أرغب في تشخيص الحالة والمساعدة العلاجية
الدكتور الفاضل سداد التميمي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أولا أحب أن أثني على المنتدى والقائمين عليه لكوني متابع دائم له فشكرا لكم جميعا على الحرص والمصداقية وجزاكم الله كل خير لكل مجهود تقومون به في هذا المنتدى ولا أراكم الله مكروها إن شاء الله أما بعد....
أنا سأحاول يا دكتور سداد أن أشخص لك حالتي بحيث تتوضح لك الصورة وأرجو من الله لي ولكم التوفيق والسداد أنا شاب عمري 37 سنة ومتزوج ولدي طفلين وأنا بشكل عام أعيش حياة عادية ومستقرة كنت موظفا في القطاع الخاص والتعامل مع الجمهور مباشرة ولأكثر من 15 عاما وبسبب الضغوط المادية والديون الكثيرة استقلت من عملي بقناعة تامة لأنني لم أعد أتحمل ضغوط العمل والدقة والحرص المستمر والذي يتطلبه عملي ومواجهة الجمهور وأنا في المقابل أعاني ضغوطا مادية خارجية.
وفعلا استقالتي كانت في مكانها على الأقل من الناحية النفسية لي بحيث تخلصت من ضغط العمل ذو العائد غير المجدي للالتزامات والديون الطائلة طبعا لدي الآن دخل محدود أستطيع أن أوفر لمنزلي وأطفالي منه مستلزماتنا الأساسية ولله الحمد.
ولكن أنا في النهاية أجد نفسي شخص مختلف عن شخصي قبل سنوات عدة فأنا في السنوات الأخيرة وحتى قبل أن أترك عملي أجد نفسي فاقدا للسعادة بكل ما تحمله الكلمة حتى بمرور أيام جميلة كثيرة ولكني لا أشعر بالسعادة فعليا وداخليا وكذلك أصبحت كثير الصمت مع الأصدقاء والعائلة أفضل أن أكون مستمع وصرت مع الوقت لا أرغب في حضور المناسبات الاجتماعية إلا ما ندر علما أنني كنت اجتماعيا من الدرجة الأولى ولكني أفضل الآن تجنبها قدر الإمكان وعند الحضور لا أجد نفسي مرتاحا وأكون متوتر نوعا ما.
وكذلك أنا من المحبين جدا للقراءة ولكني أصبحت لا أركز في القراءة ولم أعد أستمتع بها وأكرر القراءة أكثر من مرة في بعض الأحيان لكي أستوعب ما قرأت إضافة إلى ضعف ذاكرتي بشكل أو بآخر وعدم تركيزي وسرحاني بعض الأوقات خاصة صلاتي بالإضافة إلى عدم الاستمتاع مطلقا في ممارسة الجماع ولا الإحساس بأي متعة إنما الطاقة موجودة كاملة وأمارس بكل نشاط إنما بدون استمتاع ولذلك أتجنب الجماع في بعض الأوقات لعدم الرغبة علما أن الطرف الآخر لا توجد لديه عيوب في هذه المسألة.
إضافة إلى قلة ثقتي في نفسي نوعا ما والهرب من المواجهة في بعض المواقف علما أنني لم أكن كذلك أضف إلى ذلك مسألة الخوف جزئيا في المواقف الصعبة علما أنني لم أعهد نفسي كذلك كنت لا أخاف الأماكن المظلمة ولا المواقف الصعبة كنت قويا ولكني تغيرت فجأة في بعض المواقف أكتم أنفاسي وتزيد ضربات القلب وتتغير نبرة الصوت وتزول بعد فترة وأنا كذلك لا أحب الأماكن المغلقة كالبيت مثلا ولا أرغب الجلوس كثيرا في الأماكن الصغيرة والضيقة لأنني أتضايق كثيرا وأحب دايما الفضاء الخارجي والهواء الطلق.
وكذلك أنا لم أشعر بأني أنام منذ سنوات علما أني لا يوجد لدي أرق إطلاقا فأنا أنام في وقتي المعتاد ليلا بلا تأخير إلا أنني ولو نمت حتى أكثر من عشر ساعات فأنا أصحى وكأني لم أنام ساعة وكثيرا أحتاج إلى التبول أثناء النوم أكرمكم الله مما يؤثر على نومي وأرغب في المزيد في النوم عند الاستيقاظ وأشعر بالكسل والخمول والأم في العظام والعضلات بعد النوم وفي كثير من الأوقات الأخرى.
