السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الأفاضل أعضاء المنتدى،
لا أملك سوى الدعاء والتوجه إلى الله لكم جميعا بالتوفيق في الدارين وأرجو المعذرة للسرد الطويل بسبب أنني لا أستطيع تلخيصها أو كتابتها بشكل جيد وهي:
أولاً، بأنني ولدت في عائلة غير مستقرة بسبب شدة الجد وزوجة الأب (زوجة جدي)، ولكن مع مرور الأيام ثم الاستقرار مع والدي ووالدتي رحمها الله والحمد لله رب العالمين، استقرار مادي معقول جداً ووظيفي وعاطفي والحمد لله.
المشكلة تكمن في أنني حالياًَ لو تعرضت لأي انفعال حتى لو بسيط تجدني يحدث لي انقباض لا يوصف، يبدو على وجهي وتلعثم في الكلام وصعوبة رهيبة في بلع الريق، بل أنني لا أجد الريق ويحدث حشرجة ويغيب الصوت وكأنني أشرفت على الموت، والغريب أن يحدث ذلك لو أدركت أو أحسست بوهم خطر، على سبيل المثال: لو توقف المصعد مثلاً، مع العلم بأنني منذ صغري -ابن سبع سنين- أصوم وأصلي وملتزم والحمد لله، بعيد كل البعد عن الكبائر بأنواعها خوفاً من الله.
والجديد في الأمر أن صورة الموت لا تفارقني! ويحدث نفس ما سبق وصفه لو مات أحد أقاربي، ولو أعمل تحاليل، ويا سلام لو أعمل أشعة، أموت خوفاً وأقضي الليل في الحمام للتبول، وأستغرب من نفسي على تلك الأمور، وكأن جاناً لبسني، وأقاوم تلك الحالة بالتفكير السليم لكن دون جدوى!
مع العلم بأني شخص مثقف وجاد جداً، وودود في البيت ورحيم وأعشق صفة الرحمة والعفو والتسامح، وأفضل سعادتي فيها ولا أستطيع أن أضايق إنساناً لأن نفسي لوامة، مع العلم بأن الحالة ظهرت منذ 10 سنوات حينما تعرضت لسرقة كادت أن تقضي على وحث فيها ما ذكر.
وأخيراً، هذه المشكلة تؤرقني جداً وأتعبت أعصابي وأفسدت حياتي، فهل من علاج دوائي لهذه المشكلة، ولا يجدي العلاج السلوكي لأنني أطبقه من تلقاء نفسي.
دمتم للخير ودام الخير لكم.
12/10/2008
رد المستشار
أخي الحبيب،
أهلاً ومرحباً بك على مجانين. تعرضت منذ الصغر لسيطرة جديك وتسلطهما، وهو ما لمست أنك تعتبره سبباً لما تعانيه رغم انتقالك إلى الحياة مع والديك بعد ذلك، ولا نعلم لماذا كنت عند جدك أساساً؟ ثم بدأت تعاني من العديد من المشكلات أو الأعراض المرضية التي ترتبط أحياناً بمثير (عامل مرسب)، مثل الأسانسير أو الوجود مع آخرين، أو لا ترتبط -وهو الأعم الأغلب في شكواك- وهو ما يعني أنك تعاني من اضطراب القلق العام أو المتعمم. يتميز هذا الاضطراب بالآتي:
المواصفات الشخصية.. طبقاً للدليل الإحصائي التشخيصي الرابع DSM IV
(1) وجود قلق شديد وتوقع مكروه حول اثنين أو أكثر من ظروف الحياة لمدة 6شهور أو أكثر، وتكون الأعراض في أغلب الأيام.
(2) يجد الشخص في نفسه صعوبة في السيطرة على القلق.
(3) يشترط وجود ثلاثة أعراض أو أكثر من الستة الآتية (على ألا تكون من بينها أعراض تحدث فقط خلال نوبة الهلع)
1- توتر العضلات. 2- عدم الاستقرار.
3- سرعة الشعور بالإجهاد. 4- صعوبة التركيز.
5 - اضطراب النوم. 6- سرعة الاستثارة.
(4) إذا وجد اضطراب آخر على المحور الأول فلا يكون القلق مترتباً عليه.
(5) أن بسبب القلق أو الأعراض الجسدية انزعاجاً ملحوظاً أو خللاً وظيفياً أو إجتماعياً.
(6) ألا يكون الاضطراب بسبب الأثر الفسيولوجي لمادة أو حالة مرضية جسمانية.
وسائل العلاج:
(1) العلاج الدوائي:
يمكن السيطرة على النوبات بشكل فعّال من خلال استخدام:
1. مضادات الاكتئاب الثلاثية (tricyclic antidepressants): هذه الأدوية قديمة وشائعة، وقد أثبتت فعاليتها في حالات مماثلة. وأكثر أنواع الأدوية أهمية هي: كلوميبرامين و إمبيرمين Impiramine & Chlomipramine.
