السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا رجل أبلغ من العمر 24 عاما على وشك التوظيف كنت إنسانا طبيعيا لكن حدث قبل سنوات أنني أصبحت أرتعش وأخاف من دون أدنى سبب ثم تطور معي الأمر وأصبحت أحدث نفسي كثيرا حديثا داخليا وليس بتحريك الشفايف مما كان يسبب لي عدم.
النوم ثم استمر الوضع لفترة قصيرة وأصبحت أكلم نفسي بعنف كل شيء أتحدث به بدون سبب وإن نمت في يوم ما فإني أحدث نفسي أول ما أنهض من نومي ولا أعلم لماذا بل أحيانا أصحو من نومي بسبب قوة الكلام الذي لا أملك التحكم به في أي وقت ولا في أي موضوع.
استمر هذا الحال لفترة أشهر ثم تطور الوضع فأصبحت أخطئ بالكلام قليلا لذلك تجنبت مواجهة الناس خاصة زملائي لأنني كنت معهم جيدا وإنسان متفاعل ومشارك وصاحب نكتة فخشيت على نفسي وابتعدت عنهم وأيضا حتى لا أخطئ أمامهم وأظهر بشكل غير لائق، أثناء ذلك ذهبت إلى الطبيب وقال إنك تعاني من وسواس قهري وأعطاني دواء فافرين لمدة شهر على ما أذكر واستعملته ولم يأت بفائدة ثم بعد ذلك بكثير أصبحت نشط فكريا وأصبحت أتحدث بفكرة واحده ثم أنتقل من حيث لا أشعر إلى فكرة أخرى وذلك بدون رابط وإن وجد الرابط فهو بعيد جدا وهذا الشيء يحدث في فكرى وليس أمام الآخرين غالبا.
ثم بعد فترة أحسست أني وأنا أتكلم مع أي شخص أحسست أني لا أستطيع التعبير عن كل ما أريد وأشعر أني المفروض أن أتكلم بكلام أفضل من الذي قلته أشعر بحالة نقص دائما أثناء كلامي مع أي شخص وأنها دون المستوى وأني دائما أنظر لحالتي قبل أن أصاب بهذا الأمر فأتضايق لذلك كثيرا، بعد أن حصل هذا ذهبت إلى الطبيب وقال لي إنك تعاني من نشاط فكر أصله وسواس قهري ثم أعطاني دواء اسمه تقريتول ولكن دون فائدة ثم استعملت بعده دواء ديباكن كرونو ولكن لم يفدني أبدا ففضلت أن أتوقف عن استعمال الأدوية، هذه حالتي باختصار.......... والأسئلة على النحو التالي:
1- الحالة التي أمر بها هل هي طبيعية أم تدعو للاستغراب لأني بدأت أشك أنني مصاب بالحسد لأنني كنت أنتقل من حالة إلى حالة.
2- هل التشتت الفكري والتشويش الذهني وأنني لا أعرف من أين أبدأ هل هي نتيجة لحالة النشاط الفكري أم لا وهل للنشاط الفكري علاج أم لا.
3- هل ممكن حالتي أن تتصعد أكثر من هذا الحال لأنني أحيانا وبفعل النشاط أشعر أنني قريب من حالة الجنون........
شكرا لكم
والسلاااااااااااااااام
11/7/2010
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك، وشكرا على ثقتك، لا نستطيع كأطباء نفسانيين من خلال الإنترنت أن يكونَ لنا رأي يخالف رأي طبيب نفساني رأى الحالة وفحصها وشخصها، ولذلك فإن ما قاله لك طبيبك النفساني من أن لديك وسواسا قهريا هو تشخيص صحيح بالتأكيد في وقته، إلا أن ما ظهر بعد ذلك من نشاط فكري متزايد مع تطاير للأفكار من موضوع لموضوع يجعلنا نفكر في التواكب المرضي الذي نراه أحيانا بين الوسواس القهري والاضطراب الثناقطبي، وإن كان ذلك النوع من التواكب أقل حدوثا من التواكب الوسواس القهري والاكتئاب.
