من أول غزواته كسر عصاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
بداية أسالكم عدم نشر رسالتي مهما حملت من دروس أو واقع لحال أمتنا اليوم، قمت بسرد التفاصيل رغم صعوبة مشاركتها بعد سنين وأعتذر عن الإطالة، لكن أضعها بين يديكم على أن أجد دواء لما أعاني بفضل الله وفضلكم، جزاكم الله خيراً.
لا أعلم أهي غربة كما وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم أم أن صبري نفذ وخبرتي القليلة خذلتني، لم ألجأ لأحد في حياتي إلا الله، لكنني اليوم أقف عاجزة لا أدري هل هو ابتلاء أم بلاء غضب الرحمن علي لجرم اقترفته ولا أجد طريق للخروح وما أصنع والوقت يمضي.
نشأت بين أخوة شباب وكنت الفتاة الوحيدة بينهم حتى ولدة أختي بعد مولدي بـ 10 سنوات، كثيراً ما كنت أشكو لوالدتي الملل فكانت تقرأ لي من كتب تفسير القرآن ولم أعلم ما حفر في داخلي عندها.
لا يخفى على العالم واقع فلسطين من احتلال لكن واقع العيش فيها مختلف تماماً عن العالم العربي على كافت الأصعدة تحديداً أنني من الداخل الفلسطيني المحتل (وهي القرى والمدن التي تقع تحت سيطرة اليهود وتم عزلها عن الضفة الغربية وغزة) فلا نحمل هويتنا الفلسطينية ولا نعامل كفلسطينين أو كما يسموننا اليهود "المواطنين العرب في إسرائيل".
بدأت أولى مشاكلي خوف العالم من حولي لا أذكر أبداً أنهم تحدثوا علناً باسمهم الفلسطيني خوفاً من الاعتقال والمراقبة وليست المشكلة في الحذر، إنما في تكبيل أنفسهم وترسيخ فكرت أنهم عاجزون وأنهم محتلون والغالبية سلموا لواقع الاحتلال، زرعوا في نفوسهم وأبنائهم الصمت والخوف كنت أصمت ولا أتكلم من أجل والداي ظناً مني أنني سأحقق ما أريد يوماً وعندها سأعيش وفق قيمي ومعايري الإسلامية.
أذكر في أول يوم من الانتفاضة الثانية حين كنت أبلغ من العمر 10 أعوام، كنت أتابع أفلام الكرتون لتنتقل الصورة على رمي الشهيد الطفل محمد الدره بالرصاص سألت والداي عندها ماذا حصل؟، فلم أفهم سبب الاعتداء على طفل صغير لكنه لم يجب، في اليوم التالي استشهد شاب من بلدتي وعلمت ما يجري، رغم غرابة وخطورت الموقف لكنني شعرت بديانتي الإسلامية عندما حدثوني ما سيجد عند الله لأنه شهيد تعلمت وحفر في فكري لأول مرة أنني مسلمة فلسطينية كلمات لم أسمعها سابقاً منهم ولم أسمعها بعدها منهم، بدأت أراه في أحلامي يستشهد وأحياناً أخرى أرى نفسي مكانه تمنيت الجهاد والشهادة بكل جوارحي ولازلت أتمناها حتى أصل إليها إن شاء الله.
خلال 3 سنوات كنت أذهب للرباط في المسجد الأقصى كلما سنحت لي الفرصة، وانضممت للحركة الإسلامية والتزمة بحضور الدروس والمهرجانات الإسلامية والتزمة بالحجاب والجلباب حاولت الالتزام بكل حكم أو أمر تعلمته، رغم تعجب الكثيرين من أقاربي وأهل بلدي لهذا التغيير المتتابع لعدم التزام أهلي لكنه كان فضل الله علي رغم محاولت البعض ثني عما منه علي سبحانه.