ولدي قولون عصبي وإمساك مستمر علما أنني غير عصبي إطلاقا وبالعكس أنا بطبعي كثير الهدوء والصبر والتحمل عدا ردات الفعل أحيانا أكون عصبيا جدا وعلما أن إحساسي متبلد نوعا ما تجاه أشياء كثيرة مثال التواصل مع الإخوان والأقارب لا أعيرها اهتمام حتى بالجوال برغم كل ذلك إلا أني أرى أن حياتي صحيا وعائليا مستقرة ولا أتسبب في أي مشاكل.
دائم الابتسامة مع الآخرين طيب جدا خدوم متعاون لكي لا أشعر الأهل أو الأصدقاء بما في داخلي ولو أنني كثيرا ما يتضح في ملامح وجهي الشاحب وهالات عيوني السوداء دائما توحي بشيء داخلي بالنسبة لأكلي جيد ومتوازن ووزني كذلك لا أختلق المشاكل أبدا ولست عدائيا أبدا ولا أرغب بالجلوس الكثير في مكان واحد أحب التغيير وأكره الأجواء الحارة ولا أتحملها إطلاقا.
أتواصل مع الأصدقاء المعتادين فقط ولا أرغب بنبش الأصدقاء القدامى وأيضا أجد نفسي عند سماع أصعب الأخبار السيئة وكأني لم أسمع شيئا أكون متماسكا قويا وبلا أي شعور بالحزن أو الصدمة أيا تكن ولكن تجدني أنهزم وأكاد أن أبكي إذا أحد نظر لي بعطف.
وفوق كل ذلك أقول لك يا دكتور أنا أبدا لا أخاف من المستقبل ولاعمري أفكر في مسألة الماديات أو الأمراض فأنا متيقن تماما أن هذه الأمور بيد الله فلذلك هي لا تقلقني بتاتا وكذلك لست مرتبطا بالماضي ولامستاء منه أبدا بحلوه ومره وهناك أعراض كالخجل والهدوء منذ الطفولة بالنسبة للأعراض الأخرى منذ ما يقارب 5 سنوات وهي مستمرة على نفس الوتيرة.
علما أنه لا يوجد تاريخ عائلي إطلاقا لأي مرض نفسي ووزني 75 كجم وطولي 165سم ولا توجد لدي أفكار أو سلوكيات غريبة إطلاقا بعض الأحيان النادرة خصوصا في الليل إذا كنت بمفردي أخفض صوت التلفاز لإحساسي بشيء من الخوف لسماع صوت ما وتتكرر حالة الخوف هذه معي في بعض الأحيان إلا أني سريعا ما أتناساها علاقتي بعائلتي الكبرى والصغرى بجميع أفرادها ممتازة إلا أنها في غالبها يغلب عليها الرسمية أكثر من الانفتاحية.
لم تحدث لي أحداث صادمة قوية ولا توجد لدي أي علاجات نفسية ولا توجد لدي أمراض عضوية عدا القولون وحصاة المرارة وأنا أبدا لا أتعاطى مخدرات هذا ما أشعر به ولكنه يتفاوت نسبيا من صفة إلى أخرى ما بين القليل والمتوسط علما أني لا أزال اعتمادا على توكلي الدائم با الله أولا ثم بصبري وقوة تحملي على الظروف منذ الصغر ووسع صدري فأنا لا أزال مسيطرا على حياتي وتفكيري وعائلتي وكل ذلك بتوفيق الله ومن ثم إقرارا مني أنه يوجد لدي مشاكل نفسية ومحاولتي بشكل أو بآخر السيطرة عليها قدر الإمكان.
