الشكوى والأنين
أنا فتاة أبلغ من العمر 22سنة حاصلة على بكالوريوس تجارة لدي 4بنات غيري وولدين ومخطوبة، منذ سنتين و4شهور وقبل أن أقص مشكلتي الآن أود أن أعلمك أني كنت آخذ اوميباك منذ كان عمري 14سنة حيث أصيبت بحالة نفسية تتشابه معظمها مع أعراض المشكلة التي سأحكيها لك وكان كذلك سببها إحساسي أن هموت ولكن كان الإحساس بدون سبب وليس كمشكلتي الآن التي سببها الأحلام ومن وقتها وأنا لا أستطيع ترك الاوميباك فآخذ كبسولة20مج، شفيت بدون علاج نفسي فاستمرت الحالة شديدة سنة وأخذت تقل تدريجيا على مدار سنتين حتى عافاني الله.
ومشكلتي إلا بدأت شهر3 السابق عندما رأيت حلم أن أحد لدي أقاربي مات وعمتي ذهبت للعزاء ولرجعت قالت لي أن الناس فكراكي إنت إلى متى وأنا في ال40يوم قبل موتي فصرخت واستيقظت مفزوعة وظننته كابوس ولكن بعد كام يوم مات فعلا شخص لدى أقاربي هؤلاء وعمتي عزتهم فشعرت أن أنا هموت زي الحلم وحزنت وأخذت تتواي الأحلام المفزعة التي أجد تفسير بعضها موت في كتاب التفسير فزاد إحساس الموت وحزني ولكن الإحساس كان ليس طوال الوقت ولم يوقف حياتي بالكامل ولكني كنت أخرج ولكن زاد ألم معدتي ولا نتيجة للاوميباك وذهبت للطبيب وأخذت زنتاك ولا فائدة وأخذت جازيك ولا فائدة فكانت المعدة تصيبني باختناقات وشد في جسمي ولكن انقلب حالي للأسوأ عندما فاجأني مغص الزائدة وقرر الدكتور العملية في الصباح هنا شعرت أن أحلامي ستتحقق وهموت في العملية وكان ذلك 25يونيو السابق وتوترت جدا وأصيبت بالهبوط والتقلص الشديد في البطن والبكاء واصفرار الوجه فخاف أهلي أن خوفي يموتني أثناء العملية؛
وعندما فقت بحمد الله شعرت أن أكيد هموت وأن أكيد شيء حدث في العملية وصرخت ببطني وكشف دكتور وقال نفسي واستغربت الممرضات أن إبرة المسكن التي أعطوهالي بعد العملية ما نيمتنيش رغم تأكيدهم أنها بتنيم وأصبح إحساس الموت ملازمني طوال الوقت وأن العملية هتموتني بدليل ألم القولون الذي كان يزيد عندما يشتد إحساس الموت وأصرخ لأمي الحقيني هموت وأشعر وكأن روحي بتطلع وكانت أمي تقولي كده غلط إنت لسة عملة عملية.
ومع استمرار تعبي طلب الدكتور أشعة تليفزيونية على العملية ووجدنا أن العملية سليمة بس في انتفاخ وقال الدكتور يمكن كان عندك القولون العصبي وأعطاني موتيليوم وجاستريزول وتوالت الأعراض اختناقات معدة دوار صداع أعلى الرأس ونبضة في الجسم والرجل تضايقني عندما أجلس مربعة وألم في قلبي وسرعة دقاته وألم وتقل في إيدي الشمال وعرق في أطراف أصابع يدي الشمال وشد في جسمي فأصبحت أجلس جلسات غريبة يستغربها من حولك ولا أقف ثابتة وبكاء وأحلام تزيد إحساسي بالموت ولا أخرج من البيت فأشعر أني سأموت في الخارج ومش عايزة أتعب بارة وإذا خرجت يشعر الجميع بتعبي وشد جسمي؛
وزادت هذه الأعراض وزادت شدتها بوفاة ابن خالتي قبل زفافه بشهرين في حادث خاصة أنه شعر أنه هيموت قبل وفاته بأسبوعين وقال لخالته وأصبحت زائرة للدكاترة وشنط علاج للأعراض ودكتور يقول نفسي وأجريت رسم قلب وكان سليم حتى جاء خطيبي أجازة في 18سبتمبر وجدتني أتحسن تدريجيا وبعد أسبوع اختفت الأعراض ولم يتبقى منها إلا تعب معدتي التي استجابت للاوميباك والموتيليوم وأصبحت أجلس بطريقة عادية وإذا أصابني إحساس الموت معه أرفض التفكير فيه وإذا أصابن تعب لا يصيبني هلع وأنتظر حتى يختفي.
