ماذا أفعل لأتخلص من الوسواس؟
أخي الفاضل،
هوّن عليك ولا تكلف نفسك ما لا تطيق، فالله لطيف بعباده، والحبيب المصطفى ما ترك داءً إلا وأشار إلى الدواء. وقد تكرم الأخ الفاضل بسرد بعض الأحاديث، فصدقني أخي الكريم إن ضيقك وعذابك إن دلّ على شيء فإنما يدل على إيمانك، والعلاج كما وصفه الحبيب المصطفى عند ورود هذه الوساوس هو قراءة المعوذات وسورة الإخلاص و"أما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعد بالله" صدق الله العظيم.
أخي الكريم،
قد تكون هذه المرة الأولى التي تسمع بها عن الوسواس القهري أو الوساوس والأفكار الكفرية، أنصحك أخي الكريم أن تتصفح مشاركات القرّاء وردود الإخوة المستشارين لأن فيها الكثير من الفائدة لمثل حالتك، فقد مررت في الماضي بمثل حالتك لكن حظك أفضل من حظي، فحينها لم يكن لا موقع مجانين ولا دكتور وائل، فلم يكن أمامي سوى الدعاء والصبر والصلاة، والحمد لله نجاني الله مما كنت فيه. بعد مرور هذه السنين، كم أنا سعيد بهذا الموقع الرائع وأن غيري لن يعاني بإذن الله مما عانيت لأنه مع وجود الأحبة في مجانين. كوم لا وسواس بعد اليوم!.
أخي الكريم،
اسمع كلماتي من أخٍ ناصح لك؛ دع عنك خوفك وقلقك بشأن عقيدتك وإيمانك الآن، وركّز على علاج الوسواس، إما من خلال زيارة طبيب مختص أو متابعة البرامج العلاجية والنصائح الطبية على مجانين. كوم.
ولكي أطمئنك: هل سمعت يوماً بالإمام الغزالي؟ بالتأكيد سمعت عنه، فهو أحد أشهر علماء الأمة، بل إنه سميَّ بحجة الإسلام لورعه وإيمانه الراسخ، هل تعلم أخي الحبيب أن إمامنا الجليل قد تعرض لمثل ما تعرضت له من وسواس واكتئاب حاد؟ لكن الله نور بصيرته وشفاه وهداه.
أتمنى أن أسمع أخباراً سارة عنك أخي الحبيب.
أخوك مغترب.
11/1/2009
رد المستشار
السلام عليكم، الأخ الكريم؛
شكراً على مشاركتك التي تبعث الأمل في قلوب الموسوسين وتشجعهم على العلاج والصبر والدعاء، إذ تعطيهم الأمل الكبير في الشفاء، وأرجو أن يكون هذا الموقع عند حسن ظن الجميع دائماً، وأن يكون في ما ينشر فيه مما يجلب الفرج والسرور للجميع.
بالنسبة لكلامك عن الإمام الغزالي، فنعم، قد أصيب بالاكتئاب الحاد، حسب ما يفهم من الأعراض التي ذكرها عن نفسه في كتابه المنقذ من الضلال، ولكن لا أظن أنه كان مصاباً بالوسواس، ولعلك تقصد بالوسواس الصراع النفسي الذي عناه بقوله: (فلم أزل أتردد بين تجاذب شهوات الدنيا ودواعي الآخرة قريباً من ستة أشهر..)، ولكن هذا ليس بوسواس، وإنما كان بداية مرحلة انتقالية في حياة الغزالي ليصل إلى تمثل العلم الذي تعلمه وإلى تمام العمل به، وهي مرحلة لا بد منها لكل صادق ليتذوق لذة القرب من الله ويفهم معانٍ كثيرة في هذه الحياة، ولكن هذه المرحلة قد تختلف في شدتها ووضوحها من شخص لآخر، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم...