وسواس خناس هذه المرة، وليس وسواس قهري
بدايةً أود الاعتذار عن صراحتي التي ربما يجدها بعضهم وقاحة، لكني إنسان صريح وأحب قول كل ما هو صريح، وبصراحة مشكلة الأخت السائلة تبدو مختلقة.
ليست حقيقية وأحداثها متكررة تقريباً في كل القصص الرخيصة على الانترنت؛ بدايةً من الفتاة الجميلة المؤدبة التي تعيش مع عائلة متشددة تعزلها عن العالم الخارجي، واستغلال المحارم لها، ثم خروجها للمحيط مع مرور الأيام وانحرافها بعلاقات شاذة وشعورها بالذنب رغم استمتاعها...
لا أستطيع الجزم 100% أن القصة مفبركة، لكن كفاية قرف، الموقع أصبح استشارات جنسية أكثر منها نفسية، وإن كانت قصة الفتاة حقيقة فالله في عونك وعون الأجيال القادمة.
أتمنى من إدارة الموقع التكرم بعدم نشر مثل هذه الاستشارات الصريحة لدرجة الاشمئزاز والاكتفاء بالرد بطريقة خاصه بين السائل والمستشار. نعلم أن لا حياء في الدين أو العلم، لكن ذلك لا يعني نشر الغسيل القذر أمام الصغير والكبير في عالم الانترنت، فنحن لسنا في عيادة نفسية نشاهد الأحداث كالمسلسلات، وإنما نقرأ لنستفيد من تجارب الآخرين...
وفي مثل حالة الأخت السائلة أجد الضرر من قراءتها أكثر من الفائدة والتثقيف.
والسلام عليكم
8/12/2009
رد المستشار
كان العرض والتعليق واجباً
الابن الفاضل،
أشكر فيك الحرص على الحياء العام، والغيرة على الحق، ولا أجد في صراحتك أي وقاحة. لكني لست معك في اعتبار الحالة مختَلقة، مع قبول فكرة أن يختلق الشخص بعض الحكايات ليسأل عن شيء ما بين السطور، وبما أن مثل هذه الحكايات متكررة وكثيرة كما أقررت أنت، فهذا يدل على أهمية ووجوب الرد عليها كلما تكررت، خصوصاً ونحن في موقعنا –ولله الحمد– ننتهج منهج العلم والدين في تعليقاتنا، ولدينا من هم مؤهلون في كليهما، ونختلف في ذلك عن أي موقع آخر غير متخصص، ويتضح ذلك بشدة في الموضوعات كافة: الجنسي منها وغير الجنسي.
كما أود أن أؤكد على وجود نزعة قوية وأكيدة لدى من يسأل في مثل هذه الأمور على التخلص منها، وهذا دليل على إحساسه بخطئها، وأنه يرفضها كما ترفضها أنت، ولكنه قد تورط فيها بالفعل بينما لم تتورط أنت فيها (ولله الحمد على ذلك)، ولا أجد في المسألة ما يتجاوز الحد من أسلوب العرض أو من الرد.
ويجب أن تعلم يا أخي الكريم أن السائل في الأصل يرسل المشكلة من خلالنا، ونحن نقرر عرضها من عدمه، فهي لا تظهر على الموقع مباشرة إلا بعد مرورها على مسؤولي الموقع وبعد تجهيز الرد بواسطة أحد المستشارين المتخصصين، ولو كان بها ما يسبب الضرر -من وجهة نظرنا المتخصصة- لمنع عرضها أصلاً، وحتى في هذه الحالة قد نقوم بتجهيز موضوع للرد على صورة مدونة.
وفي هذه الحالة بالتحديد كان الرد من الأهمية بمكان يتوجب معه النشر، حيث أن الخلط واللغط في موضوع الوسواس قد كثر فيه الكلام، وقد جاءت أهمية هذه الحالة من كونها ليست مرضاً طبياً نفسياً أكثر منها سقطة سلوكية كما قمنا بتوضيح ذلك، وإن كانت مثل هذه الأمور هي من صميم أسباب الوقوع في براثن المرض كما نعلم جميعاً، كما أنها كانت فرصة مناسبة لعرض وجهة نظر علمية للتفريق بين المرض الذي يعفي المريض من العقاب وبين اتباع غواية الشيطان، وتجنب لصق كل ما هو خطأ بشري بالمرض النفسي.
وأود أن أؤكد أننا فعلاً نحرص على الفائدة، ولا نرجو منها إلا الثواب والأجر من الله الكريم، ولا حرج من وجود الموضوعات الجنسية بنسبة كبيرة على الموقع، فهذا شيء طبيعي ومتوقع فهذه الأمور يصعب مناقشتها وجهاً لوجه لاعتبارات كثيرة، ولا يعني هذا مطلقاً ما يتخيله بعضهم من هدف الإثارة، وهي مشاكل حقيقية، وموجودة وتجنب نقاشها قد يسهم في انتشارها الأمر الذي ترفضه ولا تتمناه كما أننا نرفضه أيضاً.
أكرر عميق شكري وتقديري، وأتمنى أن أكون قد أوضحت بعض الأمور التي من أمرها أن تثلج صدرك أيها الأخ الفاضل.