بعد تخرجي من الثانوية علمت بحقيقة كذبة أخبرني بها مدرس في المرحلة الإعدادية "بأن اليهود لن يقبلوا أن أدرس في الجامعة بالخمار كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته وأن أكتفي بالحجاب الملون القصير"، لم أنتظر خلال يومين ذهبت إلى القدس وعدت إلى المنزل أرتديه، لم يعلق والداي ولم يشجعوني كان التردد بادي عليهما، تدخل أقاربي في حينها وقالوا لهم أنني لن أتزوج وأن تشددي بتبني رأي كحرمة الأغاني مثلاً وعدم حضور الأعراس سيكون عائق كبير في تحقيق ذلك، لم أكترث واكتفيت بفرحتي بحجابي.
أردت أن أدرس الهندسة الجينية من بعدها لكن والداي أرادا لي أن أكون معلمة رغم كرهي لهذه المهنة فقررت أن أعمل وأجمع المال لأتخصص ما أريد، بعد عامين من تخرجي من الثانوية بدأت دراستي الجامعية بعد 6 شهور من دراستي رأى والداي حبي للموضوع ونجاحي فيه، لكنني عندها كنت في تجربة أخرى بدأت في محطات الباص والقطار وأبواب الجامعة عند التفتيش وسألهم هويتي ومعاملتي كالمجرمين رغم عدم قيامي بأي شيء سوى ارتدائي اللباس الشرعي الكامل، كنت أشعر بالضيق لأنني لا أحرجهم ولا أطالب بحقي وأصمت من أجل والداي وتوصياتهم وفي ذات الوقت أشعر بالفخر أنني أتميز بحجابي دون الطالبات المسلمات.
لم يكن جلوسي في غرفة الصف أو المختبر مع المحاضر اليهودي والطلاب اليهود حتى مع وجود بعض الطالبات الفلسطينيات الأصل بالأمر السهل، رغم معرفتهم باجتهادي ومعاملتهم لي باحترام خاص وعدم التعدي على ديانتي وفي كثير من الأحيان بمساواة "كأنني منهم" لكن هذا ما زاد حنقي وكرهي لهذه اللحظات بأدق تفاصيلها، فأنا أعلم أن من يجلسون معي بعضهم كان جندي أو حتى مازال يخدم في الجيش الصهيوني، لم أحدثهم ولم أنظر إليهم إلا عند سؤال المحاضر خلال الدرس، كنت أخرج عند الاستراحة وبعد انتهاء المحاضرة فوراً دون الاكتراث، لكنني كنت أعتزل في غرفة صف خالية بعيداً عن الأنظار وأبكي.
بقيت قرب العام أحاول الصمت من أجل أهلي، أبتعد عن السياسة كما يسمونها اليوم تحديداً في أيام الدراسة، وعند الاعتداءات على غزة أو المسجد الأقصى أمتنع عن الذهاب للجامعة رغم منع والدي لي بالاشتراك في الاعتصامات التي يمتنع عن حضورها غالبية أهل بلدي لخوفهم، كنت أصبر نفسي أنني سأتخرج وآخذ شهادتي وأعمل لأكون سبب في علاج إخواني في غزة والضفة ولا أحد سواهم.
حتى حضر ذلك اليوم حين عرض علي أن تدفع تكاليف دراستي بأفضل الجامعات وأنني سأحصل على فرص عمل وأجر ممتاز، كان عرض للعمالة والخيانة ولو بتسليم نتائج عملي لهم "الصهاينة"، أدركت حينها أن لا مجال إلا للعلم والعمل في ذات الوقت وعلي بالوعي والتوعية فهاأنا أقف مذعورة لا أعلم هل يراقبونني أم سيعتقلوني من محطة القطار وما أفعل؟!
