طوال عمري متفوقة لكن الآن محبطة..
طوال عمري متفوقة جداً جداً، ولكن في الثانوية العامة كان مجموعي سيء جداً (88%)، طبعاً كان ذلك بمثابة صاعقة أصابتني من السماء، خاصة وأني رسمت لنفسي مستقبلاً مزدهراً، ولم يكن يخالجني من شك في ذلك، فكنت دوماً واثقة من نفسي ومن قدراتي التي دائماً ما كانت تأتي بالنجاح الباهر مقدماً على طبق من فضة دون مجهود زائد عن طاقاتي، فكنت شديدة الثبات وشديده الثقة بنفسي وبذكائي إلى أن أصابتني هذه الكارثة فشعرت بالدنيا تنقلب فوق رأسي، وشعرت كأني قد توفيت وأنا مازلت على قيد الحياة.
رأيت من حولي يباركون لي على نجاحي محاولين إخراجي من كابوسي المرعب ولكني أشعر بما يجول في رأسهم وأرى في عيونهم عزاءهم لي وحزنهم عليّ، فكانت كارثة على الجميع حتى مدرسيّ لم يصدقوا ما سمعوه وو و... ولكن هذا كله لا يعدل شيئاً مما رأيته في عيون أبي وأمي من خيبة أمل وأسىً عليّ، لا أستطيع وصفهم فكان أكثر شعور مسيطر عليّ هو خجلي منهم وإحساسي بالذنب تجاههم.
وعندما دخلت الجامعة كنت في قمة حزني، حيث أن هذا ليس مكاني وأنني قد دفنت نفسي في مكان لا يقدرني وأنني (خسارة) في هذا المكان. والحقيقة أنا لا ألوم أحداً، فأنا المخطئة الوحيدة في حق نفسي، ولكني قررت ألا أهزم وأن الفرصه ما زالت أمامي لتصحيح الخطأ فأنا بطبعي متفائلة، ولكن صادفتني معوقات عن تنفيذ قراري وهي:
1- الضيق الشديد في الوقت نظراً لظروف السفر اليومي للجامعة.
2- ما يتاح لي من وقت أكون في قمة الإرهاق والتعب.
3-عندما أقرر المذاكرة يضيع الوقت خلال اختياري للطريقة المثلى للمذاكرة.
أرجو الإجابة على أسئلتي لما تمثله من أهمية بالنسبة لي.
11/11/2008
رد المستشار
السلام عليكم،
الغالية غادة، إن مشكلتك (مشكلة عالمية) فهوني عليك، والمشاعر التي انتابتك طبيعية جداً –أيضاً- بالنسبة لفتاة متفوقة مثلك أصيبت بمصيبة الثانوية العامة، ولن أناقش هذا الموضوع كثيراً لأنك –والحمد لله- وصلت إلى برِّ الأمان عندما قررت ألا تنهزمي، وأن تغتنمي الفرص والإمكانات المتاحة لك، وهكذا يكون تصرف الإنسان الناجح في الحياة.
وبداية أحب أن أقول لك أن الكلية التي انتسبت إليها تشرفت بطالبة مجدة ذكية مثلك! لِمَ يكون الأذكياء والمتفوقون في كلية الطب والصيدلة وأمثالهما فقط؟ لماذا نهضم حق العلوم الأخرى؟! أليس المجتمع بحاجة إلى جميع الاختصاصات من أجل أن ينهض؟ وهل ينهض به إلا المتفوقون أمثالك؟ أنا لا أعلم ماذا كانت أمنياتك، وما الذي انتسبت إليه حالياً، ولكن لا تقولي: أنك (خسارة في هذا المكان)، بل هذا المكان هو الذي سيخسرك إن لم تكوني فيه، نحن بحاجة إليك أينما كنت وما خسرناك أبداً، فثابري على ما صممت عليه واستعيني بالله وأرِنا قدراتك وإنجازاتك، ومن يعلم؟ ربما الله تعالى قدّر عليك ذلك ليجعلك في مكان يكون لك فيه شأن وعطاء وإبداع، ولتقدمي للناس من خلاله ما لا يتيسر لك في اختصاص آخر.
وبالنسبة للمعوقات التي صادفتك: فأمرها سهل -إن شاء الله-
- فأمّا ضيق الوقت بسبب السفر، فأفضل حلّ له أن تذاكري وتدرسي في وسائل النقل! فمن جهة تغتنمين وقتك، ومن جهة أخرى تكسرين الملل من مسافة الطريق. أعرف طالبة في كلية الطب كانت تدرس بهذه الطريقة، بل وحفظت صحيح البخاري كاملاً بأسانيده داخل وسائل النقل! غير أن الأمر يحتاج إلى تدريب في البداية فلا تيأسي. فإذا فعلت ذلك يمكنك أن ترتاحي في البيت عندما تعودين وأنت متعبة مرهقة.
- وأما الطريقة المثلى للدراسة فهي تختلف من علم لآخر ومن شخص لآخر، وشيء طبيعي جداً أن يأخذ هذا الأمر منك وقتاً في البداية حتى تصلي -بعد عدد من التجارب- للطريقة التي تريحك. وأنصحك أن تركزي على مصطلحات العلم الذي تدرسينه، وتتقنيها جيداً، لأنك بها تملكين العلم.
وأخيراً نصيحة أهديها إليك؛ عندما تُقبلين على الدراسة، لتكن ثقتك بكرم الله وعطائه الذي لا ينفد ولا ينتهي، وبقدرته التي لا يعجزها شيء، واجعلي ثقتك بنفسك نابعة من أن الله لن يخيبك إذا أخذت بالأسباب، وبذلت جهدك، والتجأت إليه، ولا تجعليها نابعة من القدرات التي أودعها الله عندك وربما يأخذها في أي لحظة! جرّبي وانظري النتائج! وفقك الله لكل خير وأخذ بيدك، ورزقك نجاحاً بعد نجاح.
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>> أنا محبطة مشاركة 1