سيكوبات
سايكوباث م
لست سايكوباثية، إلى الدكتور سداد، لقد ساءني ردك بطريقة أثارت في نفسي الغثيان، نعم سأقولها بكل جرأة اقشعر بدني لكلماتك وساءني أكثر الروابط التي ألحقت بالاستشارة، الفضل يعود لك بإبصاري بمدى بشاعتي وقسوتي واستخلصت بأني مجرد شخصية سوداوية مجردة من الحياة، معادية للبشر، ولربما مكانها الأفضل هناك بين الوحوش في الأدغال أو في القارات المتجمدة حيث تناسب الأجواء القاسية المتلبدة هناك،
نفسيتي المتجمدة وبرودة مشاعري الساكنة وتحاكي عقليتي المريضة ويرتاح المجتمع البريء من السيدة القادرة على ارتكاب الفظائع -فوجدت من تلك الروابط ما يغذي ذلك الشيطان القابع في داخلي - فشخصيتي قادرة على القتل، النهب، السطو المسلح، وكل آثام البشرية، وجدت نفسي قادرة على فعله -كأني شيطان-، أنا المعادية المجتمع، أنا المستهينة بالمجتمع، فليذهب المجتمع للجحيم.
لا أعلم لكني فضولي قادني للقراءة عنك -كونك رجل تعمل في عالم غربي، وأعتقد وهذا اعتقاد بأن ليس لديك في ثقافتك عقدة الرجل الشرقي- نعم عقدة الرجل الشرقي، إما أن تكوني زوجة أو لا تكوني، وإن اكتفيت بكونك أم بدون زوج أصبحت معادية للمجتمع، جمرة خبيثة تبثين سمومك في المجتمع، تناسيت أو أهملت بأن هناك من البشر من يفضلون العيش بطريقة معينة وحيدة لربما، لكن بكل المقاييس ناجحة وسعيدة.
أيجب أن تكون المرأة مخلوقا ضعيفا لا تتقن سوى الغزل والهوى، وألاعيب الحب، أيجب أن تكون مسحوقة تحت أقدام الرجل تبكي حبه وفقدانه وتنتحب لبعده ومن تخالف تلك المعادلة تعاني ويعاني المجتمع بأسره منها، لا يحب أحد المرأة القوية الغير قابلة للكسر وهذه أنا وسأبقى هكذا، لأنه ببساطة يعجبني وليس من الضروري العيش ضمن معايير المجتمع.
إنجابي لطفل ليس حاجة نرجسية أو تصرف أناني، لكن الأمومة هبة من الله لا يمكنني تفويتها واتبعت الطريق الذي يرضي الله، ولا يسيء لي وسأقولها صراحة تحملت قرف الزواج لوهلة قصيرة سعيا مني لإنجاب طفل، وهذه حقيقة لا تخجلني أبدا -رفضي للرجال لا يجعلني مريضة وعيشي ضمن معاييري الخاصة ليس معاديا لمجتمعك ولا عيبا-.
لا أحب أكون زوجة أحدهم كأني ملك لأحد -مجرد جارية- هذه مذلة تحدث للنساء وهن سعيدات بذلك وأنا أرفض أن يحبني أحدهم ويعشقني فقط لجمالي ومكوناتي كامرأة، مجرد أداة ليستمتع بها وصدق لست مجرد وجه جميل خلف ذلك الوجه يوجد الكثير والكثير، عندما أكون أما سيحبني ولدي من دون شروط وكلما كبرت كبر حبه لي وعندما أصل لنهاية الطريق ساجد ولدي بجانبي يقف معي لأني أمه كرست حياتي من أجله، فاحتفاظي بطفلي ومغالاتي في الحفاظ عليه لأنه قطعة مني ونما في أحشائي، وعزله عن أبيه ليتأثر فقط بي وليس برجل أو نصف رجل يبكي لفقدان امرأة وحتى لو كانت تلك المرأة أنا.
أريده أن يتشرب أفكاري ويستنسخ من حياتي وينهل ويتعلم مني ويستمد القوة من قوتي، وكثيرة الأمثلة الناجحة لأطفال ترعرعوا في بيوتهم وفي كنف أمهاتهم دون تأثير آبائهم، لا أعتقد بأنك تتفهم حقيقة الأمومة، لا أعتقد بأنك تدرك قداسة رابط الأمومة وسموه ونبله، ولا تدرك حجم العطاء والتضحيات التي تبذلها الأمهات لأنك بكل بساطة رجل.