وإدراكي بالمشكلة يا دكتور جعلني متتبع دائم وقارئ لكل ما يتعلق بالأمراض النفسية منذ سنوات ولكن للأمانة فإنني دائم التردد والخوف من الذهاب إلى الطبيب النفسي وذلك خوفا من الأدوية النفسية وأعراضها الجانبية ومشاكلها التعودية وآثارها الانسحابية ولذلك ما جعلني أتشجع أكثر متابعتي المستمرة لمنتداكم القيم وإحساسي بصدق وحرص الأطباء الأفاضل على الاهتمام بكل ما يرد إليهم وهذا شيء بالتأكيد يفتقد له الكثير من الأطباء النفسيين.
وأنا آسف جدا على الإطالة لتوضيح الصورة بشكل كبير وأتمنى يا دكتور وصف علاج دوائي إذا أمكن وأن تأخذ في الاعتبار ما ذكرته سابقا من مخاوف إذا كنت توصي بعلاج ما أضف إلى ذلك حرصي على أقل جرعة ممكنة ًوأقل وقت ممكن وأن لا يكون للعلاج أي تأثير على الناحية الجنسية من جهة وأنه لا يسبب زيادة الوزن وأنه لا يسبب الخمول أو الكسل أو كثرة النوم وأنه لا يجعلني أتصرف بغير إرادتي.
هذا ولكم مني خالص التحية والتقدير
ودعواتي لكم دائما بالتوفيق والسداد
09/05/2013
رد المستشار
انخفاض نغمة المتعة Lowering of Hedonic Tone
في بداية الأمر أشكر مستخدم الموقع لثقته بالموقع أولاً ولطرحه لتاريخه النفسي بصورة واضحة.
هذه الاستشارة فيها إشارة واضحة إلى انخفاض ما نسميه في الطب النفسي نغمة المتعة هذا العرض يعتبر أهم أعراض الاكتئاب وإن لم يتم العثور عليه خلال الفحص الطبي فمن الصعب تشخيص الاكتئاب أو بالأحرى لا يجوز فعل ذلك وحتى إن صرح الإنسان بأنه يشعر بالكآبة الإشارة إلى انخفاض نغمة المتعة يعني عدم قابلية الفرد للشعور بالمتعة والابتهاج من جراء فعاليات فردية كانت مصدراً للمتعة سابقاً وهذا واضح في الرسالة في ما يلي:
٠ الفعالية الجنسية.
٠ القراءة.
٠ التواصل الاجتماعي.
٠ عدم الشعور بالسعادة.
بعد التأكد من وجود هذا العرض المهم في الرسالة لا بد من البحث عن أعراض الاكتئاب الأخرى وهي:
٠ تغير المزاج.
٠ تغير وجداني.
٠ تغييرات تحفيزية.
٠ خصائص معرفية.
٠ تشعبات حركية.
٠ تغيرات عضوية غريزية مثل النوم والشهية والوزن.
٠ تغيرات هورمونية.
هناك تغير في المزاج والوجدان هناك إشارة واضحة إلى ضعف الاندفاع أو التحفيز يشير إلى عدم التركيز وفقدان الثقة بالنفس وهو من الخصائص المعرفية وهناك الشعور المستمر بالتعب وكثرة النوم أما التغيرات العضوية الغريزية فهي واضحة في إشارته إلى النوم والإمساك (القولون العصبي). هذه الأعراض جميعها تشير إلى اكتئاب كبير وليس طفيف كما يبدو من قراءة الرسالة لأول وهلة.
قد يميل البعض إلى الإسراف في حشر القلق وما يسمى بالقلق الاجتماعي في صياغة هذه الحالة إن الشعور بالقلق بحد ذاته ناتج عن شعور الإنسان بالهشاشة وحرصه على عدم ملاحظة الغير لحالته الوجدانية البائسة. يضاف إلى ذلك فإن الأخ الكريم يشير إلى قاعدة مهمة في الطب النفسي السريري وهي أن بكاء الرجل أو شعوره بذلك يشير إلى إصابته بالاكتئاب حتى يتم إثبات غير ذلك.
ما يعزز تشخيص الاكتئاب في هذه الحالة هو:
٠ العمر (العقد الرابع في الذكور).
٠ ضغوط اجتماعية ومهنية لفترة ليست قصيرة.
٠ ضعف الحالة الاقتصادية.
ما يشجع على التحسن في المستقبل:
٠ ظروف عائلية مساندة.
٠ سلوك شخصي فاضل.
