أريد حلا واقعيا للحياة الطبيعية لأنني إنسان
أستحلفكم بالله أن يرد على سؤالي الدكتور وائل أبو هندي والدكتور محمد شريف سالم لأنني أقرأ لحضراتهم وأرجو من الله العلي القدير أن تلبوا طلبي لا أعلم كيف أبدأ، وكيف أشرح لكم مشكلتي بل مصيبتي وابتلائي العظيم الذي حرمني الحياة السعيدة وسلب مني أن أكون إنسانا أو إنسانة طبيعية، أرجوك أن تتفهمني وأن تتمعن بكل كلمة من كلماتي حتى وإن مرت عليك حالات كحالتي، وأن ترد علي وتتوسع لأنني متعطش لكل كلمة منك ومتلهف لإيجاد حل لهذا الداء الذي أرهقني وعذبني وجعلني بدوامة من المتاعب النفسية والاجتماعية.
كطفل مسكين وبريء عندما كنت صغيرا كان عندي أخ كبير وأختان أكبر مني وأظن بجيل 4 سنوات أو 3 أصبح عندي أخت أصغر مني وبعدها بعدة سنوات أيضا ولدت أخت أخرى وبعمر 9 سنوات أخ جديد. بعمر صغير كنت أفضل اللعب مع أخواتي وكنت ألعب بألعاب البنات وأذكر جيدا موقف أنني طلبت مرة وبشدة عندما كنت طفلا أن يشتري لي أبي دمية بنات، لا أذكر كثيرا هذه الفترة لكن ما كان يميزها أنني كنت مختلفا، لم أحب ألعاب الأولاد مثل ألعاب القوة أو لعب كرة القدم بحياتي، كنت ألعب مع أخواتي ومتعلق بأختي التي تكبرني بحوالي 3 سنوات، علاقتي بأمي لا أذكرها جيدا، علاقتي بأبي أنه لم يكن يجلس معي كثيرا أو يحدثني، كان يعمل ومشغولا مع أصحابه، لا أذكر أنه كان يهتم بي كثيرا، صحيح كان يشتري لي ما أطلبه، ولكن لم يكن تواصلا كافيا والله أعلم.
أذكر جيدا أنني عندما دخلت المدرسة الابتدائية، كنت أنظر إلى معلم متدرب دائما نظرات إعجاب ولم أكن أفهم شيء سوى أنه يعجبني ومرة انتبه هو ومرر يده على شعري ليلاطفني كطفل صغير وودود وأظهر حنانه لي.... بعدها أذكر أنني أعجبت بمعلم آخر وعندما كنت أعود للمنزل كنت ألعب بيني وبين نفسي أنني امرأة يعرفها هذا المعلم ويحاول التقرب منها، وأيضا كنت أرسم على الشجر شبيه بنطال رجل، كأن الشجرة هي رجل وكنت أحضنها وأتخيل أنها رجل يجلس وعضوه الذكري موجود تحت البنطال، ولكن لم أكن أعرف شيء عن الجنس ولا الانتصاب ولا شيء، مجرد كنت أحس بنشوة أن هذا ذكر وما إلى ذلك.
كنت غريبا دائما كنت أحب أن ألعب أنني عصفورة أو حمامة أنثى أو طير أنثى وأن عندي فراخ يجلسون تحتي وأنا أذهب وأحضر لهم الطعام. لم أتعرض بحياتي لتحرش جنسي أو اغتصاب، أحيانا كان أخي الكبير يضربني وعنيف معي، بالمدرسة كنت دائما من المتفوقين. عندما كبرت أكثر كان أحيانا الأولاد يسخرون مني لأنني هادئ وغير قوي مثلهم ويمكن لأنني مختلف عنهم.
أحلامي كانت مغايرة حيث كنت أحلم أنني أجلس عندما كنت صغيرا على رجلي رجل وأرى منطقة العضو الذكري طبعا بدون تعري، وبعدها كنت أرى أن الرجال أو الشباب يقبلونني أو ما إلى ذلك. مرة واحدة فقط حلمت أنني أركب على ظهر امرأة وبعدها ممكن بعدة سنوات رأيت منامات شبيهة مع نساء ولكن قليل جدا جدا جدا كلما كبرت أكثر أصبحت أنجذب جنسيا إلى الرجال، وأحب الشباب وأتخيل دائما أنني أقيم علاقة مع شباب، داخليا كنت أحب وأتعلق وأفكر وأعيش القصص ولكن بالواقع لم أمارس اللواط أبدا والحمد لله، عندما كنت أنام بجانب شخص من أقاربي كنت أحاول أن أقبله وهو نائم أو أضع يدي بداخل بنطاله.
