ميول مثلية ونفس لوامة مشاركة1
رد على مشكلة الأخ؛
مشكلتك كعادة الشباب والبنات الذين انفتحوا على موقف معين نتيجة تربية متوجهة نحو الذات ومغلقة، وعدم توعية، خوف من الدخول بمعصية أو شيء آخر...
مشكلتك لا تكمن أن فقط نفسك لوامة ولا أعتقد أن الدين هو الأساس لديك، ولكن أنت إنسان منكمش ضمن إطار مجتمع ثم دين.
لترك هذه الأمور تخيل أن الله فعلًا موجود عندك، ويراك. اعلم أن الله يرانا، ولكن انظر لنفسك وانظر لزاوية ما، أو ضع مرآة عندك، وكلما ترى نفسك، انظر وقل بنفسك: إن الله موجود، إنه هنا معي، أنا أعصيه، سأموت، تخيل جهنم.
لا يكفي هذا، لكن اقتناعك بأنك تعصيه، واقتناعك بأن ما تعمله خطأ، سيعيد الأمور لمجاريها. وإن كنت تخاف من الله فعلًا ابتعد عن هذه المنطقة وتوكل على الله برزق آخر، وكن مطمئنًا أن الله سيرزقك لأنك ابتعدت عما يغضبه في سبيله، وهو سيرزقك بمكان آخر فيه وظيفة أحسن منها.
لك التحية
وربنا يهدينا أجمعين
4/10/2010
رد المستشار
أهلًا بك وسهلًا يا هبة، وبمشاركتك الاختصاصية، أسأل الله تعالى أن نراك قريبًا من المبدعات البارزات في علم النفس مجال اختصاصك...
قد بينت أن سبب مشكلة الأخ هي التربية المنغلقة، وهذا سبب مهم نعم...
لكني عجبت من قولك: (مشكلتك لا تكمن فقط أن نفسك لوامة، ولا أعتقد أن الدين هو الأساس لديك).
هل تعتقدين أن النفس اللوامة مشكلة؟ على العكس! النفس اللوامة نفس مدحها الله وأقسم بها، ولولاها لما جاء الأخ يطلب المشورة والمساعدة!
ثم قولك: ولا أعتقد أن الدين هو الأساس لديك! ثقي تمامًا يا بنيتي لا يوجد مسلم إلا وهناك للدين عليه سلطان وتوجيه مهما بعد عن الله تعالى، الأخ كان يستغفر ويندم بعد عصيانه، وجاء يسأل عن طريق التوبة، فكيف ننفي عنه الأساس الديني، الذي دفعه إلى الاعتراف وطلب المعونة؟!
أنا أرى على العكس يا هبة، إن الفطرة الصافية، والدين القويم، هما اللذان يحركان الأخ ويوجهانه، ويشعرانه بهول معصيته، وهو مقتنع تمامًا بأنه مخطئ، وأنه عاصٍ، لكن بقي أن يجعل لقناعته هذه سلطانًا على سلوكه من خلال إيقاد مشاعره بذكر الله تعالى، والترغيب والترهيب، وحينها يمكن لهذه القناعات والمشاعر أن تمنعه من المعاصي دون كبير عناء...
كذلك نصيحتك له أن يترك المنطقة وعمله ويتوكل على الله:
إذا كانت المشكلة من تربيته يا هبة، هل تعتقدين أن تغيير المنطقة كلها سيغير من الأمر شيئًا؟ أم أن هذه التربية ستلاحقه حيثما حل؟ ألا ترين الحل يكمن في تغيُّره هو؟
وهل تعتقدين أن السيئين أصحاب الفواحش محصورون في تلك المنطقة فقط؟ إذا لم يتغير هو، فسيلقاهم حتمًا أينما ذهب وحيثما حل.
ثم الذي ذكره أنه تعرف على الشاب في أحد الأسواق وليس في عمله، فلماذا يترك العمل؟ ولنفرض أنه ترك عمله، ثم لم يجد رزقًا في مكان آخر، ألا تجدين أن الضغوط ستكون عليه أكبر، وأنها ربما تدفعه إلى ممارسة المعصية مرة أخرى إذا وجدها طريقًا للحصول على المال أو تحقيق بعض المكاسب؟ من أين يأكل هذا المسكين؟ لا مال ولا زواج؟ هو ليس مجبرًا شرعًا على أن يترك عمله فما ينبغي لنا أن نضيق عليه. يكفيه الآن أن يفارق المكان الذي كان يمارس فيه المعصية، ويبتعد عن رؤية ذلك الشاب السيئ، ونسأل الله تعالى له أن يثبته على طاعته، وييسير له رزقًا وعملًا مريحًا، فالرزق الحلال لا يأتي إلا بشق الأنفس هذه الأيام...
شكرًا على نصائحك له بمراقبة الله تعالى، فهو شيء مهم وأساسي في توبته، وبانتظار مشاركات أخرى منك.