السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أرجو من الدكتور وائل أبو هندي أن يشارك في الرد على استشارتي، جزاه الله كل خير، بداية جزاكم الله عنا خير الجزاء وجعل ما تقدمونه في هذا الموقع الرائع في ميزان حسناتكم إن شاء الله.
قرأت كثيرا وبحثت كثيرا في مجانين وفي موقع إسلام أون لاين, فكلما قرأت عن مشكلة ما وما يناسبها من مصطلحات طبنفسية قلت لنفسي هذه هي مشكلتي وكلما تعمقت في البحث يتبين أن لدي مشكلة أخرى حتى عدت لا أستطيع أن أحدد أين تكمن المشكلة, فها أنا أرسل لكم لعل الله يكتب على أيديكم حلا لمشكلتي وانتهاءها بإذن الله, فأتمنى ألا تكتفوا بتحويلي لروابط تخص مشاكل أخرى فقد قرأت الكثير حتى تعبت.
وعذرا مقدما للإطالة وعدم الترتيب والتنظيم (الصحيح) في سرد المشكلة, للعلم أرسلت من قبل لإسلام أون لاين, ولكن قدر الله أن يتم السطو على الموقع بالتالي عدم الإجابة على استشارتي, خلوا بالكم من الموقع فقد أرسلت إليكم استشارتي :) هههههه
- منذ الصف الأول وحتى الصف العاشر: كنت طالبا من الأوائل على المدرسة, المدلل من العائلة كلها فأنا أصغر إخوتي:), لكن مشكلة الرهاب الاجتماعي كانت تزداد تدريجيا إلى الآن, وشخصيتي ضعيفة, تعودت أن أستيقظ ما بين الساعة الثامنة والعاشرة صباحا, حيث كان دوام المدرسة مسائيا يبدأ حوالي الساعة 11:30 ظهرا.
- انتقلت إلى المدرسة الثانوية في بلدة مجاورة: حيث كان الدوام صباحيا, فكنت أضطر للاستيقاظ حوالي الساعة السادسة (ذكرت أوقات الدوام لأذكر أن نظام نومي قد ارتبك حيث كنت أذهب للمدرسة صباحا نصف مستيقظ وعندما أعود أكمل نومي), هنا بقي لي سنتان من الدراسة: أول ثانوي +توجيهي, في سنة الأول ثانوي أهملت الدراسة تماما حيث كان قد رسخ عند معظم الطلبة أن هذه السنة سنة راحة والتعب يكون في التوجيهي (السنة المصيرية) فأمضيتها في الخروج من المنزل والتنزه, حيث بدأت بالخروج أول مرة منذ بداية الصف العاشر أما قبل ذلك لم أكن أخرج نهائيا, أقبل التوجيهي ولم أعد أستطيع الدراسة كسابق عهدي, حيث أني تعودت أن أحفظ وأنا أمشي في الغرفة وأحيانا وأنا جالس أما في التوجيهي لم أعد أستطيع التركيز نهائيا فكان تفكيري دائم التشتت, بمجرد أن أبدأ في حفظ أول فقرة من أحد الدروس أبدأ في التفكير في أي شيء أتكلم مع نفسي وأحلم ثم أعود لأحفظ ثم أفكر وأحلم ثم لأحفظ وهكذا, في هذه الحالة أستطيع أن أبقى نشيطا مدة من الزمن ولكن من غير تركيز على المذاكرة حتى أمل ويصيبني الإحباط لعدم القدرة على الحفظ فأذهب للنوم.
أما عندما أجلس لأذاكر مواد غير الحفظ فبعد أن أبدأ بحوالي ربع ساعة يصيبني إرهاق, نعاس وتثاؤب شديدين حتى أذرف الدموع بشكل غزير لا أستطيع معه رؤية الكتاب جيدا فأبدأ أحملق من أجل المتابعة ولكن أبدأ أشعر بأن رأسي أصبح ثقيلا جدا وكبيرا وأحس أن الدنيا تدور بي, صحيح أني لا أتناول الطعام كثيرا فأنا منذ كنت طفلا وأنا هكذا أي ما أريد قوله أن ذلك لم يكن هو السبب, ولكن كنت وما أزال على يقين بأن السبب أو على الأقل جزء من السبب كان العين والحسد من قبل قريباتنا, ولولا رحمة الله بي بأن بعث مديرا لقاعات الامتحانات من نفس منطقتنا والمراقبون كذلك كانوا متساهلين معنا بشكل كبير في الغش لكنت تأخرت كثيرا.
