صديقتي والوسواس القهري
قصة صديقتي مع الوسواس القهري الظاهر ما لها نهاية فأرجو منكم الإرشاد ماذا تفعل؟ فهي إنسانة حساسة جدا وتحب المثالية في الناس وفي نفسها.
بدأت قصتها منذ الصغر (يعني 14 سنة) كانت أختها الكبيرة والتي تعتبرها قدوتها بعد أن تدينت عندها شيء من الوسواس يعني إذا التصق بها طفل على ثوبه شيء من النجس ابتعدت عنه بطريقة غاضبة وكأنها قرفانة منه حتى لو مو متأكدة أنه نجس، وحتى سجادة الصلاة تظل تقص منها كل مدة قسم (ادعاء أن هذا الجزء قد تنجس).
المهم مرت الأيام وأختها الكبيرة تزوجت وأخبرها زوجها إذا ظلت أمورك هكذا أطلقك فامتنعت عن الوسواس وخف لديها كثيرا أما صديقتي المسكينة فقد وقعت في فخ ما يسمى الوسواس ومشكلتها أنها لا تستطيع أن تفتي لنفسها وحتى أصبحت تسأل نفسها عن كل كبيرة وصغيرة وعندما لا تجد جوابا لا تسأل حتى لا يقولوا هذه موسوسة أو حتى لا ترهقهم بأفكارها وخوفا منها عليهم أن يصبحوا موسوسين مثلها (كما هي أصبحت مثل أختها موسوسة) لأنها عندما كانت تسألهم لا تجد الجواب الشافي وتخاف أن لا يقبل الله صلاتها، فعلى سبيل المثال مرة سألت أختها أنا أحس أن على هذا الكرسي نجس فلا أجلس عليه لأن ثيابي مبللة بالماء فأخاف أن ينتقل لي النجس، فقالت لها أن النجاسة لا تنتقل؛
هذه الإجابة طمأنتها لكن شددت على نفسها بالسؤال حتى لو كان النجس بول مثلا فقالت أختها البول والبراز ودم الحيض غير، فظلت على ما هي عليه لأنها تعتقد أنها بعد الاستنجاء (عفوا ولكن للاضطرار) من دم الحيض يصل إلى ثوبها شيء من الدم وعندما كانت تغسله تتعب وتظل تغسل به وتأتيها الأفكار الوسواسية أنه لم يطهر بعد فيصيبها ألم بالرأس من هذه الأفكار فأصبحت تعيش حياتها بسلاسة بحيث كل شيء نجس إلا السجادة التي تصلي عليها وملابس الصلاة فقط وحمام لكل صلاة لتطهر جسدها أما باقي المنزل فقد قامت هي بتنجيسه (لأنها لم تعد تراعي الطهارة لأنها تبحث عن راحتها ولا تريد للوسواس أن يهاجمها) فاكتفت بزاوية طاهرة بالبيت بسجادة طاهرة وملابس طاهرة وهذه فقط بعد حمام الطهارة للصلاة أما باقي المنزل فلممارسة كل الأعمال الأخرى إلا الصلاة.
المهم أن هذا الوضع متعبها جدا ومش عارفة تعمل إيه؟؟
والمشكلة العظمى أنها تزوجت وزوجها مش قادر يخلصها من اللي هي فيه وخايفة تأثر عليه وينتقل إليه الوسواس وكمان زوجها كان يمر بأزمة فللأسف كان يكفر أمامها لما يعصب مع أنهما من أسرة ذات دين وصديقتي مشكلتها أنها أحيانا تخزن الأشياء السلبية كالوسواس فظل يكفر عندها لمدة طويلة وهي تنهاه لكن دون جدوى فانتقل إليها الكفر فماذا تفعل فهل هذا الكفر أيضا وسواس؟ وكيف تشفى منه لأنها نفسها تتخلص من الوسواس للأبد لتعيش أحلى حياة.
على فكرة لقد استشارت واعظة دينية بأمور الوسواس فقالت لها لا تذهبي لطبيب نفسي لأنك تخشين الإدمان والتعود وإنما اعتدلي ولكن تنفعها النصيحة لفترة معينة ثم يعاودها الوسواس، أيضا استشارت خبيرة برمجة لغوية وعصبية فقالت لها أن الذي عندك حرص وليس وسواس فارتاحت لفترة وأحست أنها طبيعية ولكن زوجها يريد منها أن تتغير فماذا تفعل؟!!
ولكم جزيل الشكر.
5/6/2010
رد المستشار
صديقتي العزيزة، ما تعانيه صديقتك والذي وصفته بشرح وافٍ هو مرض الوسواس القهري وهو من أمراض القلق الشائعة في مجتمعنا ومما يؤكد هذا التشخيص هو معاناة أختها منه وذلك لأن أمراض القلق من الأمراض التي تلعب فيها الجينات دورا كبير، وليس نادرا أن نرى معاناة عدة أفراد للأسرة منها على اختلاف الأشكال.
كما قلت أن الوسواس القهري من أمراض القلق مع أن الوساوس القهرية تظهر بعدة صور إلا أن الأعراض المهمة والمعروفة تظهر في صورة المراجعة والتدقيق المتكرر والقهري - الغسيل والتنظيف المتكرر والقهري البحث عن التناسق التام - أفكار عدوانية وجنسية غير مرغوبة - العد القهري للأشياء - طقوس المحافظة على النظام والترتيب والتوازن الدائم - الاحتفاظ بالأشياء عديمة القيمة أو التخزين.
- بعض الناس يعانون فقط من الأفكار الوسواسية ولكن بدون أفعال قهرية.
- هناك تفاوت كبير في بداية المرض، فبعض المرضي يعانون من عرض واحد طوال حياتهم. وبعضهم يعاني من وساوس قهرية متعددة. والبعض الأخر يتحول من عرض إلى عرض، فيتوقف هذا ويزيد هذا، يقل هذا أو يظهر عرض جديد. من الممكن أن يظهر في المراهقة وساوس وأفكار دخيلة ومتطفلة ثم يطغى عليها كثرة الاغتسال وغسيل اليد المتكرر في البلوغ ثم تتحول إلى التدقيق والمراجعة المتكررة عند التقدم في العمر.
ولأن القلق من المشاعر والمشاعر طاقة، والطاقة لا تفنى ولا تستحدث ولكن تتحول من شكل لآخر كما درسنا في أيام المدرسة السعيدة فلا بد أن نضع في الاعتبار أن تحول الأعراض من شكل لآخر لا يعني شفاء المريض، لأن أي ضغط أو توتر في حياتها كفيل بأظهار أعراض القلق ثانية، أو إن جاوبت لها على سؤال فان ذلك ستكون نهاية الأسئلة، على العكس بل سيغدو أكثر إلحاحا.
وقد ذكرتني بالحديث القدسي حدثني زهير بن حرب وعبد بن حميد جميعا عن يعقوب قال زهير حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا بن أخي بن شهاب عن عمه قال أخبرني عروة بن الزبير أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا وكذا حتى يقول له من خلق ربك فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته، والمفهوم من ذلك أن الوسواس قد عرف من عهد النبي والمقصود أيضا عدم الرد على الأفكار الوسواسية وإلا زادت ..صديقتك بحاجة إلى إشراف طبي متخصص.
واقرئي على مجانين:
موسوسة تطلب السرية وطبيبة مصرية م
وسواس قهري من العيار الثقيل م5
وسوسة من القشرة حتى النخاع!
وسواس نظافة أم طهارة؟
إما علاج سلوكي معرفي ونصائح أو بلاش!
والسلام.