أكلّم نفسي كثيراً..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أشكر حضراتكم جداً على خدمة هذا الموقع الإلكتروني. بعثت رسالة قبلاً لكن للأسف لم أتلق رداً عليها.
عندي العديد من المشاكل وأتمنى أن أتكلم فيها مع أي مستشار نفسي وأجد حلاً لها.
أنا أكلّم نفسي كثيراً ومنذ زمن طويل! أتخيل -مثلاً- أحداً قريباً من قلبي أتكلم معه، وقد أنفعل وأبكي وكأنه أمامي أو أضحك معه! رغم إني ما كلمت هذا الشخص قط على انفراد أو وجهاً لوجه! أو قد أتخيّل أحد أعرفه جيداً وأكلمه بكلام أخجل أن أقوله له وجهاً لوجه.
صرت أحب الاختلاء بنفسي وأكلمها، يعني أفضّل أن أكلّم نفسي على أن أتكلم مع أخواتي أو أمي، لكن لا أحد من أهلي يدري بذلك عني، بل هم لا يعرفون عني أي شيء بتاتاً، فهم لا يهتمون بأسراري أو بحياتي، تقريباً كل همهم هو كم صرفت؟ وكم سأطلب منهم نقوداً؟ ونجحت أم لا؟ لم في حياتي منهم حناناً ولا حتى صداقة.
والدي متوفى من 9 سنين، وبدأت هذه الحالة عندي في سن 15 سنة، يعني منذ حوالي 6 سنوات. أمي شخصية عصبية جداً جداً، كثيراً ما توبخني على كل ما لا يعجبها مما أفعل: في لبسي، في كلامي، في أي شيء أفعله، برغم أني محترمة في ملابسي! هي تريدني أن أكون مثلما كانت هي في صباها، ولا أدري أهذه نوع من الغيرة أم أنها تفتقر للخبرة في الدنيا أم أنها لا تدرك أني مختلفة عنها؟! أنا متعبة حقاً، عندما أنتبه لنفسي أني أكلم نفسي أحس أني مجنونة، وأني أفتقد الأهل والحب والاحترام منهم، بل وأصبحت فاقدة لثقتي في نفسي لأبعد الحدود.
في الفترة الأخيرة أجد نفسي عاجزة عن المذاكرة، فكل تفكيري وخيالي مركز تجاه شخص أعرفه منذ ما يزيد عن 3 سنوات، عرفته على النت، ورغم أني أعلم أن شخصيتي لا تعجبه وأني دائمة الغضب والشجار معه، إلا أنى متمسكة بكلامي معه وقلبي متعلق به جداً وأتخيل أنى قبلته وأنه معي وأنه يوقف إلى جانبي في مشاكلي وحنون عليّ! ماذا أفعل؟ أرجوكم أريد رداً ولو بسيطاً، أريد التركيز في دراستي ومذاكرتي، كيف أتخلص من تعلقي بهذا الشخص رغم حلمي بأن أرتبط به؟ أنا لا أكلم غيره، ورغم أني كنت قطعت كلامي معه عدت لأكلمه مجدداً واشتقت إليه، هو إنسان واقعي جداً وهذا أكثر ما يعجبني فيه، أحلم به زوجاً لي وسندأً يقف إلى جانبي يؤنسني في حياتي.
هل يمكنني الحصول على عنوان البريد الإلكتروني لأحد مستشاري مجانين لأكلمه؟ أرجوكم، فأنا لم أروِ كل مشاكلي، لكن هذه المشكلة هي أكثر ما يتعبني حالياً.
أرجوكم، أحتاج الرّد
13/1/2010
رد المستشار
رضي الله عنك يا "زينب" يا بنت رسول الله،
أسعد الله أوقاتك وأهلاً وسهلاً بك في بيتنا جميعاً مجانين.
قد تحمل الأحلام الكثير مما ينقصنا في الواقع، وقد تكون فيها تسلية عن بعض آلام الواقع، لكن مهما كانت الأحلام جميلة ومهما كانت تسلينا إلا أنها لا تتجاوز كونها أوهاماً لا يمكن لنا أن نبني عليها أي حقيقة. وما أقوله ينطبق على حواراتك الخيالية وعلى علاقة النت، فكلاهما بعيد عن الواقع إلى حد كبير وكلاهما لا يعدو مجرد عن كونه وسيلة تهربين فيها مما يؤلمك من الواقع.
بالنسبة لعلاقة النت أقترح أن تقرئي ما كتب في موقعنا عن حب النت ومنها:
حب النت ولا ثقة الأهل
حب عن طريق النت للمرة ال؟؟ كلاكيت! م
حب الشات: وبعدين يا بنات
أما عن أحلام اليقظة؛ أعتقد يا صديقتي أنك بحاجة إلى استشارة مرشد نفسي. أقترح عليك يا زينب أن تتوقفي عن التواصل مع هذا الشاب حتى تقللي قدر الإمكان من تشتت تركيزك في الدراسة. واقرئي:
عدم التركيز وعدم التوضيح
شدني الموضوع: تحسين التركيز مشاركة
الذاكرة والتركيز بداية ملف
أحلام اليقظة: استجابات بديلة للواقع
أحلام يقظة سيناريوهات التضحية الرومانسية
فتاة الهوس أحلام يقظة واكتئاب م
أحلام اليقظة : سعيدة بأحلامي
أحلام اليقظة: أريدها وأرفضها
أحلام يقظة مفرطة: مفتوحة كل الاحتمالات
بالنسبة لأهلك وأمك فالوضع دون شك محزن وصعب، ولكن ليس الحل في الهروب منه بل في مواجهته بهدوء والتعامل معهم بعقلانية. تذكري دائماً أن أمك مهما كانت هي الشخص الوحيد الذي يتمنى لك أفضل مما يتمناه لنفسه، وهي أيضاً من تحملت أعباء الأسرة بعد وفاة والدك ولذلك جدي لها المبررات لعصبيتها معك وسايري رغباتها قدر الإمكان علك تكسبين ودها ففي ذلك بر لها وأجر كبير من الله تعالى، وفيه أيضاً إسعاد لك وراحة بال.
عزيزتي، توجهي إلى الله تعالى فأدي فرائضك والزمي الدعاء ففيه الفرج من كل كرب والله القريب المجيب هو القادر على أن يرسل لك العون.
أنتظر متابعتك وأتمنى أن أجد فيها خطوات للأمام. يا رب فرج عن زينب وألهمها رشدها.