قررت العمل بسرية دون علم أهلي، بفضل الله أتممت ما أسأل الله قبوله والإخلاص فيه وأن يفتح علي بخير الأعمال التي يرضاها سبحانه
خلال هذه الفترة تقدم لخطبتي الكثير والله لا أبالغ أو أمتدح نفسي إن كان عددهم 50 أو أكثر كنت أرفض باستمرار وليس لسبب نشاطي فلم يكن المتقدمون ملتزمون بأقل الفروض كالصلاة لم يكن هنالك داعي للتفكير بطرح مكان الوضع الإسلامي والجهاد والعمل، كنت أواجه ضغوط ومحاولات إقناع من قبل أمي تحديداً وأرفض باستمرار وأتمسك برأي أن لا سبيل إلا لشرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، عندها بعض أقاربي أبدو التلميح أنني متكبرة سواء بالتزامي أو دراستي، حتى بدأت مواقف تقلب استقراري.
قبل أقل من عام تقريباً تقدم لخطبتي شاب صديق لخال لي كنت أحسبه ذو علم بالشريعة الإسلامية، رفضت الشاب لتعامله بالقروض الربوية رغم معرفته بحرمتها وإقراره بعدم البركة فيها متعذراً أنه لا خيار أمامه سواها ليتم بناء منزله، عدى عن عدم تقارب تفكيرنا وأولوياتنا في أي مجال.
حضر خالي إلى منزلنا بغيت إقناعي، لمدت ساعة ونصف وهو يتحدث عن الشاب وعمله وأهله ومنزله والنظر لأقاربه وسمعتهم وليس له وحده، وأن لا أكون بهذا التشدد متخذاً مثالاً أن الصلاة المفروضة في المسجد أمر لا دخل لي به متخذاً نفسه مثال لعدم تأديتها في المسجد بسبب العمل، وأضاف أنه بإمكانه أن يتغير، أخبرته حينها برفضي النهائي وأن لا رغبة لي في دخول سوق التغير ولن أقوم بالمخاطرة في مستقبل ديني باتخاذ قرار مصيري كهذا وبناء حياتي على ربما.
كانت أمي على علم بأنني لن أقبل بالارتباط إلا بشاب ملتزم ولن أقبل بمن يصمت عن حقه، أخبرت والدي بذلك فغضب أبي وأخذ مني هاتفي وجهاز الحاسوب ومنعني من الذهاب للجامعة بقصد إرغامي على القبول وأصبح في شك أن لدي نشاط، فقام بمسح ملفات الحاسوب كاملة لأخسر الكثير من دروس دار القرآن والدروس المسجله التي جمعتها منذ نعومة أظفاري.
أعلم خالي الشاب بأن يعود بعد فترة بحجة أنني أريد التفكير، بعد أسبوعين من اعتزالي في غرفتي وتمسكي برأي لم يكن أمامهم خيار إلا إعلام الشاب برفضي، لكني كنت قد خسرت التسجيل لنصف عام في الجامعة ولم أسلم من تعليقاتهم الساخرة أنني أريد صحابي ولسنا في عصر الصحابة ومن أين يأتون ببلال بن رباح.
أثر هذا بشكل جزئي بطبيعة علاقتي بعائلتي، رغم عزلي التام لطبيعة تفكيري وتجنبي دخول أي حوار معهم سابقاً فأقل الحوارات عن الأمور الدينية الأساسية قد تسبب حوار ثقيل الوقع ينتهي بوصفي بالمتشدد والمعقدة.
لم أعد من بعدها أخالط أقاربي كثيراً فجميعهم ينتمون إلى نفس التفكير وجل محادثاتهم سطحية وإذا ما أردت سكب الحوار في اتجاه يفيد الجميع يحصل انقطاع تام، ومع ذلك تابعة بطبيعتي المرحة معهم دون الانخراط بهم إلا في المناسبات.
مع بداية الفصل الثاني في الجامعة قمت بالتسجيل لمواد مضاعفة لأعوض ما فاتني لكن حصل ما لم يكن بالحسبان، حيث اعتقال 3 أشخاص من فريق عملي على مشروعنا الأخير قبل أن نبدأ المرحلة الأخيرة من إطلاقه وبعدها بأيام قليلة تم اغتيال أحد أهم المؤسسين.
