لم أرَ منها إلا عينيها... أحبها
أشكر الموقع الرائع على مجهوداتكم في حل المشاكل فهذا عمل خير تستحقون عليه أشياء كثيرة، يكفي رضى الله عليكم بإذن الله.
أنا في السنة الثانية في كلية الطب، أنا شخص أعرف الالتزام رغم أني كنت أدخن لفترة، لكن الآن الحمد الله كل شيء إلى حد كبير على ما يرام.
بدأت المشكلة عندما قابلت إحدى زميلاتي في الكلية وتعرفت عليها بشكل أخوي وزمالة؛ هي قمة في الالتزام والاحترام والأخلاق وهذه ميزات قلما تجتمع في فتاة، بيد أنها منقبة ولم أرَ إلا عينيها، ومع الوقت بدأت أشد إليها رغم أني لا أعلم لماذا مع الوقت بدأت أتمناها زوجة لي؟! غيّرت فيّ أشياء كثيرة؛ عرفتني معنى الالتزام الحقيقي، تحمّل المسؤولية... أشياء كثيرة ما فكرت بها قبلا،ً رغم أني لم أرَها... المهم أصبحت على وشك حبها، نعم أحببتها رغم أني لم أرَ إلا عيناها، هذا حلال على ما أعتقد طالما في إطار نية الزواج، لكن الغريب أنى أحب إنسانة لم أرَ منها إلا عينيها! لقد أحببت كل شيء فيها؛ أدبها احترامها تربيتها طريقتها المحترمة في التعامل مع كل الناس، ومنذ هذه اللحظة تمنيت أن تكون زوجة لي على سنة الله ورسوله.
لم أصرح بشعوري لها إلا بعد فترة من كل هذا وبعد العديد من صلوات الاستخارة، برغم أني كنت مرتبطاً بفتاة منذ فترة؛ كانت صديقتي في النادي وأحبتني بجنون، كانت تحبني أكثر مما أحبها، وكانت في غاية الجمال، لكن اختلفت معها في أشياء كثيرة وقررت الانفصال وعلى الرغم أنها تحبني حتى الآن، ومع الوقت أصبحت لا أحتمل فقررت مصارحتها بحبي الطاهر لها -يعلم الله أن نيتي الزواج-.
اعترفت لصديقتي التي هي مقربة إليها فقالت لها وأبدت موافقتها عليّ وتحدثت معها، لكن قلت لها أني رأيت صورة لها بملفها في الكلية، لا أعلم ما الذي دفعني لكذبة كهذه على الرغم من علمي أن الصدق أساس العلاقات الناجحة، لكني خفت ألا تصدق أني أحبها حقاً وأتمناه زوجة لي بالحلال. هي اتفقت معي على أن أخلاقها وتربيتها وقبل كل هذا خوفها من الله لا تسمح أن نتبادل الاتصالات والأرقام وكل ما يحصل هذه الأيام في العلاقات، فوافقت طبعاً لأني أتوقع هذا من البداية. مع الوقت بدأنا نتعامل مع بعضنا في الكلية بصورة عادية رغم أنه لم يحدث أن قالت لي كلمة "أحبك" ولا أي كلام من هذا القبيل.
المشكلة الأولى: وهذه تقلقني؛ أنا لا أستطيع التقدم لها مع أن ظروفي المادية قد تسمح لي بهذا، لكن أهلي لن يوافقوا الآن، وهي أيضاً فقد اتفقنا على أن يكون الارتباط بعد الكلية. المشكلة أني لم أرَها وأخشى بعد كل هذا عند الارتباط وألا يكون شكلها مقبولاً عندي! أعلم أنها فتاة نموذجية وأنا أحب كل شيء فيها حباً طاهراً، لكن الخوف من بعد كل هذا الحب أن أكون في وهم، ولا أعلم إن كان لي الحق أن أراها عند التقدم الرسمي للأهل 3 مرات.
أخشى أن نستمر على هذا الوضع للخمس سنوات القادمة وألا تعجبني حين أراها! والله لا أقصد التسلية، فالبنات كثيرات ممن حاولن بشتى الطرق الارتباط بي لكني لا أحب مضيعة الوقت والكلام الفارغ. أنا أحبها والله العظيم وأتمناها زوجة وأخشى أن تضيع مني، وأريد حلاً لا يضايقها أو يؤدي لانفصالنا... لا أظن أنه من المعقول أن أنتظر خمس سنوات نتفق خلالها على كل شيء لأقول لها أن شكلك لا يعجبني، ولا أستطيع أن أصارحها أني كذبت عليها! أنا متعب للغاية ولا أستطيع التركيز في أي شيء، مشغول بها باستمرار، أريدها زوجة لي وأريد أن أرى وجهها ولو لمرة واحدة رغم أن صديقتي قالت لي أنها جميلة جداً... لا أعرف رأي الدين في ذلك. أريد الاستقرار وأن أكون إنسان نافع أكون أسرة بالحلال.
