الاكتئاب المصاحب للمثلية عند الذكور
المخ أم القلب
بعد السلام والتحية والكثير من كلمات الثناء على موقعكم وعلى مستشاريه التي لا حمل لي أن أذكر منها شيئا وكما قلت سابقا أنها لن تفي بحقكم مهما ذكرت منها فقد تنفذ مني الكلمات ولم أفِ بحقكم بعد وتحية خاصة لك د.وائل لإنشائك هذا الموقع المميز بل واستمراره بالتميز والعطاء.
لا أدري ما موضع طرحي هذا من تصنيفكم للمشكلات وربما هو يعد سؤالا أكثر منه استشارة ولكني بحاجة لمعرفة رأيكم بما أني أغلب معرفتي بالطب النفسي وما تتطرق إليه من مواضيع كان من خلالكم.
طرح أحد الأخوة لي بالمنتدى أن أحد مسببات المثلية (شخص زرع له قلب فتاة فانتقلت له صفات أنثوية وبدأ يشعر بميول جنسية مثلية) وكذلك من خلال نقاشه كان يقول أن القلب له دور في التعلق وليس العقل الباطني فكان هذا هو ردي عليه، (لا أكذب عليك كنت أعتقد في الماضي أن القلب هو مصدر العواطف والأحاسيس وربما كانت الأفلام والمسلسلات وكل ما نشاهده حتى في الكتب والمجلات يقول لنا أن القلب هو مصدر هذه الأحاسيس وأن العاطفة تكون بداخل هذه المضغة الصغيرة المسماة بالقلب وكذلك ارتبطت عندنا إشارات الحب بهذا الرمز الذي يشبه المثلث بالأسفل ويحفه دائرتين غير مكتملتين من أعلى حتى أني أعتقد أن هذا الرمز هو الشكل الحقيقي للقلب وبعد ذلك اكتشفت أنه لا يمت بصلة بهذا الرمز وكذلك تفاجأت أيضا من تشريح هذا القلب وعلمت أنه ليس إلا عضلة مهمتها نقل الدم وضخه لسائر أجزاء الجسم؛
وهنا دعني أتناقش معك لو أن هذا القلب فعلا هو ليس إلا عضلة إذن فما مصدر هذه الأحاسيس والعواطف بالطبع لم يبقى أمامنا إلا العقل وهنا يأتي سؤال آخر كيف تنشأ هذه العواطف والأحاسيس هل هي تكون موجودة بطبيعة الحال في المخ في جزء معين أم تكون مرتبطة بالذكريات من رأي المتواضع أعتقد أن كل ما نمر به من عواطف ومشاعر وأحاسيس يكون مرتبطا بالذكريات وربما استنتاجي هذا عائد على هذا المرض المسمى بفقدان الذاكرة لم أتطلع جيدا على هذا المرض ولكن كل ما أعرف عنه هو مجرد ما شاهدته ربما بالأفلام وقليلا من الكتب ولكن دعنا نتعرف ونتخيل معا على ما يحدث حين يصاب المرء بفقدان الذاكرة هل تظل هذه المشاعر بداخله المتعلقة بمن أحبه أو شيء كهذا لو أن أما أصيبت في حادثة وحصل لها فقدان ذاكرة كامل وأعتقد أن عاطفة الأمومة أشد ما يكون وقام أبنائها بزيارتها ما هو موقفها تجاههم هل سوف تشعر بهذه العاطفة الشديدة التي تكون مع الأم أم أنها لن تشعر بهم؛
وكذلك هو حالنا مع من نشعر بالحب تجاههم هل يتوقف الأمر على صلة قرابة حتى نشعر بهذا الحب أم يتوقف على ذكرياتنا معهم أو حتى هذه الصورة التي تأخذ مجراها في المخ والتي من الممكن أن نسميها الحب من أول نظرة ولو طبقت هذا التفكير على مثال بسيط لو أن لي أخ لم أكن أعرفه من أبي مثلا ولم يبلغني بذلك وكبرت وعرفت بعد عدة سنين من أبي أن لي أخ هل بمجرد سماعي لذلك هل أجد نفسي أحبه أم أن هناك ارتباطات أخرى للحب متعلقة برؤيته على أقل تقدير.