كان اعتقال الأخوة واستشهاد الأخ صدمة وضربة قوية على من تبقى منا وكان على أحدنا أن يوحد صفوف العمل ونحن في حالة فوضى، بدأت السعي على حمل مسؤولية حملوها لا علم لي بإدارتها، خلال شهرين لم أذق طعم الراحة وعلي تغيرت لأكون أكثر جدية فوالله لم أكن أعلم أن أمتنا الإسلامية بهذا التقاعس والحب للظهور ومحاولت انتهاك الفرص حتى إن كان على حساب أجساد معتقلة أو أراضي محتلة.
ومع الموجة العارمة من الضغوط الدراسية قدر الله أن يتقدم لخطبتي شاب حضر من خلال جاره لنا، وافقت على اللقاء تحسباً مني أنه كسابقيه لكنه بعكسهم كان ذو دين بادي وخلق وهذا ما رأيت خلال اللقاء الأول طلبت لقاء ثاني فلم تتسنى الفرصة في المرة الأولى لنناقش أي شيء بصورة واضحة، عندها ظن أهل الشاب وأهلي الموافقة.
في اللقاء الثاني أخبرت الشاب عن نشاطي بارك هذا الطريق لكن حتى بعد انتهاء اللقاء لم يقدم لي أي شيء واضح عن نفسه. أعلمت والداي برغبتي في التفكير وقد أطلب لقاء ثالث، لكنهم أعلموا أهل الشاب بالموافقة في اليوم التالي دون علمي وحددوا موعد الخطوبة بعد يومين ودون أن يعلموني بأي شيء.
قبل موعد المحدد بيوم أعلموني، أخبرتهم برفضي وعدم القبول بهذه الطريقة الإجبارية، عندها بدأ أهلي بطلب المساعدات بدأ بخال الثاني حيث أجلسوني لمدت 4 ساعات لم تتوقف إلا للصلاة وفي النهاية أعلمتهم بطلبي لقائين أقرر من خلالهما وافقوا ووعدوني بذلك، لكهنم أخبروا أهل الشاب بتدبير من "زوج جارتنا" بتغير موعد الخطبة لبعد 5 أيام.
حضرت الجارة بعد يومين وأخذت تتحدث عن أهل الشاب ودخله وشكله ومنزله المهيء، لم أعلق على كلامها فليس هذا ما أريد وظناً مني أن القرار سيكون في النهاية لي، لم أعلم أن الأمور معدة سلفاً وأن أهلي بدأوا بتلقي التهاني فالخبر انتشر في بلدتي والبلدة المجاورة ولا علم لي ورأي لا غير مهم.
حين خرجت من الغرفة سمعتها تتحدث لوالدتي عن يوم الخطوبة، وبعد أن غادرت أعلمت والدتي مهما فعلوا لن أوافق إلا بأخذ هذا القرار بنفسي وبقناعة تامة مني، كان عذرهم أنني أعددت نفسي سلفاً لعدم الموافقة وتمسكوا بهذا الرأي بسبب رفضي للخاطبين السابقين.
لم يحل المساء حتى كانت غرفتي محتشدة بخالي الأول وزوجته وخالتي والداي وإخوتي، عندها بدأ خالي بصراخ هستيري والله لا أبالغ كان صراخه يدوي في كل الحي والتحدث بطريقة مسيئة إلي، بأنني متكبرة وأضع شروط مستحيلة وأبتغي الكمال كصحابي أو خليفة، تابع بتهديدي أنني سأوافق رغماً عني متجاهلاً قولي أن هذا "حقي الشرعي الذي منحني الله إياه" وتابع تهديدي إذا رفضت، تكلم بكلمات لا يسعني حتى ذكرها.
لم يتوقف عند هذا الحد فبدأ بتحريض والدي على ضربي والسخرية مني بعبارات طفولية وساذجة مقارناً رفضي بتفكير فتاة ساذجة كأنني أنتظر الورود وحياة مهيئة ويكون الخاطب تحت أمري وتابع قوله أنني إما أعاني من مرض نفسي وأنهى بالطعن أو أنني قد أكون على علاقة بأحدهم والعياذ بالله.