2. مثبطات أكسيداز أحادي الأمين (monoamine oxidase inhibitors): وهي فئة فعالة من الأدوية: غير أن هناك بعض المحاذير في استعمالها فلا يجوز تناولها مع غيرها من فئات الأدوية أو مع بعض أنواع من الغذاء.
3. مثبطات إعادة انتقاء السيرتونين: جيل جديد من الأدوية تؤثر في تركيز مادة السيروتونين يؤدي إلى نتائج إيجابية سريعة عند استخدامه مثل السيرترالين(لوسترال).
4. استخدام المطمئنات الصغرى (Benzodiazipine) مثل الألبرازولام Alprazolam (زانكس) الديازيبام diazepam, (فالينيل). وأظهرت معظم الأبحاث فاعلية الجرعات العالية من البنزوديازيبينات (6-10) ملجم/يوم من البرازولام، وتمتاز بالبداية والتأثير السريع، كما أن التحسن الحاصل باستخدامها يكون أكبر من التحسن الحاصل باستخدام مضادات الاكتئاب (antidepressants) في الأسابيع الأربعة أو الخمسة الأولى من المعالجة، إلا أنها تفقد تفوقها بعد الأسبوع الخامس.
يؤدي الاستخدام طويل الأمد للبنزوديازيبينات وخاصة بالجرعات العالية إلى ظهور الاعتماد (dependence), التحمل (tolerance), تفاعلات السحب (withdrawal reactions) عند إيقاف الدواء، زيادة الغضب والسلوك العدواني (anger/hostility)، اختلال معرفي (cognitive impairment)، والتأثيرات الجانبية الأخرى المعروفة.
ولهذه الأسباب تجمع الآراء في الكثير من دول العالم على تفوق المعالجة بمضادات الاكتئاب بالمشاركة مع المعالجة النفسية على البنزوديازيبينات في أنواع القلق المختلفة. ومع ذلك يبدو من المعقول استعمال البنزوديازيبينات لتغطية الفترة القصيرة الأولى من المعالجة إذا كان الرهاب شديداً ومعجزاً (disabling) وذلك بانتظار التأثيرات المتأخرة للمعالجات الأخرى.
(2) العلاج النفسي بأشكاله المختلفة
العلاج المعرفي السلوكي: من أهم العلاجات المستخدمة والمفيدة، حيث يعيد تنظيم البنية المعرفية، ويؤدي فيها بعض التدريبات مثل التعرض التخيلي، ويكلف المريض ببعض الواجبات المنزلية، تدريبات التعرض في المواقف الحية، سواء بمعاونة المعالج أو على انفراد في البيئة الطبيعية. وفي العلاج يتم:
1- إعادة تشكيل البنية المعرفية: يركز العلاج المعرفي على تصحيح التقييمات الخاطئة المتعلقة بالإحساسات الجسمية باعتبارها مصدر تهديد، وتطبيق الاستراتيجيات المعرفية والسلوكية.
2- إعادة التدريب على التنفس: في ضوء أن 50% إلى 60% من المصابين بالهلع يصفون أعراض إفراط التنفس بأنها مشابهة لأعراض نوبات الهلع؛ فإن تدريب المرضى على تنظيم التنفس يساعد في تقليل نوبات الهلع، وقد أجريت دراسات علمية عدة أثبتت ذلك.
3- الاسترخاء العضلي : تتمثل أهمية الاسترخاء العضلي في أن المريض يقارن فيه بين العضو في حالة التوتر والعضو في حالة ارتخاء وراحة، ويخبر هذا الفرق بصورة واضحة عبر أعضاء الجسم المختلفة، ويتعلم المريض أنه قادر على جلب الاسترخاء لنفسه من خلال سلوكه.
4- مراقبة الذات: هي محاولة للتعبير الموضوعي الدقيق عن الحالة (مثل: مستوى قلقي في الدرجة 5، ولديَّ أعراض رعشة، وداور، وقد استغرقت هذه النوبة 10 دقائق)، بدلاً من استخدام كلمات عامة فضفاضة مثل: أشعر بالرعب الشديد، هذه أسوأ لحظات عمري.. ويتم ذلك من خلال سجل لنوبات الفزع، يتابع من خلاله المريض ما يجري له في يومه.
5- التعرض التدريجي: في نوع "الهلع الموقفي "أو" الهلع المصاحب لرهاب الساحة"، يكون التعرض التدريجي للموقف المخيف وسيلة ملائمة للتخفيف من المخاوف. ويقاس النجاح في ذلك بالاستمرار في موقف التعرض حتى ينخفض القلق.
وفقك الله وننتظر متابعاتك.