شبح امرأة يلاحقني
مشكلتي في نظري ليست مشكلة ولا أعلم من منظور الطب النفسي تعتبر مشكلة أم لا، لذا أعرضها لعلي أجد الإجابة الشافية -تزوجت وبصراحة لأنجب طفل لا أكثر ولا أقل- قد تستغرب ولا أدري لماذا لا يمكن استيعاب أن جزءًا من نساء الأرض لم ولن يجد الحب طريقا لقلبها -ليست مشكلتي مع زوجي السابق- فالرجل حاول استمالتي بكل الطرق وبكى يوم طلاقنا لحبه الشديد لامرأة لا تعرف شيئا عن المشاعر الدافئة وتحس بالقرف من العلاقة الزوجية وأجدها إهانة وإهدارا للكرامة وبل نزولا لمستوى البهيمية -هذا رأيي-
ليس بالضرورة أن يعجب أحدا -لا أحب الرجال ولا أحب النساء فليس في شذوذ لا سمح الله- يعيش طفلي في حضني وصدقا حياتي كلها تتمحور حول طفلي ووجوده حولي يكفيني ويغنيني عن كل ما في الدنيا - أحب العيش بهذه الطريقة؟ وطبعا احتفظت بطفلي لنفسي ولم أسمح لوالده بمشاهدته ولدي محام بارع في فبركة واختلاق أعذار ضمن تغطية قانونية حرمت الرجل من معرفة ولده -حتى أني حرمت جدته من مشاهدته وكانت مريضة بالسرطان وكانت في أيامها الأخيرة- لكني رفضت السماح لها وفعلا ماتت دون أن تراه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا ينتابني الندم أبدا لكن ينتابني القلق -إذ لا أنسى بكائها يوم جاءت لبيتي لمشاهدة طفلي ودعائها علي بحرماني من ولدي كما حرمتها من مشاهدته- قلقي شديد لدرجة قد أستفرغ أو أحس بتمزق معدتي عندما أذكر كلماتها؟ لكن تلك المرأة كابوس لا بد من التخلص منه؟ فما العمل؟
19/04/2012
رد المستشار
الأخت العزيزة، شكراً على استعمالك الموقع.
لا بد من التطرق إلى الأبعاد النفسية في شخصيتك في بداية الأمر لتوضيح ما حدث إليك ومحاولة تجنبه في المستقبل. شخصيتك يطلق عليها علمياً شخصية سايكوباثية Psychopathic Personality يتم تعريفها دوماً بكلمتين فقط وهي البرودة والقسوة cold and callous رغم أن أبعاد هذه الشخصية معروفة منذ القدم غير أن استعمالها اشتبك مع اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع حتى أصبح استعمال الأخير يطغى على الاستعمال الأول. احتدم النقاش حول هذا الموضوع قبل شهر في الأوساط العلمية وطالب كثيرون بفصل الأول عن الثاني.
ما فعلتِه من أجل تغطية احتياجك المشروع كأنثى بإنجاب طفل ليس بغير معروف غير أنه في العالم الغربي تلجأ المرأة إلى الإخصاب الاصطناعي بدون الزواج تجنباً للقواعد الاجتماعية التي لا بد التمسك بها من جراء الزواج وإنجاب طفل. أما إنجاب الطفل عن طريق الزواج لتغطية احتياجاتك النرجسية في حقيقة الأمر فلم يخلُ من التعقيد، وحرمان الطفل من والده له تأثير سلبي على الطفل مستقبلاً لا يجهله أحد في الغرب والشرق.بصراحة الأمر الطفل لك ما هو إلا مجرد شيء للذات Self-Object وما يفعله المحامي لك هو ضد القواعد الأخلاقية للمهنة لأن ضحية هذا السلوك هو الطفل.كل ذلك هنالك مثل انكليزي يقول ما نفعله بالآخرين يرجع علينا يوما ما What goes round comes round هذا ما حدث لك الآن وبلا شك سيحدث لك في المستقبل مع الطفل. رغم كل البرودة والقسوة التي تحملينها فإن الشعور بالذنب جزء لا يتجزأ من الضمير الحي وهذا ما حدث لك. يحاول الإنسان الذي لديه أبعاد شخصيتك التخلص من الشعور بالذنب باستعمال عملية الفك Undoing لاشعورية. النتيجة هو فكرة أو صورة وسواسية وهذا بالضبط ما تعانين منه وستعانين منه أكثر في المستقبل.
لا أظن أن هناك شخصية سايكوباثية لا تعاني من أعراض وسواسية في مرحلة ما من الحياة وهي بداية للتدهور المعنوي وتفكك الشخصية. يتطور الأمر ويختلط على البعض طبيعة الوسواس، ويوماً ما ستصنف الفكرة الوسواسية إلى فكرة وهمية ويبدأ العلاج بالعقاقير وهلم جرا.
إن أفضل وسيلة للتخلص من الفكرة الوسواسية هو التخلص من الذنب. نصيحتي لك هي نصيحة لكل أب وأم يحرم الطفل من مشاهدة أحد الأبوين هو الحديث عن هذا الموضوع مع الشخص الآخر والوصول إلى تسوية سلمية. غير ذلك من النصائح وتناول العقاقير لا معنى لها.
لا أنكر بأني أحترم صراحتك غير أني ملتزم بإعطائك الرأي العلمي بدون تضليل. بدلاً من استشارة المحامي لا بأس من الحديث مع معالج نفساني بصورة منتظمة. السبب في ذلك أن صفاتك الشخصية ربما ستتغير بعد الأربعين واحتمال إصابتك بأمراض نفسية مثل الاكتئاب أكثر احتمالا من الآخرين.
سألني بعض الزملاء قبل أيام عن أسوأ تعريف للحب فتذكرت ما صرحت به الفنانة تينا ترنر Tina Turner يوماً ما بأنه عاطفة من الدرجة الثانية. هذا أفضل من تصنيفك أنت للحب وربما حان الوقت لك بأن تجديه وتصنفيه من الدرجة الأولى وتشعرين بالسعادة الحقيقية.
ومن الله التوفيق وليس هناك إنسان لا يملك القدرة على التغير والتطور.
واقرأ على مجانين:
يعني إيه سيكوباتي (2)
أم عبد الله والشخصية السيكوباتية
الشخصية السيكوباتية (المستهينة بالمجتمع)
ويتبع >>>>>>>>: سيكوباث م