المشكلة الثانية: هل من الحرام أن نكلم بعضنا، نتعارف لنفهم بعضنا؟ أحس بحبها لي وهو والله حب طاهر، هي لم تشعرني أني شيء مهم بالنسبة لها وأتمنى أن أشعر بحبها لأضحي وأحارب لتكون من نصيبي، أنا بشر يا سيدى وكل إنسان يتمنى كلمة ولو صغيرة جميلة لكن تحمل معاني كثيرة تشجعه على التصميم عليها. أعرف أن فيها الكثير مما يجعلني أتمسك بها، أتمنى أن أشعر بحبها.
أتمنى أن أجد ردّاً سريعاً من جانبكم قبل بداية الفصل الثاني، فقد بعثت لكم سابقاً ولم أتلقّ أي ردّ، وكما قال الرسول الحبيب الكريم: "فاظفر بذات الدين" صدق الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم، لكن أريد أن أراها ولو لمرة.
وألف شكر لموقعكم الرائع، ولولا أني شعرت أنكم مثل أهلي ما فكرت أن أبعث لكم قط.
آسف للإطالة وجزاكم المولى كل خير.
28/01/2010
رد المستشار
أهلاً بك يا دكتور أحمد وباستشارتك التي يمكنني أن ألخصها في أمرين،
الأول: ما حكم أن ترى صورة تلك الفتاة. والثاني: هل يجوز لكما أن تتحادثا مع بعضكما، وأن تعبر لك عن حبها.
أما سؤالك الأول: فباعتبارك أرسلت إليها تخبرها برغبتك في الزواج منها، وأبدت موافقتها على ذلك، فأنتما الآن خطيبين، وإن لم تذهب رسمياً لطلبها من أهلها. ويندب للخاطب رؤية من خطبها، فعن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَا يَدْعُوهُ إِلَى نِكَاحِهَا فَلْيَفْعَلْ. قَالَ: [يعني جابر] فَخَطَبْتُ جَارِيَةً فَكُنْتُ أَتَخَبَّأُ لَهَا حَتَّى رَأَيْتُ مِنْهَا مَا دَعَانِي إِلَى نِكَاحِهَا وَتَزَوُّجِهَا فَتَزَوَّجْتُهَا)).
وعلى هذا فأمامك حلان: إما أن تتحين الفرص لترى وجهها دون أن تشعر بك. وإما -وهذا هو الأسلم- أن تطلب مساعدة صديقتها لتحضر لك صورتها فتنظر إليها، ثم تعيد الصورة فوراً ولا تبقيها معك. وإن كان ممكناً أن ترى صورتها من خلال ملفها في الجامعة فلا بأس أيضاً. فإن أعجبتك فبها، وإن لم تعجبك فانسحب من حياتها بلطف دون أن تجرح شعورها.
وأما سؤالك الثاني فجوابه: إن كان تمام رغبتك بها متوقف على معرفة بعض الأمور منها، فلا بأس أن تحادثها هاتفيًا بمعرفة من أهلكما، أو شخصيًا بحضور محرم لها، ويمكنك إعلام الأهل بأن هذا فقط من أجل الخطبة والتمهيد للزواج وليس للارتباط الآن، وهذا لا يتقيد بعدد من المرات، فقد تكفي مرة، وقد تحتاج لأكثر من ثلاث لتطمئن إليها تمامًا، والأمر موكول إلى ذمتك. أو يمكنك إن أحببت أن تستفسر عما تريد من صديقاتها وأقربائها.
ولكن ما تريده منها من تعبيرها لك عن حبها، فهو وإن كان رغبة بشرية تهفو النفس إليه، إلا أنه لا يحل لكما الآن أن تتبادلا كلمات الحب والإعجاب! ونفسك الآن تطلب مجرد كلمة، لكنها إن حصلت عليها ستطلب أكثر من ذلك، ثم قد يصل بكما الحال إلى أشياء لا ترضاها لنفسك ولا لها.
ورأيي أن مثل هذه الفتاة يكفي منها قبول الخطبة وعدم الممانعة، حتى تضع الارتباط بها من ضمن أهدافك، لأنها لن تسمعك ما تريد مهما حاولت، فلا تثقل عليها.
ورغم أني أقدر ما تعيشه من مشاعر الإعجاب، ولكن أنصحك ألا تتخيل نفسك تضحي وتحارب وتناضل من أجلها، تفادياً للصدمة التي يمكن أن تحصل لك فيما لو أعيق ارتباطك بها لأمر ما، حيث ستنتظر خمساً من السنين قبل تقدمك الجاد لها. وفقك الله وإياها لما فيه سعادتكما في الدنيا والآخرة.
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>> لم أرَ إلا عينيها.. أحبها.. مشاركة 1