مصارحات موجعة: ميول شاذة أم مجتمعات مريضة؟!
مصارحات موجعة: ميول شاذة أم..؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
حضرة الدكتور أحمد عبد الله المحترم،
لقد استوقفتني جملة واحدة في ردك على الأخت السائلة "وأية امرأة يمكن أن تتحول إلى السحاقية يوماً ما إذا ما توافرت الظروف النفسانية الذاتية والاجتماعية العامة لذلك" هذه الجملة تعني أن كل النساء، كلهن بلا استثناء، عندهن استعداد لأن يصبحن سحاقيات، هل هذه الجملة تستند إلى دراسة شملت عدداً كبيراً من النساء وكانت النسبة فيها 100%! أم أنها تستند إلى تركيبة المرأة الجسمية والفسيولوجية؟ أم هي مجرد تخمين منك؟! بناء على مشاهدات؟! أرجو ألا تنزعج من سؤالي لكني أود حقيقة أن أفهم!! وحتى لا يقع العديد من القراء في سوء الفهم.
تحياتي.
27/12/2009
رد المستشار
نعم يا سيدتي،
"كل" امرأة أو أية امرأة يمكن أن تتحول إلى سحاقية إذا توافرت الظروف الممهدة لذلك على المستوى الذاتي بيولوجياً ونفسياً وأسرياً، وعلى مستوى التنشئة، والسياق الاجتماعي الذي يمكن أن يساعد على التدهور. والشذوذ مثله مثل أي اضطراب نفسي يمكن أن يحصل إذا توافرت أسبابه ومقدماته، فما الغريب هنا، وما هو الذي يحتاج إلى دراسات لتأكيده، أو يمكن أن يكون مبعثاً للخلط أو سوء الفهم؟! انظري حولك واسألي: كيف نعيش جنسياً؟.
ملايين الفتيات العربيات المحرومات من حقهن الفطري والإنساني في ممارسة الحب والحصول على شريك عاطفي وجنسي لهذا السبب أو ذاك، وعلى خلفية تشوهات نفسية وتربوية بالجملة تختص بصورة ودور الرجل في حياتهن، وفي طل انقطاع الأمل بتحسن هذه الأحوال، مؤهلات لممارسة السحاق الاضطراري أحياناً، والاختياري أحياناً أخرى تحت دعاوى كثيرة، وفي سياقات مريضة وممرضة، وبيئات اجتماعية تعزل الرجال عن النساء خوفاً من وقوع فاحشة الزنا، فإذا بنا نتورط أكثر وأكثر في ما أسماه القرآن "الفاحشة" بألف ولام التعريف، حين يصف حال قوم لوط عليه السلام، ومن المعروف أن القرية التي كانت تعمل الخبائث قد حفلت بأنواع من الانحرافات والشذوذ السلوكي والجنسي منها اللواط والسحاق، وما حصل هذا إلا بمقدمات أدت إليه، وأنا أراها متوافرة في أوطاننا بشكل واضح، لكن أحداً لا يجرؤ على المصارحة!.
واقرئي أيضاً:
كيف نعيش جنسياً؟! تقرير بناتي- مشاركة