السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أحب فيه صفاته ونضجه وقدرته على التحكم في الأمور، أنظر إليه أنه رجل أستطيع أن أعتمد عليه وأشعر برغبة كبيرة في الارتباط به... لم أتوقع أن أجد رجلاً بهذه الصفات وكذلك أدرك عيوبه ولكن هو متزوج. أمي لا تحب هذا الارتباط (كون أبي متزوج بأخرى) ولا العائلة بشكل عام، المجتمع لا يرحم؛ فسخت خطبتي من شخص يعتبر نموذجاً للشاب المثالي لذا أعتبر مختلة عقلية من الطراز الأول، ولكن فعلت أشياء أخرى "مختلة عقلياً"، درست في كلية غير لتي درست فيها بنات العائلة وتخصصت تخصصاً مختلفاً، وباشرت الماجستير في الخارج مباشرة بعد البكالوريوس، وبدأت العمل في مكان مرموق..
أما هو ليس كبيراً في السن، فارق السن مثالي- 8 سنوات-، لديه طفلان ليسا كبيرين في السن: 6 سنوات وسنتين، إنسان محبوب من جميع من حوله ويعرف ماذا يقول ومتى يقوله!. بعد هذه المقدمة، المشكلة باختصار: مشكلتي أنني أحببت إنساناً متزوجاً أيام دراستنا في الخارج بعدما، رجعنا عرفت زوجته بعد شهرين فأرسلت إليّ رسالة غير طيبة لكنني لم أرد عليها، من يومها قلّ التواصل بيننا كثيراً وأدركت أنه يحتاج إلى مساحة ليعالج فيها أموره، سألته منذ أشهر -عندما قررت فسخ الخطبة- إن كان عنده نية للارتباط، قال لي أنه لا يستطيع توفير متطلبات الحياة لي، بعد شهرين من هذا الكلام بدأ يحاول أن يتواصل معي ولكنني أرسلت إليه أن هذا التواصل غير واضح المعالم لا أرغب به، فلجأ إلى مدونته التي لا يعرف عنوانها إلا أنا وبدأ يكتب فيها بين الحين والآخر، وآخر ما علمته أن لديه خطة وبدأ بتنفيذها وسوف ينتهي منها خلال سنتين (العائق كما قال هو الجانب المادي).
المشكلة تكمن في مشاعري، فرغم مرور سنة كاملة لم أره فيها، وفي النصف سنة الماضية لم يكن هناك أي تواصل هاتفي -وأصلاً التواصل ضعيف جداً، يعني فقط أعرف عنه من خلال مشاهدة ملفه الشخصي في أحد المنتديات، وكذلك المدونة التي كتب فيها كذا مرة فقط- إلا أنني أجد أن مشاعري ما زالت قوية وما زلت أحلم به في أحلامي وما زلت أحنّ إليه. رغم ذلك أعتقد أنني قطعت شوطاً كبيراً في إضعاف التواصل، لأنه لم يكن هناك أي أمر واضح في العلاقة التي لما بدأت كانت على أساس نية الزواج، لا أريد أن أتواصل معه حتى لا أزيد من تعلّقي، وأيضاً لا أعرف إلى ما آلت إليه الأمور بالنسبة إليه.
ثانياً؛ أريد أن يتقدم هو بنفسه ولا أكون أنا من يسأله بين الحين والآخر لأنني أعتقد أن هذا أفضل إذا تم الارتباط، وهذا أيضاً اختبار لجديته، لكن في ذات الوقت أشعر بأنني في الظلام حالياً ولا أعرف معلومات أكيدة وواضحة، ولا أعلم ماذا أفعل إن تقدم شخص غيره. أشعر أحياناً أن عندي شيء من الهوس، فدائماً ما أتأكد من مدونته الإلكترونية إن كان هناك شيء جديد- أعني بكلمة دائماً أكثر من مرة في اليوم-، رغم أنه يمكن أن يمر أكثر من شهر وهو لا يكتب فيها!!! وأتأكد رغم أن هناك أياماً أكون فيها مشغولة جداً، ولكن سبحان الله أجد الوقت لذلك!.
