السلام عليكم
أنا اسمي شذى عمري 20 سنة، أسرتي صغيرة: أخان ووالدي ووالدتي، وعلاقتي بكل أفراد الأسرة ضعيفة جداً. كنت أتمنى أن أجد شخصاً يعوضني عن الحنان الذي افتقدته وسط عائلتي وكنت دائمة البحث عنه.
من سنة تقريباً وجدته؛ 28 سنة، شخص يمتلك كل الموصفات التي تمنيتها بكل المقاييس، متدين جداً ويحثني دائماً على التقرب أكثر من الله، مهذب لم يكن من الشباب المراهقين، كان حريصاً في الكلام معي حتى لا يخدش حيائي بأي طريقة، حنون جداً على الرغم من أنه لم يسمعني الكلام المعسول مثل "أحبك، أعشقك..." لكن كنت أشعر بحبه لي، ناجح في عمله، غيور ويخاف عليّ جداً... كان حقاً فارس أحلامي لدرجة أني لم أصدق أن الله حقق حلمي.
بعد شهر من تعرفي به طلب أن يكلم أمي لأنه كان يعلم أني ملتزمة، وشعرت أنه يحبني، أحببته بعقلي وقلبي حباً يكسر الكرامة على الرغم أنه لم يكن من بلدي ولم أره كثيراً. كان دائماً يتركني وأعود له لأسباب تافهة؛ كان دائماً يتركني فجأة ويبعث لي برسالة أنه لا ينفعني، مرة لأنه مريض وأنا قلت له أني لن أتركه لهذا السبب، ومره أن ظروفه سيئة ولا يستطيع أن يوفر لي حياة معينة، ومرة لأن والدته مريضة ولا يستطيع تركها... أسباب كثيرة، وكنت أرجع له! عدا عن إقفال خط الهاتف في وجهي والشك والمعاملة السيئة، ضحيت بكرامتي معه، كنت مثل الخاتم في اصبعه، لكن كنت أرجع له لأني أحبه ولا أرى غيره. تركته آخر مرة لأنه قال لي أنه كان يرجع لي كل مرة شفقة، ومرّت ثلاثة أشهر تقريباً حاولت أن أحب غيره وأرتبط. من أسبوع تقدم شاب لخطبتي، وافقت لكنه دائم الخلاف معي لأني أريده نسخة من أحمد في كلامه وفي ملابسه وفي كل شيء.. عندما أتعرّف على أي شاب أتخيّله أحمد، دائمة المقارنة، اكتشفت أني أهرب منه إليه.
أتمنى أن تفيدوني، لا أستطيع أن أفعل شيئاً سوى أن أجرح وأعذب كل من يقترب مني لأني عندما أشعر أنه ليس بشبيه لأحمد أتركه. أريد أن أبدأ حياتي وأحب وأنساه لكني فشلت، والحل أني أعيش على ذكراه فقط.
أرجوكم أرجوكم أنقذوني.
24/09/2009
رد المستشار
حضرة الأخت "شذى" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
فلولا الحب ما سكـر الفؤاد ولا قالوا لقد بانت سعادُ
ولا ليلى تزينهـــــا الليالي حديثاً كلما ذكــــرت يُعادُ
ولا قتل الضعيف بنبل لحظٍ قــوياً لا يلين له جًـــــلادُ
إذا وقع الغــرام على عنيدٍ فلا بقي العنيدُ ولا العِنادُ
يبدو أنك مغرومة يا آنسة "شذا"، ولكن في المكان غير المناسب، يبدو فتى أحلامك "أحمد" كان أول مَن حرّك مشاعرك في هذه الحياة، إنّما لم يكن فتى الأحلام كما تصفين!. ففتى الأحلام شجاع، مقدام، يضحي في سبيل مَن أحب، يقتحم الصعاب، يقاوم، يجاهد، يكافح للوصول إلى الوصال. أما أحمد فتراه كما وصفتِ منسحباً منكسراً، يضحي بكِ عند أول مناسبة، حتى وإن أخبرته بأن هناك مَن يود أن يخطبك فلا يتحرك له جفن.
"هوّ الجواز بالعافية؟"
يا آنسة "شذا"، طبعاً إنه الحب الأول في حياتك الفارغة، ولكن ما نسمي حباً يجب أن يكون متوافقاً مع التعريف العلمي الصالح لكل ما نحبه أكان إنسياً أم مادياً:
الحب هو الشعور الإيجابي الناجم عن العادة في إشباع رغبة.
وكما أنك لا تستطيعين أن تشبعي رغبتك في مشاهدة "أحمد"، التحدث إليه... والحياة معه، فيبقى ما تشعرين به هو إعجاب بشخصية أو ببعض مزايا السيد "أحمد".
أما الحب، فسوف يكون لذلك الشخص الذي أتى بملء إرادته يشركك بحياته، بماله، بلقمة عيشه، وبثمرة فؤاده، ألا وهي الأطفال والعائلة.
لا تتركي هوس الحب الزائف يأخذ بك إلى طريق العزوبية، فالتعنس، فالوحدة.. لا تفتشي عن السراب، فيبدو أن أحمد هو سراب جميل، لا يروي ولا يغني عن عطش.
نصيحتنا أن تنسي وبأسرع وقت ذلك الحلم "الأحمدي"، وأن تفتحي أذنيكِ وعينيكِ للخطيب الحقيقي القادم. وابدئي حياة السعادة الزوجية، وأكملي نصف دينكِ فأمامك معركة كبيرة مع الزمن، فلا تؤجلي الموقعة الأولى... وهاتي لنا العديد من الكتاكيت الحلوين الذين سوف ينادونك وبصوت عالٍ "يا ماما"
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ويتبع >>>>>>: شذى والحلم الأحمدي والهروب مشاركة