وسواس أم حسد ..؟.
السلام عليكم
في تعليقكم على حالتي (الوسواس القهري) ذكرت أنه ربما تكون حالة اكتئاب ثنائي القطب وذكرت يا دكتوري الفاضل أن من بين أعراض هذه الحالة هي ( النشاط الفكري والانتقال من موضوع لموضوع وعدم الحاجة إلى النوم وغيرها)... ولكني أؤكد لك يا دكتور أنني دائماً بحاجة إلى النوم بل وأتعب أحياناً كثيرة إذا لم أنم أو إذا تأخرت عن النوم بقليل وذلك للأفكار النشطة في ذهني هذا أولاً، أما من ناحية المزاج فإنني غير منبسط دائماً أو غير حاد في انبساط المزاج يا دكتور وأنا أعرف نفسي جيداً،
أما موضوع الانتقال من فكرة لأخرى فهذا صحيح ولكن هذا كله يحدث في ذهني ومخيلتي بمعنى وأنا أتحدث أمامك مثلاً تجدني حاضراً نوعا ما ولكن في فترة صمتي أجد هناك أفكاراً نشطة وأنتقل من فكرة لأخرى دون مبرر وليست على طريقة ( السلام_ السلالم ) أبدا يا دكتور ولكي أوضح أكثر أقول لك أنني وفي ذهني أفكر في موضوع دراستي مثلا ثم وبلا مبرر تجدني انتقل إلى موضوع قرأته بجريدة أو شاهدته بتلفاز وهو بعيد جداً عن فكرتي الأولى وهكذا يا دكتور .. ...
ثم أريد منك يا دكتور أن توضح جملة ذكرتها ولم أفهمها إلى الآن وهي ( أن صاحب هذه الحالة قد يتكلم في مواضيع غير مقبولة أو مرفوضة اجتماعياً وعرفياً )كما فهمت من المعنى فأرجو التوضيح من حضرتكم ولكم مني وافر الشكر .
............
ملاحظة1_ حالة النشاط الفكري برأي الطبيب الذي كنت أراجعه كانت بسبب أو تزايدت بسب بعض الأدوية التي استعملتها فهي على حد قوله تنشط الأفكار.
ملاحظة 2_ خلال الأربع أيام الماضية ذهبت إلى شيخ يعالج بالقرآن وقرأ علي لمدة يومين وبعد أن خرجت شعرت بتحسن كبير جداً، فما تعليقك على هذا يا دكتور.
25/7/2018
رد المستشار
الأخ العزيز : أهلاً وسهلاً بك وشكراً على ثقتك ومتابعتك التي جاءت بعد 8 سنوات وهي الأطول مدة والأبعد زمنا بين الاستشارة الأولى سنة 2010 ومتابعتها هذه 2018 .
لا يشترط في حالة التواكب المرضي بين اضطراب الوسواس القهري والاضطراب الثناقطبي، أن تكونَ نوبة الهوس (أو الانبساط المزاجي) مطابقة للمواصفات المثالية المعروفة، أي لا يشترط أن تتطابق مع ما ذكرته لك من أعراض، فيمكن مثلا أن يحل المزاج العصبي (مع الضيق وقابلية عالية للاستثارة) بديلاً عن المزاج المرح المنبسط، وبالتالي يكونُ أكثر تماشياً مع اضطراب يتميز بطغيان التفكير الاجتراري Obsessive Ruminations غير المرغوب فيه وهي أفضل تسمية لأفكارك حسبما وصفتها.
وأما ما أخبرك به طبيبك المعالج من أن ما حدث كان بسبب استخدامك لعقار يزيد من نشاط الأفكار، فهو ما يدعم انطباعي لأن العقاقير التي يكتبها الطبيب النفساني ويمكنها أن تزيد من نشاط الأفكار هي مضادات الاكتئاب، ومضادات الاكتئاب يمكن أن تتسببَ في إحداث نوبات الانبساط (الهوس) في المريض الثناقطبي الاستعداد، رغم أنه يكونُ في حالة اكتئاب شديدة غالباً ولذلك يصف الطبيب النفسي عقار علاج الاكتئاب.
وأما كونك شعرت بالراحة بعد أن قرأ عليك أحدهم القرآن الكريم فلا شيء يستدعي الاستغراب، فأنت رجل مؤمن والله سبحانه يقول: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد : 28)، ولكن المهم هنا هو أن تعي أمرين :
الأول : أنك لو قرأت أنت القرآن أو قرأه واحد من أهلك لكان أفضل.
ثانيا : أن العلاج بالقرآن يجب أن يكون علاجاً بتدبر وتطبيق المفاهيم المعرفية السامية الموجودة في القرآن الكريم وليس لإخراج الجن والعفاريت وفك الأعمال وما شابه مما لم ينزل الله به من سلطان،
واقرأ في ذلك:
الاستشفاء بالقرآن في الطب النفسي المعاصر
إذاعة القرآن الكريم لم تخرج العفريت !!!
الأمراض النفسية كلها بسبب المس و التلبس بالجن
الطب النفسي ينكر أثر القرآن في العلاج وينكر الجن والسحر والعين
وصمة المرض النفسي : ليست من عندنا!
وأهلاً وسهلاً بك دائماً على موقعنا فتابعنا بأخبارك .
ويتبع >>>>>>>: وسواس أم حسد م1