بعد سنين من النصح والتوجيه لأخواتي لا يعلم بها سوى الله سبحانه أجد طعنة كهذه.. ودون حراك أي فرد ممن يتوجب عليهم حمايتي ومساندتي على الأقل في موقف كهذا.
لم أستطع الرد ولم أتكلم طوال الوقت كنت في حالة صدمة وذهول بعد ساعتين ونصف من الصراخ أنهى صراخه بقول أنهم سيقوموا بإرسال الدعوات وإذا رفضت سيضربني بنفسه، خرجوا من غرفتي وبعد دقائق من خروجهم لم أستطع إلا أن أتحدث لابنت جيراننا التي أحضرت الشاب، أخبرتها بتدبير أهلي كل شيء دون موافقتي وأنني يستحيل أن أوافق سواء خرجت من المنزل أو أغلقت على نفسي غرفتي.
في اليوم التالي أعلمت جارتنا أهلي فغضبوا كيف أحدثها ولم يكن أمامهم أي خيار سوى إعلام أهل الشاب بالرفض، ولم يتوقف الصراخ وأجبروني على القسم على كتاب الله أن لا علاقة لي بأحدهم وأنني بانتظاره.
كرر الشاب طلبه في نفس اليوم ليتابعوا أهلي محاولت الضغط علي للقبول وأحضر خالي الثاني شاب آخر وبدأوا يخيرونني بينهما!
كأنني سأقتني خزانة وبتجاهل كلي لما حصل وحتى إشاعتهم لخبر الخطوبة لم يأخذوه بالحسبان وبتأثير كل ذلك علي، أعلمت أهلي بعدم إرسال أي إنسان ليحدثني وأنني لا أريد أي لقاء مع أي خاطب، بقيت الأمور على هذا الحال لمدت ثلاث أسابيع بين شتم وضغوط،
من بعدها أدخلوني دوامة جديدة لمدة شهر كامل أنني أعاني من مرض نفسي أو أن أحدهم أحاك لي سحراً... بدأوا بتدبير أناس لترقيني من بينهم المشايخ وأحضروا اثنتين لا أعلم كيف مر كذبهما عليهم، لم أرد مقابلتهما وعند معرفتي بدجلهن لم يسعني إلا الغضب والصراخ أن تخرجا من المنزل، أتاحت عائلتي لهن سكب الرصاص بعد ذلك دخلتا غرفتي عنوة وبدأتا بدعاء أنهما رأتا الملائكة وأن واحدة منهما كانت أنثى وكثير من الكلام أنهن يتلقين دعوات وهدايا، ومحاولت إقناعي بقبول أي طلب يأتي.
لم أتكلم بحرف واحد وعندما خرجتا هددت أهلي إن عادتا سأخرج من المنزل لم أستطع بعده الحديث مع أي كان وبقيت هكذا لأسبوع كامل لم أستطع أن أبتلع ألم اجتاحني عن تغاضيهم عن شرع الله كسروني وكسروا شرع ربي لأجل دنيا فانية.
لم يتوقف هذا الحال إلا عندما غضبت أمي مرة وأخبرتني أنني تغيرت خلال شهرين بشكل ملاحظ، وأنني لم أعد بتسم أو أضحك ولا أنظر في وجوههم بعد رفضي ولا أخرج لأرى أحد ولم أعد للجامعة وأنني رفضت الخاطبين كتحدي لهم ومع ذلك أعلموهم بالرفض فلم أفعل كل ذلك.
لم أستطع الاحتمال عندها ودخلت في نوبة بكاء شديدة لم أعاني بمثلها أبداً، أخبرتهم أنني لا أستطيع التركيز، لا أستطيع فتح الكتاب لأقرأ موعد امتحاناتي بعد شهر ولم أدرس شيء منذ شهرين تقريباً ولم أقدم وظائفي سأسقط لا محالة، علاقتي بأقاربي يستحيل أن تعود لما كانت عليه فلا أستطيع النظر في البعض منهم لسوء خلقهم رغم والله الألم ووقع الكلمات التي استخدمها خالي تحديداً قمت بمسامحته فور خروجه من غرفتي.