واتكتب كتابي على الضيق لوفاة ابن خالتي وأصبحت أخرج من البيت ولكن معه وعندما حاولت الخروج مع إخواتي بدونه كنت أتعب وأشعر أني هموت رغم استمرار أجازته وسافر خطيبي بعد 40يوم أجازة ووجدت حالتي تعود تدريجيا حتى عاد الوضع كما كان وبل أسوأ وخاصة مع زيادة الأحلام فمرة أرى نفسي ألبس فستان فرح بدون عريس وأحلام أخرى ونقص وزني6كيلو وزاد ضعفي وذهبت لدكتور باطني بيكشف بالأشعة التليفزيونية قالي عندك نشاط شديد في العصب الحائر وهو سبب هذه الأعراض وأوقف لي الموتيليوم وقالي غلط وهيسبب لي مشاكل في الحمل بعد ذلك فزاد القولون تعبا وأعطاني بوسبار ولكني لم آخذه لأني الآن أصبحت أخاف من أي علاج وأشعر أنه هيموتني وخاصة إذا أصيبت ببرد فأشعر أنه أنفلونزا الخنازير وأي علاج هيتعارض معها.
وأصبحت أخاف من أي طعام ليكون بايظ ولو به طعم غريب أشعر أنه هيموتني وأصبح الآن في بعض الأيام تعب غريب لا أعرف سببه وهو ان أحيانا عند النوم أجدني جسمي ووجهي بارد وتنخفض دقات قلبي وكأن شيء في قلبي وأستيقظ مفزوعة وبمجرد جلوسي فترة أجد جسمي بدأت تعود له حرارته، ومن 3أيام لا أجد النوم في عيني وأقلق كثيرا بالله عليك ماذا أفعل أنا أشعر أن الدنيا سوداء وأشعر أني هموت قبل زواجي بخطيبي الذي أحبه.
وإذا حدثني أحد عن الجهاز أو الزواج أو مستقبل ابكي وأقول أنا مش هعيش وعندما أرى إخواتي الاثنين المخطوبتين غيري يتكلمون عن الزواج أو عن خطابهم فأشعر أني مش هعيش معهم هما هيتجوزوا ويخلفوا وأنا هموت ومش هعيش، ونفس الشيء لو كلمني خطيبي وعلى فكرة لما بكلم خطيبي على النت لا أتحسن بل يجعلني التعب أقفل معه أو لم أستوعب ما يقول ولا أشعر به مع أني أحبه جدا والمفروض أتحسن لما أكلمه كما تحسنت في أجازته.
أنا تعبت لدرجة أن بكرة هلبس فستان فرح من بوتيك عمتي لأني أشعر أن هموت قبل ما ألبسه في الحقيقة ويزيد هذا الإحساس عندما أكلم خطيبي وأجده لا يحدد ميعاد الزفاف لأنه لم يجهز لأنه اشترى عربية بالفلوس التي كانت معه والزفاف ممكن يكون شهر9 ويزيد أيضا عندما أجد أبي لا يجهز ويصرف الفلوس ويقولي لسة 8شهور يبقى الرزق ده بتاعي أتمتع بيه.
طلبت من أبي الذهاب لدكتور نفسي ولكنه رافض يقول الناس أقول له نروح سرا يقول هو للناس وميودنيش برده ولا أعرف سبب رفضه ممكن يكون لأنه ما بيحبش يصرف فلوسه في العلاج وممكن لأنه كما يقول خايف علي من العلاج النفسي أنا تعبت وتهت ولو حدثت المعجزة وصحبني لدكتور نفسي ما الفائدة وأنا أرفض كل العلاج وأخاف منه وحتى الاوميباك آخذه بصعوبة وأي علاج بآخده بتعب بعده ولا أعرف السبب أرجوك ساعدني أنا تعبانة.
هل إحساس الموت حقيقي؟! أنا تعبت وضعفت وأعصابي تعبت ورجلي بتوجعني وأحيانا اشعر أني هقع ولو عشت هخف وهقدر اعيش تاني وأخلف وأتحمل مسئولية، أرجوك ساعدني أنا ليس لي آمل الآن بعد الله إلا أنت أرجوك ساعدني.
وللعلم عمتي أصيبت بهذا الإحساس وأتعالج من الاكتئاب عند دكتور وكان عمرها32سنة وكان السبب في اكتئابها وفاة والدها وبعدها بشهرين توفت والدتها وأمي أصيبت بهذا الإحساس وعمرها 14 سنة واستمرت سنة ولم تلجأ للدكتور وجدتي أم والدي أصيبت به بسبب إصابتها بشلل رعاش وكان عمرها 36.
