الانتحار
أشعر برغبة شديدة للانتحار بعد أن تركت ممارسة ذلك مع صديقتي
السلام عليكم وحمة الله وبركاته،
مشكلتي بدأت من بداية المراهقة 11 سنة، كنت جميلة منذ صغري أجبرني أخي أن أرتدي الحجاب وكان يتلذذ بإذلالي وتوبيخي دون سبب مقنع. منذ أيام الطفولة وعيت على أبي وهو رجل شكاك جداً، كان لا يسمح لي بالخروج من البيت بفستان قصير أو يكشف عن يدي أو رجلي، منذ سن مبكرة بدأ هذا الشيء معي وكبرت وارتديت الحجاب الشرعي مع تغطية وجهي. كان أخي الكبير يحضنني بطريقة جنسية حيث يلصقني بجسده وأنا أحاول الفرار منه، كنت أشعر أنه يحاول أن يثيرني جنسياً ليستغلني بعد ذلك بممارسة الجنس معي، لكني نهرته أكثر من مرة إلى أن ترك فعل ذلك معي.
مرّت الأيام ودخلت المرحلة الثانوية، وبدأت أتعرّض لكافة أنواع الإعجاب من الفتيات لدرجة تقبيل الرقبة، لكني من جهة أخرى لا أقبّل أحداً ولا أستطيع إثارة أحد منهن بل كن يعجبن بي دون أن أعجب بهن لم أمارس الجنس أبداً حينها لم أعرف ذلك أيضاً.
دخلت بعد ذلك الجامعة، هناك تعرّفت على فتاة كانت نصفها ذكر كما أخبرتني هي، جسدها كجسد الصبيان وشعرها وتصرفاتها، بينما أنا جميلة جداً وأنثويه جداً. أصبحت تقبّلني دائماً إلى أن ذهبنا إلى منزلها يوماً فاجأتني إذ خلعت ثيابها واقتربت مني تقبّلني وتنزع ثيابي عني، لأول مرة أشعر باللذة الجنسية معها.
لم أكن أعرف أني سحاقية أو أحب الفتيات، لم أشاهد الأفلام الجنسية قبل ذلك ولكن بعدها شاهدت الكثير مارسنا ذلك تقريباً 6 مرات أو 8 مرات فقط، بعدها بدأت أشعر بالقرف من ذلك وتركت هذه الفتاة. كانت تحب أن أقوم بإذلالها ووضع قدمي عليها، وكنت أستمتع بذلك. لقد كانت تقززني من كثرة مداعبتها لي ولمؤخرتي -أعتذر عن الألفاظ- كنت أثار جداً وأكون بحاجة ماسّة للعضو الذكري عندها تيقنت أنني لست سحاقية.
بعد أن تركتها تعرفت على شاب عن طريق النت، وكنت أعرض له جسدي وهو أيضاً وكنا نمارس الجنس معاً كل يوم أكثر من مرّة. الآن توقفت عن ذلك وتعرّفت على شاب آخر كنا نمارس الجنس عن طريق الهاتف ولا أفكر أن ألتقيه أبداً أو أمارس معه بشكل حقيقي.
لكن الآن أريد أن أترك كل ذلك ولكن تعيدني الرغبة الجنسية كل فترة، وأنا لم أعد أريد ممارسة العادة السرية لا وحدي ولا مع أي أحد سواء على الهاتف أو النت.
لا أعرف ماذا أفعل؟ تنتابني الآن حالة اكتئاب شديدة ورغبة عنيفة للممارسة أتمنى لو أموت أو انتحر، كرهت حياتي وكرهت أسلوب حياتي هذا- كنت أستمتع أكثر عندما أرى الشخص الذي أمامي في حالة إثارة جنسية.
أصبحت الآن أرتدي الثياب المثيرة وأتميّع بجسدي أمام أبناء إخوتي المراهقين، أشعر أنني أصبحت مريضة نفسياً.
أرجوكم ساعدوني.
11/11/2009
رد المستشار
الابنة الفاضلة، من عمان... حيّاك الله،
أنا أرى أن حل مشكلتك أبسط مما تتخيلين بعون الله، فما تشعرين به من كرب وضيق قد لا يكون مصدره إلا ضمير حي، ووازع ديني أصيل بالرغم من كل ما أدليت به من معلومات، وما أقدمت عليه من سلوكيات، بالإضافة إلى ما لم تقومي به من حلول بعد وما تتمتعين به من ذكاء وتفوق دراسي.