أعود ثانية لطرحك بأن يزرع في قلب الرجل قلب فتاة فتنتقل له صفات أنثوية لما لا يكون هذا الشخص قد علم بأن ما بداخله قلب فتاة فيكون هذا سبب ما حدث له بأن أعطى لنفسه هذا الإيحاء بأنه يملك قلب فتاة وكذلك فإنه متأثر بهذا القلب الجديد الذي عليه أن يتمتع بالرقة وبعض الصفات الأنثوية أعتقد أن الموضوع بحاجة أكثر للتفكير وكذلك).
(مسألة المشاعر والأحاسيس وارتباطها وأسباب تكونها لدى الشخص سأحاول أن أبحث وأفكر أكثر في هذه الأشياء)، وهنا هل هذه المشاعر والأحاسيس والحب عموما يكون مرتبطا بالهرمونات التي يفرزها الجسم والتي مصدرها العقل كالدوبامين والمعروف بهرمون الحب أم أن القلب له دور في ذلك.
كان في رد أخي علي كان هذا الفيديو الوثائقي (القلب مستودع الذكريات) وكان هذا الفيديو به دراسات على من تم لهم زراعة قلب وحدث لهم تغيرات في حياتهم متعلقة بالصفات والرغبات التي أصبحوا يميلون لها بعد العملية، وكذلك هناك العديد من الآيات القرآنية التي تحدثت عن القلب وربطته بالفهم والعقل، منها (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور)....الحج 46
و(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا........) سورة الأعراف – الآية 179
(وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا )... الإسراء 46
كذلك هناك العديد من الآيات القرآنية التي ربطت القلب بالفهم والعقل.
أثناء بحثي وتصفحي كنت أجد الكثير من المتهجنين ممن يحاولون الإساءة للإسلام على هذه الآيات وكذلك فإنهم يحاولون إثبات الخطأ بالقرآن وبالإسلام عموما، بالنسبة لي الحمد لله لست من النوع الذي قد يوسوس له بعقيدته وكذلك أنا على ثقة تامة بصدق ما ذكر بالقرآن والسنة ولكني كنت أحتاج إلى تفسير لمثل هذه الآيات وهل هي كما نتفهمها من المعنى العامي للغة أم أنه يمكن أن يكون هناك دلالات ويكون المعنى لهذه الآيات أعمق من تفسيرها السطحي للشخص العادي
ولو كان تفسير هذه الآيات كما هو مفهوم هل توصل الطب لعلاقة القلب بالمشاعر والأحاسيس والذكريات والفهم والتعقل
أم أنه لم يتم اكتشاف هذا الأمر بعد ومازال المخ هو المسؤول عن كل ذلك.
03/10/2013
رد المستشار
شكراً على مشاركتك الموقع بخواطر لا بأس من التعليق عليها.
كلمة قلب تستعمل في جميع اللغات بصورة مزاجية يتم تعريف القلب من الناحية التشريحية بأنه عضو صنوبري الشكل مودع في الجانب الأيسر من الصدر يعمل هذا العضو كمضخة للدم لتغذية جميع أنحاء الجسم ومنها الجهاز العصبي الجهاز العصبي بدوره يتحكم ويدير فعالية القلب عن طريق إشارات كهربائية، نهاية الحياة تظهر للعيان بتوقف القلب ولكن من الناحية العلمية توقف الجهاز العصبي عن العمل.