التوصيات Recommendations
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
ليس لدي شك في أنك مصاب باكتئاب Major Depression مسيرة هذا النوع من الاكتئاب تختلف من شخص لآخر وفي بعض الأحيان يتحسن تلقائياً وبصورة مفاجئة بين ليلة وضحاها هذا التحسن قد يحدث في حالتك ولكن مسير الاكتئاب طال الآن ولا بد من العلاج بالعقاقير المضادة للاكتئاب. يجب علي أن أكون صريحاً معاك وفي هذه المرحلة أن مدة استجابتك للعلاج ولأي عقار قد تكون ضعف الآخرين لطوال فترة الاكتئاب ولذلك لا بد من عدم توقف أي عقار وتبديله قبل 10 أسابيع.
في بداية الأمر لابد من الآتي:
٠ تدخل غرفة النوم والفراش وتخرج منه بأوقات معينة لا تتجاوز الثمانية ساعات عليك أن تكون صريحاً مع زوجتك وتعلمها بحالتك النفسية فهي خير من يساندك.
٠ انتظام الطعام والاتجاه نحو تغذية صحية وعدم الإسراف الشاي والقهوة.
٠ أظنك قد عملت فحصاً للغدة الدرقية أثناء مراجعتك الأطباء لقضايا القولون إن لم تفعل ذلك فلا ضرر في هذا الفحص.
٠ وضع جدول قاسي للفعاليات اليومية والأسبوعية والحرص على المشي لمدة لا تقل عن النصف ساعة يوميا.
علاج الاكتئاب يركز على زيادة تركيز ناقلات عصبية كيمائية وأهمها:
٠ السيروتنين
٠ النورادرينالين.
الأول يحسن الاكتئاب والفعاليات الغريزية والثاني الأعراض المعرفية والاندفاع على ضوء ذلك سيكون العقار المفضل في حالتك ما يعمل على الاثنين وهو:
٠ الدلوكستين Duloxetine وتبدأ بجرعة 60 مغم يومياً بعد الأكل أما العاشرة صباحاً أو بعد الغذاء ظهراً.
٠ تنتظر لمدة أربعة أسابيع وتحت إشراف طبي إن طرأ تحسن 50 % تستمر على نفس الجرعة إن لم يحدث تحسن تستمر لمدة أربعة أسابيع أخرى بعدها إن طرأ تحسن بين 25 – 50% تزيد الجرعة إلى 90 مغم أو حتى 120 مغم إن لم يحدث تحسن فتبديل العقار لا بد منه.
٠ لم أتطرق إلى عقاقير أخرى في هذه المرحلة لأنك لم تتناول عقار مضاد للاكتئاب من قبل كذلك يجب التصريح بأن بعض الأطباء قد لا يتفقون معي في هذا الأمر ولهم الحق في ذلك.
٠ أما الأعراض الجانبية من التأثير على الحياة الجنسية فهو ليس شائعاً وقد تتحسن حياتك الجنسية وتبدأ بالشعور بالمتعة لا يؤدي العقار إلى النوم ولكن قد تشعر بفقدان الشهية أولاً وزيادة في أعراض القلق لمدة أسبوعين.
٠ لم أتطرق إلى العلاج المعرفي الآن لأنك بحاجة إلى التخلص من هذا الاكتئاب بالعقاقير والذي قد طال أمده.
٠ راجع الموقع متى تشاء ومن الله الشفاء دوماً.
وفقك الباري عز وجل.
واقرأ على مجانين:
عصر الخفوت الجنسي...
التلفزيون يطفيء الرغبة الجنسية
ويتبع>>>>: انخفاض نغمة المتعة م
التعليق: الدكتور العزيز سداد
أولا أشكرك جزيلا على توضيح مشكلتي وبإسهاب واهتمام واضحين من شخصك الفاضل
أود أن أسألك عن العلاج الموصوف هل من الممكن أن أبدأ بجرعة أقل من الموصوف وهل هناك جدول زمني محدد للعلاج بما فيها تخفيف الجرعات بعد الثمانية أسابيع من أجل التهيئة لسحب العلاج ومن ثم إيقافه وهل توجد للعلاج بحسب خبرتك آثار جانبية مقلقة
وتقبل تحياتي وتقديري لجهدك المميز واهتمامك