كنت موسوساً..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كنت مريضاً بالوسواس القهري، والحمد لله تمّ شفائي، لكن ما تزال بعض المشاكل موجودة من تأثير المرض.
من المميزات التي اكتسبتها اهتمامي الكبير بالنظافة وبإتمام الأعمال على أكمل وجه، لكن هناك مشكلة لا أعرف حلها وخجلت من مناقشتها مع الطبيب المعالج؛ دائماً ما أجد اصفراراً في مكان فتحة التبول، ولا أعرف إن كان عرقاً أو مذياً أو ودياً؟! وأدى هذا إلى أنني كلما توضأت غسلت فرجي قبل الوضوء لأنني أحياناً أكون غير متأكد من وجود البقعة أم لا وأدى هذا في النهاية -غير الإرهاق- إلى حدوث تسلخات وتوقفي عن أداء الصلاة.
بحثت في إسلام أون لاين ومجانين عن مشكلة شبيهة ولم أجد، أريد أن أعرف كيفية التصرف في مثل هذه الظروف.
وشكراً.
08/10/2009
رد المستشار
1- لم يذكر السائل ما هي الأعراض التي كان يعاني منها قبل ذلك، وكيف كان شفاؤه (الذي لم يتم بعكس ما يعتقد هو من وجهة نظري كطبيب)، أي هل كان هناك نوع من العلاجات أم لا؟.
2- لا يجوز أن يخجل من لديه مشكلة تسبب له ضرراً، أو ألماً من أن يعرض مشكلته على من يعتقد أن لديه حلاً، وإلا كيف الوصول إلى تشخيص أو علاج؟ ولماذا نخجل من أمر لاإرادي ولم نرغب فيه، ولم نوافق أو نتوافق مع وجوده؟، إن الأعراض المرضية النفسية أو العضوية، ينطبق عليها هذا الوصف، فمن يخجل من أن يشتكي للطبيب عن وجود الكحة، أو الإمساك، أو مغص البطن؟
ألم تكن تلك هي النتيجة؟ مضاعفاتٌ عضوية نتيجة إخفاء الأعراض النفسية (خجلاً)، ثم تقصيرٌ في الصلاة التي هي عماد الدين!.
* أنت أيها الأخ الفاضل؛ بناء على ما أدليت به من معلومات، ما زلت تعاني من مرض الوسواس القهري، ويمكن علاجك بالأدوية والجلسات النفسية، مع العلاج السلوكي كما يتراءى للطبيب المعاين للحالة مباشرة.
* عليك أيها الأخ الكريم بالتوجه للطبيب النفسي فوراً، فهو بعون الله سيعالجك من حالة الوسواس القهري التي تعاني منها، ما لم يكن هناك سبب عضوي آخر يكتشفه الطبيب.
* أما فيما يخص الصلاة (والطهارة)، فإنني أقدم لك النصيحة التي أكررها لمرضاي وأتحمل مسؤوليتها أمام الله تعالى:
1- لا تنقطع عن الصلاة أبداً أيها المسلم، ولا تنس أن تدعو الله فيها بالشفاء، وسيكون الموضوع أكثر يسراً بالتدريج مع العلاج بإذن الله.
2- إذا كان فعلاً هناك مذي أو ودي، مما قد يسبب اصفرار الملابس (على ما فهمت من كلام المريض) فلا تجب المبالغة في غسل الفرج، ويكتفي بالغسل العادي ببعض الماء بعد انقضاء البول مرة واحدة فقط لتكون جاهزاً للصلاة، مهما راودك من إحساس بعد ذلك، فالله يعلم أنك تبغي الطهارة ولا تهمل فيها.
* فإن كان من هذا القبيل فعلاً، فأكثر ما ذهب به أهل الفقه هو أنه يجب عليك الوضوء قبل كل صلاة، وفقط.
* أما إذا كان من الوسواس المرضي، فالأمر أسهل، لأنه لن يُؤخذ بهذا الإحساس لنقض الوضوء في حالة أن كنت متوضئاً قبله ولم تُحدث صراحة ما ينقض الوضوء، فلتصلِّ على ما أنت عليه. اليقين هنا أنك على وضوء (فقد توضأت)، والشك فيما لو كان هناك ما ينقض الوضوء من عدمه، والقاعدة الشرعية معروفة ومحفوظة: {أن نقـطع الشـك باليقيــن}
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ويشفي مرضى المسلمين جميعاً.
واقرأ أيضاً:
منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري (11)
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>> كُنتَ مريضاً بالوسواس، ولا زلتَ م