من الناحية اللغوية وأيضاً في جميع اللغات منذ أقدم العصور حتى يومنا هذا يتم استعمال كلمة القلب لتعني الفؤاد أو العقل، أفضل تعبير في القرآن الكريم عن القلب قوله تعالى "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"(آل عمران 159). لو تم تفسير هذه الآية استناداً إلى المعنى التشريحي للكلمات لاستنتجنا أن القلب الغليظ هو قلب مريض ضعيف من جراء مرض عضوي ولكن ما يشير إليه الرحمن الرحيم هو الإنسان الجبروت المتسلط على الآخرين والذي لا يحسن التعامل مع غيره من البشر، الوصف الأخير هو لشخصية الإنسان ولا علاقة له بغلاظة القلب أو نسيجه. شخصية الإنسان يتم صياغتها في العقل والعقل هو الدماغ ومزاجا نقول القلب ولكن هذا لا يعني العضو الذي في الصدر.
أما كلمة نعقل وهي التفكير بعقل وتدبر فيقول سبحانه "وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير"(الملك 10). هذه الآية الكريمة تشير بوضوح إلى أن التفكير والسمع وحتى مشاعر النسيان وتدبيره هي من وظائف الجهاز العصبي لا أحد ينكر أن السمع يتم عبر الأذن ومن ثم يتم توصيل الأصوات إلى المخ كذلك تشير الآية الكريمة إلى أهمية التفكير بعمق وتدبر الأمور لكي يفهم الإنسان معنى الوجود وتطوير شخصيته والمجتمع الذي يعيش فيه كفا أن يدرك الإنسان أن أول كلمة في القرآن الكريم هي قوله تعالى:"اقرأ" وهل القراءة ليست إلا في المخ!!!.
يمكن النظر إلى مخ الإنسان وكأنه أعجوبة يمكن تشبيهها بكمبيوتر لن يقوى الإنسان أبداً على صناعته.
٠ تستقبل ما ترى في الفص القذالي.
٠ تستقبل ما تحس به في الفص الجداري.
٠ تستقبل ما تسمع في الفص الصدغي.
يتجمع كل ذلك ويرتبط بعضه بالبعض الآخر في الفصيص الجداري السفلي يتم نقل ذلك كله باتجاه قشرة الفص الجبهي لكي تستجيب لها وتخطط ومن ثم تخزن ما تشاء في الحصين، لا تخزن المعلومات الحسية والبصرية والسمعية فقط وإنما تخزن معها جميع العواطف التي مصدرها الجهاز الحوثي من الدماغ والمرتبط بالفص الجبهي.
من لطف رب العالمين بعباده أن مركز الخزن في الحصين يعمل وكأنه قرص هائل لخزن المعلومات ولا يتم الخزن في جهة واحدة فقط وإنما في اليمنى واليسرى وتماما كقرص احتياطي، رائعٌ هذا التصميم الإلهي لأن الإنسان إذا أصيب بصدمة دموية أو حادث يتنج عنها تدمير جهة واحدة من الدماغ فعندها هناك قرص احتياطي لاسترجاع المعلومات السابقة على ضوء ذلك ترى بأن الإنسان يمكن تأهيله بعد تدمير جزء من الدماغ ويتحسن تدريجياً.
إن الطريق النهائي لمشاعر الإنسان وسلوكه هو الفص الجبهي وهنا هو العقل وهنا أيضاً القلب لا يميز الإنسان عن الحيوان إلا الفص الجبهي وهو تحت سيطرة الإنسان على ضوء ذلك ترى الشرائع تحمل الإنسان مسؤولية أفعاله إلا إذا كان مصاباً بعاهة عقلية.
ضعف الإيمان
النقاش حول استعمال المصطلحات ومحاولة إثبات أو نقض القرآن الكريم عملية عقيمة لا تشير إلا إلى ضعف الإيمان والجهل لا يحتاج المؤمن إلى سماع الروايات عن محاولة البعض ربط الآيات القرآنية باكتشافات علمية يتم هذا الربط بصورة خالية تماماً عن مبادئ البحث العلمي ويتم تحوير الحقائق إلى درجة تسيء إلى الدين، الدين له أبعاد عدة ولا يحتاج الإنسان إلا إلى التفكير بوجوده والتركيز على البعد الروحي والأخلاقي للدين ليثبت في مكانه أما حشر القرآن الكريم في علوم الفيزياء والكيمياء فهي عملية عقيمة وغير علمية ولا يحتاجها الدين ومن يؤمن به.