لكن حدود الله لا تنتهك بناته يضعن صورهن على المواقع الاجتماعية لطالما أرسلت إليهن النصائح دون جدوى قامت زوجة خالهن بأخذ صورهن وعند زيارة كل قريب أو بعيد تخبرهم بالأمر وتتكلم عليهن بسوء أنهن يعرضنها للشباب والله لم أدعو إلا بالهداية لهم والمنى ما حصل فهن بنات خالي في النهاية ولا أعلم الآن أيظن أنني دعوت عليه أم ماذا، لكن إن قابلتهم فلن أحتمل إذا تحدثوا إلي لن أجيب إلا بفظاظة لن أكون بهدوئي وبطبعي اللين، تابعت قولي لأمي لم أحتمل تخطيطهم لاستقبال المشعوذتين وكيف انطلى عليهم كذبهن.
عندما رأتني أمي بهذا الشكل شعرت بالخوف قالت لنتصرف كأن شيء لم يحصل وكل هذا لم يكن، لكن هيهات الواقع غير ذلك حاولت جهدي خلال هذا الشهر أن تعود تصرفاتي معهم كما هي وأن أطبق قول ربي وصفح الصفح الجميل، عادت الأمور مع أهلي بشكل كبير إلى الهدوء والأمور المعتادة لكن لم أقابل أحد من أقاربي وبكل صدق لا أنوي ذلك لا أعلم لمتى فلا أستطيع النظر فيهم، ومشكلتي الحقيقية رغم عودة علاقتي بعائلتي لكني لا أثق بهم ويستحيل أن ألجأ إليهم أو أعدهم سنداً لي يوماً، لا أقوى حتى على التفكير أن أترك في المستقبل طفلي بينهم لساعة بدوني.
لا يسعني إلا أن أكرر ما حصل وأتذكر وأتألم ولا أستطيع الخروج من التفكير والخوف، وكره نفسي عند تذكر أنني سمحت لهم بالتأثير في وإضعافي وعدم ردي بأي شيء عند توجيه طعناتهم إلي بهذا الشكل رغم كل الصبر وما سعيت إليه خلال سنين لكن هذه السنة كانت هباء منثور.
خوفي أن قمت بالتسجيل للفصل القادم أن تتكرر الأحداث ولم يعد أمامي سوى أسبوعين لأقرر إما التسجيل أو الوقوف دون حراك، وأهلي مازالوا يصرون إلى الآن أن موقفهم وتصرفهم كان صحيحاً، المشروع بالكاد يسير بسببي رغم أنني كنت من حمله وبفضل الله ورحمته أوصلته مع الفريق إلى أعتاب النجاح، لكن الأمور متوقفة علي ولا قوة لي ولا سبيل لي إلا الدعاء فقدت شهيتي قد لا آكل لأيام ولا أشعر بالجوع أرغم نفسي على الطعام كيف لا أمرض رغم شعوري بالتعب غالب الأحيان وإصابتي بالجفاف مؤخراً.
ليس بإمكاني الجلوس معهم على طاولة الطعام حاولت لكني لم أستطع أن آكل شيئاً لا أستطيع التركيز بأي شيء تقريباً، ولم أعد أجد المتعة في القراءة مع أن لي مع الكتب مسيرة طويلة.
جل عزائي متابعتي وردي اليومي من القرآن ومحافظتي على الأذكار والدعاء.
أعلم أن ما فعلوه بدافع الخوف وإرادتهم تأمين استقراري لكنهم تجاهلوا ما أريد وما يسعدني أهدافي وطموحي وصفاتي وتفكيري ورأيي وشخصيتي كأنها غير قائمة.