أرغب في الزواج بشكل عام، وأرغب أن يكون من شخص أرتاح إليه حتى يدفعني هذا الارتياح للأمام، وأتمنى لو تتضح الأمور أكثر وأكثر، لكن هناك عقبات جمّة سوف أكون مستعدة لتجاوزها(مثلما فسخت الخطبة) إذا كان عندي أساس واضح وراسخ، ولكن لا أدري إن كان هذا التعلّق والأمل في هذا الشخص هو قمة "الاختلال العقلي" الذي سوف يقصف بي! ماذا ترون في حالي؟. وجزاكم الله خيراً، وعذراً على الإطالة. مواضيعي في الموقع ذات صلة أرجو عدم نشرها، ولكن لكي تكون المعلومات أكثر اكتمالاً:(عريس مناسب.... لكنه متزوج؟؟؟)، (العاصفة)، (عفوا... أحبك لكن سأتزوج غيرك)، بالإضافة إلى استشارة أرسلتها اليوم بعنوان "أمي وقرار زواجي". شعرت أنه من الأفضل الفصل بين الاثنين.
وفي رسالة أخرى قالت:
ملاحظة:
عندما ذكرت فسخ الخطبة أقصد أنني كنت مخطوبة قبل أن أعرف هذا الإنسان المتزوج. تفاصيل هذا الأمر في الوصلات المرفقة في الاستشارة الأصلية. وجزاكم الله خيراً
وفي رسالة أخرى قالت:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لكم جهودكم الطيبة جعلها الله في ميزان حسناتكم، مشكلتي تكمن في علاقتي مع أمي، لقد كانت طيبة وممتازة إلى أن حدث أمران:
* فكرت في فسخ خطوبتي مع خطيبي، وفعلاً تم الفسخ.
* فكرت في الزواج من رجل متزوج.
لماذا؟ لأن الأول يرغب في الزواج بي، وحتى بعد أن رفضته تقدم مرة أخرى(مع العلم أنني قبله رفضت شخصاً آخر وظل هو كذلك يتقدم أكثر من مرة وكان سبب رفضي عدم التكافؤ الفكري والثقافي، لكن الفرق أن الحالي ابن عمتي وفترة الخطوبة لم تكن قصيرة).
أما بالنسبة للحدث الثاني فلقد تزوج أبي على أمي وأهملها فهي تنظر إلى كل واحدة تتزوج متزوجاً أنها ارتكبت جرماً، ومقولتها المشهورة "لماذا تهدم بيتاً آمناً"، فالآن لا أسلم من التعليقات اليومية، والسلبية في أحيان كثيرة، وأشعر أن أمي لا تنظر إليّ كما كانت في السابق. فرغم أنني حصلت على الماجستير لكن لم أشعر أنها فرحت بها. وكذلك اشتغلت في مكان يعتبر مكاناً مرموقاً رغم أنني لم أثبت في الوظيفة بعد، لكن لا يشغل تفكيرها غير أنني لا أرغب في الزواج من ابن عمتي الذي يحبني، وتقول لي أهم شيء أنه يحبك حتى لو أنت لم تحبيه حتى لا تقعي في مثل مشكلتي، فأقول لها كلامك صحيح ولكن ما المانع أن يحبني وأحبه؟.
أشعر بالاستياء أن أمي لم تتقبل قراري البتة وتمارس عليّ ضغوطاً يومية حتى أوافق، ورغم أنني لا أشعر أنني عانس إلا أنها دائماً تقول لي بأنني كبرت ولن يأتي أحد آخر، وأنني سأندم، وأنها لن تتحمل عصبيتي إذا أنا تقدم بي العمر ولم أتزوج، لأنها وكما تقول "حذرتني". أصبح كثير ممن حولي ينظرون إليّ على أنني قاسية القلب وظالمة ونسوا طبيعتي التي شهدوا عليها بأنفسهم، ولا يعرفوا عني شيئاً سوى أنني ارتكبت هذا الجرم الكبير، حتى أنني أحياناً عندما أشتكي لأمي من شيء لا يعجبني في المنزل تقول لي لماذا لا تتزوجي حتى تستقلي بمنزلك؟.