إذن مشكلتي الأولى والرئيسية حتى الآن هي أحلام اليقظة أو الحديث مع النفس في معظم وقتي ويعيقني عن دراستي, حتى أن ابن عمي (الوحيد الذي كنت أخرج معه طيلة الوقت) قال لي مرة أن تفكيري جهنميا (خياليا) من كثرة التفكير فأفكر بأي شيء لا يخطر على بال أحد. حتى أني تكلمت معك يا دكتور وائل والتقيت بك وأنك أعجبت بي...... طبعا في أحلامي :) هههههه.
- سافرت لدراسة الطب في إحدى الدول الأوروبية بدأت اللغة ودخلت السنة التحضيرية (توجيهي) ولكن كما قلت من قبل: مشكلة الرهاب الاجتماعي كانت تزداد شيئا فشيئا حتى أصبت بالقولون العصبي حيث أصبح يصدر أصوات طبطبة وتشبه صوت خروج الريح ومستمرة أي تصدر ثم تنقطع ثم تعود وهكذا, وذلك بمجرد أن يكون حولي أناس ولو ليس على مقربة مني في المواصلات العامة مثلا ولكن خاصة إذا اجتمعت مع أناس وكانوا قريبين مني مثلا في المسجد وخاصة صلاة الجمعة وهذا يحرجني جدا, والآن أيضا أصبح الصوت يصدر حتى وأنا وحدي بسبب الغازات.
كان رهابي من كلا الجنسين ولكن خاصة من الإناث, حيث أن كثيرات ينظرن إلي وبعضهن يحملقن أيضا, وذلك لأني ربما جميل بعض الشيء (ولا أزكي نفسي) لكن هذه هي الحقيقة حتى أصبحت أكره أن ينظر إلي إنسان وخاصة أنثى, فأصبحت أيضا أهتم بمظهري كثيرا بسبب ذلك.
رهابي والقولون كانا يمنعاني من الذهاب إلى المكتبة لكي أدرس فهناك ربما أستطيع أن أغصب نفسي قليلا على الدراسة. لا أستطيع أن أتكلم كباقي الطلاب وذلك منذ كنت صغيرا ولا أحسن الحديث وكلامي سريع قليلا ما يجعلني أخفض صوتي كي لا يسمعني من هم بقربي خاصة إذا كنّ بنات, دائما صامت لا أتكلم البتة.
- ما زال نظام نومي مضطرب, فأحتاج يوميا 10 ساعات من النوم: فأنام حوالي الساعة 12 ليلا, وأحيانا أستيقظ لبرهة في الليل, ثم أستيقظ قبيل الفجر فأصلي ثم بعد ذلك أحاول أن أنام ولكن هيهات أن يسمح لي التفكير وأحلام اليقظة لساعتين على الأقل, حتى يغلبني النعاس فأنام ساعة أو نصف ساعة ثم أضطر للاستيقاظ لتجهيز نفسي للخروج للدوام, فأبدأ يومي نعسانا حتى إذا عدت بعد الظهيرة أو عند العصر أعود للنوم لساعتين. فكنت متعودا من قبل أن أسافر أن أبقى نائما فترة الصباح كاملة.
- أحتاج دائما مدة ساعة لتجهيز نفسي للخروج من المنزل, خاصة صباحا فأطيل المكوث في الحمام لسببين أولهما أحاول أن أخرج شيئا وذلك لكي يرتاح القولون من الغازات ولكن صعب جدا, ثانيا بسبب البول حيث أن البول لا يخرج مرة واحدة إذ يبقى كثير من القطرات تخرج عند وقوفي فأنا أضغط على القضيب محاولا إخراج باقي البول وعند وقوفي ومن خلال ورق الحمام ومع الضغط حتى أتأكد أنه لم يعد هناك بول ليخرج, ولعدم خروج براز (أعزكم الله) من أول مرة وبعد تناولي للإفطار ربما أحتاج ثانية لدخول الحمام لشعوري أن البراز سوف يخرج.