لم يعد لي عمل سوى الدمع والغضب في نفسي وكظمه تارة أخرى، وكرهي علمي إن كل هذا لن يقدمني إلا للوراء لكن لا طاقة لي والخوف يملأني أن يتكرر ما حصل
أريد أن أتعلم كيف أكون لنفسي سند لكي لا أنهار عندما يكون إيذاء ذوي القربى أشد مرارة من إيذاء عدو، كيف لا أنهار في المواقف الصعبة لكي لا ينهار أي شيء سعيت إليه،
كلي أمل في الله أن أجد عندكم الدواء.
16/08/2013
ثم أرسلت بتاريخ 29/08/2013 تقول:
مشكلة في التركيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
كنت قد أرسلت استشارة في تاريخ 15-8 للآن لم يتم الرد عليها لا أعلم لم يحن دورها بعد أو أنني لا أستطيع رؤية الردود في ملفي الشخصي، فقد طلبت أن لا يتم عرضها للزوار والقراء، وأرسلت 3 إيميلات للموقع ولم أتلقى رد أو تحل المشكلة.
إذا تم الرد على استشارتي الرجاء حل الأمر فلا أستطيع دخول الاستشارة
مشكلة في التركيز
بعد أن أرسلت الاستشارة تكرر بعض من الأحداث عاد أهلي ليحاولوا الضغط علي بأخذ قريباتي أمثلة فلانة تزوجة وتعيش كذا وكذا وتلك أصغر منك وما إلى ذلك، هذه المرة لم أحتمل الضغوط والصراخ تحديداً أنه كان لدي أقل من أسبوع لأقرر أريد أن أعود للجامعة أم لا في هذا الفصل الدراسي فدخلت في نوبة بكاء ثانية ولم أستطع التنفس ولا أعلم كيف بدأت صرخت بأن يخرجوا من غرفتي.
احتجت ليومين تقريباً لأهدأ بشكل كلي وقررت التركيز على المشروع أحاول جهدي لكن أجد صعوبة في التركيز وكثيراً ما أنسى تفاصيل، خلال هذا الأسبوع لم أكن أعلم أريد أن أسجل للجامعة أم لا حتى آخر يوم ذهبت وسجلت لأربع كورسات وقررت تجاهل أهلي بالكامل كما كنت سابقاً يتكلمون ولا أسمع ما يقولون كان شيء لم يكن لكن الأمر مع كل هذه الضغوط ليس بهذه السهول.
أعلم أن علاقتي بأهلي يستحيل أن تكون منفتحة وطبيعية فهم لا يتقبلون تفكيري، لا أريد دعمهم تخليت عن هذا الحلم منذ زمن بعيد لكن هم لا يقبلونني ويسعون جاهدين لتغييري والتحكم في أفكاري قيمي ونمط حياتي مادمت لا أعصيهم لن أسمح بذلك، لكنهم دخلوا من باب آخر أنني لا أستمع لهم فهذا يعني أنني أعق والداي.. لا أفعل ما يريدون فأنا أعقهما.
أعلم حق الشرعي، لكن خلال هذه الفترة تغير نشاطي فكثيراً لا أقوى على مغادرة غرفتي ولا أقوى على مساعدة أمي في المنزل وهم لا يرون أن كل هذه الأحداث أضعفتني وأثرت بي.
لا أعلم كيف أتعامل معهم أو كيف أرضيهم جل ما أريد أن أبتعد عنهم وأن يدعوني دون فرض وتحكم.
سأبدأ الدراسة بعد أقل من شهر قمت بأخذ مواضيع تتطلب مني عدم البقاء في المنزل لوقت طويل، لكن أحتاج لأن أركز أكثر من ذي قبل وكثيراً ما لا يكون تفكيري واضحاً لي ورغم عدم مواجهتي أمر كهذا سابقاً إلا أنني أجد صعوبة في الوصول إلى الأمور.