أصبحت أشعر أني عالة، وأن وجودي ثقيلاً. المشكلة أنني أصبحت عصبية بسبب هذا الضغط وأحياناً يفلت مني ما أندم عليه لاحقاً من الردود والتعليقات، هذا ما يسيني بالدرجة الأولى خصوصاً وأنني روضت نفسي على التحكم في الغضب وألا أقول أي شيء إلا بعد دراسة آثاره، ولكن بدأت أفقد السيطرة على زمام الأمور. كذلك أريد أن أكون بارّة بأمي فأنا أحبها كثيراً وأريدها أن تكون راضية عني (وأنا لا أشعر أنها راضية عني الآن).
أدرك تمام الإدراك أن سن ال 25 ليس بالسن الصغير، وأن أمي تحبني وتريد لي الخير وتريد أن تراني متزوجة وفي بيتي لكن هل يعني ذلك أن أخضع لهذه الضغوط؟ هي ترى أن عنادي وإصراري بالأمر العجيب، أما أنا فأرى أن هذا الإصرار فيه رحمة لجميع الأطراف: أنا وخطيبي وأمي. بالنسبة لأمي لا أريد أن ترى نتيجة ضغطها مستقبلاً إذا لم أرتح فتلوم نفسها، فأنا أعرف أنها لن تسامح نفسها ولكن تصر وتقول لي بأنني سوف أحبه بعد أول ليلة.
لا أدري كيف أتصرف تجاه مشكلتي، خصوصاً وأنني لا أرى أي موضوع زواج في الأفق، ولا أريد أن أتزوج تحت وطأة ضغوط الأهل فأظلم نفسي ومن أتزوجه وأهلي، والأمرّ من ذلك وأنا أعرف طبيعة أهلي أنني إذا تزوجت ممن أرتاح إليه وحصلت لي مشاكل فيما بعد (وطبيعي أن يكون هناك مشاكل في أي زواج) فسوف تبدأ دوامة الشماتة، لماذا الإصرار على هذا الإنسان بالذات، ولا أخفي عليكم شعوري الجمّ بالضيق أنني ورطت خطيبي معي ولكن أدرك أن هذا الجرح أهون من أن أتزوجه وأطلق فيما بعد، ورغم أنه تقدم مرة أخرى إلا أنني سوف أتمسك برأيي. لا أستطيع أن أخوض دوامة التفكير مرة أخرى وأشعر أن أقوى سبب يجعلني ارتبط به هو الخوف من الندم والشماتة. الله كريم، وجزاكم الله خيراً على حسن الاستماع.
ملاحظة: أرجو ألا تنشروا هذه المواضيع المتعلقة بي ولكن أدرجتها هنا حتى تسهل الإشارة لي:
عفوا... أحبك لكن سأتزوج غيرك
عريس مناسب.... لكنه متزوج؟؟؟
العاصفة
12/10/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
عزيزتي نور، سعدت بقراءة سطورك والدوران مع أفكارك حيث أنها تنتهي من حيث بدأت.
احتراماً مني لنضجك وتعليمك سأكون مباشرة في الحديث معك؛ فنبدأ القول بأن القرار والاختيار يكونان فيما هو متاح، وكما هو واضح أن من يعجبك من الرجال غير متاح رغم توفر بعض الاستجابات المتقطعة وقد تكون ناتجة عن طبيعية النفس البشرية التي غالباً ما تميل لمن يحبها، أو استجابة لضغوط ونكد مسؤوليات الحياة، فمهما كتب أو وعد فرده المباشر أنه غير متاح وهو ما يجب عليك قبوله والتعامل معه رغم صعوبة تخلصك من الإعجاب والتعلق به.
