سي السيد إصدار 2010
السلام عليكم ورحمة الله؛
سيدي، أنا متزوجة منذ عشر سنوات وكان زوجي حنونا في بداية زواجنا وخطبتنا كريما بالكلمات إلى أن جعلني أحبه بجنون على الرغم من انعدام الهدايا... نعم يا سيدي، فقد كانت أول هدية أتلقاها منه بعد أربع سنوات من زواجنا بعد عتاب طوال أربع سنوات ولكن على فترات متباعدة وبأساليب كثيرة، وكان سبب هذه الهدية خدمتي له ومعاناتي معه إثر عملية جراحية أجراها، ولم يكن معه أحد في غربتنا غيري يقف معه، وقد عملت بسبب وضعنا المالي السيئ، وقدمت له كل ما أملك من حنان ومال ودفء، ومع هذا الهدايا لا أراها إلا كل سنتين مرة، وبنفس الوقت الرومانسية ألغيت من حياته بعد السنة الأولى وكأنه شخص آخر، ولكن جرعات الحنان التي أعطاني إياها فترة كتب الكتاب والزواج كانت كافية لمدة طويلة...
للأسف عدنا إلى ديارنا وهو يحمل أعلى الشهادات العلمية، وصارت أمواله لأهله يغدق عليهم حتى وهم ليسو بحاجة لماله ويأخذوا منه على علمهم لحاجتنا للكثير والكثير من أساسيات المنزل، ولكنه اعتاد على صبري الذي بدأ ينفد... وصدقني يا سيدي أن الحب بدأ يبتعد عن قلبي ويحل مكانه صدمات وصدمات لا أرغب بذكرها، إلا أنها تركت في صدري أثرا سيئا لم أشعر به من قبل، وصارت كوابيس بعض المواقف لا تبتعد عني على الرغم من هدوئنا أكثر من ستة أشهر، وحالات البكاء الهستيري ما زالت تراودني...
هو رجل هادئ الطبع صبور كتوووووووووووم، كلامه شحيح جدا جدا معي إلى أن صرت أقابله بالمثل فنجلس لساعات معا بالصالة ولا نكلم بعضنا، هو على التلفاز يشاهد الجزيرة وأنا على النت، هو رجل لا يحب المشاكل. لم يعد يؤمن بالرومانسية، أو ربما كان مشتاقا جدا للزواج وبعد انطفاء الرغبة انطفأ كل شيء معها. مخلص في عمله، يتقي الله في ماله وصلاته، بار بوالديه على حساب بيته أحيانا، وغير مقتنع بتقصيره معنا على حساب راحة أهله، هو كبير البيت، وله من الأخوة الذكور اثنان يعملان أيضا وباران ولكن لا يقدمان ما يقدمه زوجي... تدخل أهله بخصوصياتي والبركة في ذلك تعود إلى سكننا معهم مع مدخل خاص بي ويعود أيضا لطبيعة زوجي الذي لأنه ساكت لا يضع حدا ولم يتصرف بالشكل الصحيح، بل صرخ بي أثر مشكلة كبيرة معهم وهددني بالطلاق إن طلب والده منه ذلك، وأنا كلما أتذكر هذا الموقف أصاب بنوبات ألم في معدتي وبكاء أحيانا هستيري، وفقدت من وزني 8 كيلو، وعلى الرغم من الهدوء الآن والمجاملة إلا أن الألم ما زال يعتصرني، وهو لم يعطني أي حنان ينسيني همي، ولا يمدح بي إلا ما هو موجود عند كل امرأة أخرى،
تعبت; ويئست وكتبت هنا لشعوري أن ما تعانيه أختنا قريب من معاناتي،
فأرجو إيجاد حل.
9/2/2010
رد المستشار
صديقتي؛
من الواضح أن البكاء الهستيري ليس هو الحل وأنه لا يساعد على حل المشكلة، المشكلة يا سيدتي أنك لا تفهمين غباء هذا الرجل، نعم أقول غباء بالرغم من أعلى الدرجات العلمية... زوجك لا يزال طفلا يحاول التباري مع أخويه على إرضاء والديه وأهله.
المجتمع أوحى له أن الأخ الكبير لا بد وأن يفعل ذلك حتى يكون ابنا بارا، وأوحى له أيضا بأن الزوجة الصالحة لا تريد الهدايا وهي قنوعة وترضى بأقل القليل ولا ترهق زوجها بالمطالب، وهذا بلا شك خطأ إن وصلت المسألة إلى حد المبالغة وإلى حد إهمال الزوجة أو إنصاف وإكرام الأهل على حسابها من ناحية أخرى، لا بد لك والتعامل بذكاء في هذا الأمر، افعلي ما لا يتوقعه، بادري أنت بالعناية والعطاء لأهله، أعطيهم شيئا يحبه هو لنفسه من حين لآخر وحين يتذمر أخبريه بأن أهله مهمين للغاية وذكريه بالبر، احرصي على أن تعتبري أنهم على حق (في رأيه الطفولي الخائف) مهما كانت الظروف (فهو ينظر للأمر كذلك) ولذلك تجنبي الخلافات معهم وتجنبي وضعه في حالة الاختيار بين إنصافك وإنصافهم لأنك سوف تخسرين على طول الخط إلى أن ينضج زوجك يوما ما ويفهم أن البر لا يعني ظلم إنسان آخر.
من ناحية أخرى عليك بالبشاشة والسعادة، فلم تجني من دموعك وحزنك إلا اليأس والنفور، عليك بصنع جو من المرح في المنزل حتى يبدأ زوجك يوما ما في التساؤل عما جعله يسلك طريق إهمالك، من أكثر الأساليب تدميرا للرومانسية هي التذمر والعتاب (والقمص) والشكوى والبكاء، لقد توقع هذا الرجل حياة وردية بمجرد عقد القرآن وهو ما لم يحدث،عليك بصنع جنة في المنزل.
من ناحيتك أنت عليك بالانشغال ببعض الرياضة والهوايات والنشاطات والقراءات والعمل، عليك بتقوية نفسك وتقديرك الذاتي وعدم إحساسك بالقيمة فقط بناء على ما يفعله زوجك.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.
ويتبع >>>>>>>: سي السيد إصدار 2010 و 11 و 12 م