حبال النجاة الفرد مقابل المجتمع Individual vs. Society
ليتني لم أكن! (قصة الهبوط)
السلام عليكم ورحمة الله؛ أحييكم كثيرا على موقعكم الهادف والمفيد لنا معشر الشباب خاصة وللناس عامة.
خلاصة الكلام: الأزمة الكبرى (الشهوة -الغريزة-الجنس-الدافع الجنسي) = البلوى
تنبيه: استشارتي هذه تتسم بالاضطراب, وأرجو من أ.د وائل أبو هندي الإجابة عليها وشكرا مقدما.
أنا شاب متدين نشأت في أسرة متدينة لا رائحة فيها نهائيا للاختلاط وأنا أكبر إخواني الذكور وليس لدي أخوات من الإناث أعرف بكل خير وعشت في أيام مرهقتي 12-19 سنة أفضل أيام حياتي من راحة نفسية واستقرار داخلي وحالة رائعة جدا من الطمأنينة والعيش في رحاب الله والأنس به وحبه والتقرب منه والذل له وحب الخلوة لمناجاته....الخ
حتى دخولي الجامعة لم يكن موضوع الجنس يشكل أي أهمية بالنسبة لي ولا يشغل أي حيز من تفكيري بكل كنت ألتزم بكل تعاليم الشرع فكان صدري منشرحا طيبا وفي سعادة.
أنا شخصية مفكرة أو قل متفلسفة أحب المعرفة والقراءة جدا وشغفي كبير باستثناء الغوامض وبالطبع بدأت في المرحلة الشكية في وجود الله وحقيقة الدين إلى غير ذلك وصرت في هذه الدوامة قرابة السنتين وفي خلالها بدأ موضوع الجنس يقفز إلى ذهني لا أدري سببه هل فسيولوجي بحكم المرحلة التي أمر بها وما فيها من نشاط للهرمونات الجنسية أم هو فراغ نفسي حاولت أن أشغله بعد ما كنت من قبل في راحة نفسية بقضية الجنس!
المهم هنا بدأت القصة قصة الهبوط! وفي أحد الأيام كنت أشاهد ما تعرفونه وتفاجأت بنزول سائل مني -بدون ما أي احتكاك- لم أستوعب وقتها ما هذا!! حتى فهمت أنه السائل المنوي وما فعلته هو العادة السرية - لا داعي للاستغراب فأنا وأنا عمري 12 حتى 19 سنة لم أعرف العادة أبدا وكان أصدقائي يتكلمون عنها فلم أكن أستوعب عن ماذا يتكلمون ولم أنشغل بذلك ولم أعطيه اهتمام, ومرت الأيام وأنا أمارسها مستجلباَ منها اللذة والراحة وتدهورت بالطبع على الصعيد الآخر أحوالي مع الله ولازمني التقصير في السنن مثل قيام الليل والصيام والصدقات الخ ثم التقصير في السنن الرواتب ثم أخيرا في الفروض حتى ليمر علي أيام -وللأسف-وأنا لم أصلي!!!
بدأت أفهم حالي من خلال القراءة والمعرفة في هذا الموضوع وخصوصا من الناحية السيكولوجية -وعلم نفس الجنس- ووضعت لنفسي الكثير من الخطط والاستراتيجيات للإقلاع لكن كانت للأسف في معظمها تبوء بالفشل والنكوص, وأنا لا أظن أني مصاب بما أسميتموه "الاستمناء القهري" لأني كنت أقلع عنها أسبوع وبعده أشعر بضعف مني في مقاومة رغبتي فأمارسها مرة ثم أقلع أسبوع وهكذا دواليك.
أمر آخر: الخيال علم اللاتقييد بالمعهود بمعنى أني بدأت أشاهد السحاق (طبيعياَ وكرتونياَ) وصار يستهويني وكذلك قصص المحارم..! (قصة هبوط كما قلت) بعد مشاهدتي والاستثارة أقذف ثم أقوم مباشرة أغتسل حتى لا تفوتني الصلاة -لا أدري لما كنت حريصا على ذلك لكن لا أشعر بالراحة إلا بعد أن أغتسل وأصلي يعني ربما الأمر أمر تفريغ فلم أكن أغرق في هذا الأمر كثيرا أكثر من مرة ولا أشعر برغبة فيه فكنت أقوم وأغتسل أنا أشعر بكثير من الفوضاوية الفكرية والنفسية وكأنه كان لي حصناَ فتكسر وها أنا أنهار يوما بعد يوم
بعد هذا الكلام الكثير الغير مرتب -واعذروني على ذلك فوصفي الدقيق لحالتي يحتاج وقتا ومساحة أطول بكثير أخيرا سؤالي هو: لم ذلك العذاب؟! لم تلك الغريزة المقيته! لم يعيش الشاب بسببها في انشغال فكري وتشتت وحيرة؟!! بدأت أمقت الإناث مقتا جما لأنهن سبب كل ذلك ليتهن لم يكن.
أمقت دولتي ومجتمعي وهؤلاء القوم الذين ينتجون ويصنعون تلك الإباحية تبا لكم جميعا أقولها من أعماق أعماق قلبي، لابد دراستك لابد تفوقك لابد عفتك لابد عملك ثم بعده تزوج، طيب في خلال ذلك كيف يزيل الشاب تلك الأفكار المشتعلة في ذهنه لا يعينه مجتمعه ليحفظه من كل ذلك, أنا لست متكلا متحاملا! مبررا ضعفي وهواني النفسي بتحاملي على عوامل خارجية لكن أنا أرى أن هذا هو الصدق، لعنة الله على الإنترنت ولعنة الله على البنات ولعنة الله على المجتمع الذي لا يحفظ شبابه إذا ما حل العادة السرية وما حل البنات العاريات ما حل الأزمة!!