يمكنك بالطبع أن تخالفيني الرأي ما شئت وتستمري في حبه ووصل ما يقطعه بتغيبه عن الكتابة بإصرار ومثابرة تحسدين عليها، فتتفقدين تغير أحواله التي لا يخبرك بها مباشرة ولكن من خلال وسيط مدونته أو المنتدى، ألا ترين أنك تستحقين تقديراً أكثر من هذا؟.
إن تفقدك لسطوره يومياً هو ما يبقيه مسيطراً على تفكيرك ووجدانك بغض النظر عما يبذله أو لا يبذله في المحافظة على تعلقك به، من يضمن أنه سينجح في أجندته ذات العامين، من قال بأنه لن يغير رأيه خلال العامين فيسأم منها قبل انتهائها؟ فهل لديك قدرة على تحمل خسارة فترة الانتظار؟!.
أما عن رأيي في الأسباب التي يقدمها؛ فاسمحي لي بأن أخبرك أنها أوهى الأسباب على الإطلاق فحين يرغب الرجل في نيل أمر ما يستدين عزيزتي لتنفيذه خصوصاً في مجتمعكم الذي يتصف بالرخاء أكثر من غيره، وإن كان عاشقاً فالطبيعي أن يكون مشتاقاً متعجلاً متبرماً كما هي حالك، لا أن ينظم خطة ذات عامين! فالهدف من الخطة قد يكون اكتساب مزيد من الوقت بالتمتع باهتمامك وتعلقك به، ألا تعرفين أنه يستطيع أن يعرف دون تواصل عدد زياراتك لمدونته وهو كما تقولين شخص ذكي فلا يحتاج لأكثر من هذا ليطمئن أنه ما زال صاحب المكانة ذاتها. قد يبادلك شيئاً من المشاعر ولكنها ليست قوية بالدرجة التي تدفعه للتحرك وحل مشكلته التي ألمح بها.
قد بذلت أقصى ما يمكنك، وما قد ينصح به حين واجهته بأنك لن تستمري ولن تقبلي بعلاقة ليس الارتباط الشرعي أساسها. مما سبق ترين أن ضعف العلاقة لا يأتي من كونه متزوجاً بقدر ما يبدو من قلة حماسه، ولن أشكك في مشاعره فالله وحده يعلم الغيب، ولكن لنا أن نحكم على السلوك الظاهر، وإن كان غير قادر لأي سبب، يفضل لك ألا تضغطي عليه كي لا يحملك مسؤولية فشل حياتكما، إن كان ولو نفسياً غير قادر على الانفصال عن زوجته أو تحمل أعباء أسرة جديدة.
لا تعلقي حياتك فتضيع أيامك وتضعف أعصابك بعودة طيف لعلاقة كانت بين غريبين تجمعها نشوة تحقيق الأحلام والطموح ومشاعر الحنين لما ألفوا حتى من المشكلات في ديارهم أكثر من التفاعل الواقعي.
لا يعني هذا أني أنصحك بالتسرع في قبول خطيبك السابق ولكني أريدك أن تتخلصي من وهم الحب الذي يسيطر على تفكيرك دون أدلة واقعية، وابدئي بعيش حياتك والتمتع بها بزواج أو دونه، فالأهم من العمر الذي نرتبط فيه أن يحقق لنا هذا الارتباط معظم ما نتمنى ونريد.
اسمعي لحجة والدتك في مناصرتها لابن عمك بذهن صافي وبتفكير عقلاني، فإن صادف هوى وغير قناعتك كان بها، وإن لم يكن من الذي حصر فرصك وقدرك بين هذين الرجلين؟ وما بين طرفة عين وانقباضتها يغير الله من حال إلى حال، فتخلصي من ضغط اختيارك وانتظارك غير المبرر فلن تري غيره وهو يغشي عينيك ويشغل تفكيرك، وعيشي حياتك بثقة في رحمة وكرم رب العالمين فلا يشمت بأمر الله عاقل، وما سعادتنا وشقاؤنا بخارجة عن إرادة الله وتابعينا بأخبارك.