها!!
خطوات وملامح الحل:
1. أولاً يجب أن تعرفي بأن مشكلتك ليست عويصة كما وصفت، بل هي اضطراب نفسي قابل للشفاء بإذن الله، وهو وسواس قهري فكري وليس اضطراب تفضيل جنسي على الأرجح.
2. إعادة التقييم عند طبيب نفسي أو طبيبة نفسية، لتقرير الفائدة من العلاج الدوائي، الذي يجب أن يستمر سنة أو أكثر حتى مع التحسن.
3. اللجوء لجلسات العلاج النفسي المعرفي السلوكي CBT لتصحيح الأفكار والمسلمات الخاطئة وفك الارتباط الشرطي، وذلك لعدة أشهر.
4. اللجوء لجلسات العلاج النفسي بتصحيح العلاقة مع الأبوين الأم خاصة ً(Interpersonal Thera)، وهو هام لاستكمال التعافي.
وطالعي هذه العناوين على مجانين:
إذا الوسواسُ أطلَّ بنتفِ شعرْ..!
هو اضطراب الوسواس القهري بكل وضوح
وسواس فقط؟ أم ماذا؟
وساوس كفرية قهرية اطلب العلاج
والدتي ومص الأصابع ووزني
تابعينا بأخبارك.. أتمنى لك كل الخير والعافية.