جزاكم الله خيراً
29/08/2013
ثم أرسلت يوم 26 سبتمبر 2013 تقول:
حذف عضوية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا أعلم تحديداً سبب عدم الرد على رسائلي ولا أجد مسوغات سوى اعتقادكم بأن استشارتي كاذبة، أو قد يكون بسبب أمني، إن كان الأول كان بالإمكان حذف حظر عضويتي أو إرسال رسالة تحوي بعدم القدرة على الرد على الاستشارة في حال كان المستشير صادقا لا داعي لأن ينتظر شهرين ويمنحكم العذر تلو الآخر ليشعر أنه أبله في النهاية لطلب استشارة
أرجو حذف رسائلي السابقة
وحذف عضويتي بالكامل شكراً.
26/9/2013
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أعتذر بالنيابة عن الموقع للتأخر في الرد عليك ولكنك تعرفين ما حدث أيضا مع جيرانك كان الله في عونهم في مصابهم الذي لم أنجو منه رغم بعدي المكاني.
تقبلي تقديري واحترامي لالتزامك ضمن مكان عيشك والذي يعكس شخصيتك القوية المتميزة والتي ينقصها الحنكة لتكون نتيجة اجتماع الصلابة والحنكة تميز على مستويات عدة، عليك تعلم التعامل مع غضبك إن كنت تردين النجاح. عنادك لأهلك وصدامك معهم لا يأتي بخير كما بت تعرفين ألم يكن من الأجدى لشخصية مثلك أن تتبع أسلوبا أكثر مرونة، مع ملاحظة أن المرونة لا تعني تغيير موقفك مثل قبول الزواج من شخص لا ترغبينه ولا عيش نمط حياة ترفضينه، لاحظي قبول أهلك من زمن بعيد لطريقك المختلف واحترامهم له، أنت بنيتي تحملين وزر سوء علاقتك بأهلك، تهدرين طاقتك في في معارك جانبية لا قيمة لها وقناعتي دائما لتخرج للحياة أو المعركة يجب أن تؤمن ظهرك.
أقدر صدمتك لما جرى لزملائك وما كشفته لك الأحداث من كذب وتشوه بعض الأشخاص من حولك ولكنها في النهاية أحداث حياة يمر بها الناس وإن اختلفت الأسباب أو التفاصيل، وأنت اخترت جانبا منها فاعملي على أن تكوني على مستوى هذا الاختيار، وتذكري أن من حولك لا يعلمون ما يستهلك طاقتك النفسية. اطلبي مساعدة زملائك في مشروعك بأن يخففوا عنك بعض المسئوليات حيث من الواضح أنك غير قادرة على الموازنة بين مسئولياتك المتعددة.
لو لم تكوني صلبة لما كنت فلسطينية فالصلابة علامة فارقة لهذا الشعب ولكن تميزي بحسن استخدام هذه الصلابة، وتذكري مثل الفلاحين "من أول غزواته كسر عصاته" تعلمي التروي والتخطيط لنفرح معا بإنجازاتك المهنية والاجتماعية.ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>> من أول غزواته كسر عصاته م
التعليق: السلام عليكم،
بصفتي أعيش في فلسطين 48 تحت حكم الصهاينة بودي أن أشاركك ببعض ما ورد في تجربتك:
"لا أعلم أهي غربة كما وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم أم أن صبري نفذ وخبرتي القليلة خذلتني"
فعلا هذه الغربة يشاركك فيها كل من يتمسك بدينه فلا تحزني يا اختي وتذكري قول النبي عليه السلام: "فطوبى للغرباء".
"لا يخفى على العالم واقع فلسطين من احتلال لكن واقع العيش فيها مختلف تماماً عن العالم العربي على كافة الأصعدة تحديداً أنني من الداخل الفلسطيني المحتل (وهي القرى والمدن التي تقع تحت سيطرة اليهود وتم عزلها عن الضفة الغربية وغزة) فلا نحمل هويتنا الفلسطينية ولا نعامل كفلسطينين"
لا تتعبي نفسك في الشرح عن وضعنا فالأغلبية الساحقة من العرب والمسلمين يعتبروننا (عرب 48) "خونة" ومهما حاولنا درء التهمة فلن يقتنعوا... وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، فلنصبر حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، وحسبنا الله ونعم الوكيل