بعد ذلك أحتاج وقتا قليلا لترتيب شعري فلا أخرج إلا وهو مرتب. مكثت سنتين ولم أفعل شيئا حيث لم أنجح (وقد ذكرت السبب أني لا أستطيع المذاكرة أبدا, طبعا رسبت في مادة اللغة أما باقي المواد العلمية فحصلت على درجة النجاح فقط) فاضطررت أن أعود لبلدي وها أنا هنا منذ سبعة أشهر ولكني عازم كل العزم على العودة ودراسة الطب إن شاء الله.
خلال فترة التوجيهي في الغربة رأيت فتاة من تلك البلد أصلها من بلادي كانت تدرس في التوجيهي ولكنها في الفصل الثاني وأنا في الأول, فقط لمحتها لمحا فأنا خجول جدا لا أنظر إلى وجوه الفتيات وهي الآن تأخذ معظم تفكيري وأحلامي, فأتمنى فعلا أن أتقدم لها وأعف نفسي, مع أني لست متأكدا من شكلها إلا أني أكاد أتأكد من أخلاقها ودينها من خلال حجابها وخاصة كونها مولودة هناك في ذلك البلد الأوروبي. ما رأيكم هل الزواج والدراسة خاصة الطب يمكن أن يلتقيا مع العلم أن الفتاة تدرس طب أسنان أيضا الآن وهي أصغر مني بسنتين؟
- الوسواس القهري: من ناحية الطهارة كما ذكرت سابقا عند التبول والغازات بسبب القولون, ما يزعجني أيضا هو التجشؤ خروج الهواء من الفم وذلك بمجرد أن أشرب ماء وأثناء تناول الطعام يخرج كثيرا وليس لمرة واحدة. ملاحظة عندما أستيقظ دائما يكون حلقي ساخنا جدا وحامضا. أما في الصلاة فلا أصلي صلاة خاشعة أبدا بل يتشتت تفكيري أثناء الصلاة وكثيرا ما أنسى فمثلا وهذا من جديد أقرأ الفاتحة وما أن أباشر بسورة قصيرة أنسى هل قرأت الفاتحة أم لا هذه الحالة ليست دائما ولكنها جديدة, أكثر النسيان عندي في عدد الركعات. أيضا خارج أوقات الصلاة إذا علقت أنشودة ربما في رأسي فأظل أكررها كثيرا. أيضا ومن كثرة قراءتي لهذه المواضيع, وجدت أن لدي اكتئاب؛
أما عن الأعراض التي أجدها عندي هي: نقلت بعضا منها من إحدى كتاباتك مع بعض التعديل بما يناسبني
- سرعة الإحساس بالتعب أو زيادة الإحساس بالتعب بعد مجهود بسيط
- ضعف التركيز، واللامبالاة: هنا اللامبالاة التي أحس فيها هي أني لا أشعر عند تأدية أي امتحان بما يشعره الآخرون أو كما كنت أشعر به في أيام المدرسة الإعدادية أي ببعض الخوف وهل سوف أرسب أو أنجح ومن هذا القبيل.
- اضطراب النوم، اضطراب الشهية للأكل فأنا لا أحب الأكل وأغصب نفسي على الأكل وخاصة الفطور،
- سقوط الشعر، ضيق النفس (هذه تحدث معي منذ كنت صغيرا وخاصة بعد القيام بجهد ولا أعتقد أنها عرض نفسي ولدي جيوب أنفية)، إضافة إلى اضطرابات الجهاز الهضمي المختلفة
أذكر لك قليلا عن الحياة داخل جو الأسرة: والدي عمره 86 سنة ووالدتي 69 سنة أطال الله في عمرهما ورزقنا برهما, أعتقد أني ورثت كل مشاكلي عن والدي حيث أنه يعاني من الحديث مع النفس هذا حسب فهمي فهو لم يذهب إلى طبيب نفسي ولا أنا ولكنه كما نراه يحرك يديه وشفتيه عند الحديث مع النفس, والوسواس القهري فهو شكاك كثيرا يشك بكل امرأة على أنها غير شريفة فأمي تعاني منه منذ زمن بعيد ولكنها المسكينة صابرة من أجلنا, مع أنه ليس لديه رهاب اجتماعي أو اكتئاب, أصيب بجلطة دماغية منذ سنة تقريبا وهو الآن لا يتذكر إلا حين نذكره بنا ولكنه لا ينسى أبدا اسم أمي حيث ينادي عليها ليلا نهارا, أكثر شيء يحبه الجنس فهو الآن يقوم بالعادة السرية أمامنا.