أنا أشعر أن المرة دي عندي الإحساس سيتحقق لأن سببه الأحلام وأنا أحلم كثيرا وتتحقق وإذا لم تتحقق وعشت فكيف سأتزوج وأنا لا أستطيع عمل شغل البيت مع إخواتي وأمي وهل سأستطيع أنجب والتعب ده كله هيروح أرجوك ساعدني.
14/01/2010
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
حياك الله يا هاجر وأعانك على نفسك وأفكارك فمن المحزن أنك تحقيقين بنفسك أسوأ مخاوفك فأنت تخافين فقدان متع الحياة بالموت وها أنت تتخلين عنها طواعية وقبل الموت بانشغالك ببعض الأوهام والأحلام.
اجعلي من سؤالك لنفسك عن الهدف من حياتك دافعا للتخلص من الخوف من الموت فمن هنا حتى يحين الأجل ولا يعلم الغيب إلا الله ماذا تريدين من حياتك وكيف تريدين أن تعيشي حياتك.
تحتاجين لتغيري فكرتك السالبة عن الموت فلو كان الموت أمرا بغيضا لما قدره رب العالمين على حبيبه وصفيه محمد عليه الصلاة والسلام وباقي مرسليه، ومن نعمة الله علينا أن الموت بالنسبة لنا هو مجرد انتقال من دار الامتحان إلى الجنة بإذن الله فلا يعقل أن تنشغلي برحلة الانتقال عن الهدف الأساسي من وجودك وحياتك وهو عبادة الله وعمارة الأرض وادخار الحسنات للدار الآخرة.
إن غيرت فكرتك اللاعقلانية عن الموت بفكرة منطقية ستتغلبين على مخاوفك فاضطرابك ومعاناتك ناتج عن فكرة لا منطقية وهي الانشغال بالأمور الهامة والصعبة التي قد تحدث في الحياة ومع انشغالك بها تخسرين فرصتك في الحياة دون أن تستطيعي أن توقفي هذه الأحداث إن قدرها عليك رب العالمين في أي وقت يشاء.
اعلمي أن كل الطب والدواء لن يساعداك ما لم تقرري مساعدة نفسك فذكرك لتاريخ عائلتك المرضي يقنعك بطريقة غير مباشرة بأنك ستمرضين، واسألي نفسك لماذا أنت دون بقية إخوتك من سيتأثر بالعوامل الوراثية والإجابة أنك تحصلين من الوراثة على مجرد استعداد ويبقى العامل الأقوى هو طريقة تعاملنا مع خبراتنا في الحياة فطريقتك في التعامل مع ضغوط الحياة قادرة على إبعاد الخوف المرضي من حياتك أو إضاعتها.
لا بد أن استسلامك لمخاوفك يعود عليك بالنفع بطريقة ما وهو ما يحافظ على استمرارها فابحثي عنه هل هو الهرب من مواجهة مسئوليات الحياة؟ هل هو استجلاب العطف والاهتمام؟ اعلمي أنك تشحنين هذا الخوف في داخلك بالاستسلام له والتفكير فيه فانفضيه من رأسك وأوقفيه بالتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وبالانخراط في الحياة ومهامها الصغيرة والكبيرة.
أليس خوفك من فقدان الحياة فماذا يفعل استسلامك للخوف سوى حرمانك منها قبل أن يحين فراقك الحقيقي لها لا نستطيع أن ننكر أننا سنفارقها ولكن من الرحمة كي نعيش لا نعرف متى ولا أين، من خلقك كتب عليك الموت مرة واحدة وأخفاه عنك رحمة بك فلماذا تعذبين نفسك وتتملصين من رحمة الله فتموتين نفسك بأفكارك وخوفك كل يوم مائة مرة.
تسألين هل يمكنك أن تعيشي حياة طبيعية بالطبع تستطيعين بعد تخلصك من أوهامك ومخاوفك وبعد البدء في تحمل مسئولية حياتك وما يجري فيها فلا قرب خطيبك ولا بعده هو المحك ولا موقف والدك ولا خبرات أقاربك فقط أفكارك ودافعيتك هي ما يشكل أو يشوه حياتك.
ستساعدك جلسات علاجية معرفية وسلوكية مباشرة لدى متخصص إن توفرت ولكن غيابها لا يبرر لك استسلامك والاكتفاء بالشكوى والأنين ولوم الآخرين فتشجعي وابدئي بمساعدة نفسك حتى تحين فرصة حصولك على المساعدة المتخصصة إن بقيت بحاجة لها.
واقرئي أيضاً:
وسواس المرض؟ أم الموت؟ أم فقط قلق؟
نوبات هلع ثم وسوسة وتفكير في الموت
الخوف من الموت في الحلم والعلم
خوف من الموت واختلال إنية