عذاب القلب وانشغال البال
السلام عليكم،
بداية، أشكر هذا الموقع الرائع الذي ألجأ إليه دائماً أمام الكثير من مشاكلي سأدخل في الموضوع مباشرة.
عمري 20 عاماً، في السنة الأولى هندسة مدنية، من أسرة ميسورة الحال، أتمتع بكثير من الوسامة والأناقة وأحمد الله على هذا، اللهم لا غرور، ولكن للمعرفة فقط. المهم تعرفت على إحدى الصديقات في الكلية كصداقة عادية وكانت هذه الفتاة صديقة لإحدى الفتيات التي كنت معجباً بهن، تكمن المشكلة أو كما يدعي بعضهم أنها مشكلة في هذه الفتاة منتقبة! فكيف أحب فتاة لم أرَ إلا عينيها؟ لكن هذا ما حدث! انجذبت إليها؛ أدبها الملفت وأخلاقها وأشياء أخرى. وللعلم أنا أعرف بنات كثيرات ممن هن جميلات وغير محجبات، لكن لم أحببهن! انجذبت لها وقررت أن يبقى هذا سراً أكتمه في نفسي حتى يشاء الله، فتعرفت لتلك الصديقة القريبة منها وقررت التقرب إلى من أحبها عن طريق هذه الصديقة، لكن المشكلة أنها -الصديقة- انجذبت لي انجذاباً غير عاديّ! حتى أصبحت كالماء والهواء بالنسبة لها!! رغم أني لم أتجاوز التصرف بطبيعية معها كصديقة، وهناك نظرات بيني وبين الفتاة التي أريدها.
أنا في حالة حيرة من أمري؛ هل هذا حب أم ماذا؟ وإن لم يكن حباً فلماذا أتمناها زوجة لي؟ كيف أصارح الفتاة التي أحبها بما في داخلي؟ فهي محترمة جداً لكن لا بد أن لديها قلب ينبض وتحس. أنا قلق أيضاً على إحساس البنت التي تعرفت إليها، فستصدم بكل تأكيد بما ستعرفة من شعوري تجاه الفتاة التي أحبها. إن كان حباً طاهراً فما الحل للاعتراف به؟
أتمنى الرد منكم يا أجمل موقع في الدنيا.
27/12/2009
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لنبدأ بتحديد مشاعرك التي تشغلك؛ فأقول لك ما تحسه مجرد ميل وإعجاب لم يصل بعد إلى درجة الحب، لكنه أول خطواته. ورغم اعترافك بميلك فأنت مثل صحبك تستغرب أن تميل لواحدة لم ترها، ذلك أن وعيك قد تشكل فيما يسمى عصر الصورة وجمال الشكل الخارجي على حساب أمور جوهرية أكثر لا يخفيها النقاب، وقديماً قالوا أن "الأذن تعشق قبل العين" أما عن الذي يستثير الميل والإعجاب فأنت تدرك بعضه مثل طريقة الكلام وحسن التعامل وبالطبع أسلوب التفكير والاهتمامات، ولا أكتمك سراً أن الإعجاب أحياناً يصعب تفنيده بدرجة كاملة فقد يكون خليطاً من كل ما فات.
وبعد أن اتفقنا على إمكانية ميلك لفتاة لم ترَ وجهها لنفكر بمنطقية بمصير هذا الشعور وكيفية التعامل معه، وأفضل طريقة لتقليل الألم أن تكتم مشاعرك نحوها، وتقلل أيضاً تفاعلك معها ذلك أنك تعلم أنك غير مستعد اجتماعياً ولا مادياً ولا نفسياً -بعض الشيء- لتحمل تبعات هذا الإعجاب الذي هو مؤهل للتحول إلى حب كامل أثناء دراستك، فحاول واعمل على ضبط مشاعرك ومما سيساعدك في هذا كتمانها حتى عن أقرب صحبك إليك فكن رجلاً يتسع صدره لأمره، ومن لم يتسع صدره لسره كان صدر غيره به أضيق، وكثرة الكلام والنقاش ستزيد انشغالك وهو ما ليس في مصلحتك.
عندما تصبح قادراً على تحمل تبعات مشاعرك يكون الوقت مناسباً للإعلان عنها، وذلك إن بقيت على حالها ولم تغيرها مجريات الأيام الطوال التي تفصلكما عن الاستقرار.
ابتعد عن الفتاتين معاً وعن باقي الفتيات، فليس هذا وقت الانشغال بالقلب بل هو وقت الجد والكد، وفي دراستك حجة كافية تبرر انسحابك وانشغالك عن أي تعامل وكلام بعيد عن المواد الدراسية إن كانتا معك في نفس المجموعة، واتقِ الله فيهما معاً ولا تفسد عليهما صداقتهما، فمن جهة لا يجوز أن تستغل واحدة لتصل إلى الأخرى ولن تلام إن فهمت سؤالك عنها بما هو أبعد من كونها مجرد مصدر أخبار أو قنطرة كما يقال بالعامية، ومن جهة أخرى تذكر أن سلوكك إن كنت تريد الفتاة التي تميل لها يجب أن يكون منسجماً مع قيمها الواضحة.
ما فات من كلامي قد يبدو لك صعباً ومملاً وغير واقعي، لكن تأكد أنه الموجز المفيد والمنجي من عذابات القلب وانشغال البال فاختر لنفسك ما تريد.
واقرأ أيضاً:
الحب وبلاويه
جنون العشق
هل هذا حب حقيقي؟
سيكولوجية الحب: كان غيرك أشطر
سيكولوجية الحب:كان غيرك أشطر مشاركة1