فكل ما سردتِه من أحداث تمثل أجزاءً واقعية من قصة طبيعية ومتكررة من بعض الانحرافات السلوكية التي قد تصاحب مرحلة المراهقة والبلوغ الجنسي، حيث تبدأ الأحاسيس الجنسية في البزوغ إلى أرض الواقع، مصحوبة بكل مظاهر الطفرة في النمو العقلي والجسماني والاجتماعي، وتظهر معها أيضاً بعض المخاطر التي ترتبط بهذه المرحلة سواء عند الذكور أو الإناث، ووجود الرغبة الجنسية أمر طبيعي ولكن المشكلة تكمن في كيفية توجيهها، إما إلى الحلال، وإما إلى الحرام بشتى صوره.
ونلاحظ أيضاً أن من أهم ما يميز هذه المرحلة من تغيرات، بل وأهمها على الإطلاق، هو انتقال الشخص مباشرة إلى مرحلة المسؤولية والثواب والعقاب من قبل الخالق عزّ وجلّ، ثم من قبل القانون، فقد بدأت مرحلة التكليف، وفرض الصلاة، والحجاب متزامنة مع ما يحدث من تغيرات أخرى جسمية، وعقلية.
وقد ولَّت مرحلة الطفولة بكل ما فيها من براءة، وسذاجة، وعدم تحمل المسؤولية عن الأفعال والتصرفات التي نادراً ما يكون لها نتائج أو مضاعفات جسيمة، فمثلاً قد يأخذ الطفل شيئاً لا يخصه من ممتلكات شخص آخر ثم نكتفي بإرجاع الحق لصاحبه، والتنبيه على الطفل بخطأ ذلك الفعل، لكنه لن يُتهم بالسرقة، ولن يواجه عقوبة قانونية.
أما بعد البلوغ، فالأمر مختلف، وكذلك عواقب الأفعال، فهناك تكليفات شرعية، كما أن هناك عقوبات قانونية، حيث أن هناك قابلية للأبوة وللأمومة، وللحمل وما إلى ذلك من أمور.
ومن هنا يا بنيتي كان الالتزام بأخلاق الدين من أهم ما يحفظ الشخص من شرور تلك المرحلة إلى أن نعبر منها بفضل الله وحفظه آمنين، إلى ما يليها من مراحل بلا خسائر، ولكني يا بنيتي -وللأسف الشديد- لم ألاحظ من خلال سردك ما يدل على التزامك الديني، أو ممارساتك الإيمانية التي ما أن غابت حتى حلّت محلها تصرفات وسلوكيات مصدرها غواية الشياطين من الإنس والجان.
وقد يكون السبب في عدم التزامك في مرحلة ما هو إحساسك بالقهر والعنف ممن يطلبون منك ذلك، ولديك كل الحق في هذا، ولكنك الآن يا بنيتي قد فهمت كل شيء، وعليك مسؤولية تعرضك للثواب والعقاب من قبل الخالق عزّ وجلّ، وأنت كما تعلمين تتعرضين بسبب بعض تصرفاتك الخاطئة إلى المزيد من المشاكل والوصف الاجتماعي غير المرغوب فيه، والذي قد يكون معوقاً في الحصول على زوج محترم بالرغم من جمالك الفتان، وهو ما قد يكون فيه بعض الحل لمشكلتك.
ابنتي الفاضلة، دعك من شوائب الماضي، فلن تزيدك إلا همّاً على همّ، ثم عودي إلى الله بإرادتك، وبكل قوتك قبل فوات الأوان، فسوف يحاسب الله أخوك على ما يكون قد سببه لك من إساءة وظلم، ولكنك ستحاسَبين أيضاً على ما تفعلينه في حق نفسك ما لم تتوبي إلى الله، وحذاري من رفقاء السوء.
عليك بالطمع في رحمة الله الواسعة، وبالسعي من أجل تبديل ما ارتكبت من سيئات إلى حسنات، استغفري الله كثيراً، واظبي على الصلوات، صومي، اسمعي القرآن، تدبري الآيات، استمري في الدعاء والتوسل إلى الله أن يكفيك بما هو حلال عن الحرام لعله يرزقك بالزوج الصالح بمنه وكرمه، ولكن عليك أن تكوني صالحة أولاً حتى تستحقي هذا الزوج، حذاري من أن تتورطين بجمالك مع زوج غير مناسب، ولا يعينك على طاعة الله.
كما يمكنك التوجه لأقرب عيادة نفسية، فقد تحتاجين لبعض الدعم النفسي أو الأدوية حتى تتخطي الأزمة إن شاء الله، وأسأل الله لك ولنا وللمسلمين الهداية...
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (البقرة 153)
ويتبع ....... : وسواس خناس .... وليس قهري مشاركة