وللأسف قد ورثت عنه كثيرا لديه ضعف في السمع والبصر وآلام في الظهر والكتف الأيسر ومفاصل الركبتين وقد ورثتها كلها عنه. وصراحة أخاف أن أصبح مثله في المستقبل من ناحية ولعه بالجنس وخاصة ممارسة العادة السرية في الكبر مثله فأنا للأسف أمارسها مرة في الأسبوع وشكه بالنساء أيضا, أنا وإخوتي لا نتحدث مع بعضنا كباقي الناس, ما أريد قوله أننا لا نتحدث مع بعضنا كما نتحدث مع أصدقائنا, إلا أننا والحمد لله نحب بعضنا كثيرا, إخوتي ليس لديهم مشاكل نفسية تعيق حياتهم, إلا أني أعتقد ولست متأكدا أن لديهم بعض الاضطرابات فمثلا تنظيف الحلق التنحنح وهذا أيضا عندي: يدل على وجود شيء كما قرأت هنا ولكن نسيت ما هو بالضبط. طبعا تزداد الأحلام عندي حينما أكون وحدي أما إذا كان حولي أحد فإني أحلم أيضا ولكن من غير أن يلحظ أحد ذلك وليست بنفس الشدة حينما أكون وحدي.
في الأجواء العائلية أكون وحدي لأني لا أحب الجلوس أمام التلفاز. أيضا لا أستطيع التركيز على حديث الآخرين فيتكلمون وهم بقربي ولكني لا أفهم عن ماذا يتكلمون خاصة إذا كان هناك صوت تلفاز أو أطفال يشتت سمعي فكما قلت لدي ضعف بسيط في السمع.
تذكرت الآن أيضا أن يداي دائما ما تنتفخ الشرايين فيهما ولا أعرف السبب فأحركهما وأغير وضعيتهما حتى تعودان لطبيعتهما. وأيضا خلال النوم وعندما أستيقظ أجد نفسي أطبق على أسناني بشكل زائد وهذا ما يحدث أيضا عندما أكون متوترا بسبب اجتماعي بالناس.
أيضا دائما ما يحدث عندي انتصاب بمجرد أن أفكر بفتاة أحلامي (مجرد تفكير كأننا نتحدث مع بعضنا مثلا) أو بمجرد أن أقرأ أي شيء يتعلق بالجنس وأنا لا أقرأ شيء يخص الجنس إلا على موقعكم وموقع إسلام أون لاين للتعلم والتفقه, عند الاستيقاظ يوميا الذكر منتصب لا أذكر أني استيقظت مرة وهو غير منتصب.
من ناحية الدين أنا التزمت بالصلاة والصوم في سن العشرين أي قبل أن أسافر أول مرة وهذا كان سبب التزامي السفر حيث هناك الفتن الكثيرة. لا أعرف إذا كان هناك المزيد مما أريد قوله ولكني أتمنى أن أجد عندكم الحل فأنا لا أنوي الذهاب إلى طبيب نفسي وخاصة أني على وشك السفر وهناك لا أعرف طبيبا مسلما موثوقا, أتمنى أن تصفوا لي دواء (ماسا, ماس.... أي شيء) لعله يساعدني في الخلاص من التفكير والأحلام واضطراب النوم خاصة فترة ما بعد الفجر التي أتمنى أن أنام خلالها, مع العلم أني أحب أن أنام فترة الصباح وهذا ما يذهب يومي سدى من غير نفع.