حلل كلامي كما تريد فأنا بنظرك هتلر أو موسيليني. بكل الأحوال -أقتبس من كلامك- رغم كل البرودة والقسوة التي تحملينها فإن الشعور بالذنب جزء لا يتجزأ من الضمير الحي وهذا ما حدث لك -صدق أو لا تصدق لدي ضمير وهو حي ولكني امرأة أفكر بعقلي فقط وليس لقلبي مكان في حياتي إلا لطفلي الوحيد، وتوقعاتك بجملة من الأمراض والوساوس التي ستنهال علي من كل مكان، وتدهور معنوي خطير سيحدث في لحظة ما، اسمح لي بأن أقول بأنها غير صحيحة، ولن ينتهي بي الحال بتناول عقاقير سحرية لتحسن من حالة أنت تفترضها.
مجرد تلبية طموحي في الأمومة وتفردي بتربية طفلي -ليست نرجسية ولا شخصية حدية ولا ثنائية القطب ولا حتى رباعية- تفترض بأن ما أفعله سيرتد علي يوما ما كأن هذا هو العدل -صدق عدالة السماء لن تسمح بذلك لأني أعتقد بأن السماء راضية عني تماما، تينا تيرنر أساء زوجها معاملتها بطريقة مهينة لذا وضعت الحب حب الرجال كدرجة ثانية- موقف نتيجة لسوء معاملة لسيدة بقوتها، لكني قصتي تختلف فلم يسيء أحد معاملتي وخاصة طليقي، ولكني أنا من أسأت معاملته وبل يسعدني جدا جدا أن لا أكون ضحية أحد. وسعيدة جدا بأن أكون من يهجر ومن يفطر قلوب الآخرين وصدق لدي الكثير من القصص الموجعة لمغفلين حاولوا الاقتراب من شباك السيدة المعادية للمجتمع كما تدعي.
احتفظوا لأنفسكم بأكذوبة الحب ومارسوا التدليس على أنفسكم، فليس لدي أي تعريف للحب، حب ينتهي لممارسات مقززة، ليس في طبك أيها الطبيب تفسير سليم ومقنع لسيدة تعيش بمقاييسي. وأنهي كلامي بأن التوفيق من عند الله ولست بحاجة للتطور والتغيير حتى لو كنت في نظرك نازية معادية للمجتمع.
10/05/2012
رد المستشار
الأخت العزيزة، أشكرك لاستعمالك الموقع مرة ثانية.
قال كرم الله وجهه: لا تظنن في كلمة خرجت من أحد سوءاً، وأنت تجد لها في الخير محتملا.
ليس هناك حرج في ردك على جوابي فالجميع يواجه مراراً وتكراراً ما نسميه بالجرح النرجسي Narcissistic Injury. تفاعل الإنسان لمثل هذا الجرح يتفاوت ما بين إنسان وآخر والغضب الذي في رسالتك يعرفه الجميع من لهم ثقافة نفسية أو غيرها بالغضب النرجسي Narcissistic Rage بصراحة إن رد الفعل الأخير يعكس تلك العقدة التي تلازمك والتي تطرقت إليها في ردي الأول، بل وحتى يثبت ما توصلت به من رأي.
التفكير والعاطفة مصدرها واحد وهو دماغ الإنسان. كلاهما يتم خزنه كذكريات في وسط الفص الصدغي من الدماغ، وكل فكرة يتم خزنها مع أبعاد عاطفية. إذا كانت الأفكار التي تتكلمين عنها ذات أبعاد خالية من الحب فهذا لا يعني أبداً أنك تفكرين بعقلك فقط وإنما أفكارك أبعادها العاطفية تحمل الكراهية.
أقدر حبك وحرصك على طفلك ولكن الأمومة الصادقة تتطلب كذلك أن تسألي الطفل إن كان يود العيش دون الاتصال بوالده؟.حيث أمارس المهنة بالغرب هناك حق قانوني وأخلاقي لكل أم أو أب الاتصال بطفلها، وليس هناك طفل لم يسأله أحد إن كان يريد الاتصال والتعرف على والده. بما أنك تقدسين الأمومة فبلا شك ستسألين طفلك هذا السؤال عاجلاً أم آجلاً احتراماً له. هذا حق من حقوقه البشرية فلا تحرميه منه.