وأما ما يحدثُ غالبا في حالتك فهو عكسُ الاكتئاب أي الهوس Mania والذي يمكنُ أن يتناوبَ في نفس الشخص مع حالات الاكتئاب في اضطراب الاكتئاب الثنائيِّ القطب Bipolar Depression كما يمكنُ أن يوجدَ وحدهُ في بعض الحالات، وهوَ اضطراب نفسي يتميزُ بانبساط مزاج المريض وزيادة نشاطه وحدة ذاكراته مع قلة احتياجه للنوم وكذلك بكثرة الكلام وسرعته أحيانًا مع الطيران من موضوع لموضوعٍ لمجرد وجود رابط بين الموضوعين في نطق مسمى كل منهما فمثلا السلام يذكرُهُ بالسلالم والحمام بالحَمَّـام وهكذا كما يتميزُ بانفلات المريض نفسيا بحيثُ يتكلمُ فيما لا يليقُ الكلام فيه مثلاً في وجود الآخرين وكلما زادت شدةُ هذا الاضطراب اقتربَت تصرفاتُ المريض من الاختلال إلى أن يصل إلى حالةٍ لابد فيها من إدخاله إلى المستشفى النفسي، لكنها كلها اضطرابات قابلة للعلاج بل وهي أسرع شفاء من الوسواس القهري غالبا،
وأما أن تكونَ هناك احتماليةٌ لتداخل التشخيص هنا مع تشخيص اضطراب الوسواس القهري فهو ما لا يبدو معقولاً ولا مستساغًا لكنَّ الحقيقة أن الممارسة العمليةَ تعطي أحيانًا نماذجَ لذلك، وهناكَ حالاتُ وسواس قهري تتميزُ بسرعة ظهور الأعراض القهرية، وكذلك سرعة زوالها تمامًا بعد فترة من المعاناة ثم ظهورها مرةً أخرى، أي أنها تتخذُ مسارًا نوابيا حادًّا مما يذكرُ بمسار الاضطراب الوجداني الثنائي القطب Bipolar Affective Disorder ، وما يزيدُ الأمورَ تداخلاً هو عدم استجابة هذه الحالات للعلاج بالم.ا.س.ا بينما تستجيبُ للعلاج بالليثيوم أو الصدمات الكهربية أي أنها تستجيب لعلاج الاضطراب الثنائي القطب وليس لعلاج الوسواس التقليدي، بل إنه في بعض الحالاتِ يؤدي استخدامُ الم.ا.س أو الم.ا.س.ا إلى ظهور نوبات هوسٍ لأول مرةٍ في حياة المريض، وهو ما أخمن أنه يفسر شيئا في حالتك.
أحسبُ أنني أجبت اثنين من أسئلتك، ففي حالتك فقط عليك أن تستبدل حالة الهوس بحالة من زيادة النشاط في الأفكار، وهو ما يمثل نوبةَ اتقادٍّ ذهني على مستوى الأفكار أكثر من مستوى المشاعر والمزاج كما نرى في نوبات الهوس التقليدية، ولكن لا تقلق................ واشكر الله.......... واطمئن فهي قابلة للعلاج.
يبقى لنا سؤالك عن الحسد وعلاقته بموضوعك، وهنا أقول لك اعلم أن الحسد داخل في علم الغيب، وأعراض اضطرابك النفسي أنت واضحة في عالم الشهادة، وعلينا أن نتعامل معها بمعطيات عالم الشهادة، ومعطيات الشهادة هي -والله أعلم- ما أشاهده ويشاهده غيري من المشتغلين بمجال الصحة النفسية، وقد قلته لك، ولا أملك بعد ذلك غير إحالتك الإحالات التالية:
السحر والحسد والشياطين، وأمة المساكين
السحر والشياطين وقول الأطباء النفسيين
بين الرقاة - مس قرين؟؟! أم وسواس قهري؟؟!!!
إذن فما اشتكيت منه مرضٌ نفسي فاطلب العلاج منه، وعد طبيبك النفساني واسأل الله الشفاء...........، ونحن في انتظار متابعتك، فأهلا بك دائما.
ويتبع>>>>>> : وسواس أم حسد م