وربما تساعدونني بأن تصفوا أيضا دواء لأبي فهو الآن كما قلت لا يتذكر وما زال موسوسا وشكاكا ويتكلم مع نفسه كثيرا. عذرا مرة أخرى على الإطالة وعدم التنظيم وبارك الله فيكم جميعا وفي انتظار ردكم على أحر من الجمر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* وبتاريخ 5/5/2010 أرسل "ب" يقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
الأعزاء المستشارين بارك الله في مجهودكم
أرسل فقط للتذكير باستشارتي (أحلام يقظة أم وسواس قهري أم اكتئاب أم كلها مجتمعة؟) وليس لعدم صبري على الانتظار, والتي لم يصلني رد عليها بعد, خفت أن تكون قد سقطت سهوا بين الأوراق.
فقط... وصلني إيميل منكم يحتوي على دعوة للمشاركة على الفيس بوك والذي قد اشتركت به في الماضي ولكن لم يعجبني ولا أريد الخوض فيه لما فيه من فتن فقد ألغيت اشتراكي فيه مباشرة بعد اشتراكي بأيام قليلة.
شاكرا لكم جهودكم وبارك الله فيكم وسدد خطاكم وأعانكم على قول الحق إنه سميع مجيب الدعاء.
وبانتظار ردكم والسلام عليكم
ابنكم
* وبتاريخ 2/6/2010 أرسل "ب" يقول:
السلام عليكم دكتور وائل؛
أتمنى أن تصلتك رسالتي وأنت بألف خير, أرجوك يا دكتور أن تسامحني ولكني بحاجة لرد منك سريعا، فأنا كما قلت في مشاركتي التي نسيت متى أرسلتها (أحلام يقظة أم وسواس قهري أم اكتئاب أم كلها مجتمعة؟) أني سوف أسافر للدراسة وهذا سيكون في شهر 8 المقبل إن شاء الله إذا ربنا يسر أموري، وأحتاج أن أدرس خلال هذه المدة المتبقية ولكني لا أستطيع أحتاج للمساعدة فأرجوك أن تعطي مشاركتي اهتماما صغيرا منك يا دكتور أرجوك, والله كل يوم وأنا أنتظر بفارغ الصبر، وأضيع وقتي بغير فائدة وفي النوم لمدة 10 ساعات كل يوم على الأقل.
شكرا لك يا دكتور وربنا يكون معك.
ابنك "ب"
23/04/2010
رد المستشار
الابن العزيز "ب" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، مبدئيا نحن مطمئنون على مجانين لأننا أصحابه بينما إسلام أون لاين لم يسطُ عليه أحد وإنما عاد لأصحابه لا أكثر بغض النظر عن التفاصيل والمسألة ليست أكثر من صاحب كيان نقل الكيان من بلد إلى بلد لأن البلد الأول فاحت رائحة الفساد في كل شيء فيه فقرر صاحب الكيان نقله إلى بلد المنشأ والتمويل فقط لا غير يا "ب"، المسألة ليست أكثر من استغناء عن خدمات المصريين بعدما هوت بهم بلدهم إلى أدنى درجات الانحطاط، وأصابتهم لعنة الانتماء لمصر في هذه السنوات ولا حول ولا قوة بالله.
قرأت إفادتك عدة مرات واستغربت جدا قولك أنك قرأت لي كثيرا هنا على مجانين وهناك على مشاكل وحلول ثم تطلب مني ما تعرف أني لم أفعله ولم أوافق على فعله لأنني لا أستطيع تحمل مسئولية وصف عقاقير دوائية لمريض لم أره... فما يمكن فعله عبر الإنترنت هو نوع من العلاج المعرفي السلوكي ولكن ليس وصف عقاقير لأن قوانين الممارسة الطبية كما أفهمها لا تجيز ذلك حتى وإن فعله أو تورط فيه بعض الزملاء.... فأنا رغم حدسي واقتناعي بأنك ستستفيد من أحد عقاقير الم.ا.س.ا إلا أنني لا أستطيع تخمين أيهم الأصلح لك دون مقابلة إكلينيكية.
أحلام اليقظة المرضية كما ذكرنا كثيرا من قبل تقع في مكان ما بين الوسواس القهري والفصام وهي في حالتك تبدو أقرب للوسواس خاصة وقد ذكرت وجود شكل من أشكال اضطراب العرات Tic Disorder فيك وفي بعض أفراد أسرتك، وهذا الاضطراب هو أحد اضطرابات نطاق الوسواس القهري.... إضافة إلى وجود أعراض وسواس قهري واضحة أيضًا.... مثل تكرار الوضوء والمبالغة في الاستنجاء والتكرار والنسيان في الصلاة إلخ.