تتحدثين أن هناك الكثير الأطفال ترعرعوا في أحضان أمهاتهم فقط وهذا صحيح ولكن القاعدة العامة بأن للأب دوره كذلك في تربية الطفل وتعلق الطفل بالأم لا يختلف كثيراً عن تعلقه بالأب وكلاهما يلعب دوره في التربية. إن ظاهرة الأب الغائب Absent Father لها مضاعفات سلبية على الإنسان مع العمر.
إن تعلق الطفل بالأب وبالأم يساعده على استعمال مفهوم التعقل في العلاقات مع بقية الناس من حوله.
تطرقت في حديثك قائلة: "عندما أكون أما سيحبني ولدي من دون شروط وكلما كبرت كبر حبه لي وعندما أصل لنهاية الطريق سأجد ولدي بجانبي يقف معي لأني أمه كرست حياتي من أجله -فاحتفاظي بطفلي ومغالاتي في الحفاظ عليه لأنه قطعة مني ونما في أحشائي- وعزله عن أبيه ليتأثر فقط بي وليس برجل أو نصف رجل يبكي".
هذا الكلام فيه تناقض كبير مع منطق الأمومة الذي تتطرقين إليه. هذا الكلام يجب أن لا تقوله الأم عن حب ابنها لها وإنما هي قاعدة علمية لحب الأم لابنها، ولم أسمع هذا الكلام من أم قبل قراءة رسالتك هذه. إن القاعدة الرئيسية للأمومة هي قبول الأم أو حبها لطفلها بدون شروط Unconditional Acceptance وليس هناك أم تتوقع أن يقبلها الابن مستقبلاً بدون شروط وإنما عليها أن تتجاوز هذه المرحلة فطفل اليوم غير رجل المستقبل. لقد وضعت شرط الحرمان من الأب لعلاقتك مع طفلك وهذا يتناقض مع مفهوم الأمومة في جميع المجتمعات وبلا خلاف.
ليس هناك من يفتخر بمعاملة سيئة لإنسان آخر بل ولأي مخلوق حي. وفيه الكثير من التناقض مع استعمالك لمصطلحات دينية ونعمة لله في غرس غريزة الأمومة فيك واتباعك طريق الله. إن هذا التناقض في كلامك وإرضاء الله باستعمال طريقة شرعية لإرضاء هذه الغريزة يتعارض مع القواعد البشرية أو الإنسانية لكافة البشر بعيداً عن انتمائهم الديني أو الروحي.
كلامك عن المجتمع الشرقي وعلاقة الرجل بالمرأة لا يخلو من المبالغة. رغم أني أعيش في الغرب ولكن اتصالي بالعالم الشرقي لا يزال موجوداً والعلاقات بين الرجل والمرأة معظمها صحية لا تختلف عند الكثير عن تلك التي أراها في الغرب. ربما تختلف العلاقة بين الرجل والمرأة في محتواها ولكن إطارها هو الحب والاحترام والمساواة عند الغالبية العظمى. بالطبع لا يعني هذا بأن ليس هناك القبيح من الممارسات الذكورية نحو الإناث ولكن المجتمعات تتغير.
قد تكون هناك دعوات لغلاة عن التنظيم الأخلاقي للمجتمع فيما يتعلق بعلاقة الرجل بالمرأة في الشرق ولكن هذه البرامج لها تأثيرها المعاكس على أفراد المجتمع وتكون نتائجها في الاتجاه المعاكس دوماً. هذا ما حدث في عصر النهضة في أوربا في منتصف القرن الثامن عشر وهذا ما سيحدث في الوطن العربي.
أشكرك ثانية على رسالتك وعسى أن تعيدي قراءة ما كتبته في الرد الأول حيث تأكدت الآن من صحته.
ومن الله التوفيق
ويتبع >>>>: سيكوباث م1
التعليق: السلام عليكم ..
أتعجب لكِ أختاهـ ! تقولين أنكِ لست قاسية، وبشعة، وشخصية سوداوية !
لكن حديثك يدل على عكس ما تقولينه أنتِ قاسية وأنانية ايضاً ..!
فقط أعيدي قراءة ما كتبته لتشعري بمدى عكس ما قلته ..
( ورغم هذا اعتذر لتدخلي ) ..
هداكِ الله، وأصلح بالك