كبرت وبحياتي لم أشته النساء ولا حتى بنسبة 1 بالمائة، أبدا لا أرغب أن أكون مع امرأة ولا يثيرني جسدها ولو كانت فاتنة وعارية تماما حتى اليوم، ما يثيرني هو الرجال وجمالهم وعندما أحب أحب الرجال، وعندما كانت أيا من أخواتي تخطب وتتزوج كنت أغار وأتمنى لو يطلبني رجل وأتزوجه.
دائما أشعر أنني لو كنت زوجة سوف أكون ناجحة وأنا أحب هذا الشيء، عندي أصدقاء لا يعرفون شيء من هذا الذي ذكرته لحضرتك، ولكن عندما كنت أتحدث مع أصدقائي ولو هاتفيا كنت داخليا أشعر كأنني بنت تتحدث مع رجل أصلا أنا والله لا أعرف كيف مفروض أن يكون الرجل تماما، مع أن الناس يعاملونني على هذا الأساس -بالرغم أنه أحيانا أتعرض لمضايقات بسبب نعومتي- لكنني أمثل الرجل، وبالمجتمع أصبحت لا أعرف كيف أتعامل، فعالم الرجال بعيد عني، ميولي الجنسية متجهة نحو الرجال، أنا مختلف عنهم كثيرا، لست قوي ككثيرين منهم ولا تستهويني أحاديثهم ولا ألعابهم ولا أغلب اهتماماتهم.
كثيرا ما أتركهم وأجلس مع النساء لأنني أنسجم معهم بسرعة، أنا شكلي شكل شاب جميل ومكتمل الذكورة وعندي انتصاب كامل وقذف، لكن استغفر الله العظيم أنا أستمني عندما أتخيل نفسي مع رجل. حياتي بصعوبة متزايدة، تركت العمل لأنني اجتماعيا صفر، ولا أعرف هل أتعامل كأنثى أم رجل، مع أنني لو حاولت تقليد الرجال لكنني غصب عني سأبقى قريب من النساء وهذا يسبب لي الحرج، لذلك أصبحت أعمل من البيت، تركت الجامعة عدة مرات، وأنا الآن بدون شهادة جامعية.
أنا مستغرب ومصدوم كيف جسدي لرجل وشهوتي مئة بالمائة أنثى، حاولت الانجذاب للنساء ولكن دون جدوى، وليس فقط شهوتي إنما أنا مغاير، أنا مختلف عن الرجال والمصيبة حتى الآن لا أعرف حقيقة والله كيف يجب أن يشعر الرجل أو أن يكون ما هو الحل؟؟؟
أنا أيضا إنسان.... أنا لست حجر أو جماد، أنا أيضا أكبر عمريا، وفاشل على الصعيد الاجتماعي والناس يطاردونني بفكرة الزواج وأنا لا أريد أن أظلم نفسي وأظلم غيري.... لا أستطيع الزواج ولا أريده بدون شهوة فكيف سأكون مع أنثى وأنا نفسيتي نفسية أنثى؟؟؟؟؟؟
أنا تعبان أو تعبانة ومحطمة نفسيا وعمري يمضي كيف أكمل حياتي بظل الاختلاف بين علماء النفس وعلماء الدين بماذا تنصحونني من خلال تجاربكم الطويلة مع هذه الحالات، ما هو الحل الواقعي الذي يضمن الحياة الطبيعية التي لا يستبد بها المرض؟؟؟؟ والحلال بنفس الوقت.
أرجوكم أن تفسروا لي الإجابة والنصيحة أقسم بالله أنني تعبان جدا جدا، أستحلفكم بالله أن لا تنشروا أي حرف من سؤالي أو إجاباتكم وأن تحافظوا على سريتي التامة
أرجوكم أرجوكم أن تعطوني الإيميل الشخصي للدكتور وائل أبو هندي تعبت وأنا أبحث عنه.
31/05/2012
رد المستشار
الأخ العزيز الأستاذ "تامر"، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
علاقتك بالوالد كانت طفيفة فهو لا يجلس معك كثيراً ولا يتحدث معك ولا يهتم بك، وقد جعلك هذا في احتياج لحنان الأب ومحبنة ورعايتة، ويبدو أن شخصية الوالد لم تكن تسمح بالاقتراب منه أو التماهي معه كرمز للذكورة والرجوله، وأيضاً أخيك الأكبر كان يضربك ويعنفك، لهذا بحثت خارج نطاق الأسرة عن صورة الأب "الرجل" الذي يحتويك بحنانه، إلا أن وقعت عيناك على المعلم في المرحلة الابتدائية فبدأت مشاعرك تتجه ناحيته وبعدها معلم آخر، وأصبحت خيالاتك تدور حول الرجال، ودائماً ما يبدأ الأمر كتعويض عن حب وحنان مفقودين في الأب الحقيقي ثم يمتزج ذلك الاحتياج بالرغبات الجنسية فيصبح ميلا جنسياً حقيقياً.
والطفل يكتسب االمعالم النفسية للرجولة من خلال توحده مع أبيه (كرمز للرجل)، فإذا فشلت هذه العمليه فإنه يشعر بنقص في درجة رجولته ويرى في الرجال الآخرين نموذجاً للرجولة الكاملة ويتجه نحوهم بحثاً عن الرعاية والحماية وتلبية الرغبات.
وحين يفتقد الشخص شحنة الرجولة في داخله فإنه لا يشعر بالميل نحو الأنثى وكأنه يفتقد الشحنات الموجبة التي تبحث عن مقابلها من الشحنات السالبة. ويضاف إلى ذلك علاقتك القوية بأختك التي تكبرك بثلاث سنوات، وهذا يجعلك تتوحد من خلالها بعالم النساء.
إذن دعنا نوصف الأمر بأنه انجذابك الشديد نحو الرجال وتخيلاتك الجنسية تجاههم يشكلان نوعاً من الميول الجنسية المثلية.
ويضاف إلى ذلك صراعاً بين تركيبتك الجسدية وتركيبتك النفسية، فأنت من الناحية الجسمانية رجل، ولاكن من الناحية النفسية تشعر بمشاعر الأ نثى وهذا ما يجعلك في صراع نفسي.
من كل ما سبق يتضح أنك في حاجة إلى مساعدة مهنيه متخصصة لكي تعبر هذه الأزمة المزدوجة (الجنسية المثلية-اضطراب الهويه)، وهذا يتم من خلال علاقة علاجية منضبطة بمعالج محترف يعيد توجيه الطاقة الجنسية ويصحح التشوهات النفسية والجنسية التي تراكمت عببر السنين وربما يتم إعادة تشكيل البنيان النفسي بتوحدات جديدة وسوية.
والعلاج يستدعي رغبة قوية في التغيير وأن يكون لديك دوافع واضحة وحقيقية لذلك التغيير وأن يكون لديك أيضاً الصبر على رحلة التغيير وأن تكون متأزماً من وضعك الحالي بما فيه الكفاية.
وإلى أن تدخل في رحلة العلاج فعليك أن تتوقف عن التخيلات المثلية خاصة قبل وأثناء ممارسة العادة السرية لأن تلك التخيلات تثبت الميول الجنسية المثلية خاصة حين تقترن بلذة القذف أثناء ممارسة العادة.
كما يتوجب عليك ممارسة الدور الرجولي في حياتكالعامة من حيث ممارسة عمل ورعاية آخرينيحتاجون لرعايتك والاعتماد على نفسك في كثير من أمورك. كما أن هناك تدريبات لتقوية الإحساس بذكورتك ورجولتك منها على سبيل المثال: الوقوف أمام المرآة وتأمل معالم الرجولة في جسدك وفي عضوك التناسلي، وأن تشعر بالفخر والسعادة حين تراه منتصباً وقوياً.
ولمزيد من التفاصيل أحيلك إلى الموضوعات التالية:
الجوع إلى الأبوة مفتاح الجنسية المثلية
الجنسية المثلية بين الوهم والتفاخر
برنامج علاجي لحالات الجنسية المثلية في المجتمعات العربية والإسلامية
التحول الجنسي بين الطب والدين
ولا أنصحك بالزواج الآن، وإن كان الزواج ممكناً بعد فترة معقولة من العلاج، وعتمد التوقيت على الاتفاق بينك وبين المعالج.
التعليق: لماذا لا يتم تلبية طلبات المستشير قبل الرد على استشارته
كطلبه أن يقوم شخص محدد بالرد على استشارته
أو أن لا تنشر استشارته ؟؟
سؤال يحيرني ؟؟؟