تغير الشخصية وجراحة القلب
نشرت بعض الصحف والمواقع مقالاً حول تغير الإنسان بعد عملية زرع القلب وصرح البعض بأن هذا هو الدليل على أن القلب هو مركز المشاعر والأحاسيس وغير ذلك لاحظت في أحد المواقع بأن هذا المقال المترجم تجاوزت شهرته أي بحث آخر وانهالت التعليقات من القراء حول صفاء قلوبهم الآن واكتمال دينهم بأن كلمة القلب واستعمالها في القرآن الكريم هي الإعجاز الأول والأخير ما عليك إلا أن تشعر بالأسف على ضعف إيمان من ترجم المقال من صحيفة غير علمية وعلى من قرأه.
التدخل الجراحي في أمراض القلب أمره شديد فكيف إذاً إن كان هذا التدخل الجراحي يعني زرع قلب جديد عمليات القلب تتضمن محاولة السيطرة على جهاز التغذية الدموي لجميع أنحاء الجسم ومنها الدماغ خلال عملية جراحية تستغرق عدة ساعة وأحيانا أكثر من 12 ساعة في عمليات زرع القلب.
لا يجهل على كل من له ممارسة في الطب النفسي العصبي بأن هناك بعض من تتغير شخصيتهم بعد عمليات القلب وخاصة تلك التي تتضمن زرع أوعية دموية جديدة ناهيك عن عملية زرع قلب جديد هناك من ترى تغيير شخصيته تماماً فترى قاسي القلب يصبح أكثر ليونة من قبل وترى من كان حملاً وديعا يصبح مشاكساً كثير الانتقاد لغيره ترى كذلك من مكان مثلي التوجه جنسياً يصبح غيرباً وبالعكس وهكذا هذا التغير الذي يطرأ على شخصية الإنسان ومعنى وجوده في الحياة وغير ذلك يمكن تفسيره كما يلي:
٠ التفسير الذي أميل إليه في الحالات الشديدة هو حدوث جرح في الفص الجبهي للإنسان من جراء انقطاع في الإمدادات الدموية أثناء التدخل الجراحي يجب أن نتذكر كذلك بأن الإمدادات الدموية في المصابين بأمراض القلب غير صحية حتى قبل التدخل الجراحي وكثيرة الـتأثر بعملية جراحية تتطلب التدخل في الإمدادات الدموية لجميع أنحاء الجسد.
٠ التدخل الجراحي بحد ذاته صدمة نفسية قبل وبعد العملية يحاول الإنسان مناقشة مصيره، ورد فعله النفسي لهذا الحدث الهائل يتضمن أحيانا اضطرابات نفسية ينتج عنها تغيير في شخصيته فكيف إذا كان التدخل الجراحي يتضمن زرع قلب جديد!!.
٠ التداخل الجراحي في القلب يشمل تناول عقاقير عدة قبل وبعد العملية والتي بدورها تؤدي إلى أعراض طبية نفسية جانبية في عمليات زرع القلب يستوجب على الإنسان تعاطي عقاقير للسيطرة على مناعة الجسد التي ترفض وجود نسيج القلب الجديد الأعراض الجانبية للعقاقير الأخيرة أشد بأساً من الأولى.
٠ هناك من يفسر تغير التوجه الجنسي بعد العملية الجراحية ومنها زرع القلب بأن الإنسان كان يكتم توجهه الجنسي وبعد ذلك يستعمل التدخل الجراحي كمبرر لسلوكه متجنباً عتاب ولوم الناس له.
خلاصة الأمر أن استعمال كلمة قلب في جميع اللغات يعني بمشاعر الإنسان وعواطفه مركز هذا القلب العاطفي هو الدماغ ويتحكم الإنسان فيه بصورة أو بأخرى في الفص الجبهي في الفص الجبهي قلب الإنسان العاطفي وروحه أيضاً:
"يسألونك عن الروح.. قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"(الإسراء 85).
ويتبع>>>>>>>>>>>>>: الاكتئاب المصاحب للمثلية عند الذكور م