السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أحبائي الكرام، المشكلة تتلخص في الآتي:
لي أخت وحيدة تكبرني ببضع سنوات، هي خريجة أحد كليات القمة وتعمل في مجالها وتحضّر للماجستير حالياً، وقد تقدم لخطبتها كثر لكن ليس لها نصيب في أيّ منهم، وقد كنا نطمح إلى الشخص المحترم وليس لشهادته العلمية... حتى تقدم إلينا زوجها منذ بضعة أشهر، وقد توسمنا فيه الصلاح منذ التعارف الأول، وبعد السؤال عنه تأكد لدينا احترامه واحترام أهله فوافقنا عليه -هو خريج إحدى الكليات النظرية وقام بتحضير دراسات عليا-. تمت الخطبة، في هذا الوقت كانت أختي تعاني مما يبدو أنه فراغ عاطفي وقد تخطت أواسط العشرينات -لأن كليتها تأكل من العمر الكثير- فبدأت تبادره بالهدايا والمكالمات وبدأت تهيم في الرومانسية التي طالما حلمت بها كأي بنت، وأنا لا أنكر أنه بادلها الاهتمام بالاتصالات في المقابل ولكنه لم يهدها أي هدية حتى يومنا هذا.
تبين لنا في فترة الخطوبة أنه يحب التباهي والتفاخر الشديدين ويحتاج إلى المديح المستمر، في المقابل لا ينطق كلمة شكر واحدة عندما نساهم بأشياء -وهي كثيرة- ليس مما هو مطلوب منا في الاتفاق حباً لأختي ومساعدة له دون إحراج.. لكن أكثر ما أحزنني أن أختي طلبت منه أن يهاديها أكثر من مرة لكن دون جدوى (كانا يقفان أمام أحد المحلات عندما وجدت أختي ما أعجبها في واجهة أحد المحلات -دبدوب- وسألت عن سعره ولم يكن غالياً ووقف هو ينظر لا يحرك ساكناً- وكان معه مبلغاً كبيراً من المال لشراء أحد اللوازم لن يتأثر بثمن هذه اللعبة- فلم تستطع أن تشتريها بنقودها كي لا تحرجه وتضطره لدفع ثمنها، وبعد أن غادرا المحل فوجئت به يقول لها أنه يفكر في شراء هذا الدبدوب لابن أخته الصغير!. لقد مرت أكثر من مناسبة للتهادي وقد هادته في كل المناسبات تقريباً وهو في جمود تام. لا أجد تعليقاً على ما فعل ولم أفهمه حتى الآن.
هما متزوجان منذ بضعة أيام وقد طلب إليها ألا تزورنا سوى مرة واحدة في الأسبوع برغم أنهما لا يسكنان بعيداً عنا، في المقابل طلب منها ألا نذهب نحن لزيارتهم كثيراً.
ملحوظة مهمة جداً: احقاقا للحق، أهداني أنا هدية بمناسبة تخرجي من الجامعة، وقد كان يحضر حلويات أو فاكهة في بداية فترة الخطوبة ثم قطع تلك العادة. وقد أعطاها عيدية في العيد الماضي مبلغاً من المال.
لست أفهم سلوك هذا الرجل المتعالي وأنا لن أحتمل أن يكسر خاطر أختي مجدداً، وأخشى أن يكون بيننا صدام قريب إن زاد في مقابلة حنانها بجمود.
أرجو منكم أن تقدموا نصيحة لأختي كي لا تستفيق من حلمها متأخراً، فهي ترجو رضاه وهو غير مبالٍ بذلك، وبماذا تنصحوني أن أفعل؟ جزاكم الله خيراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
25/12/2009
رد المستشار
صديقي،
ليس هناك الكثير يمكنك أنت أو أختك أن تفعلاه فيما عدا محاولة فهم هذا الرجل.. السؤال المهم هو هل هو يفعل ما يفعل لأنه لا يدري أن هذه الأشياء -الهدايا البسيطة- مهمة لزوجته؟ هل هو جاهل بأن الرومانسية مهمة في الحياة الزوجية وأن التعبير عنها بسيط وغير مكلف؟ هل يعتبر اهتمام زوجته بهذه الأشياء مجرد تفاهة؟ ما هي مفاهيمه عن ناحية الحب والرومانسية والحياة الزوجية؟ هل هو رجل صالح وزوج طيب، أم هو مجرد رجل تزوج ولا يريد أن يعطي أي شيء في هذه الزيجة؟ ما السبب في أنه لا يريد التزاور؟ لماذا لا يريد من زوجته زيارة أهلها أكثر من مرة واحدة في الأسبوع؟ من ناحية أخرى، لماذا شجعتم هذا الرجل على البخل؟ بخيل المال هو بخيل المشاعر كما ترى، لدي تساؤلات أكثر من الإجابات لكن انطباعي أنكم أردت تزويج أختك دون دراسة جيدة لشخص هذا الزوج الذي تنظرون إليه بنوع من التأليه والتقديس لمجرد أنه اكتسب صفة "زوج"... الزوج يكون مقدساً متى ما قدس زوجته... فقط.
عليك بمناقشته فيما يؤرقك أنت وأختك وألا تحط من كرامتها وكرامتك.. قبل ذلك يجب أن تناقش أختك في رغباتها ومشاعرها وأن تفهم الأمر بحيادية تامة حتى تحسن التصرف.وفقكم الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرئي أيضاً: