السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
،
أنا صاحبة الاستشارة "اكتئاب ربما ثناقطبي" ردّ عليها الدكتور بدر.
بدأت معي الأعراض منذ أن كان عمري 14 سنة، أي من خمس سنوات. في البداية كان عندي كما ذكرت هوس، وتصرفاتي غير طبيعية، وأضحك بسخافة وحيوية وأتكلم بسرعة، وبعد مرور أشهر أتاني الاكتئاب والقلق، واستمريت هكذا وأنا لا أدري ما بي إلى الثانوية العامة.
كانت حالتي سيئة وأفكر بالخلاص، وأكتب في دفتري أحاسيسي وآلامي وأني أريد الخلاص من حياتي، ورسمت أهلي يبكون عليّ ويطلبون مني ألا أفعل ذلك، وكتبت إذا كان الانتحار حلالاً لكنت الآن في عداد الموتى. أمي رأت ما كتبته فاتجهت للعلاج، وأعطيت أدوية كثيرة: دواء للنوم، ودواء لتنظيم دقات القلب، والسيروكات. أحسست بتحسن لكن بعد فترة زاد عندي الهوس والكلام والتصرفات غير الطبيعية جداً، وكنت بحاله عقلية غير متوازنة، كنت سأؤذي نفسي أو غيري، وساءت حالتي جداً.
كان أبي يعاني من اكتئاب وتوقف عن العلاج، أنا لا أعاني من هلوسة، فقط أفكار سلبية أنه سيحدث لي شيء وأكون الضحية. لقد تحسنت بدواء "ديابكين" إلا أني الآن بحالة لا يعلمها إلا الله. لقد رجعت لي الحالة كبداية المرض واشتدت الأعراض، أنا لم أقصد قطع العلاج منذ شهر إلا أني أحسست بيأس وأهلي غضبوا مني، أصبحوا يتجاهلون حالتي، أبي يغضب لأنه يعتقد أني أتعمد مضايقتهم.
أنا أحس براحة عندما أعاندهم، لكني لا ألفت الانتباه، عندما أكون متضايقة أحس بغربة شديدة، فأنا في عالم وأهلي في عالم آخر، أعيش وحيدة! كأن أبي يعاتبني لشدة انفعالي أمامهم، وأنه إذا حدث لي شيء فلن يتعب أحد معي.
أحس بالضيق فلا أستطيع التعبير لأني أحس أني عالة، وأشعر بنقص، لا أعرف مني السبب أم ماذا؟! أحس بذنب قاتل داخلي، أشعر أحياناً في داخلي أني سأفقد السيطرة على نفسي وسأؤذي أحدهم عندما أرى أهلي مجتمعين، وإذا كان الشخص نائماً أفكر بفعل شيء أعوذ بالله من الشيطان، أو أفكر بالانتحار لكني أقاوم وأحاول إبعاد التفكير عني وأحاول التقرب من ربي لكي لا أفقد صوابي، صار عندي توقع للعنف لكني مسيطرة على الوضع.
صرت أحب مضايقة الناس من حولي، وأنظر للحياة بسخافة ولا أتكلم كالسابق، أعاني بصمت. أعلم أن أبي يحبني لكنه يجرح مشاعري، أحس بصراع، حتى إخوتي لا يعاملونني كأني الكبيرة، أحس أن تصرفاتي طفولية أحياناً، ربما لأني أشعرهم بضعفي. بسبب القلق لم أعد قادرة على مواجهة العالم الخارجي، هناك حاجز لا أستطيع تخطيه، وأهلي ينصحونني وأحس أني خيبت ظنهم.
أبي رفض الذهاب للطبيب إلا في الموعد بعد شهر ونصف، وأنا تعبانة جداً جداً، كيف أتصرف مع أهلي؟ بسبب كلامهم صرت أتجنب الحديث والتعبير فهم يسيئون فهمي. أريد طريقة للخروج من حالة الكبت الشديد، وهل إذا بدأت العلاج سأتحسن؟ وهل من علامات التوقف عن الدواء الدوار والإرهاق وضعف الجسم والشهية وآلام؟ لأني أحس بكل هذا ولا أدري ماذا أفعل في هذا الحال؟ كيف أساعد نفسي لتجاوز هذه المرحلة إلى أن تحل المشكلة؟ أرجوكم دلوني لحل لأمراضي النفسية، أريد أن أرتاح من حالتي الصعبة،
لقد تعبت وتعب أهلي معي، لا أريد لهم المزيد من الكآبة معي.
وشكراً لكم.
08/10/2009
رد المستشار
الابنة العزيزة "الحائرة" أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك وعلى متابعتك، بداية أعتذر لك عن التأخر المفرط لمجيبك د. طارق فوزي بدر الذي فاق تأخره الحدود وللأسف لا يرد على الرسائل منذ مدة ليست بالقصيرة والله وحده أعلم بظروفه.
لا ولم يكن يصح أن تتركي عقاقيرك العلاجية يا ابنتي حتى وإن كان ذلك يضايق أهلك، كذلك يخطئ والدك حين يعاقبك بعدم تلبية رغبتك في الذهاب لطبيبك النفساني قبل الموعد، ويبدو أن الأسرة كلها لابد من إشراكها في فهم طبيعة المرض وتحمل مسئولية المناجزة والعلاج وهذا التناول النفسي التعليمي لحالات الاضطراب الثناقطبي هي من أهم ما توصلت إليه الأبحاث في العقود الأخيرة..... ذلك التناول النفسي التعليمي يعني أن يتعلم المريض وأسرته كل شيء عن اضطرابه وعن علاقة انتظام حياته وعاداته في النوم واليقظة وغيرها بأوقات حدوث النوبات، كذلك أن يتعلم العلامات المبكرة للنوبة والآثار الجانبية المتوقعة لمثبتات المزاج التي يتناولها...... وحقيقةً يجب أن تعي أسرتك حاجتك المستمرة للتواصل مع طبيبك النفساني المعالج نظرا لأن صورة الاضطراب الثناقطبي كما نلمسها في ممارستنا العملية تتغير بشكل أو بآخر كما أن هناك جديدا في أساليب التصنيف والتوصيف التعامل معها كل عدة أشهر على الأكثر.
يمكنك أن تستفيدي في طريقة التعامل مع أسرتك من الروابط التالية:
وأما أن تسيطر عليك نوازع وخواطر السلوكيات العنيفة فهذا أمر مقلق بحق ولا يصح السكوت عليه فكرري لوالدك رغبتك في المسارعة بلقاء طبيبك النفساني أو حتى طبيبا في إحدى عيادات الطب النفساني في المستشفيات العامة في بلدك الذي لم تذكريه ونحن في انتظار متابعتنا بالتطورات.