وأما أعراض الرهاب الاجتماعي فهي جزء من أعراضك العصابية بشكل عام وليست أعراض الرهاب الاجتماعي لديك مجرد الأعراض التقليدية فإضافة إلى صورة الرهاب الاجتماعي الغربية فإن أعراضك تقترب في مغزاها نوعا ما من واحدٍ من أشكال الرهاب الاجتماعي يظهر في الدول الشرقية وقد وصفه اليابانيون وسَمَّوْهُ تاجين كيوفوشو Taijin Kyofusho ونرى فيه اهتمام وانشغال المريض لا بكيف يقيمه الآخرون وإنما بكيف يزعج وجوده الآخرين ففي الرهاب الاجتماعي في صورته الغربية ينشغل المريض بتقييم الناس له ولأدائه الاجتماعي فقد يصمت وقد يتلعثم وقد يرتعد أو يضطرب بشكل أو بآخر فينتج عن ذلك انتقاد الآخرين له أو سخريتهم أو انتقاصهم لقدره بشكل أو بآخر، وبحيث أن تقييم المجتمع للفرد هو المحور، وأما مريض الرهاب الاجتماعي في صورته الشرقية فيهتم بكيف ينزعج الآخرون بسبب وجوده ويشعر بالذنب لأنه يسبب عبئا على المجتمع ويؤدي ذلك إلى انعزاله عن الناس ما استطاع ذلك وبحيث تكون إساءة الفرد للمجتمع هي المحور.
وأنت تعاني من بعض أعراض الرهاب الاجتماعي التقليدي (تشير إليها بمشكلة الرهاب) مختلطة مع أعراض ذلك الشكل الشرقي المتمثلة في مشكلة أصوات البطن والغازات (وتشير إليها بأعراض القولون العصبي) حيث يزعجك أن تكون قريبا من الناس، وأخمن أن السبب ليس فقط خوفك من تقييمهم السلبي وإنما أيضًا من أن يضايقهم وجودك بسبب اضطرابات القولون.
وجود بعض الأعراض الاكتئابية في حالتك متوقع ويكاد يعتبر نتيجة طبيعية لنوعية الأعراض التي تفرضها عليك عصابيتك، كذلك من الطبيعي جدا في مثل سنك أن تجد انتصابا في الصباح ولا داعي للقلق بهذا الشأن يا "ب"... وبالنسبة للزواج أثناء دراسة الطب وهل هو مناسب أو لا فهذه مسألة شخصية تماما وتختلف من شخص لشخص وربما يستطيع معالجك أن يقيم هذا الأمر أفضل مني.....
كذلك يعتبر النوم جزءًا من المذاكرة إذا قسمت ساعات اليوم بين المذاكرة والنوم وسبب ذلك أن المخ البشري يقوم أثناء النوم بترتيب وتبويب محتويات الذاكرة وتثبيتها، المهم ليس أن تحرم نفسك من النوم أو تقلل من ساعاته وإنما المهم هو أن تستغل ساعات الصحو جيدا بالبقاء في وضع المذاكرة والتقليل من الطقوس البلهاء التي تغرق فيها حياتك يا "ب".
وفي النهاية يؤسفني أنني لا أستطيع كتابة عقاقير عبر الإنترنت لا لك ولا لوالدك شفاكما الله، ولا أن أقدم لك أكثر من النصيحة بأن تسارع بزيارة الطبيب النفساني وأن تستمر في قراءة المتاح وما يضاف إليه يوميا على مجانين وهو ما يمثل شكلا من أشكال التغذية المعرفية، وأما ما سأضيفه من ارتباطات فلغيرك من القراء:
أحلام اليقظة: استجابات بديلة للواقع
بين أحلام اليقظة والواقع كيف أعيش؟!
من الوسواس إلى الرهاب إلى العرات: ربما؟ متابعة2
هل أحلام اليقظة تتعب الدماغ؟
الرهاب الاجتماعي حلقات الإدامة والعلاج
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بأخبارك.