كيف أرجع إلى سابق عهدي!؟
أرموا لي بالحبل كي أصعد مجددا
11/04/2013
رد المستشار
الأخ السائل؛
سؤالك الذي طلبت أن يجيب عليه د.وائل أبو هندي أحاله لي، وطلبت منه إحالته إلى الأخ الزميل د.سداد التميمي قاصدا بذلك أن تحصل على رؤية متعددة الزوايا لما تشكو منه، وقد تفضلا مشكورين بعمل اللازم: الدكتور وائل بالإحالة، والدكتور سداد بالإجابة!!
حياتك من نتاج تصوراتك، وتصوراتك نابعة من محيطك الأسري والمجتمعي، وهو محيط تختلط فيه الأصوات، وتتنازع الأهواء، وتتضارب الخرائط!!! محيط يعاني من أوبئة قديمة ومزمنة فيها غياب الوضوح، وشيوع خطابات بائسة مضللة عن الإنسان والحياة، تزيد الطين بلة!!
الجنس هو واحد من أهم الاحتياجات الفطرية، وعلاقات الحياة، ونبض النضج والنمو، والعلاقة بين الجنسين هي عملية تواصل مركبة في إطار هذا النضج والنمو، لكن الغباء العام، وتخلف التقاليد، والتدين المغشوش وغيرها من الأوبئة المتفشية حولت المسألة إلى أزمة، وبلوى، وقصة هبوط!!
لا يتسع المقام هنا لتفصيل ما اختصره د.سداد، ولا لتكرار ما كتبته من قبل سواءا على مجانين، أو على إسلام أونلاين من قبل -حول الشهوة/الرغبة/الاحتياج- من جهة علاج المفاهيم المغلوطة التي تنتج ما تتصوره، وما وصلت إليه من قناعات، وما أنت فيه من "مشكلة"، والأخطر أننا حين تصل بنا تصوراتنا إلى انسداد – مثلما وصلت أنت- لا نعتبر أننا في مشكلة، وأن للمشكلة حلولا، وأن تصوراتنا عن المشكلة، والحلول هي مجرد تصورات قابلة للمراجعة، والنقد، والتطوير... ولم نتدرب على طريقة التعامل مع المشكلات وصولا إلى حلول سواءا فرديه أو جماعية، جزئية مؤقتة، أو كلية ودائمة!!
من أجل ذلك يكون مؤسفا ومضحكا -من شدة الأسى- أننا حين نقع في مأزق، ونشعر بقلة الحيلة في مواجهة أمر ما... لا نبحث عن آفاق أخرى، ولا تصورات أخرى للمشكلة، ولا عن حلول !! وعدم الحفر والنقد والتنقيب والبحث الدؤوب فيما يمكن أن يكون تصورات أخرى لما نعتقده مشكلة، من الطبيعي أن يوصلنا إلى حالة وموقف ومساحة أنه "لا حل".... فيقعد أحدنا ملوما محسورا.
من أجل ذلك، وفي إطاره أفهم قول د.سداد في نهايات إجابته: "لا يعرف الموقع أين حبل النجاة، وإن كان لديه مثل هذا الحبل فلن يعطيه لك، وحتى إن أعطاك هذا الحبل فلا أراك ستستعمله! عليك أن تبحث عن هذا الحبل فهو موجود في كل مكان والدنيا مليئة بحبال النجاة". وأزيدك أنك ما لم تتحرك أنت لمراجعة قناعاتك وتصوراتك عن المرأة، وعن الجنس، وعن الإنسان، وغرائزه، وعن الطاقة الجنسية عموما، وعن كيفيات التعامل مع هذه المسائل جميعا.
إن لم تبذل بنفسك الجهد اللازم لكي تصل عبره إلى آفاق أخرى في التصورات، وشطآن أخرى في الحلول، فستظل تدور حول نفسك، وتلف.. دون أن تصل إلى شيء، ولن يمشي أحد، -بالنيابة عنك- مسيرة كدحك إلى الله ووجهه الكريم، ولن يقوم أحد عنك بهذا الجهد، وإن كان علي أن أشير عليك بمصادر فإنني أنصحك بالمطالعة في مقالات موقع مجانين، واستشاراته الخاصة بالجنس، وعلاقاته بالحياة، وعلاقاتنا به، كما أنصحك باقتناء موسوعة "تحرير المرأة في عصر الرسالة"، وقراءتها من الغلاف إلى الغلاف، وهي رحلة إبحار ممتعة، وطويلة، وكافية لتصل بك إلى فهم مختلف عن الفوضى العارمة، وتضارب المفاهيم والآراء الذي أدخلنا إلى تيه نتخبط فيه، ولا نجد لنا مخرجاا!!
وكأننا مقيدون بأغلال -غير مرئية- هي تصوراتنا المعطوبة عن الحياة، والبشر، والعلاقات، وكأننا أسرى خيباتنا في فهم وتشخيص المشكلات، أو التحديات التي تواجهنا!!
اقرأ على مجانين:
نفسجنسي: العادة السرية ذكور، استمناء Masturbation
نفسجنسي PsychoSexual: المُخَيلة الجنسية المشوهة
الاستمناء القهري متعلق بالشذوذات الجنسية مشاركة
نفسجنسي تثقيفي Educational Cognitive Sexual
نفسجنسي PsychoSexual شعور بالذنب Guilt
إجمالا..... أدعوك إلى إعادة بناء تصورك للمشكلة مما سيفتح أمامك آفاقا أخرى للتعامل مع ظروفك، وتابعنا بأخبارك.