الخوف من المرض
الــسلام عليكم عمري 27 سنة, طول عمري فتاة متميزة ومتفوقة الحمدلله؛
لكن مشكلتي عندي خوف شديد من إعاقة معينة (أعضاء مبتورة) عضو معين نتيجة مشهد رأيته في فيلم قبل 20 سنة تعرض فيه طفل إلى حادث أدى إلى هذه الإعاقة وأثر بي كثيرا من وقتها وأنا أخاف أن يحدث لي ذلك وهذه الفكرة تراودني يوميا وكلما مرت ببالي أدعو "الحمد لله الذي عافاني" حتى أصبحت أشعر أنني إذا لم أقل الدعاء أنه حاصل لي لا محالة.
وإذا رأيت أو سمعت عنها تتسارع نبضات قلبي وأحس بالألم في ذلك العضو وأبدأ بذكر الأدعية مرارا وتكرارا, وأنا أعرف عن قانون الجذب وكلما حاولت تطبيقه على أي شيء في المستقبل تقفز هذه الفكرة في مخيلتي فورا وأنا أخاف أن أجذبه لكثرة تفكيري به، ولا أعلم كيف أتخلص من هذه الأفكار السلبية وكلما فكرت أن الأفكار لها قوة جاذبة أصاب بالذعر أكثر وأكثر.
أرجوكم ساعدوني
فأنا لا أريد أن أهدم حياتي بيدي
28/02/2013
رد المستشار
المتصفحة الفاضلة أنَّا "anna" أهلا وسهلا بك على مجانين حيث نسأل الله أن يمن عليك بما يفيدك في الخلاص من فخ الوسواس القهري الذي وقعت فيه.
قانون الجذب! بداية ظننتك تقصدين قانون الجاذبية لكنني انتبهت فورا إلى طريقة تفكيرك السحرية الوسواسية (أو الخرافية).... ثم عندما أكملت القراءة، قررت البحث عن قانون الجذب هذا لأعرف ماذا قرأت أنت عنه... وللأسف لم توضح الإنترنت جيدا أن قانون الجذب الفكري law of attraction ليس قانونا منطقيا ولا واقعيا... وليس قاعدة علمية ولا دليل علمي واحد على صحته... كل ما هنالك مزيج من الحكايا والنصوص التشجيعية الموجودة عادة وتقليديا في كتب علم النفس في فصول الباراسيكولوجي أو جار علم النفس Parapsychology عن دراسة الظواهر النفسية الخارقة ومنها وجود قوة معينة للأفكار لتكون مؤثرة بذاتها في الواقع، وهناك أمثلة عديدة كالتخاطر Telepathy ،والرؤية عند بعد.
لم تتحول أي ظاهرة من تلك الظواهر الخارقة حتى الآن إلى ما يجعلها ظاهرة قابلة للدراسة، إلا أن الاعتماد على الإبهار والإكثار من التركيز على إبراز القوى الكامنة داخل الإنسان جعلت من تلك الظواهر مادة هامة ضمن مكونات دورات التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية أو الفهلوة اللغوية العصبية كما سماها د. محمد المهدي.
مبدئيا عليك أن تخضعي هكذا أفكار إلى الاختبار، فمثلا ما رأيك أن تقولي في نفسك الآن أن شاشة الحاسوب ستتعطل... قوليها 10 مرات وبتركيز وإصرار وثقة من النتيجة قوليها عشرين مرة بصوت خفيض هل تستطيعين تعطيلها؟ حاولي ما شئت من المرات أن تقولي أن الشاشة ستتعطل أو التيار الكهربي سينقطع.... أو أن موقعنا مجانين سيقع أو أنني وائل أبو هندي سأصاب بالصداع أو المغص هل تستطيعين؟
تستطيع الأفكار أن تؤثر في صاحبها نعم وتستطيع تحفيزه أو تثبيطه، لكنها لا تستطيع التأثير مباشرة في الأشياء، وإن من المؤسف حقا أن ينزلق منظرو البرمجة واالتنمية البشرية في ترسيخ الاعتقادات الخرافية في أدمغة مريديهم دون تفكير أو حساب للعواقب!
كذلك تستطيع الأفكار جذب أو بالأحرى إحداث ما يناسبها من مشاعر وانفعالات وسلوكيات بالتالي من الشخص صاحب الأفكار أو من يقتنع بأفكاره لكن فكرتي عن أن القطة سوف تقفز بعد قليل لا يمكن أن تجعل القطة تقفز! ويمكنك كذلك أن تجربي ذلك فهلويا بأن تقولي في نفسك بثقة وإصرار وعزيمة (مع إضافة ما يحلو لك من الأوصاف) عشرين مرة: سوف تقفز القطة سوف تقفز القطة سوف تقفز.... قوليها يوميا لمدة 21 يوما ضعي القطة أمامك وانظري لها بتركيز ثم قولي سوف تقفز القطة.... ها هل قفزت القطة يا "anna"؟؟؟ ويمكنك أن تطلبي من السادة جهابذة البرمجة والتنمية نفس الشيء إن لمست في أحدهم أنه يصدق فعلا ما يطلب من الناس تصديقه فحقيقة الأمر أنه يُسَوق فكرا ويطلب من الناس تسويقه.
أما الخوف من البتر (بتر اليد أو الذراع أو القدم أو الساق) فأنت تعلمين أنه مبالغ فيه، وأنه والحمد لله الذي عافانا وعافاك لا داعي لتكرار ذلك الحمد في صورته القهرية، فلن يكون بتر إذا لم تقوليها في أي مرة من مرات وسوستك، ولعلك يوما تمتلكين من الشجاعة ما يمكنك من تجريب ذلك الامتناع عن الاستجابة القهرية بحمد المولى عز وجل لوسواس أن ستفقدين عضوا من أعضائك إن لم تقولي... أن نحمد الله على العافية مختارين شيء وأن نحمده مقهورين شيء آخر يا أنَّا "anna" .
اقرئي على مجانين:
لمس الأشياء دفعا للضر تفكير خرافي سحري
أفكار سحرية لا أذكار ولا استغفار
التفكير السحري لا عشبة القديس جون !
التفكير السحري عند الموسوسين
أنصحك بمتابعة مجانين والقراءة عن العلاج المعرفي السلوكي وعن الوسواس القهري، ثم ابحثي عن أنسب من يستطيع تقديم العلاج المعرفي السلوكي لك من الأطباء والمعالجين النفسانيين... وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.