السلام عليكم،
جزاكم الله خيراً، وبعد،
مشكلتي بدأت منذ 6 سنوات حيث كنت أسكن في بيت قديم، وكانت تنتابني فكرة أن هذا المنزل سينهار فوقي خاصة أثناء النوم، فكنت لا أنام تقريباً إلا نادراً! وتنتابني حالة من القلق والأرق نتيجة التفكير في هذه الفكرة. مكثت على هذه الحال سنتين ثم انتقلت إلى منزل أحس حالاً ونسيت هذه الفكرة، وبعد سنة تقريباً ظهرت لدي حالة مثل أنني أتخيّل أن كل شيء فوقي سيسقط عليّ مثل مروحة السقف أو اللمبة الكهربائية أو باب الغرفة أو ستارة النافذة أو أي شيء مرتفع خلفي أو أمامي أو إلى جانبي. عندما أدخل أي مكان أنظر فوقي خوفاً من سقوط أي شيء، فأخاف خوفاً شديداً ولكني أحاول أن أحارب هذه الأفكار، فمرات أتغلّب عليها وأنام جيداً ومرات عديدة لا أستطيع، ولا أستطيع النوم إلا نادراً وأحياناً ينعدم النوم، رغم علمي بسخافة وتفاهة هذه الأفكار.
علماً أن كل هذه الأفكار تأتي تباعاً حيث أنني أقضي على واحدة وبعدها تظهر الثانية! مثلاً، أتخيّل اللمبة الكهربائية ستسقط فوقي فأحارب هذه الفكرة وأتغلّب عليها، ثم تأتي فكرة أخرى وهكذا، علماً بأن كل هذه الأفكار تأتي وقت النوم أو وقت العمل أو الوقتين معاً، ودائماً أقول أذكار النوم، ومع ذلك لا أستطيع النوم إلا نادراً! لساعات قليلة نتيجة هذه الأفكار، وأكون متوتراً وقلقاً وهذه الأفكار تزيد وتنقص وهذا ملخص حالتي.
وآسف للإطالة،
أرجوكم أفيدوني فأنا دائماً متوتر وقلق.
18/01/2009
رد المستشار
أهلاً وسهلاً بالأخ الكريم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
من ناحية طبية نفسية؛ إن ترديد فكرة "أن يسقط عليك شيئاً"- وهي من مجموعة أفكارك -وليس من خارجها- وتسلّطها على آلية تفكيرك رغم علمك بسخافتها وتفاهتها كما ذكرت، ولكنك تصبح عاجزاً عن إيقافها أو صرف تفكيرك عنها، وما يسبب لك من الكرب والأرق والتوتر والضيق النفسي الشديد وذلك منذ مدة زمنية معتبرة وهامة- يحقق معايير تشخيص اضطراب الوسواس القهري الفكري، وهو اضطراب نفسي مرضي ذو أساس عضوي (خلل في وظيفة بعض المناطق في الدماغ) كما أثبتته الدراسات العلمية.
ومن ناحية تحليلية؛ واسمح لي أن أغوص عمقاً معك في نفسك محللاً ، وأسألك سؤالاً يأخذ بي وبك بعيداً عن السطح:
من أين أتاك هذا الخوف من فكرة أن المنزل سينهار فوقك؟! لأن هذه الفكرة تحمل معنى نفسياً مكثف تستوقف من يتأمل فيه. أرجو أن تجول بهدوءٍ ورفق في باحات نفسك وطفولتك وشبابك وتجاربك المتنوعة علّك تجد لهذا الجواب سؤالاً (لم أخطئ!!) أو لهذا السؤال جواباً، لأنها ستقوّيك على المرض بأن تساعدك على فهم نفسك ومعاناتك بشكل أفضل.
ثم ما دلالة ومعنى ربطك ما بين البيت القديم والوسواس هذا ثم التحسن في البيت الجيد ثم معاودة ذلك الوسواس نفسه مرة أخرى؟! نعم إنها حالة مرضية فالربط لا معنى له وجهة طبية، لكن هذا لا يعني ألا يكون له معنى عندك.
الخطوات وملامح الحل:
- التقييم النفسي عند الطبيب النفسي، وقد يصف لك علاجاً بأدوية الم.ا.س.ا بشكل أساسي وبجرعات عالية ولفترة كافية قد تصل من شهر ونصف لثلاثة أشهر لتتحقق الاستجابة- يجب أن تعلم هذا وتصبر على الدواء حتى يعمل- ويمكن إضافة أدوية مرافقة لتحسين وتسريع الاستجابة. ثم إجراء جلسات العلاج الكلامي (تعديل الأفكار والسلوك) عند تحسن حالتك لدرجة تسمح لإجراء هذه الجلسات.
- تجربة تطبيق برنامج ذاتي لإيقاف الأفكار الوسواسية.
واقرأ على مجانين: حول تقنية إيقاف الأفكار.
إذا الوسواس أطل بشذوذ
الوسواس وأخواته (نتف الشعر والاكتئاب)
تابعنا بأجوبة ما سألناك وتطورات حالتك مع طبيبك النفسي.. أتمنى لك كل الخير والعافية والسيطرة والكبح لأفكارك.