سيكوباث م
سيكوباث م1 .....أتقيأ بشدة لأني استمعت لنصيحتك
أنا سيدة لدي طفل وحيد وهو محور اهتمامي وكل حياتي إذ أربيه لوحدي ولا حاجة لي بأبيه, إنما شاءت إرادة الله أن يكون طفلا مريضا وأن لديه جدول من الجراحة لتحسين أوضاعه الطبية, سبق واستشرت بموقعكم الكريم وأكرمني بالرد الدكتور سداد وأخبرني بضرورة السماح لطليقي بمشاهدة الطفل فذلك من مصلحته ومن مصلحتي وكان لذلك أثراً إيجابيا في حياة طفلي إذ يعود سعيداً جداً من عند والده وهذا ما يقتلني؟
فترة غيابه وبقائه عند والده أشبه بفترة تقضيها في الجحيم أمضيها في ذهاب وإياب يقف الزمن عندي لمدة ساعتين؟ أحيانا أتشنج وأكثر الوقت قد أستفرغ وكنت تقول يا دكتور جواد أن الضمير هو لربما ما يقلقني لأن ضميري الميت عاد للحياة ويؤلمه عدم اكتراثي بأحقية طليقي بمشاهدة طفله الوحيد؟؟؟
صنفتني كسايكوباث وليس هذا مهم إنما أنا سعيدة بسعادة طفلي عندما يكون عند أبيه لكن لا أظن بأن ضميري سعيد وهو غائب عني, أنا في قمة التعاسة عندما يفارقني لربما ساعتين مدة طويلة جدا جدا؟ كنت قد أقدمت على نصيحتك فقط لتخفيف متاعبي لكنها الآن في زيادة وليس في نقصان.
أمر آخر رغم أني أقوم بكل أمور طفلي لوحدي, من تأمين مصاريفه وتأمين تكاليف علاجه واعتدت إدارة أمور حياتي لوحدي لكن مجرد اقتراب موعد عمليته التالية تنهار قواي وفي يوم العملية عندما يحضرونه للجراحة يأتيني ألم في معدتي أجزم بأنه كطعن بالسكين وأحس بتمزق جدران معدتي وأبدأ أستفرغ ولا يستقر شيء في معدتي أحيانا ينتهي الأمر بإغماء وتلك الحالة تقتلني وتحرجني فأنا أقوى من ذلك لكن حبي المريض لطفلي يضعفني ويكاد يقتلني؟ واستفساري أريد الحل؟
اقترب موعد جراحته وعلي الصمود وأفضل الموت على أن يظهر طليقي ويساعدني فأنا لا أطيق مجرد النظر إليه ولا أمتلك حتى لباقة في معاملته رغم معاملته اللطيفة لي؟
أريد حلا وسريعا إذا أمكن دون تطرق لموضوع سايكوباث؟
أنه مجرد ألم معدة وليست جريمة نازية ارتكبتها.
24/01/2013
رد المستشار
الخوف من النبذ Fear of Rejection
مناقشة عامة General Discussion :مشاركة الأب والأم في رعاية الطفل بعد الطلاق يولد الكثير من المشاكل، حتى وإن تم الانفصال بهدوء ودون مشاكل هذه الأزمة لا تختلف في إطارها ومحتواها في جميع المجتمعات والحضارات منذ قديم الزمن تولد الكثير من العواطف السلبية بعد الانفصال في داخل الرجل والمرأة، وحتى إن كان أحدهما يقر بحسن معاملة الطرف الآخر أثناء الحياة الزوجية يمكن حصر شعور الرجل والمرأة مقابل الطرف الآخر بمصطلح واحد فقط وهو الإحساس بالرفض أو النبذ Rejection .
الإحساس بالرفض أو النبذ يمتلئ بالألم، ويزداد حدة مع اتصال الطفل بالشريك الآخر لا توجد علاقة مباشرة أو طردية واضحة بين مدة الاتصال والشعور بالألم، وإن كانت هناك ملاحظة عامة بأن مدة الاتصال القصيرة مثل بضعة ساعات أسبوعيا تولد مشاعر أشد ألماً لعدة أسباب:1- فترة الاتصال القصيرة توجب على الطرف الآخر الإسراف في ترفيه الطفل وإرضائه، ويعود إلى الأم بعدها في قمة السعادة وهذا بدوره يقلقها.
2- ربما إن فترة الاتصال القصيرة تعكس أيضاً ظروف انفصال قاهرة.
الألم الذي تشعر به المرأة التي تتولى رعاية الطفل في مثل هذه الظروف يتضاعف مع إصابة الطفل بمرض مزمن أو ظروف صحية تتطلب تدخلاً جراحياً يمكن تشبيه فراق الأم لطفلها في هذه الحالة وهو في طريقه إلى صالة العمليات، بالفراق منه وهو في طريقه إلى أحضان والده كلاهما يبعث على الخوف من فراق أطول.
التوصيات Recommendations :1- في بداية الأمر دعواتي إلى الباري عز وجل بشفاء الطفل قريباً ليس هناك ما هو أشد ألماً من التفكير بأن الطفل في حاجة إلى عملية، صغيرة كانت أم كبيرة.
2- أشكرك كذلك على نجاحك في تقديم احتياجات طفلك على احتياجاتك الخاصة. ما يثبت ذلك أن الإطار السلبي التي حصرت فيه شخصيتك سابقاً ربما لا يتوازى مع شخصيتك الحقيقية وإنسانيتك.
3- ما يقلقك هو مرض الطفل وقرب التداخل الجراحي يحاول الإنسان أحياناً إزاحة هذا القلق والخوف إلى أمر أهون بكثير من الخوف على الطفل وحياته لا أظن بأنك غير قادرة على مواجهة والده مهما كانت الظروف، وإن حدث هذا اللقاء بينكما فسيتم بصورة حضارية
4- لم تتطرقي إلى طبيعة مرض الطفل والتدخل الجراحي حاولي أن تتكلمي مع فريقه المعالج والحصول على كافة المعلومات ومناقشتها معهم.
5- لدي ملاحظة على تحملك كافة الأعباء المادية المتعلقة برعاية الطفل لا بأس لو راجعت هذا الأمر وطلبت من والده تحمل جزء من الأعباء مهما كانت طبيعة الخلافات بينكما ولكن الأب لا بد من أن يتحمل جزء من الأعباء المادية.
6- لا أنصح بأي عقار فلدي كل الثقة بمقدرتك على تجاوز هذه الأزمة بالتركيز على صحة الطفل ورعايته.
7- نجحت سابقاً في تقديم احتياجات طفلك على احتياجاتك الخاصة، وستنجحين في هذا المرة أيضا.